صمود السجناء الساسيين قصم ظهر الخليفيين، وسيتحررون بعون الله
منذ ان انطلق شعبنا البطل في ثورته المظفرة بعون الله، كان يتطلع لإفشال المشروع الخليفي برمته، بعد ان اثبت عداءه لقيم الامة وثوابتها والمباديء الانسانية، ورفضه قيم العصر والتحضر وفي مقدمتها الحكم من خلال صناديق الاقتراع، وليس على اساس التوارث والعقلية القبلية. فسعى لمقاطعة مؤسساته ورفض إجراءاته حسب ما تسمح به الظروف. هذه الحقائق ما تزال تحكم مواقف الشعب ومشاعره وتوجهاته. وفي مقدمة المؤسسات التي أقامها الخليفيون للاتكاء عليها لادعاء شرعيته مجالسه الصورية التي اثبتت عجزها عن التحول الى مؤسسات مستقلة تستطيع اتخاذ قراراتها بعيدا عن الإملاءات الخليفية. وقد سعى الشعب لإفشال هذه المؤسسات سواء التي تتمظهر بحقوق الانسان او العمل البرلماني. وقد نجح الشعب في كشف استبداد الخليفيين وانتهاكاتهم الفظيعة لحقوق الانسان، فما أن يطأ طاغيتهم أرضا حتى ترتفع الاصوات ضده وتطالب بطرده، بل ان هناك من هذه المنظمات من يطالب باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وفي زيارته الاخيرة لبريطانيا لحضور سباق الخيل بمنطقة وينزسور ارتفعت هذه الاصوات، فكتبت المقالات التي تستنكر دعوته وتكشف الجرائم التي ارتكبها بحق البحرانيين، وصدرت بيانات سياسية وحقوقية حول ذلك، وطرحت أسئلة للحكومة البريطانية حول دوافعها لدعوته وتجاهل استغاثات الشعب الذي يرزح تحت حكمه الجائرز
في الشهور الاربعة المقبلة سيبذل الطاغية وعصابته وداعموه لتضخيم مشروعه “الديمقراطي” بإجراء “انتخابات” صورية لمجلسه الفاشل الذي تجاوزه الشعب وقاطعه ولم يعترف بوجوده. فأصبح أفراد ذلك المجلس الخليفي مرفوضين شعبيا، يحتقرهم أصغر سجين سياسي تذوق طعم الحرية وهو يرزح في قيود الطغاة، ويستصغرهم الأطفال المرتهنون في الأسر الخليفي وآخرهم أطفال سترة الستة الذين أمر الديكتاتور بسجنهم والتنكيل بهم وهم: محمد جعفر الكويتي وشقيقاه، مقتدى ومنتظر، وأحمد حبيل ومحمد عبد الزهراء وعلي حسين. يعتقد الطاغية وعصابته ان التحشيد لانتخابات نصف اعضاء ذلك المجلس الفاشل سيوفر له شرعية ودعما من الخارج. ولذلك سيبذلون ما لديهم من جهد لتضليل العالم بحقيقة الانتخابات والمجلس الذي سيتمخض عنها. وفي هذا الإطار نود إيراد الأمور التالية:
الأول: ان الطاغية الخليفي يشعر بإفلاس سياسي وأخلاقي كامل، ويتعرض لضغوط من داعميه لحلحلة الامور قليلا لكي يوفر لهم ذريعة ليستمروا بدعمهم له والتصدي للشعب. وقد أدرك سياسيو واشنطن ولندن ان من أضعف الحلقات في المشروع الخليفي اكتظاظ السجون بسجناء الرأي، وان على الطاغية تفريغ تلك السجون لكي يوفر اجواء مهرجانية تساهم في تشجيع البعض على المشاركة بالترشح او التصويت. المشكلة التي تواجه الخليفيين وداعميهم في هذا الجانب، ان المعتقلين السياسيين يرفضون منحهم أية فرصة للتظاهر بالتمدن والانفتاح بعد ان مارسوا أبشع الجرائم بحق الوطن والمواطنين وسجنوا وعذبوا وأبعدوا ا لاحرار وهدموا المساجد واستهدفوا الحرمات وانتهكوا الأعراض. وشعار الكثيرين يقول: لا شرعية لأعداء البحرين وشعبها خصوصا الخليفيين”. مع ذلك يتوقع استمرار الترويج للانتخابات برغم خوائها وافتقارها لأدنى مستلزمات الحرية والديمقراطية والشراكة السياسية الحقيقية.
الثاني: ان اطلاق سراح المعتقلين السياسيين مطلب شعبي ودولي، وحق لا يستطيع الخليفيون مصادرته. ولكنه ليس مرتبطا بأي شكل بالمشروع السياسي الخليفي، فكل معتقل شريف يصر على موقفه بالمطالبة بالتحول السياسي وانهاء الحقبة الخليفية السوداء، ومحاكمة المعذبين وعلى رأسهم رأس الحكم ا لذي يعتبر مهندس أسوأ حقبة سوداء مرت بالبلاد. وقد رفض اإغلب السجناء ا لسياسيين مشروع الاحكام الخليفي وأفشلوه، وأصروا على براءتهم وإجرام سجانيهم. وكان لتصريحات أبطال السجون ومنهم الأستاذان حسن مشيمع وعبد الوهاب حسين والشيخ زهير عاشور الرافض للاحكام البديلة دور في إفشال الاحكام البديلة وحرمان الخليفيين من استغلاله ضد الوطن والشعب. وقد وقف العالم احتراما وإجلالا للعائلات التي تقف ليليا على الشوارع العامة مطالبة بالافراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين السياسيين، ورفض كافة العناوين التضليلية التي طرحها المحتل الخليفي واعوانه، كالاحكام البديلة والسجون المفتوحة، او مقولات “عفا الله عما سلف” او سياسة “الافلات من العقاب”. هذه الوقفات الليلية، وكذلك المسيرات الرافضة للتطبيع والخيانة الخليفية تساهم في تعميق الشعور بفشل الخليفيين وداعميهم في إنهاء الانسداد السياسي في البلاد، الأمر الذي سينتهي، بعون الله الى سقوط منظومة الحكم الاستبدادي التي ارتبطت بالخليفين.
