بيانات حركة أحرار البحرين

يا أحرار العالم: معًا لقلب طاولة القمّة العربية على رأس طاغية البحرين

بعد أيام تعقد القمة العربية  في البحرين، لمناقشة أوضاع الأمة العربية وما تمر به من مخاضات صعبة. بعض هذه المخاضات يتصل بالأوضاع الداخلية لكل من هذه البلدان، وبعضها الآخر ناجم عن استمرار قضية فلسطين والتوتر الذي لم يفتر يوما مع قوات الاحتلال الإسرائيلية. ومن المؤكد أن القمة سوف تناقش العلاقات البينية في العالم العربي خصوصا في ضوء ما حدث من توترات إقليمية. ومن ذلك حرب اليمن التي استمرت ثمانية أعوام بعد أن شنت قوات التحالف السعودي الإماراتي عدوانها على اليمن في العام 2015. ومنها كذلك العلاقات في ما بين دول مجلس التعاون الخليجي التي شهدت صعودا وهبوطا منذ تأسيس ذلك المجلس في العام 1981. ومنها كذلك علاقات دول الشمال الأفريقي والصراعات على الحدود. وربما القضية الأكثر إثارة للجدل قضية التطبيع بين بعض الأنظمة العربية والكيان الإسرائيلي ومنها حكومة الدولة التي تستضيف القمة بالإضافة لي حكومات الإمارات ومصر والمغرب والسودان وهي الدول التي طبعت علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي. ويُتوقع أن يتحاشى الحاضرون النقاشات المثيرة للجدل رغبة في الحفاظ على قدر من التفاهم وإظهار القمة بقدر من النجاح.
تعقد القمة المذكورة في ظل عدد من التطورات من بينها ما يلي:
 
أولا: حرب غزة المستمرة منذ أكثر من ستة شهور وهي الحرب التي أظهرت عجز الحكومات العربية عن التصدي للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الأرض العربية. كما أظهرت الشعب الفلسطيني قويا وثابتا وقادرا على الدفاع عن نفسه ومستعدا للتضحية من أجل الحرية والكرامة مهما كانت التكلفة المادية والبشرية. قمة البحرين ستظهر فشل الحكومات التي تحضرها في القيام بمسؤوليتها اتجاه الشعب الفلسطيني. فلم تقدم لهذا الشعب دعما حقيقيا لمواجهة العدوان الإسرائيلي الذي استخدم أبشع أساليب القمع والعدوان. فانتفضت شعوب العالم داعمة لهذا الشعب، بينما لاذت حكومات العرب بالصمت في في أحسن الأحوال، والتواطؤ في أبشع الحالات. وبلغ الخذلان ذروته برفض الدول المطبّعة مع الاحتلال وقف ذلك التطبيع وتجميد العلاقات وسحب السفراء.  وليس سرا القول أن حكومتي الإمارات والبحرين ساعدتا كيان الاحتلال بإعادة تصدير المواد التجارية والبضائع بعد أن منعت حكومة اليمن مرور السفن التي تحمل بضائع الكيان الإسرائيلي. تبرعت حكومتا الإمارات والبحرين باستلام البضائع وإعادة إرسالها برًّا إلى الكيان الإسرائيلي عبر الأراضي السعودية. هذه القمة ستكشف فشل هذه الحكومات في حماية شعب فلسطين أو الارتفاع إلى مستوى الشعوب التي تعاطفت مع ذلك الشعب.
 
ثانيا: تعقد القمة بعد انتهاك الكرامة العربية من قبل الصهاينة الذين اعتدوا في وضح النهار على الشعب الفلسطيني وتحدوا الحكومات العربية أن تعمل شيئا. هذا الانتهاك سيبقى وصمة عار لهذه الحكومات خصوصا التي هرعت للتطبيع مع الاحتلال وتلك التي صمتت على الدعم الأمريكي له بدون أن تحرك ساكنا لصالح ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة. وبذلك ستكون هذه القمة التي يتشدق حكام البحرين باستضافتها مادة للتندر من قبل الجماهير العربية والاستهزاء بالزعماء الذين أثبتوا عجزهم عن مواجهة تحديات الاحتلال بينما يصرون على مواجهة شعوبهم بالنار والحديد. فما أكثر سجناء الرأي في مصر والأردن والبحرين، وما أقل تصدي حكومات هذه الدول الأعداء الأمة. ولو استطاع الزعماء الخروج من  القيود الدبلوماسية وزاروا مناطق البحرين التي يقطنها المظلومون والمستضعفون وضحايا الحكومة التي تستضيفهم لرأوا حقيقة هذا الشعب، ولعرفوا معدنه العربي الإسلامي الأصيل الذي يتعاطف مع المظلومين ويتصدى للظالمين. سيجدون اسم فلسطين على الجدران وشعارات العزة والكرامة والدفاع عن المسجد الأقصى في كل زاوية. سيسمعون هتافات الرجال والنساء والشباب والأطفال تتردد بين الجدران في المناطق المحرومة من التنمية الحقيقية، وسوف يدركون أن مضيفيهم الذين بدّدوا أموال الشعب ومارسوا أقصى درجات البذخ لاستضافتهم لم يكونوا أمناء مع شعبهم. ولو زاروا العائلات المنكوبة بسجن أولادها لأدركوا عمق مأساة هذا الشعب، ولربما وجد بعضهم نفسه مضطرا للاعتراف بمأساة أهل البحرين في ظل الحكم الخليفي الجائر والظالم والمتخلف.
 
