الجرائم الخليفية المتصاعدة تؤكد حتمية هزيمتهم وسقوطهم
لن يطول الزمن قبل ان يرفع الخليفيون الراية البيضاء برغم تظاهرهم بالقوة الوهمية والحصانة السياسية. فما ارتكبوه بحق شعب البحرين حسم الموقف لغير صالحهم، وحدد مصيرهم: سقوط محتوم ونهاية ابدية لحكمهم العائلي الاستبدادي الجائر. اعتمد هؤلاء على دعم من خمس جهات اساسية: السعودية والامارات والكيان الاسرائيلي وبريطانيا وامريكا. وكان ثمن هذا الاعتماد الاستسلام المطلق للاوامر التي تصدر عن حكومات هذه الدول ويجب عليهم تنفيذها بدون سؤال. شاركوا في قتل اليمنيين بدون حق فخسروا هذه الحرب وكانت الامارات الاولى في رفع الراية البيضاء، فاعلنوا تقليص وجودهم في اليمن بشكل تدريجي، ثم توجهوا الى ايران للتفاوض معها لكي لا يخسروا ما شيدوه في ابوظبي ودبي على مدى خمسين عاما من وجود دولتهم. جاء ذلك في الوقت الذي استمر الخليفيون فيه بشتم ايران واستهدافها اعلاميا بدون حياء. واصبحوا اليوم يبحثون عن مخرج من هذه الورطة التي لن ينجوا منها ابدا. فاذا ما ارادوا تخفيف خسائرهم فعليهم ازاحة عناصر التأزيم الفاشلة وفي مقدمتها طاغيتهم وبوقهم (وزير خارجيتهم) وعدد من الذين تعنتروا على الشعب وتظاهروا بقوة زائفة بدون وجود حقيقي. وها هي السعودية اليوم تبحث عن صيغة للتفاوض مع من تسمينهم “الحوثيون” لتحفظ ماء وجهها وتنسحب بعد ان اصبحت مدنها ومطاراتها ومنشآتها العسكرية تحت رحمة الصواريخ والمسيّرات اليمنية. ولن يطول الامر قبل ان يستسلم هؤلاء جميعا في وضح النهار لانهم ضعاف اعتمدوا على غيرهم لحمايتهم. واعتقدوا ان انفاق مئات المليارات من الدولارات تكفي لاقناع امريكا وبريطانيا بشن حرب على الجمهورية الاسلامية. اربعون عاما من وجود هذه الجمهورية لم تكن كافية لاقناع هؤلاء الطغاة بانهم صغار مهما تعملقوا، هامشيون واذناب واشباح بلا ارواح.
الطغاة الخليفيون ارتكبوا مجزرتهم الاخيرة بقتل ثلاثة من ابناء البحرين البررة، صعدت ارواحهم الى بارئها لتشكوهم الى الله المقتدر الجبار. وما اصدق التأكيد القرآني ان الشهداء لا يموتون: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون”. ارواحهم ترفرف في سماء البحرين فتخلق روح الثورة والعصيان والتمرد في نفوس الصادقين من شباب البحرين ونسائها، فيتسابقون لنيل الشهادة ويهزمون العدو الغاشم. لقد ألحقوا بالطاغية هزيمة منكرة فاصبح جسدا خائرا ليس له حول ولا قوة ولا كرامة. اما الشهداء فذكرهم لا يزول وارواحهم لا تبارح سماء اوال، ودماؤهم تجري في جسد الامة لتحركها نحو الهدف الكبير: تحرير الارض والشعب من الطغيان الخليفي الذي تأسس على الاحتلال والاستعباد والقمع. وقف العالم الشهر الماضي معبرا عن تقديره واجلاله للشهداء الذين مزقهم الحقد الخليفي وصمدوا امامه حتى الشهادة، فارتفعوا الى اعلى عليين وارتقوا اعلى الدرجات، واتصلوا بالملكوت الاعلى ليعيشوا في مقعد صدق عند مليك مقتدر. واخوانهم لا ينسونهم ابدا، بل يواصلون السير على دربهم بالاحتجاج والتظاهر والحضورالميداني الدائم واحياء المساجد واعمارها بالصلاة والدعاء والقرآن. فما اصدقهم واشد عزيمتهم وارسخ ايمانهم. لقد اصاب هؤلاء الثوار الصادقون الطاغية في مقتل، فجن جنونه، وبعث جلاوزته مجددا للاعتداء على الآمنين. فشن في الاسبوعين اللذين اعقبا اعدام الشهيدين علي العرب واحمد الملالي وقتل الشهيد محمد المقداد، حملة اعتقالات واسعة خصوصا في مناطق ابوصيبع والشاخورة والبلاد القديم وسترة. فماذا كانت النتيجة؟ المزيد من الاصرار الشعبي على مواصلة الثورة ورفض الحكم الخليفي الغاشم ورفع شعار: يسقط حمد، يسقط حمد، الشعب يريد اسقاط النظام. هذه قصة نضال شعب البحرين مع عصابة مجرمة احتلت الارض بالقوة وبقيت حاكمة بدعم اجنبي مستمر.
