قضايا ثلاث يتصدرها عيد الشهداء
قضايا ثلاث يتصدرها عيد الشهداء
كلما فشل طغاة الخليج في سياساتهم ازدادوا شراسة وقمعا. فشعوبنا الخليجية مطالبة بدفع فواتير اخفاقاتهم وفشلهم. هزموا في عدوانهم على العراق وسوريا وتمويل الارهاب على اراضي هذين البلدين فمزقوا الامة بالطائفية والتطرف، وهزموا في اجتياحهم البحرين في منتصف مارس 2011 فقرروا تصفية شعبها بالسجن والتعذيب والقتل والابعاد والتجويع. هزمهم حفاة اليمن ولديهم جيوش وطائرات وتكنولوجيا انفقوا عليها مئات المليارات فقرروا نسف اعرق حضارة في الجزيرة العربية. واندحروا سياسيا واخلاقيا بتطبيع علاقاتهم مع الكيان الاسرائيلي فشجعوا قوات الاحتلال على استهداف الفلسطينيين وضرب المقاومة في كافة الاراضي المحتلة. واخيرا فشلت قمتهم السنوية التي عقدت الاسبوع الماضي في الرياض فعمدوا لتغطية ذلك الفشل بتصعيد العدوان على الشعب البحراني الثائر. انهم يسعون لتزييف “انتصارات” هامشية هنا وهناك، معتقدين ان ذلك سيوفر لهم مجالا للادعاءات وتزييف الحقائق، ولكن ذلك الزيف لا يصمد امام الحقيقة. واخيرا سعوا لشراء موقف حكومة تايلاند ودفعها لتسليم الرياضي الدولي حكيم العريبي، ولكن الله لهم بالمرصاد، وسيرتد كيدهم في نحورهم وينتصر الشعب البحراني داخل البلاد وخارجها.
ومن الضرورة بمكان التطرق لقضايا ثلاث:
الاولى: احتفاء الشعب البحراني باليوم العالمي لحقوق الانسان الذي يصادف العاشر من ديسمبر. وقد خصصت الامم المتحدة ذلك اليوم لتسليط الضوء على المسألة الحقوقية على امل المساهمة في تخفيف الانتهاكات ووقف اشكال الاضطهاد والمعاملة الحاطة بالكرامة الانسانية. شعب البحرين يدرك معنى الاضطهاد والقمع والتنكيل وانتهاك حقوق الانسان، فمنذ ان دنست اقدام الاحتلال الخليفي ارض اوال الطاهرة لم يهدأ جفن لمواطن شريف، ولم يقبل الشرفاء بمنطق الاحتلال الذي يسعى الخليفيون لتسويقه. وموضوعة حقوق الانسان وةاحدة من الاجندات التي اهتم بها المناضلون البحرانيون على تعدد مذاهبهم وايديولوجياتهم منذ اكثر من ستين عاما. وقد نشأت اجيال بحرانية عديدة على هذه المنظومة وعرفوا حقوقيهم وطالبوا بها واستسهلوا ما يصيبهم من تنكيل وتضييق في سبيل ذلك. هذا الشعب استحضر اليوم المذكور وقرر ابداء موقف عملي متحضر لاقناع العالم بضرورة التصدي للعدو الخليفي الذي ما فتيء يعذب ويقتل ويشرد ويغتصب. وخرجت المسيرات مطالبة بسقوط حكم العصابة الخليفية كمخرج وحيد من الازمة السياسية التي تواصلت مائة عام على الاقل في ظل حكمهم المشؤوم. وسعى الطاغية وعصابته لاستغلال المناسبة وتحدث رئيس وزرائهم بلغة حقوقية ماكرة تؤكد النفاق السياسي بأبشع صوره. ويعتقد الخليفيون ان تكوين مؤسسات حكومية بعناوين حقوقية ستوفر لهم حماية امام دول العالم. وفي ما عدا وزارة الخارجية البريطانية فان احدا من الحقوقيين او الدول التي تؤمن بمنظومة حقوق الانسان لم يشتر الهراء الخليفي، بل تتواصل التقارير الدولية التي تشجب العصابة الخليفية وجرائمها في مجال حقوق الانسان وتشبثها بالاستبداد والديكتاتورية. لقد كان اليوم العالمي لحقوق الانسان صرخة بوجه اعداء الانسانية من الخليفيين الذين ما برحوا يضطهدون الشعب ويستخدمون امكاناته المادية لقمعه وشراء مواقف الآخرين.
