بيانات حركة أحرار البحرين

العالم الرياضي يصفع الخليفيين ويطالبهم بوقف الاعتماد على الرياضيين الأجانب

سمعة البحرين بين الرياضة والتعذيب. هذا ما كان الطاغية الخليفي يفكر فيه منذ أن ورث الحكم بعد وفاة أبيه في العام 1999. فمنذ عقود تلطّخت سمعة البلاد بالقمع الشديد، خصوصا في الثلاثين عاما الأخيرة. فمنذ اندلاع انتفاضة الكرامة في ديسمبر 1994 بدأت صفحة سوداء كالحة في تاريخ الحكم الخليفي، فقد استطاع شباب البلاد إيصال بعض ظلاماتهم إلى العالم وأوضحوا بشاعة الحكم الخليفي. وكانت أولى نتائج ذلك إلغاء دورة سباق الفورمولا في العام 2011. يومها اتضحت بشاعة الوجه الخليفي الذي كانت المساحيق تغطيه عقودا متواصلة. وكانت قد زجّت بالرياضيين البحرانيين في قعر السجون، وكان من بينهم لاعب المنتخب، علاء حبيل. ومنذ ذلك الوقت سعت العصابة الحاكمة لبذل المستحيل لإعادة تلك المساحيق. فبدأت باستبدال شعب البحرين بآلاف الأجانب الذين استقدمتهم ومنحتهم الجنسية لكي يوازنوا التركيبة السكانية لصالحهم. فأصبحوا أكثر اعتمادا على الأجانب لتمرير سياساتهم الشيطانية. فأصبح لديهم جيش من المرتزقة الباكستانيين واليمنيين والأردنيين بالإصافة للخبراء البريطانيين والأمريكيين والإسرائيليين. ولم تكتف بذلك بل عمدت لاستقدام عناصر رياضية من دول شتى. وأصبحت تلك السياسة فاقعة أمام العالم، وأمرا مخجلا ومعيبا، ولكنهم لم يتوقفوا. برغم تلك السياسات لا يشعر الخليفيون خصوصا زعيمهم بالأمن والاستقرار، بل يستمرون في السياسات التي تؤثر سلبا على الأمن. فسياسات القمع لا تحقق الأمن أبدا، واعتقال الأبرياء بشكل مستمر إنما يضيف ملحا لجروح الشعب النازفة ويدفع النشطاء لتصعيد فعالياتهم ضد السجّانين والجلّادين. ولم يُعرف عن حمد بن عيسى شيء من الرأفة أو الرحمة، بل لديهم قلوب قاسية ليس فيها من الرحمة شيء.

في الأسبوع الماضي جاءت المفاجأة الكبرى التي كانت بمثابة صفعة مؤلمة وجّهت للعصابة الخليفية المجرمة. فقد طلبت الجهات الدولية التي تنظم السباقات من الخليفيين وقف تجنيس الرياضيين الأفارقة، وذلك كجزء من العقوبات التي فرضت عليهم بعد اكتشاف تعاطي رياضييهم المنشطات. كما قلّصت عدد المتسابقين من البحرين إلى عشرة في أولمبياد باريس الجارية حاليا وكذلك السباقات الدولية في طوكيو العام المقبل. ولم يتم الإعلان عن تلك الإجراءات إلا هذا الأسبوع. وبهذا يتأكد أن الخليفيين اتّبعوا سياسة مدمّرة باستخدام الرياضيين الأجانب ضمن سياستهم المعادية لكل ما هو بحراني ووطني والمعتمدة على كل ما هو أجنبي وغريب على الوطن. ويضم فريق البحرين في باريس العدّاءة وينفريد يافي، المولودة في كينيا التي فازت بالميدالية الذهبية في سباق الـ 3000 متر، وسلوى الناصر النيجيرية التي فازت بالميدالية الفضية في سباق الـ 400 متر. واعترف الاتحاد البحريني لألعاب القوى بتهمة “التصرف فيما يتعلق بالمنشطات، بإهمال و/أو تهور و/أو الإضرار بمصالح الاتحاد الدولي لألعاب القوى أو الإساءة إلى سمعة رياضة ألعاب القوى”، وتهمة أخرى تتعلق بتوظيف موظفين للعمل مع الرياضيين، بحسب ما قاله الاتحاد الدولي لألعاب القوى. جاءت تلك التطورات نتيجة السياسات الخاطئة للعصابة الخليفية. دفع ذلك الجهات الرياضية الدولية للتحقيق في مزاعم استخدام رياضيين اثنين لنقل الدم في أولمبياد طوكيو 2021 وفي قيام الاتحاد الدولي لألعاب القوى “بالتعاقد” مع مدرب كان تحت حظر بسبب المنشطات، بحسب ما أضاف الاتحاد الدولي لألعاب القوى.