الخليفيون مجرمون وجبناء. انهم يحتمون بغيرهم للبقاء بعيدا عن المواجهة. هذا الاجرام جسدوه بوضوح في وكر فسادهم بالعاصمة البريطانية، عندما انهال جلازوتهم على المناضل الوطني موسى عبد علي، لقتله على سطح سفارتهم التي يخططون فيها المؤامرات حتى اصبحت مركزا للاجرام وانتهاك القانون. كانت ليلة الجمعة 26 يوليو مرعبة حقا، فقد شاهد الحاضرون على الارض امامها كيف كانت الهراوات وادوات التعذيب ترتفع في الهواء قبل ان تنزل بقوة لتنهش جسد السيد موسى عبد علي وهو ملقى على الارض وقد احتوشوه بلا رحمة. ولولا تدخل الشرطة البريطانية في اللحظات الاخيرة لكان الامر مختلفا ولكان ميدان بلجريف مسرحا آخر لنسخة اخرى من خاشقجي. كان لصراخ البحرانيين الصامدين على الارض من اجل انقاذ موسى عبد علي دور في اعادة بلورة الموقف وقلبه على الطغاة الخليفيين. ولذلك اصبح السجال بعد الحادثة مختلفا عما ساد قبلها. اصبح الحديث يتطرق لمفاهيم الحصانة الدبلوماسية ودور وكر الفساد الخليفي، واختراق مبدأ الحصانة الدبلوماسية، واستذكر الكثيرون حوادث اختراق حصانة السفارات، وما اذا كان من المناسب حماية الدبلوماسيين وتجاهل جرائمهم وضحاياهم.
الفيلم الموثق الذي بثته القناة الرابعة مساء الاربعاء الماضي (7 اغسطس) أكد حقائق خطيرة من شأنها ان تؤدي لقطع العلاقات بين بريطانيا والعصابة الخليفية في البحرين، لو كانت لدى المؤسسة البريطانية الارادة لذلك والرغبة في اقامة حكم القانون وعدم التستر على المجرمين. الفيلم المذكور كشف بما لا يترك المجال للشك ان فريق الموت الذي امرته العصابة الخليفية بتصفية موسى عبد على كان عازما على ذلك، ويظهر الفيلم محاولاته العديدة لرمي موسى من على سطح السفارة التي تتألف من خمسة ادوار. كما يكشف الفيلم استخدامهم قطعا طويلة لضرب الضحية، ويمكن مشاهدة صعود هذه القطع ونزولهاعلى جسد موسى عبد علي. كما يؤكد الفيلم ان الشرطة البريطانية اقتحمت السفارة، وهو امر نادر الحدوث. كما يؤكد الفيلم ان قرارا لاقتحام اتخذته الشرطة بشكل مستعجل لوقف تقطيع موسى عبد علي على غرار ما حدث لخاشقجي، ولم يكن الاقتحام بطلب من مسؤولي السفارة كما ادعت الشرطة. وبشكل عام يكشف الفيلم حالة من الاضطراب السياسي لدى مسؤولي اجهزة الامن ومسؤولي وزارة الخارجية، وانهم لم يتعاملوا مع المسألة بحرفية وحياد، بل سعوا لحماية العصابة الخليفية وعدم احراجها سواء باستدعاء السفير الخليفي لتسليمه احتجاجا رسميا ام بالمطالبة بتسليم اعضاء فريق الموت الاربعة الذين يرأسهم الحارس الشخصي للسفير الخليفي. الفيلم يعتبر وثيقة مهمة من شأنها احداث هزة دبلوماسية للمؤسسة البريطانية ودفعها لطرد السفير الخليفي واعتقال العصابة المكلفة حمايته. الفيلم يوثق ايضا اصابات موسى عبد علي ويضع الخليفيين في موقع المجرم الذي ينتهك الاعراف والقيم الدبلوماسية. وقد تساءل الكثيرون: اذا كان هذا هو سلوكهم تجاه مواطن احتج على قرارهم بازهاق ارواح اثنين من المواطنين، وهم في بريطانيا امام مرأى العالم ومسمعه، فكيف يفعلون داخل طوامير التعذيب حيث لا رقيب ولا حسيب؟ لذلك يمكن القول ان الفيلم وجه ضربة قوية لكل من العصابة الخليفية والمؤسسة البريطانية التي اصبحت على محك امتحان المصداقية والالتزام بالقانون. وحيث ان الشعب البحراني يستعد للاحتفاء بالذكرى الثامنة والاربعين لاستقلال البحرين وانسحاب القوات البريطانية منها في منتصف اغسطس 1971، فقد جاءت الحادثة المذكورة لتزيد الضغط على بريطانيا لتحمل مسؤوليتها التاريخية ازاء تركتها التاريخية بعد سحب قواتها. انها تركة مزعجة جدا ادت لمقتل العشرات من المواطنين وتخريب البلاد جملة وتفصيلا.
نبارك لشعبنا ذكرى استقلاله في 14 اغسطس، ونهيب به الاحتفاء بها بالشكل اللائق، ونحثه على تأكيد اصراره على التحرر من الاستعمار والتخلص من الاستبداد. فذلك هو طريق الاحرار والشهداء.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
9 اغسطس 2019