الطاغية الخليفي يحمل علم الخيانة ويصبح عدوا للامة وحليفا للمحتلين
حكم الطغاة لا يمكن ان يكون قويا وثابتا، لان الطغيان ليس من اسباب العظمة ومظاهر القوة، بل يؤكد ضعف من يمارسه. قال الامام علي عليه السلام: انما يعجل من يخاف الفوت، ويحتاج الى الظلم الضعيف”. الطاغية يجد نفسه بحاجة لدعم من هو اقوى منه مادة وعسكرا. حكم الطغاة يتسم عادة بالعمالة للآخرين لان الديكتاتور لا يستمد قوته من شعبه او قانون بلاده، ولذلك لا يدوم طويلا. وهذا من بين الاسباب التي دفعت طاغية البحرين لاعلان الانفصال عن امة العرب والمسلمين وانتمائه لمشاريع اعداء الامة. ولا يمكن تبرير قرار عقد الورشة الاقتصادية الاسبوع المقبل في البحرين الا انه استسلام وخضوع للادارة الامريكية التي تخطط لتدشين ما اسمته “صفقة القرن”. لكنها صفقة خاسرة قبل انطلاقها، ولن يستطيع مخططوها تمريرها على شعوب الامة التي انفقت اموال النفط الهائلة لترويعها وتجهيلها وتهميشها. مع ذلك فحين انتفضت في السودان اصيب الطغاة بالذعر وهرعوا لدعم عسكريي ذلك البلد، وعندما تحركت في الجزائر كانت عاصفة مدمرة كادت تقتلع نظام العسكر من جذوره. وكذلك شعب فلسطين الذي لم يستسلم للمحتلين المدعومين بجيوش الدول الكبرى برغم مرور سبعين عاما على ذلك الاحتلال. مرة اخرى يثبت هذا الشعب اصالة الامة وابنائها وقوة العقيدة في ترسيخ الموقف وثباته. ويكفي ان طغاة البحرين اصيبوا بالذعر وسلطوا جلاوزتهم بدون رحمة عندما انتفض شعبها ضد الورشة الخليفية المزمع عقدها يومي 25 و 26 من هذا الشهر.
لقد سرت مشاعر الحرية في دماء البحرانيين منذ عقود، ولم يستسلموا لمحتلي بلدهم قط. فقد وقفوا بوجه البرتغاليين قبل 500 عام واضطروهم للرحيل بعد ثمانين عاما من الاحتلال. بينما استمر الاحتلال البرتغالي لمنطقة الخليج 150 عاما. ووقفوا بوجه القوى المحتلة الاخرى، وآخرها البريطانيون. وتوحدت قواهم السياسية لتنظيم كبريات الاحتجاجات في الخمسينات والستينات، واجبروا القوات البريطانية على الرحيل برغم تفوقها المادي والعددي. واليوم يتمرد هذا الشعب على الاحتلال الخليفي الذي فشل في تركيعه بعد اكثر من مائتي عام. شعبنا يعلم ان الاحتلال لا ينتهي بالتقادم، وان عليه الانسحاب طال الزمن ام قصر. الخليفيون لا ينتمون لتراب البحرين او تاريخها، وليسوامن الشعب الاصلي (شيعة وسنة) الذي قطنها منذ آلاف السنين. ولا يغير من هذه الحقيقة ممارسات العصابة المجرمة التي من بينها سحب جنسية السكان الاصليين وطردهم والتنكيل بهم وسجنهم وتعذيبهم وقتلهم. وقد دفعته تجربته لرفض كافة اشكال الاحتلال، وتضامن مع نضالات الشعوب الافرو أسيوية في ذروة النضال الوطني ضد الاستعمار، ووقف بحماس مع القوى التحررية التي ناضلت لتحرير بلدانها من الاجنبي. فدعم شعبنا نضال الهند وتفاعلت مع المهاتما عاندي، وعندما اغتيل في 1948 اضرب هذا الشعب عن العمل واغلق محلاته التجارية ثلاثة ايام. انها الروح النضالية التي يختزنها شعب البحرين منذ القدم. وهي الروح التي دفعته لاستقبال الحاج امين الحسيني ف1936 ممثلا لفلسطين. هذا الشعب هو الذي وقع وجهاؤه رسالة رفضوا فيها دعوة وجهها قائد سفينة حربية امريكية رست في ميناء البحرين في 1948 قالوا فيها: نرفض دعوة من امريكا التي اعترفت باسرائيل. وهو الشعب الذي تظاهر ضد العدوان الثلاثي على مصر في اكتوبر 1956 حتى نزلت القوات البريطانية للمشاركة في قمعه. واخيرا كان ممثلوه من بين الذين كسروا الحصار على غزة في العام 2010، وبعض هؤلاء يرزح وراء القضبان الخليفية منذ سنوات.
