بيانات حركة أحرار البحرين

قضايا تكشف عمق ازمة البحرين وتؤكد حتمية التغيير

قد يطول انتظار النصر، ولكنه آت بدون شك لان ذلك وعد إلهي (وكان حقا علينا نصر المؤمنين). اما اليأس فلا مكان له في نفوس من يمتلك إيمانا صادقا (انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون). اما الظالمون فان تشبثهم بسياساتهم من اهم عوامل سقوطهم. قد يتأخر ذلك السقوط ولكنه ايضا سيتحقق، وبقاؤهم انما يؤدي بهم الى التمادي في الغي والموبقات ونسيان النهاية الحتمية للظلم ونظامه، وزيادة غوصهم في الاثم (ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم، انما نملي لهم ليزدادوا إثما، ولهم عذاب عظيم). هذه الحقائق تدفع المؤمنين للثبات على طريق اقامة نظام الحق والعدل وان تواصل عناؤهم ومشقتهم. ومن المناسب هنا الاشارة الى عدد من القضايا المستجدة لتأكيد امور ثلاثة: ان الظلم متواصل ولا مجال لاعادة النظر في الموقف الذي دفع شعب البحرين للثورة قبل سبعة اعوام، وان هذا الظلم متعدد الجوانب وشديد الاذى، وان التراخي في مقارعة الظلم والظالمين انما يؤدي لاستمرار حكمهم وجورهم، وانهم ان بقوا في الحكم فستتكرر المآسي التي عانى الشعب منها (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه). ومن هذه القضايا ما يلي:

ان الثورة الشعبية العارمة ساهمت في تعميق وعي الجماهير، فاصبح الشعب اليوم مختلفا عما كان عليه قبلها. وكان واعيا لاساليب العصابة الخليفية في تلميع صورتها امام العالم ليس بممارسة العدل واصلاح الوضع واعطاء كل ذي حق حقه، بل بالدعاية التي تنفق عليها اموال الشعب بدون حساب. ولان السباقات لها جذب خاص في عالم مظلوم يبحث عن النجومية الوهمية، فقد حظي سباق السيارات (فورمولا 1) باهتمام خاص. وقد حرص الطاغية واولاده على الانتظام في اقامة هذا السباق، وكان الغاؤه في العام 2011 ضربة موجعة للحكم الخليفي. ولذلك بذل داعموه في الرياض وابوظبي ولندن جهودا مضنية لعودته في العام اللاحق. وبفض الله اصبح هذا السباق مرتبطا في الوجدان الوطني مرتبطا بمآس انسانية. فقد استشهد العديد من المواطنين في العام الاول بعد الثورة، وقبل اقامته في العام اللاحق، استشهد الاعلامي احمد اسماعيل بسلاح الشوزن على ايدي مرتزقة الطاغية. وفي العام اللاحق اعتقلت امرأتان هما نفيسة العصفور وريحانة الموسوي بتهم ملفقة لانهما كانتا تعتزمان دخول الحلبة وقت السباق. وقضتا في السجن اكثر من ثلاثة اعوام. وفي العام 2016 استشهد المواطن علي عبد الغني برصاص الخليفيين قبل ايام من اقامة السباق وذلك في اطار الاحتجاج عليه. وبرغم الضغوط المتواصلة على منظمي الفورمولا وتعهدهم باخذ قضايا حقوق الانسان في الاعتبار، الا انهم لم يفعلوا ذلك. فانتهاكات حقوق الانسان تزداد وحشية ولكن السباق يقام سنويا لان الخليفيين يدفعون من اموال الوطن والشعب ما يسيل لعاب ادارة السباق، ويدفعها لتجاهل الاعتبارات الانسانية والاخلاقية. وحسنا فعلت القوى الثورية هذا العام عندما كررت دعوتها لوقف ما اسمته “فورمولا الدم”، وشجعت المتظاهرين على رفع لافتات تؤكد تحول السباق الى سلاح دعائي ضد الشعب.
ان الحقد الخليفي يتضاعف باضطراد، فلا حدود لما يمكن ان يبلغه. ويتمثل ذلك باصدار احكام الاعدام بحق المواطنين وسحب جنسياتهم وابعاد بعضهم. كما يتجسد باستخدام العلاج والدواء سلاحا ضد السجناء خصوصا الرموز. وقد مضى على الاستاذ حسن مشيمع والدكتور عبد الجليل السنكيس عام كامل بدون ان يوفر لهم ما يحاجانه من علاج لامراضهما المزمنة كالسرطان والقلب والضغط وارتفاع نسبة السكر. اما السيدة مدينة علي فهي تعاني من مرض القلب الخطير، وبدلا من توفير العلاج لها يزداد حرمانها منه وتجبر على العيش في ظروف اكثر قسوة ووحشية. كما ان استمرار الطاغية في تشجيع جلاوزته على ممارسة المنكرات مع معتقلات الراي يؤكد الطبيعة الشيطانية لهذه الزمرة المجرمة التي ما فتئت تسعى للتضليل والتشويش على الحقائق وتعتقد ان الله غافل عما تفعل. وكما يقال فرب ضارة نافعة، فهذه السياسة عمقت مشاعر الرفض المطلق لدى الشعب، واصبحت مهمة تضليله بامكانية التعايش مع الخليفيين تزداد صعوبة بعد ان ايقن الشعب ان التعايش مستحيل. مطلوب من النشطاء اعادة صياغة خطابهم ليكون منسجما مع الخطاب الداعي للتغيير الشامل، وقطع الطريق على اية محاولة لاختراق الصف الوطني بتوظيف بعض ضعاف النفوس والانتهازيين والمتسلقين من اجل ترويج صيغ تستبطن امكان التعايش بين الضحية والجلاد. مطلوب استحضار جرائم الخليفيين خصوصا قتل المواطنين وتعذيبهم وهدم المساجد واغتصاب النساء واهانة الرموز والعلماء وشتم الدين وآل بيت رسول الله، لكي لا يتمكن الاعلام الخليفي من ابعادها عن الذاكرة الوطنية.
السجون الخليفية لا ترحم البحرانيين الاصليين (الشيعة والسنة). فهي مراكز للتعذيب والتنكيل والانتقام تدار بعناصر قذرة تم تدريبها على التوحش غير المحدود، وتم إبعادها عن قيم الدين والانسانية. بالامس رحل المناضل سالم سلطان الذي عانى قبل عقود بهذه السجون، وبقي رافع الرأس حتى رحيله. وقبله رحل عبد الرحمن النعيمي، وقبلهما الشيخ عبد الامير الجمري وقوافل طويلة من الشهداء والمناضلين. واليوم تضم سجونهم شرفاء الناس. في الاسبوع الماضي انهى المناضل فاضل عباس فترة عقوبته ثلاث سنوات لانه انتقد العدوان السعودي – الخليفي – الاماراتي على اليمن. وكان من اول منتقدي ذلك العدوان. بقي وراء القضبان صامدا وشامخا ومصرا على موقفه، ولم يطلق سراحه الا بعد ان امضى فترة السجن كاملة. الخليفيون لا يعترفون بما يسمى “المعاف” اي السماح للسجين بالخروج بعدان يقضي نصف الفترة المحكووم بها او اغلبها. الطاغية لا يسمح باطلاق سراح اي بحراني الا اذا امضى الفترة كلها، وكثيرا ما اضيف لها ايام او اسابيع. وقد قضى السيد جعفر العلوي 18 عاما وراء القضبان بدون ان يتحرك ضمير الطغاة الخليفيين. اليوم يصر الديكتاتور وعصابته على ابقاء الاستاذ خليل الحلواجي وراء القضبان برغم مرور تسعة اعوام على تغييبه عن اهله. طفلته ولدت بعد اعتقاله بفترة قصيرة واصبح عمرها الآن تسعة اعوام بدون ان تعيش مع ابيها المعتقل. ما اشد ظلم هذه الطغمة الحاقدة التي يدعو الشعب من ربه ان يمحق عهدها الاسود ويحرر شعب البحرين من احتلالها الغاشم. اما قادة الثورة فقد قضوا سبعة اعوام متواصلة في طوامير التعذيب الخليفية ظلما وعدوانا واجراما. وعندما حاول عضو البرلمان الدنماركي، لارس اصلان رامسوسن والناشط الحقوقي، برايان دولي، زيارة الاستاذ عبد الهادي الخواجة في زنزانته هذا الاسبوع، تم ايقافهما في المطار ومنعهما من دخول البلاد. لقد اصبحت البحرين سجنا كبيرا يمنع من دخولها من يهتم بقضايا الحرية وحقوق الانسان.
يعتقد الطاغية ان بامكانه الاستمرار في الحكم باساليب السجن الجماعي والتعذيب والقتل والابعاد وسحب الجنسية وحصار العلماء، مستفيدا من تجربة الاحتلال الصهيوني لفلسطين. ما أقسى قبله وأشد جهله. لقد سقط الطغاة الذين سبقوه ولم تذرف عليهم دمعة، وبقيت الشعوب المناضلة على ارضها وتحرر اغلبها. ولن يكون شعب البحرين استثناء، بل سيواصل نضاله حتى يحقق الله له النصر على اعداء الحرية والوطن والشعب. ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار، مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء”.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

6 ابريل 2018

زر الذهاب إلى الأعلى