وعادت الذكرى ومعها أكد الشعب حضوره الميداني وحتمية انتصاره
وعادت الذكرى ومعها أكد الشعب حضوره الميداني وحتمية انتصاره
يا أبطال الميادين، شكر الله سعيكم وتقبل عملكم، وجزاكم الله خيرا على صمودكم وحضوركم في الساحات، ذلك الحضور الذي أغضب الطاغية وعصابته، وأكد للعالم استمرار ثورتكم المظفرة التي بدأتموها قبل ثمانية اعوام. روح الشهداء كانت حاضرة معكم ـ ترفرف فوق رؤوسكم وتشهد عند الله انكم صدقتم الله ما وعدتموه بوقوفكم بوجه الظالم والرد عليه والمطالبة بسقوطه.
ولانكم ايها الثوار صادقون، فقد وهبكم الله نصرا مؤزرا على جبهات عدة. فها هو ممثلكم الرياضي يسجل انتصارا ساحقا على الخليفيين البغاة، ويهزمهم بالضربة القاضية امام العالم. كان حكيم العريبي صادقا في موقفه عندما تظاهر معكم قبل ثمانية اعوام، وعندما عذبه المجرمون في الطوامير وعندما قضى شطرا من عمره وراء القضبان. وكان صادقا عندما قرر الهجرة، فلم يكن خائفا او هاربا بل كان “متحيزا الى فئة” لينطلق في عمله النضالي من موقع آخر. فقد قرأ قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذا رايتم الذين كفروا فلا تولوهم الادبار، ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله”. ومن استراليا هتف مع الشعب وضد الظالمين، وكان مطاردا كما هم اغلب اهل البحرين. وما ان قرر السفر الى تايلاند لقضاء شهر العسل مع رفيقة حياته الحديثة العهد بالزواج حتى كان الشيطان الخليفي الذي يغيظه فرح البحرانيين وسعادتهم، لهما بالمرصاد، فحاول بكيده افساد فرصة العمر، فأخزاه الله وهزمه ومحق مكره: ان كيد الشيطان كان ضعيفا. لقد تلى حكيم الآية الكريمة التي حمى الله بها رسول الله: واذ يمكر بك الذين كفروا ليقتلوك او يخرجوك او ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”. لقد رد الله كيدهم في نحرهم، ونصر حكيما وشعبه، ونقل قضية ذلك الشعب المظلوم الى اقاصي الدنيا، وأثار اكبر قطاع عالمي ضده: العالم الرياضي. بل ستتجاوز خسائر الخليفيين كل الحدود، عندما يفتح شرفاء الرياضيين ملف الرياضيين البحرانيين الذين نكل بهم الطاغية، ويطالبوا العالم الرياضي بمعاقبة الخليفيين وطردهم من المؤسسات الرياضية العالمية. وليس مستبعدا سقوط ممثلهم في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وطرده من منصبه، بعد ان قدم ولاءه لقبيلته على ما تتطلبه وظيفته، واثبت امام العالم افتقاده الروح الرياضية التي تسامح ولا تنتقم وتدعم المظلومين ولا تصفق للظالمين. ستتضاعف خسائر الخليفيين مرارا نتيجة مكرهم السيء ضد حكيم العريبي، وسيدفعون ثمن ذلك مضاعفا بعد ان اكتشف امرهم واطلع العالم على ملفاتهم السوداء في مجالحقوق الانسان. فمرحى لكم ايها الشرفاء الذين ينتمي حكيم العريبي والشيخ احمد نوار وسواهما اليكم، ومرحى لكم في الصامدين المنتصرين.
في ذكرى ثورتكم المظفرة باذن الله، أبليتم بلاء حسنا بعد ان صدقتم مع شعاركم الاساس الذي تبلور في الايام الاولى بعد الرابع عشر من فبراير 2011: الشعب يريد اسقاط النظام. عرف الطاغية معنى هذا الشعار وانكم صادقون في ما قلتم، ومصصمون على تحقيق مضمونه. فلا تعايش مع العصابة المجرمة التي حكمت الوطن والشعب بالنار والحديد وتجاوزت الحدود في ظلمها وقمعها وتوحشها. لقد هدمت بيوت الله ومنعت المصلين من ارتيادها، واعتقلت شرفاء الوطن من علماء ومفكرين ورياضيين واطباء ومعلمين، ولم تراع حرمة لمؤمن. وعلى مدى ثمانية اعوام لم تتوقف يوما عن انتهاك الحرمات والتعدي على الاعراض وتجويع المواطنين واستقدام الاحتلال ونهب اموال الشعب لانفاقها على المرتزقة والعملاء والابواق الاجنبية. لقد مارست سياسات لا تقل كثيرا عن الابادة، حتى اطلق عليها المفوض السامي لحقوق الانسان، زيد بن رعد الحسين وصف “اضطهاد” الاغلبية الساحقة من البحرانيين. وصدر من التقارير ما ادان الطاغية وعصابته، ابتداء بتقرير بسيوني بعد شهور من اندلاع الثورة وصولا الى عشرات التقارير التي اصدرتها المنظمات الدولية. هذه العصابة اتهمت بشكل رسمي من قبل لجنة المرحوم شريف بسيوني بانها مارست “تعذيبا ممنهجا”. وتحدث المقررون الخاصون التابعون للامم المتحدة بمرارة ضد سياسة الخليفيين، وما يزالون يطالبون بزيارة البلاد لمقابلة ضحايا التعذيب الخليفي، ولكن بدون جدوى. لقد اعتقد الخليفيون ان الدعم السعودي – الاماراتي الذي بلغ ذروته بالاجتياح ا لعسكري الغاشم بعد شهر واحد من اندلاع الثورة انهم سيطروا على الوضع وهزموا الشعب. وها هي ثمانية اعوام متواصلة تشهد حراكا شعبيا لا يكل ولا يمل ولا يهدأ. لقد استشهد المئات من المواطنين بالتعذيب او الذخيرة الحية، ولكن احدا من البحرانيين لم يرفع الراية البيضاء، بل تعمق رفضهم الحكم الخليفي واصبحت ازالة ذلك الرفض من القلوب مستحيلة.
