تطورات ايجابية للمستضعفين عشية عيد الفطر المبارك
برغم الآهات والآنات المتواصلة في ظل حكم العصابة الخليفية، يستقبل شعبنا المظلوم عيد الفطر الأغر بروح التفاؤل والأمل، ويتطلع لمستقبل تتحرر فيه البلاد من احتلالهم وظلمهم واستبدادهم. هذا هو أمل المواطنين الشرفاء الذين لم يتوقعوا يوما ان يستدعي حكامهم احتلالات اجنبية عديدة، ليسلموها السيادة على البلاد. وفي هذا العام يحل العيد المبارك بعد شهر من الصبر والصمود والتطورات التي تؤكد جميعها، وفقا للوعود القرآنية، حتمية النصر وسقوط الظلم. وبعد ان نوجه تهانينا الى الصامدين من ابناء شعبنا وعائلات شهدائنا الأبرار وأسر معتقلينا، نطرح هنا بعض هذه التطورات في ما يلي:
اولا: ان العدوان الجديد الحالي الذي يشنه ا لتحالف الشرير بقيادة السعودية ومشاركة “اسرائيل” على ميناء الحديدة اليمني يؤكد فشل المشروع العدواني الذي بدأ قبل اكثر من ثلاثة اعوام وفشل في كسر ارادة الشعب اليمني الذي اثبت رفضه للاحتلال الاجنبي، ولقن المعتدين خسائر هائلة وحولها الى اضحوكة للعالم. هذا العدوان الذي تشارك فيه ا لعصابة الخليفية محكوم بالفشل ايضا وسيواجه المعتدون شعبا صامدا صابرا محتسبا، شديد الشكيمة، عزيزا، أبيا، واعيا. وقد رفض شعبنا البحراني البطل هذا العدوان منذ انطلاقته في مارس 2015، معبرا عن ذلك بالاحتجاجات الميدانية والهتافات المتواصلة والتغريدات التي دفع اصحابها ثمنا باهضا بالسجن والتنكيل. فقد قضى الاستاذ فاضل عباس ثلاثة اعوام كاملة في طوامير التعذيب الخليفية بعد ان انتقد الحرب واعتبرها عدوانا على الشعب اليمني ودعا الى وقفها. وفي الاسبوع الماضي أكد الطاغية قراره بسجن المناضل المحترم نبيل رجب خمسة اعوام بسبب تغريداته ضد ذلك العدوان. ووجهت صفعة دولية موجعة للديكتاتور عندما منحت بلدية باريس جائزة خاصة لنبيل رجب، وهي جائزة منحت في السابق للمناضل نيلسون مانديلا. كما دعا الاتحاد الاوروبي بشكل علني ولغة صارمة لاطلاق سراحه فورا بدون قيد او شرط، معتبرا ان سجنه مصادرة لحرية التعبير وانتهاكا صارخا لحقوق الانسان.
ثانيا: ان الشعب البحراني الذي أحيا ليالي الشهر الفضيل باحتجاجاته وتظاهراته، معلنا رفضه للاحتلال الاجنبي لبلده، ومتضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يقبع، هو الآخر، تحت الاحتلال الصهيوني. وجاءت تظاهراته عشية يوم القدس العالمي لتؤكد عمق مشاعر الشعب البحراني المتضامنة مع القضايا العربية والاسلامية، وتقديره واحترامه مدينة القدس التي بارك الله ما حولها، ورفضه المطلق لسياسة التطبيع التي تنتهجها العصابة الخليفية المجرمة مع قوات الاحتلال الصهيونية. وقد اثنى احرار العالم على ذلك الموقف الشجاع من شعب محاصر في ارضه بقوات احتلال غاشمة متعددة الجنسية، ومنتمية للشيطان. كما تواصلت مسيراته المتضامنة مع رموزه المعتقلين المحرومين من العلاج والدواء والزيارات العائلية، ومؤكدا استمراره في نهجه الثوري لانهاء الحقبة الخليفية السوداء، واصراره على مقاطعة الاحتلال الخليفي في كافة مشاريعه السياسية ومنها انتخاباته الصورية التي يزمع اقامتها بعد بضعة شهور لتضليل العالم بوجود “ديمقراطية” مشوهة ليس سوى استبداد مغلف استوعبه الوطن والشعب منذ فرضه بالقوة. ان هذا الموقف الوطني الشجاع ضربة موجعة للديكتاتور الذي هرع للتذاكي عبر لعبة مكشوفة معلنا منع الجمعيات السياسية المعارضة وعناصرها الناشطة من المشاركة في تلك الانتخابات. وقد اعتبرت القوى الثورية هذا القرار ضرورة للحفاظ على الوحدة الوطنية لانه يزيل احد عناصر التوتر في العلاقات بين القوى الثورية واية جهة تقرر مسايرة الطغاة بالمشاركة في مشاريعهم السياسية التي تهدف لضرب الشعب وتطلعاته، وتصادر حقه في اقامة نظام سياسي عادل مؤسس على مبدأ “لكل مواطن صوت”.
