بيانات حركة أحرار البحرين

استضافة الخليفيين عسكريين صهاينة قبيل اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب

عمّت البلاد موجة من السخط عندما انكشفت جريمة التآمر مع الإسرائيليين ضد فلسطين والبحرين. هذه المرة حدث الاجتماع التآمري على أرض البحرين، في اجتماع بين العسكريين من الجانبين الصهيوني والعربي، وهو اجتماع سعى الخليفيونلإخفائه وعدم البوح به. ولولا ما كشفته المواقع الالكترونية مثل “اكسيوس”  الذي نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية  خبر الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي لبقيت القصة طي الكتمان. وما ان ظهر الأمر حتى انتشر الخبر كالنار في الهشيم. فقد كان صفعة للأمتين العربية والإسلامية بشكل عام وللشعبين الفلسطيني والبحراني بشكل خاص. وضم الاجتماع جنرالات إسرائيل مع نظرائهم من جيوش عربية لبحث التعاون الأمني في المنطقة  تحت رعاية القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”. وقد تم بشكل سري بحضور رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بالإضافة إلى رئيس القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل “إريك” كوريلا. وحضر الاجتماع كبار الجنرالات من البحرين والإمارات والسعودية والأردن ومصر
ومن مدلولات خبر اللقاء الذي ضم جنرالات الحرب ما يلي:
 
أولا: إن إحاطته بالكتمان المطلق أكد عمق خطره ومدلولاته وربما تبعاته. فهو اجتماع بين عسكريين من نظام محتل يفترض أنه في حالة صراع مع العرب والمسلمين، برغم مد الجسور بين البيت الخليفي والاحتلال الصهيوني. فلم يجرؤ الخليفيون على الإعلان عنه او بث تفصيلاته، او توضيح الهدف منه وما توصل إلمجتمعون إليه من اتفاقات.
 
ثانيا: أنه تم بين العناصر العسكرية المسؤولة عن دعم وجود نظامي الاحتلال والاستبداد في فلسطين والبحرين وبقية البلدان المشاركة، فهو يمثل مصالح هؤلاء ويبحث في خطط دعمهم وضمان أمنهم. والعسكريون معروفون بشراستهم وغياب الرحمة من قلوبهم، وهذا ما تؤكده مشاهد التدمير الشامل في غزة، ويعيد الى الذاكرة مشاهد التدمير في البحرين في دوار اللؤلؤة وفي سترة، بالإضافة لمشهد قوات الاحتلال السعودية والأماراتية الجسر للانقضاض على شعب البحرين وثورته. هؤلاء العسكريون مدرّبون على عقيدة عسكرية ليس لحماية الحدود وضمان تطبيق الدستور بل ممارسة الظلم بأبشع صوره وحماية الظالمين.
 
ثالثا: أن الاجتماع يعبّر عن حقيقة سياسات آل خليفة وتوجهاتهم، فهم مع الاحتلال الإسرائيلي وليسوا مع الشعب الفلسطيني، وهم مستعدون لمنح الاحتلال، بالاضافة للاعتراف، وجودا عسكريا في منطقة الخليج، وتحدّي كياناته ودوله. كما أن الاجتماع يعتبر رسالة تحذير وتخويف للشعب البحراني، لإقناعه بعدم جدوى الاستمرار في الحراك الرافض للاحتلال الخليفي المقيت.
 
لذلك أمر الطاغية قبل الاجتماع وخلال انعقاده بشن حملة اعتقالات للمواطنين خصوصا من يشارك في مسيرات تطالب بالحقوق السياسية وأنهاء الاستبداد المطلق. كما أوقف الإفراج عن الأسرى المرتهنين في سجونه بعد أن وجّه أبواقه للترويج بأن إفراجات كبيرة سوف تتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك. ولكن ذلك لم يحدث. وضاعف من سخط العصابة الحاكمة صمود الشعب ورموه وأسراه، وإصرارهم على مواصلة النضال من أجل الحق السياسي. فالمعتقلون السياسيون كانوا وما يزالون يتمتعون بروح عالية ووضوح في الرؤية وإيمان راسخ بعدالة قضية الشعب وحتمية تحقق المطالب. هؤلاء السجناء حوّلوا الزنزانات وطوامير التعذيب إلى دور للعبادة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وتبادل الخبرات وتخريج المزيد من المناضلين. فهم يعلمون أن التصدي للظلم والظالمين واجب إنساني وإسلامي ضمن مفهوم “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
 
ومع اقتراب موسم عاشوراء، يزداد النشطاء المؤمنون صلابة في المطالبة بالحقوق المسلوبة، ويرون في قصة الإمام الحسين عليه السلام مصدر إلهام ومعين إيماني لا ينضب. لذلك عمد الطاغية وعصابته لاعتقال الشباب الذي بدأ استعداداته للاحتفاء بعاشوراء، مؤكدا هويته الحسينية وعداءه المطلق للمشروع الأموي البغيض الذي استهدف المشروع المحمّدي الأصيل بسياساته الشرّيرة وعلى رأسها قتل آل بيت رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام. مشكلة الخليفيين أنهم يواجهون شعبا لا يعترف بحكمهم ولا يواليهم ويتمنّى زوال نظامهم البغيض عد أن كشف وجهه الحقيقي عبر سياساته خصوصا التطبيع مع العدو والتآمر مع قادته العسكريين ضد الشعب والأمة. ويعلم المواطنون أنهم على موعد مع حملة قمعية جديدة تستهدف المظاهر الحسينية والمآتم والخطباء والرواديد، ولكنهم، منذ أن عرفوا الإمام الحسين عليه السلام، وطّدوا أنفسهم للبلاء وفوّضوا أمرهم الى الله.
 