الثالث: ان الشرفاء لا يطرحون مقولة “العزل السياسي” الذي فرضه الخليفيون على اعضاء الجمعيات السياسية التي أمروا بحلها، كمطلب لانها هامشية ولا تعكس حقيقة الأزمة السياسية في البلاد. فحتى لو لم يصدر ذلك القرار فسيتواصل الموقف الشعبي الصامد الذي يرفض المشروع السياسي الخليفي الذي اختصر بانتخابات فاشلة لمجالس صورية تخدم العصابة الحاكمة وتقر استبدادهم وتصدر بيانات التأييد لخيانتهم الأمة وتطبيعهم مع العدو. مشكلتنا مع الخليفيين ليست محصورة بقانون فاسد هنا وآخر هناك، بل ترتبط بأساس حكمهم وعدم شرعيته، وانه مشروع استبداد واضطهاد وقمع وخيانة، وان الشعب يريد استبداله بنظام حكم وطني حر يبدأ بكتابة دستور جديد من قبل أبناء الشعب، ويتواصل عبر منظومة سياسية تجعل الشعب في محور القرار السياسي والادارية. فحتى قبل ان يكون هناك ما يسمى “قانون العزل السياسي” قاطع البحرانيون الشرفاء الانتخابات الخليفية لانها صورية هدفها تكريس الاحتلال الخليفي وإلغاء دور الشعب الحقيقي في ا نتخاب برلمانه وحكومته. وفي ظل استمرار حكم العصابة المجرمة ستستمر بإصدار القوانين القمعية ومنها قانون العزل السياسي وقوانين إسقاط الجنسية، والقوانين التي تمنح الخليفيين حقوقا تفوق ما يستحقونه، وسيتلاعبون برسم الدوائر الانتخابية، ويهندسون مشروعهم السياسي لتجاوز الحقوق المشروعة للسكان الأصليين (شيعة وسنة). لذلك سيعمل الثوار والنشطاء والأحرار لإفشال المشروع الخليفي وسيوجهون الانتخابات الصورية لكشف حقيقة العصابة الخليفية وجرائمها ضد الوطن والشعب والأمة.
الرابع: ان الخليفيون يشعرون بهزيمتهم الساحقة أمام الشعب البحراني الأصلي (شيعة وسنة)، خصوصا في مجال حقوق الانسان بكافة تفرعاتها. ويدركون كذلك ان نشاط الشعب ممثلا بقوى المعارضة ومؤسساتها الحقوقية والسياسية أدى الى تفاقم الضغوط الداخلية والخارجية على الطاغية وعصابته لإخلاء السجون. وقد فشلت مؤسساته التي أنشأها تحت غطاء حقوق الانسان في تلميع صورته بشكل حقيقي، فأصبحت تستنزف ثروات الشعب بمصاريفها بدون ان تحقق شيئا للخليفيين. وجاء قرار الكونجرس والبيت الأبيض بمطالبة الخارجية ا لامريكية باعداد تقرير مفصل عن السجناء البحرانيين ليشعر الطاغية بالهزيمة ا لحقيقية وضرورة اتخاذ خطوات لوقف تبعاتها. وكعادته، يسعى للتذاكي على الشعب لتغطية الهزيمة، فبدلا من اصدار قرار بالافراج عن السجناء السياسيين فورا بدون قيد أو شرط، عمد لطرح مقولاتها الخاوية كالاحكام البديلة والسجون المفتوحة، ولكن، كما تمت ا لأشارة، تمكن رموز الوطن والشعب من افشال تلك الخطة، ولم يعد امام رموز الاستبداد والظلم الخليفي سوى تغيير لهجة خطابهم والاعتراف بالهزيمة امام ضحايا التعذيب والسجناء السياسيين، والاستعداد لتفريغ السجون، برغم أنوف الجلادين. ويشعر ضحايا التعذيب الخليفي ان جراحهم وآلامهم ومعاناتهم وصبرهم من أهم عوامل هزيمة الخليفيين السياسية والاخلاقية، وان الدور الامريكي الضاغط، إن صمد امام محاولات شرائه بالمال النفطي السعودي والاماراتي، سيكون ثمرة الإيمان الشعبي الراسخ وصمود ضحايا التنكيل الخليفي.
بعد اكثر من احدى عشرة سنة من النضال والتضحيات والصمود، ليس مستبعدا ان يتحقق الوعد الإلهي للمظلومين بحتمية سحق الطغاة والظالمين برغم ما يملكونه من أدوات القوة المالية والعسكرية. فَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِۦ رُسُلَهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنتِقَامٍۢ (ابراهيم – 47). سيتحقق النصر الإلهي لهذا الشعب المظلوم، والهزيمة الماحقة للعصابة الخليفية المجرمة، وسيتحرر الأسرى من قبضتها بعون الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. هذا وعد إلهي للمؤمنين الصابرين، ومعه تحذير إلهي صارم للطغاة الخليفيين: وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (الزخرف – 39)
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
20 مايو 2020