ثالثا: ان القلب ليبكي، والعين لتدمع، والآهات لتتصاعد لاستمرار الحصار الجائر المفروض على الرمز الديني والسياسي الكبير لشعب البحرين. سماحة آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم يقضي عامه الثالث تحت الاقامة الجبرية والحصار الغاشم الذي يمنعه من التواصل مع الشعب من جهة ويصادر حقه في الحياة الطبيعية الحرة، ويحرم الجماهير من النظر الى وجهه الشريف، والاستفادة من توجيهاته الحكيمة. انه عدوان وحشي على الوطن والشعب لان الشيخ عيسى يمثل امتدادا تاريخيا لهذا الوطن ومسيرة حافلة من العطاء، ابتداء بدوره الديني في الارشاد والتوجيه، مرورا بمسيرته السياسية التي ساهم خلالها بكتابة دستور البلاد الذي انقلب الخليفيون عليه والغوه بقرار اجرامي، وصولا الى دوره في ترشيد المسار الثوري بعد انطلاق ثورة الرابع عشر من فبراير 2011. فمن غير المقبول ابدا الصمت على حصار سماحة الشيخ عيسى قاسم، او السماح باستمراره يوما اضافيا واحدا من قبل الاشرار الذين اثبتوا عمالتهم لاعداء الامة، وتحالفهم مع قوى الشر والعنف. فكيف يهنأ مواطن شريف بالعيش والرمز الكبير للوطن محاصر ومضطهد بدون حقوق صحية او اجتماعية او سياسية؟ كيف يمكن تبرير السكوت وعدم القيام بموقف مشرف لرفع ذلك الحصار، سواء بالاحتجاج السلمي ام التواصل مع الجهات الدولية، ام التعايش مع فكرة الحصار تلك بدون ان يكون هناك تعبير بليغ عن موقف عملي ضد ذلك الاعتداء على رمز الدين والوطن والشعب؟ اكثر من عامين قضاهما الشيخ عيسى تحت الحصار، وفيما وقف اهل الدراز معه، وتحملوا مشقة الحصار المفروض على منطقتهم من المحتل الخليفي، لاذ الكثيرون بالصمت وكأن الامر لا يعنيهم، او كأن قدر الشيخ عيسى ان يعيش الحصار حتى يأذن الله بالفرج؟ ان عدم اتخاذ موقف واضح ومعلن وبليغ يطالب برفع الحصار الفوري وغير المشروط عن سماحة الشيخ عيسى قاسم، لهو تواطؤ مرفوض وتخل شائن عن المسؤولية، واستكانة لارادة المحتل، وتعبير عن خوف من النتائج في غير محله.
رابعا: ان الشعب حسم المعركة الاخلاقية والمبدئية لصالحه، فلم يتنازل عن مطالبه الاساسية وفي مقدمتها انشاء منظومة سياسية تسحب البساط من تحت ارجل الخليفيين وتعيده للوطن والشعب، ولم يرفع الراية البيضاء برغم القمع الرهيب المتواصل المدعوم من دول غربية بالاضافة للمحور السعودي – الاماراتي – الاسرائيلي. فعندما تصدر البيانات التي تدين الطاغية وعصابته من منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووج والعفو الدولية وأيفكس وفرنت لاين وريبريف وسواها. وحين تقف اوروبا ممثلة ببرلمانها في بروكسيل مع الشعب البحراني وتصدر بيانها يوم امس مطالبا الديكتاتور بالافراج الفوري وغير المشروط عن نبيل رجب ، وحين يصدر القرير الامريكي السنوي حول الحريات الدينية ويتهم الخليفيين بمصادرة تلك الحرية من غالبية السكان الاصليين (شيعة وسنة)، وحين يحاصر النواب الحكومة البريطانية بالاسئلة حول سياساتها الداعمة للطاغية، حين يحدث ذلك كله فالمؤكد ان الشعب انتصر اخلاقيا على المحتل الخليفي المدعوم بقوات احتلال اخرى. والمؤكد ايضا ان صبر الشعب وصموده سيؤديان حتما لانتصاره، فالنصر لا يتحقق الا بعد المعاناة الشديدة التي تدفع البعض الى حافة اليأس (حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا اتاهم نصرنا، فنجي من نشاء، ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين”. ان نصر المظلومين وهزيمة الظالمين حقيقة تاريخية وان تأخرت في بعض مفاصلها. ومع حلول العيد السعيد فان قلوبنا لتلهج بالصلاة والدعاء بان يعجل الله نصر البحرانيين المظلومين، ويمحق الطغاة الخليفيين المجرمين وداعميهم، ويرفع كلمته عالية ويجعل كلمتهم السفلى، والله غالب على امره، ولكن اكثر الناس لا يعلمون
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا، يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
14 يونيو 2018