ثالثا: إنه لعار كبير لكل من استجاب لدعوة طاغية البحرين لحضور هذه القمة المأساوية التي يفترض أن تناقش قضية فلسطين ومعاناة أهلها والعدوان على غزة. فمضيّفهم هرع للتطبيع مع الاحتلال وبعث مندوبيه إلى تل أبيب واستقبل السفير الإسرائيلي برغم رفض الشعب البحراني إقامة أية علاقة مع الاحتلال أو الاعتراف به. إن شعب البحرين سوف يقدّر لكل حاكم رفض دعوة طاغيته، فإن وّجد مثل ذلك الحاكم فسيكون قد حمى نفسه من مصافحة اليد التي تصالحت مع محتلي فلسطين، وبذلك خانت الأمة كلها ووقفت ضد رغبات شعبها ونكلت بمن اعترض على سياساتها التطبيعية.  فسجون البحرين مكتظة بالأحرار الذين طالبوا بالحرّيّة وتبنوا قضية فلسطين كقضية مركزية للأمة، استشهد منهم من استشهد في سبيلها سواء الذين احتجوا أمام السفارة الأمريكية في البحرين بعد مقتل الشهيد محمد الدرة أم الذين ذهبوا إلى لبنان لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي في العام 1982 أم الذين حاولوا كسر الحصار الذي فرضه المحتل على غزة قبل 20 عاما. هذا الشعب سيظل وفيا لأهله في فلسطين وللمسجد الأقصى، ويستنكر دائما سياسات حكومته خصوصا بعد أن تصالح حاكمه وطبّع مع المحتلين واستقبل وفودهم في قصره واعتقل من احتج ضد احتلال أر           ض الأقصى. إنه يحاول الإفلات من العقاب دائما برغم ما يرتكبه من جرائم ضد الإنسانية بحق المواطنين، هذا الإفلات من العقاب لن يطول بعون الله تعالى، بل أن يد العدالة سوف تطاله طال الزمن أو قصر، وإن غدا لناظره قريب.
 
رابعا: في ظل حكم هذا الطاغية اكتظت السجون بالمعتقلين ومنهم الشيوخ الكبار وعلى رأسهم  الأستاذ حسن مشيمع الذي بدأ جسده يتداعى في ظل القمع الخليفي وتقدم العمر. اعتقد هذا الطاغية أن سجن الأحرار سوف يحميه من غضب الشعب ولكن الله له بالمرصاد، فإذا بمجموعات الأحرار تتصدى له في الشوارع والحارات تحتج ضده وضد عصابته وسياساته وتطالبه بتبييض السجون. وشاء الله كذلك أن تتغير الظروف الإقليمية والدولية وتتصدع الجبهة التي ينتمي إليها الطاغية وعصابته تدريجيا وتبدأ جبهة المقاومة في تسجيل النصر، فإذا به يجد نفسه محاصرا بقضية المعتقلين السياسيين فأصبح هو المعتقل وليس السجناء. وبدلا من أن يرفع الراية البيضاء أمام صمود الشعب حاول مرة أخرى التذاكي، ولكن الشعب فهم ألاعيبه وحيله ومكره. وعندما أمر بالإفراج عن نصف المعتقلين السياسيين ظن أنه سيحصل على مقابل من المواطنين بالشكر والتقدير والإجلال، متناسيا أن ذلك الزمن قد ولى وأن ثورة 14 فبراير قد غيرت المفاهيم والقيم والأولويات، وأقنعت الشعب بأن البيت الخليفي متورط في الإجرام بحق أبناء البحرين الأصليين سنة وشيعة، بعد أن مارس بحق السجناء أبشع فظاعات التعذيب والتنكيل والإعدام. ما زال هذا الطاغية متهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ويصرّ على سجن المئات من المعتقلين السياسيين والرموز الأبطال الذين رفعوا راية الحرية ودافعوا عن الشعب وهتفوا باسم فلسطين. عليه أن ينفذ أمر الشعب له بالإفراج عنهم فورا لكي لا يتضاعف العقاب الذي ينتظره أمام القضاء العادل في محكمة الشعب إن شاء الله. لن يكون هناك تهاون مع أعداء الحرّيّة، أعداء الأمة، أعداء الشعب، أعداء فلسطين، وإن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
 
اللهم ارحم شهدائنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة أحرار البحرين الإسلامية
3 مايو 2024
زر الذهاب إلى الأعلى