الثانية: ان الشعب البحراني احتضن عيد الشهداء في 17 ديسمبر تعبيرا عن تقديره وتقديسه الشهداء الابرار الذين سقطوا على ايدي الطغاة الخليفيين ماضيا وحاضرا. وفي هذه المناسبة استعاد ذكريات الجريمة الخليفية التي حدثت في ذلك اليوم من العام 1994 عندما مزق رصاص الحقد الخليفي جسدين شريفين لبطلين خالدين: هاني خميس وهاني الوسطي رحمهما الله تعالى. وقد اعتبر ذلك اليوم عيدا للشهداء فنظم الاحتجاجات والتظاهرات وزيارات قبور الشهداء والتواصل مع عائلاتهم للتخفيف من معاناتهم. وقد قرر هذا الشعب احياء الذكرى هذا العالم بالاساليب التي تليق بها وبشعب البحرين المتحضر. هذا الشعب لا يتوقع من العدو الخليفي الا شيئا واحدا: العمل الدؤوب لتصفيته واقتلاعه من ارضه. مع ذلك فقد صمد وثبت ورفض الانحناء او الاستسلام لهذا العدو الغاشم الذي لا يمثل خيارا استراتيجيا للشعب والوطن. وفي العام 2007 استشهد في اليوم نفسه الشاب البطل علي جاسم بسبب مشاركته في مسيرات ذلك اليوم. جلاوزة الطاغية حمد ارتكبوا تلك المجازر، ولذلك قرر الشعب التصدي لهم في عيد الشهداء وكسر شوكتهم وتكريم مجاهدي الوطن الذين سقطوا برصاص الغدر الخليفي المجرم. سيكون عيد الشهداء هذا العام مشهودا لان البحرانيين تتجدد احزانهم كلما شاهدوا الحماس الشعبي والوطني لذلك. لقد اصبح عيد الشهداء احدى ايقونات الثورة وواحدة من معالم الهوية البحرانية المعاصرة. فدماء الشهداء تسيل بدون توقف، وارواحهم ترفرف في اجواء البلاد، مصلية لله، هاتفة بالحرية، مطالبة بالحق ومصصمة على خلق اجواء من الصمود تؤدي لانتصار الشعب وهزيمة المحتل الخليفي واعوانه. ويعتبر عيد الشهداء واحدا من ايام الله المباركة التي تصنع في النفوس مشاعر الحرية والنصر والتضحية والخلود. ولذلك تواصل عطاء الشعب بدون حدود منذ اراقة دم الهانيين في 17 ديسمبر 1994، ولم يبخل الشعب بدم ابنائه بعد ان ادرك ضرورة ذلك لاسقاط حكم العصابة الخليفية المجرمةز
الثالثة: فشلت قمة مجلس التعاون التي عقدت يوم الاحد الماضي 9 ديسمبر بالعاصمة السعودية، الرياض فشلا ذريعا. ويجمع المحللون والمراقبون على ان السياسات السعودية- الخليفية – الاماراتية ساهمت بشكل مباشر في افشال القمة الخليجية وكافة اللقاءات الجانببية بين الدول الاعضاء. فقد افتقدت القمة الموقف الاخلاقي وتغيب عنها امير قطر وسلطان عمان، ولم يتفاعل الحاضرون مع قضايا الامة او السعي لتبريد نقاط التماس بين السعودية وبلدان اخرى خصوصا اليمن التي قاسي اهلها حرمانا وصعوبة في العيش. وقد انشغلت القمة بالحديث عن دولة قطر وابدى زعماؤها قلقهم من تنامي الظاهرة وتضاؤل النفوذ السياسي لمجلسهم. مجلس التعاون الخليجي وقمته يتدهوران بشكل متسارع نتيجة سياسات دوله وغطرسة “الشقيقة الكبرى” وقياداتها. ومن غير المتوقع بقاؤهما طويلا خصوصا في ظل التوترات الداخلية التي تعاني منها حكومات الدول الثلاث. فسجون السعودية والبحرني والامارات تزدحم بآلاف المواطنين الذين لم يرتكبوا جرما سوى التعبير عن الرأي والمطالبة بالاصلاح. لقد تصرم ربيع مجلس التعاون ومعه النفوذ السعودي وهيمنة المال النفطي.
معاً تنطلق جحافل الاحرار لاحياء عيد الشهداء المجيد، وتوجيه صفعة موجعة للطاغية وعصابته الذين حاربوا الشعب ورفضوا الاصلاح وتحولوا الى وحوش كاسرة تهوى نهش اجساد الشعب وتتصدى للاحرار. هذه الانطلاقة رسالة للطاغية وعصابته بان شعب البحرين لم ولن ينكسر او يتراجع ابدا، بل انه مصمم على الاستمرار في طريق الانبياء والائمة عليهم السلام، واستيعاب دروس النضال والجهاد منهم. معاً يتحرك الاحرار في السابع عشر من هذا الشهر ويضحون من اجل عيد الشهداء، وفاء لدمائهم واصرارا على الصمود وتحديا لنظام القهر والتخلف والاستبداد. هذا هو عهد الشهداء والمناضلين وكافة ابناء الوطن، فالشهيد لا يموت بل يحيا حياة طيبة حتى يلقى ربه. اللهم وفق شعبنا لاحياء ذكرى عيد الشهداء، واكسر نصالهم ورد كيدهم في نحرهم.
الله ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
14 ديسمبر 2018