لتتماسك مواقف الشعب كله ضد الخيانة الخليفية المنكرة
الحكام الصعاليك لا يقوون على مواجهة شعوبهم بالحقائق، بل يتسترون وراء ابواق الاعلام الكذابة لتقيهم غضب الجماهير ولتتفنن في اساليب التضليل والتشويش. وكما يقال فان للحقيقة عادة ثابتة وهي انها تكشف نفسها دائما. ولا شك ان مدى وعي المواطنين ضرورة لاستيعاب الحقيقة التي تخفيها ابواق الطغاة. فمثلا ثورة السودان انطلقت بهدف انهاء حكم العسكر الذي تصدره عمر البشير ثلاثين عاما متواصلة. ولكن سرعان ما تدخلت قوى الثورة المضادة (السعودية والامارات بدعم اسرائيلي) لمنع ذلك التغيير وحصره بشخص الرئيس فحسب. وعندما لم يقبل الثوار بذلك ازاحوا العسكري الذي حل محله (بن عوض)، ونصبوا مكانه عسكري آخر هو برهان . واستمر الثوار في اصرارهم على انهاء حقبة العسكر وتسليم السلطة للمدنيين. الواضح ان رئيس المجلس العسكري الحالي محسوب على قوى الثورة المضادة، وقدد زج بابناء السودان في حرب طاحنة في اليمن ليس للسودان فيها ناقة ولا جمل. وهنا سيتضح مدى وعي الجماهير. فان اصرت على اقتلاع الحكم العسكري ورفضت الحلول الجزئية التي يغريهم ذلك الحكم بها، فسوف يحققون ثورة حقيقية، اما اذا خدعوا بوعود المجلس العسكري فستهض بذلك ثورة الشعب. والامل ان يكون الوعي الشعبي كافيا لكشف دور قوى الثورة المضادة لاجهاض الثورة. ومن اهم معالم انتصار ثورة السودان تسليم السلطة بدون قيد او شرط لحكومة مدنية مؤقتة تحدد موعد انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون ستة شهور، وابعاد كل من ارتبط بحكم العسكر بدون استثناء، وتشكيل محاكمات لمرتكبي جرائم الابادة في دارفور بشكل خاص، وسحب القوات السودانية من الحرب اليمنية فورا، وقطع الايدي الخارجية خصوصا التحالف السعودي – الاماراتي الذي يسعى للهيمنة على البلاد بالمال والعملاء. فاذا صمد الثوار في مواقعهم ورفضوا الانسحاب من محيط وزارة الدفاع، وأصروا على إفشال المخطط السعودي – الاماراتي الذي يهدف لاجهاض الثورة، فسوف تكون واحدة من كبرى خسائر التحالف الشرير. سيقرر السودانيون حينها سحب قواتهم من العدوان على اليمن، وسيساهمون في تعرية زيف العدوان السعودي – الاماراتي.
هل حضر وفد صهيوني مؤتمر المنامة بدعوة خليفية ام تغيب عنه؟ وسائل الاعلام الاسرائيلية اكدت حضور وفد العدو بدعوة من العصابة الخليفية برغم الاعلان الاسرائيلي عن انسحاب الوفد لاسباب امنية. الخليفيون، كعادتهم، لجأوا للتضليل والتشويش بعدم تأكيد حضور الوفد او انسحابه. لكن هذه الابواق الخليفية لم تتردد لحظة في مواصلة حربها على الشعب البحراني والسعي لكسر شوكته. فما ان صدر قرار من ديوان الطاغية بسحب جنسية 138 مواطنا بحرانيا اصليا حتى طبل لتلك الجريمة واظهرها انتصارا للديكتاتور وعصابته. وكما هو معروف فان سحب جنسية المواطنين يحرمه القانون الدولي لانه يجعل الضحية عديم الجنسية، وهو امر يرفضه الاعلان العالمي العالمي لحقوق الانسان الذي اقرته البحرين بعد “الاستقلال”. ويبدو ان الخليفيين اكتشفوا هذا السلاح ليضيفوه الى اسلحة الدمار الشامل التي استخدموها ضد البحرانيين الاصليين (شيعة وسنة)، ومنها الطائفية والتمييز والسجن الجماعي والتعذيب. وليس هناك حكومة في العالم تجرأت على سحب جنسيات مواطنيها بهذا النهج والتوحش والامعان في الانتقام. فالعقوبة هنا لا تتناسب مع الجرم الذي يتهم به الضحايا، والذي لا يعتبر وفق القوانين الدولية جرما. فالاحتجاج والتظاهر والاعتصام والتجمهر وانتقاد سياسات الحكم او قراراته الخاطئة كمشاركته في العدوان على اليمن، كل ذلك لا يعتبر جرما، بل هو من الحقوق المدنية للمواطنين. فمثلا قرر المدافعون عن البيئة في بريطانيا قطع الطرق ووقف الحركة في قلب العاصمة، لندن منذ يوم الاثنين الماضي، فتوقفت الحركة تماما، ووقف رجال الشرطة على جانبي الطريق لحفظ الامن العام بدون ان يتعرضوا للمعتصمين الذين نصبوا الخيام وسط الشوارع واقاموا بها ليلا ونهارا، بينما تم تغيير مسارات الباصات. فرق شاسع بين طاغية يعتبر من ينتقده او يتجمهر ضده “ارهابيا” ومن يوظف عناصر الشرطة لحماية المتظاهرين والسماح لهم بالتعبير الحر عن آرائهم. وفي الوقت الذي يسقط الطاغية الخليفي جنسية من يعارضه او يسعى لاسقاط حكمه، فان المعارضة في البلدان المتحضرة تعلن الهدف الاساس لتشكيلها: تغيير الحكومة القائمة وتشكيل حكومة بديلة. هنا لا يصبح زعيم المعارضة مجرما او ارهابيا، بل مواطنا يمارس حقوقه المشروعة ويسعى لتطبيق برنامجه الانتخابي الذي ينتخبه المواطنون على اساسه.