ومع الاستعدادات لاستقبال شهر محرم وإحياء شعائره الحسينية، يستحضر النشطاء مسؤوليتهم تجاه ضحايا القمع الخليفي، خصوصا ضحايا سياسات التعذيب التي مارسها لكسر شوكة المناضلين. وبشكل خاص يستقبل النشطاء الحقوقيون اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب في 26 يونيو بروح مفعمة، تتطلع لتحقيق تغيير سياسي جوهري في البلاد ينهي عقود الظلم والاستبداد والقمع والتعذيب. وما أكثر ضحايا هذه الممارسة الحاطة بالكرامة الإنسانية. فقد تبنّى الحكم الخليفي سياسات التنكيل وفي مقدمتها تعذيب المعتقلين السياسيين بدون رحمة. فما أكثر الذين قتلوا تحت التعذيب، بل أن بعضهم قضى خلال 48 ساعة من اعتقاله مثل محمد حسن مدن (1984) وسعيد الإسكافي (1996) وحسين العشيري (1995) ونوح خليل آل نوح (1998) وعبد الكريم فخراوي (2011) وعلي صقر وسواهم. ما أطول قائمة ضحايا الإجرام الخليفي الذي استمر بدون توقف منذ 1976 عندما قتل كلا من سعيد العويناتي ومحمد غلوم. وفي مايو 1980 قام جلادو آل خليفة بتعذيب جميل العلي وجميل الحبشي حتى الموت، وتبعهم الشيخ جمال العصفور ومحمد حسن مدن ورضي مهدي إبراهيم وإسماعيل العلوي.
 
عشية اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب يقف البحرانيون رافعين هاماتهم، هاتفين بسقوط نظام التعذيب الخليفي، ومصمّمين على إقامة منظومة سياسية إنسانية تحمي حقوق البشر وتجرّم التعذيب. هذا عهد الثائرين في أرض البحرين التي يسعى الحاكمون لتحويلها إلى مستعمرة صهيونية تحفظ حكم الخليفيين وتنكل بالشعبين الفلسطيني والبحراني.
 
التعذيب جريمة ضد الإنسانية، وهو ممارسة مستمرة بأشكال وأساليب شتى. والهدف منها كسر إرادة المناضلين الهادفين للتغيير. ويتظاهر الخليفيون وبقية حكام القمع باحترامهم المواثيق الدولية، ولكن هذه الأنظمة لم تقدّم جلادا واحدا لمحاكمة علنية عادلة بحضور ممثلين عن الجهات الحقوقية  الدولية. لو فعلوا ذلك بشكل جاد لكان في دعاواهم باحترام حقوق الإنسان شيء من المصداقية. أما ما دام المعذّبون والجلادون في مواقعهم، وما دام ضحاياهم يعانون من عاهات جسدية نتيجة تلك المعاملة الإجرامية، فلا مجال لتصديق تلك الدعاوى.
 
وبهذه المناسبة نتوجه للجهات الدولية ا لمعنية بحقوق الإنسان، ابتداء بمنظمة ا لأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والخبراء الدوليين المعنيين بتلك القضايا للتعاطي العلني مع  جريمة ا لتعذيب والإفصاح عن مرتكبيها، والضغط على العصابة الحاكمة في البحرين لزيارة البلاد والإطّلاع على  السجون ومقابلة نزلائها لتقييم مدى ما لحق بهم من أذى نتيجة التعذيب الوحشي الذي مورس بحقهم. فجرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم، والحاكم الذي يأمر بتعذيب معارضيه أو يقر تعذيبهم لا يستحق أن يبقى في مكانه. مطلوب من الجهات الدولية ا لمعنية بهذه المسألة التعاطي الجدّي مع جريمة  التعذيب، لكي يتوفر لهم شيء من المصداقية. أما ا لاكتفاء بترديد ا لشعارات والادّعاءات فلن يضفي على اليوم ا لعاليم لدعم ضحايا التعذيب أيّ قدر من المصداقية. مطلوب من المجتمع الدولي القضاء على هذه ا لممارسة بشكل كامل ورفض التعايش مع ممارسيها، والإصرار على محاكمة الجلادين أينما وجدوا. لقد  عانى شعبنا البحراني وشبابنا من التنكيل الرهيب على أيدي الخليفيين، وحان الوقت للقضاء على هذه الممارسة الإجرامية التي تعتبر إحدى الجرائم ضد الإنسانية.
 
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة أحرار البحرين الإسلامية
21 يونيو 2024
زر الذهاب إلى الأعلى