هذا التاريخ المشرف يحول دون خنوع الشعب او استسلامه للطغاة الخليفيين الذين عاثوا في الارض الفساد وكشفوا عمالتهم الواضحة مؤخرا بخيانة الامة والتطبيع مع محتلي ارض فلسطين، واستقدامهم لما اطلق عليه “ندوة اقتصادية” لتدشين صفقة العصر الخاسرة. وقد وقف ابطال البحرين موقفا مشرفا باحتجاجاتهم وتغريداتهم وتظاهراتهم بدون توقف منذ ايام نضد تدنيس بلادهم بالندوة الصهيونية المزمعة. وقد فشلت الندوة قبل انعقادها. فقد دعت كافة القوى الفلسطينية لمقاطعة الورشة التي ستعقد في البحرين، واعتبروا المشاركة فيها خيانة للامة وقضيتها. كما دعت الفصائل الفلسطينية لاضراب عام يوم انعقاد الورشة واعتبروا عقدها خيانة للامة ولقضية فلسطين. كما سيقاطع زعماء عرب عديدون هذه الورشة ولن يلتزموا بما يتمخض عنها، بل سيعتبرونها عدوانا آخر على فلسطين وارضها وشعبها. وقد تبين الآن ان الحضور سيكون محدودا جدا، وان منظمي المؤتمر رفضوا منح تأشيرات للاعلاميين سوى بعض الامريكيين وستة من الاسرائيليين. يفعلوا ذلك خوفا من غضب الشعب وافتضاح امرهم امام العالم. لقد صفعهم البحرانيون الاصليون (شيعة وسنة) على وجوههم واظهر الوجه الحقيقي للبحرين العامرة بالايمان والخير. وستتواصل الاحتجاجات والتظاهرات حتى تنتهي مؤامرة الطغاة ويسقط الخونة والدجالون وعلماء الشيطان.
لقد وقف الاحرار والمناضلون مواقف مشرفة ضد عقد الورشة، واطلقوا صرخات من اجل وقفها. وتظاهروا في الشوارع واصدروا البيانات وتعهدوا بافشال كافة مخرجاتها، لانها تعبير عن احتلال غاشم مدعوم بقوى الاستكبار العالمي ولا يستطيع التعايش مع اهل المنطقة التي لم ينصهر فيها قط. وكان لموقف سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم وقع ايجابي كبير على نفوس الجماهير، فقد دعا لمقاطعتها وتناغم مع قوى النضال الفلسطيني واللبناني، ولم يسمح بالتطبيع مع قوات الاحتلال، وشجب دعوة مسؤولين صهاينة الى ارضه الطاهرة التي تشرفت بالاسلام والايمان واعلنت ولاءها لله سبحانه وتعالى ورفضت الانحناء للطغاة والمحتلين والطامعين في ثروات الامة. انها مواقف مشرفة تستحق التقدير والاحترام والاجلال. شباب يحمل روحه على راحته ويتصدى للطغيان الخليفي بامكاناته السلمية المحدودة، متحديا اسلحتهم وكبرياءهم، ومصمما على كسر شوكتهم، انه يصنع المواقف ويكتب التاريخ بنضاله وصموده. فلسطين لا يمكن ان تباع على مسمع ومرأى من اهل البحرين الاوفياء لربهم ودينهم ووطنهم وامتهم. فليرحل الطغاة الخليفيون عن ارضنا بعد ان خانوا الله ورسوله وخانوا اماناتهم، وتحالفوا مع اعداء الامة وتخلوا عن القدس والمسجد الاقصى، واستدعوا الصهاينة لتدنيش ارض الطهر والنقاء. مؤتمرهم الفاشل كشف حقيقتهم للعالم، فهتف الاحرار ضدهم، خصوصا من ارض فلسطين، فتظاهر اهلها وحرقوا صور الطاغية وعلم عصابته، وادركوا عمق معاناة الشعب البحراني الاصلي (شيعة وسنة)، وقرروا مواصلة الاحتجاجات والاضرار العام ضد المؤامرة الكبرى التي تحاكم في المنامة ضد فلسطين وامة المسلمين. ستتواصل الثورة بعون الله تعالى، وينتصر الثائرون، ويتحرر الاقصى بتحرير فلسطين، ويندحر اعداء الله والانسانية الذين عاثوا في الارض فسادا وهدموا بيوت الله على رؤوس اهلها. تتكرر الجريمة ومعها العملاء الذين خانوا الله ورسوله فأمكن منهم. فان يومهم امام الله لعسير وشديد وأليم “ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم معلوم”.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
21 يونيو 2019-06-19