حين تكثر جرائم الديكتاتور يتزايد خوفه ويشعر ان كل كلمة ناقدة، مهما كانت خفيفة وسلمية، سيف مسلط عليه وعلى نظامه، فيتفجر غيظا بدلا من ان يرعوي ويتمعن في معانيها. ويبالغ الديكتاتور في ردة فعله الغاضبة حتى يفجر في الخصومة وينكل بمن تفوه بتلك الكلمة. ومع انه يتذاكى في اغلب الاحيان ويحاول اظهار نفسه حليفا لهذا الطرف على حساب الطرف الآخر الا ان تركيبته النفسية تمنعه من التصرف بوعي وحكمة، وتدفعه للانتقام من الناقدين او حتى الناصحين. ولذلك يتحول المحيطون به الى عبيد بدون وعي او شخصية او انسانية. وكلما طال ارتباطهم به تناقصت عقولهم وتضاءل احساسهم بمعاني الحرية وقيمتها، ويتحولون الى مصفقين ومنافقين بدون موقف او شخصية مستقلة. كل ذلك من اجل استرضاء الحاكم الجائر على حساب المواقف والمباديء. ولكن الحكام الفجرة لا أمان لهم ولا عهدا او ذمة. لقد استمرأوا الانحراف والخيانة والاستبداد وأكل اموال الناس بالباطل، فماتت قلوبهم وانسلخوا من انسانيتهم. المناضلون الصادقون الصامدون يملكون من العقل والحكمة ما يمنعهم عن منح الثقة لحاكم تلطخت يداه بدماء الابرياء، او التحالف معه ضد معارضيه من ابناء الشعب. الحاكم الذي يعلن العداء لشعبه بلا استحياء، فيقصي السكان الاصليين ويستبدلهم بالاجانب، ويقتل شباب الوطن ونساءه، ويعتدي على نسائه ويهدم مساجده لا يمكن ان يصلح حكمه يوما. هذا الطاغية لا يثق به الا المغفلون الذين سرعان ما يكتشفون خسارة صفقتهم معه، وسرعان ما ينقلب عليهم وينكل بهم كما فعل بغيرهم. فهو لا يؤمن بصداقة احد ولا يثق باحد من مواطنيه. هذا من جهة. ومن جهة فانه مستعد للتضحية بحلفائه وعبيده الذين خدموه عقودا، عندما تتطلب مصلحته الشخصية ذلك. ولذلك ليس غريبا ان ينقض كالوحش الكاسر على حلفائه بالامس عندما يشعر بتراجع احتياجه لهم. هؤلاء الحلفاء قدموا له خدمات جلى ودعموه في ظلمه سنوات متواصلة، وعندما يسقطون لا تبكيهم السماء ولا تذرف عليهم الارض دموعها. فقد حفروا لانفسهم حفرا سقطوا فيها بارادتهم. مطلوب من ابناء شعبنا التحلي بالحكمة والوعي وصدق الموقف، والابتعاد عن السذاجة التي تؤدي بهم لتقوية الطاغية الذي لا امان له ولا عهدا. ان حاكما كهذا يمارس الخيانة بدون حدود ويحارب الحق واهله بلا وازع من ضمير او خلق. من هنا استفاد شبابنا من النضال المتواصل والصمود، فتوفرت لهم نفوس واعية تقيهم من السقوط في وحل الطاغية. هؤلاء هم امل الوطن وصناع مستقبله وهادمو عروش الطواغيت. انهم في السجون والمنافي والارحام، وكثير منهم لا يبارح الميادين. سينتصرون بعون الله وعلى ايديهم يهزم الطغيان والاستبداد والظلم، والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
19 ابريل 2019