هذه التطورات ربما كانت مفاجئة للبعض، ولكن البحرانيين يعلمون منذ عقود أن الخليفيين ينتهجون سياسات في المجال الرياضي ذات أبعاد ثلاثة: الأول تهميش الرياضيين من البحرانيين الأصليين (شيعة وسنة) بسبب الخلافات السياسية التي كان لها دور واضح في حالة الاستقطاب السياسي والاجتماعي في البلاد. الثاني الاعتماد على الأجانب في أغلب سياساتهم ومنها الجانب الرياضي. فالطاغية الخليفي الحالي مولع بالأجانب ولا يُطيق العنصر البحراني، ولذلك سعى لاستبدال الشعب البحراني الأصلي بشعب جديد لا ينتمي أفراده للبحرين أو ثقافتها أو انتمائها الديني. الثالث: حب التفاخر والتظاهر بالإنجازات الوهمية، والبحث عن “الهيبة” دائما حتى أطلق على نفسه لقب “جلالة الملك”. هذه السياسات توجّه أمور البلاد على طريق مختلف تماما لتطلعات الشعب، سواء بالتحالف مع دول الغرب أو منحهم قواعد عسكريا أو التطبيع مع “إسرائيل” أو الدخول في صراعات إقليمية غير مجدية، او الاعتماد على أحكام الطواريء للاستمرار في الحكم، وليس على الاستقرار والامن والعدل وحكم القانون. وكانت سياسات هذا الحاكم أن يمدّ رجله أطول من لحافه، فيتباهى بصفة “الملك” ويستخدم طائرتين عملاقتين خاصتين به من نوع جامبو، ويبني القصور لنفسه وعصابته، ويبدّد أموال الشعب في مجالات لا طائل فيها ولا نفع للبلد او الشعب كسباق القدرة والسيارات “فورمولا 1” واستقدام الرياضيين الأجانب لتحقيق إنجازات وهمية. إنه ينطلق في تلك السياسات من شعوره الدائم بالحاجة للظهور والبروز، تلبية لما يفرضه “داء العظمة” الذي ابتلي به طاغية البحرين.

منذ عقود عرف شعب البحرين بعشقه الرياضة وحركته الدائبة للعمل من أجل بناء نفسه وبلده. هذا الشعب لم يترك مهنة إلا مارسها لكي يعيش بكرامة. فقد ركب أجداده البحر بحثا عن اللؤلؤ، وهي مهنة تتطلب مهارات وجهودا جسدية مضنية. كما اعتمد على البحر لصيد السمك ولم يترك وسيلة للصيد إلا استخدمها ومن ذلك بناء ما يسمى “الحضرة” التي تستدرج الأسماك إلى بقعة عميقة نسبيا تتيح لها الحياة في حالة الجزر لكي يصطادها البحّار. كما ركب البحار كذلك من أجل التجارة بالسفر إلى الهند وأفريقيا لكسب قوته. وحفر آبار المياه بعد أن غاضت العيون الطبيعية نتيجة السياسات الخاطئة التي مارسها الخليفيون بأعمال الحفر الساحلية التي دفعت مياه البحر للتسرب إلى مستودعات المياه في باطن الأرض. هذا الشعب بنى حضارته بأيدي أبنائه، بدءا من حضارة دلمون حتى تشييد العمران في الوقت الحاضر. فالبحرانيون لم يعتادوا الكسل او التراخي في طلب الرزق يوما. ولم يعتمدوا على الأجنبي من أجل البقاء في مقابل التخلي عن السيادة، بل اعتبروا البحرين أمانة في أعناقهم يتم إعمارها والحفاظ عليها عبر الأجيال المتعاقبة. ومنذ أن اعتنق البحرانيون طوعا دين الله في السنة السابعة بعد الهجرة، اعتبروا ذلك مفخرة لهم وجانبا مهما من هويتهم التي استمرت قرونا. هذه الهوية يسعى الخليفيون لتدميرها، ولكنهم أعجز عن تحقيق ذلك، فهم

كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضِرها وأوهى قرنه الوعل

مشكلة الخليفيين أنهم يسعون لحكم شعب متمرّد، له تاريخ يؤكد وطنيّته وعزمه وكرامته ورفضه الاستسلام للعدوان أو الشر، بل يساهم بشكل فاعل في بناء الحضارات ضمن إمكاناته، ويشترك أبناؤه في معارك الكرامة التي تخوضها الأمة منذ أن اعتنق الإسلام ووطّد نفسه للسير على النهج المحمّدي الأصيل مستهديا بآل بيت رسول الله عليهم أفضل الصلاة والسلام. هذا الشعب لم ينم على ضيم يوما، بل تصّدى للغزاة والمعتدين بلا هوادة، وأجبر كافة القوى التي هاجمت البلاد على الاعتراف بالهزيمة وترك الميدان. فمن هم الخليفيون الذين يساومون البحرانيين على حرّيّتهم وهويتهم وانتمائهم؟ ربما يسعى الحاكم الخليفي لصنع أمجاد وهمية لنفسه وعصابته، أما البحرانيون فيمارسون دور بناء الحضارة وتمتين الارتباط بالله وتأكيد الانتماء للإسلام والولاء الدائم للنبي وأهل بيته عليهم السلام. لذلك يصمدون في الميادين ولا يفرّون أمام الزحف، ويتصدّون للآخر، أيا كانت هويته او هدفه، حاملين لواء الخبر والعدل والإيمان، لا يبتغون غير وجه الله سبحانه وتعالى. سيصمد البحرانيون على طريقهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها، والعاقبة للمتقين.

اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة أحرار البحرين الإسلامية
30 أغسطس 2024

زر الذهاب إلى الأعلى