في الذكرى الثامنة لانطلاق الثورة المظفرة باذن الله وتراكم الشهداء والمعتقلين، وبرغم الاضطهاد الذي يشهد ابشع صوره في سحب جنسيات المواطنين، اصبح شعب البحرين وداعموه اكثر وعيا وصمودا وصمودا على تحقيق التغيير واقامة منظومة سياسية على اساس ان لكل مواطن صوتا. هذا في الوقت الذي تعمقت مصائب الحكم الخليفي واصبحت الدنيا تضيق عليه بشكل مضطرد. ويكفي ما حدث في اليومين الماضيين من احتجاجات واسعة في اغلب مناطق الثورة للتوصل الى نتيجة حاسمة: ان الشعب سينتصر طالما الزمن ام قصر. هذا النصر المنتظر تجسيد للوعد الالهي بنصرة المظلومين وهزيمة الظالمين: انا للنصر رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. حركة متواصلة لا تتوقف يشارك فيها شباب البلاد ونساؤه، بدون وجل او خوف. فالجميع انما يطمع في ما عند الله ولا يتراجع خوفا او قلقا او خشية. لقد امتحن الله قلبه للايمان فنجح في ذلك الامتحان واصبح مرشحا لنيل احدى الحسنيين: النصر ا و الشهادة. ولذلك يتخفى الطاغية وراء وعوده تارة، وهي وعود فارغة دائما، ام وراء الشعور الزائف بالامن نتيجة دعم الاجانب، او وراء سراب الانتصار الشامل الذي لن يتحقق بعد ان مرت سنوات ثماني من القمع عمقت صمود الاحرار وكشفت هشاشة النظام السياسي الغربي الذي تنكر للحقوق الانسانية وصب جام غضبه على محاولات التغيير الجذري في العالم العربي. انها محنة متواصلة استمرت قرابة المائة عام في اطارها التاريخي العام، واصبحت تضغط يوميا على الشعب المظلوم. مع ذلك فهناك شعور يتعمق يوميا بحتمية مواصلة النضال وعدم الاستسلام للحكم الفرعوني الفاشل الذي اصبح وجوده مرتهنا لدى الاجانب بعد ان تخلى الطاغية عن السيادة والاستقلال.
في هذه الظروف لا يملك الشرفاء الا الاعلان عن الدعم المطلق لشعب البحرين وثورته والانحناء تقديرا لارواح شهداء تلك الثورة. لقد وقفت شعوب العالم بجانب شعب البحرين. وعندما حدثت قضية حكيم العريبي، وفر ذلك منبرا حرا للشعب لكي يروي قصته ومعاناته مع نظام حكم متخلف لا يجيد الا الظلم والقمع والتعذيب والاضطهاد. ان نظاما كهذا لا يستطيع البقاء لانه مغاير للسنن التاريخية ومقولات الانبياء. ولذلك فلن يتأخر سقوطه طويلا بعد ان حقت كلمة العذاب على رموزه خصوصا طاغتيته الذي يعتقد ان بامكانه طرد البحرانيين من ارض اجدادهم ان شاء او استردادهم من الخارج اذا اراد. قن يعيش احلام الاحرار، وقزم يتطلع لمجاراة الكبار، فما اضعفه واوهن عوده. لقد اثبتت وقائع الايام الاخيرة حيوية شعبنا وتصميمه واستعداده للتضحية والفداء من اجل الحرية والوطن والانسان. انها رسالته التي اعلنها يوم اعلن ثورته ورددها على مدى اعوام ثمانية وما تزال اصداؤها تتردد في ارجاء المعمورة. المجد لهذا الشعب والخلود لشهدائه والعزة لمناضليه والكرامة لنسائه والنصر له انشاء الله.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
Virus-free. www.avg.com |