ايها المظلومون: قرروا مواقفكم: حسينيين ام يزيديين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين، وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
السلام على الشهداء الذين دافعوا عن الاسلام وما يمثله من الحق والحرية والعدل. دماؤهم الدافئة صنعت الحياة في نفوس الاجيال المتعاقبة التي ثارت ضد الحكم القبلي الاستبدادي. فما هي الا بضع سنوات بعد حادثة الطف حتى انطلقت ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي، واعقبتها ثورة المختار الثقفي. افواج من الاحرار سارت على درب الثورة مستهدفة الانحراف الديني والاستبداد القبلي والتعصب الجاهلي. وتتابعت الثورات ضد حكم القبيلة، فكان هناك ثورات العلويين التي لم تتوقف، وكان في ذلك احياء لدين محمد بن عبد الله الذي اوصله احفاد علي الى الشرق والغرب. وعبر التاريخ تواصلت تلك الثورات حتى اسقطت اعتى الانظمة في العصر الحاضر، وهزمت مؤامرات الطغاة مرارا.
سجون البحرين تحولت هي الاخرى الى ساحة من ساحات الفداء هادفة لاسقاط حكم البغي الخليفي الذي يزداد توحشا وتصهينا وتغربا عن الامة والوطن والشعب. وكما كانت دماء شهداء الطف سلاحا تفوق على السيف وهزم الكيان الذي غصب السلطة من اهلها الشرعيين وفرض على الامة نظام حكم توارثيا استبداديا، فقد اصبح الجوع في سجون البحرين اليوم سلاحا ماضيا ضد الطغمة السائرة على خطى يزيد في الجور والظلم والانحراف. وها هي ابواقها تعلن بصراحة انتماءها لاعداء الامة، فينبري بوقها الاعلامي لدعم العدوان الاسرائيلي على الدول العربية المجاورة: العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، ويتنكر لحقوق المستضعفين في هذه البلدان، ويدعم المحتل في عدوانه بدعوى انه “دفاع عن النفس”.
الخليفيون لا ينتمون لمدرسة فكرية او دينية بل انهم ذيول لغيرهم، عبيد لداعميهم، اعداء للاحرار والمناضلين وطلاب الحق. حاولوا قبل بضع سنوات تمزيق الصف الوطني البحراني بترويج الطائفية والمذهبية، ولكن احرار البلاد صمدوا في مواقعهم واصروا على رفض تلك الاطروحات، وتشبثوا بهدف اسقاط نظام الحكم الخليفي الذي لا حق له في الهيمنة على الشعب الاصلي المتحضر (شيعة وسنة). ساعدتهم تلك السياسة الخبيثة على التفرد بالجبهة الثورية من ابناء الشعب البحراني، وامعنت في المواطنين سجنا وتعذيبا وقتلا وتشريدا. فماذا كانت النتيجة؟ ربما اجلوا استحقاقات الثورة، ولكنهم لن ينجحوا في الغائها. وها هم اليوم يضيقون ذرعا بالمكون البحراني الثاني، فيمعنون فيهم سجنا وتنكيلا وتهديدا. وما معاناة الاستاذ أسامة التميمي الا نسخة مما يتعرض له الثوار الآخرون. فالظالم هو الظالم، لا دين له ولا مذهبا ولا ضميرا ولا اخلاقا ولا انتماء للانسانية. استخدم المذهبية سلاحا واستفراد بالمكون الشيعي من الشعب، ولما فرغ من ذلك انقلب على المكون السني الذي وقف معه بالامس فاعتقل ونكل واستضعف الكثيرين منهم، ابتداء بمحمد البوفلاسة وغادة جمشير مرورا بابراهيم شريف وصولا الى ابراهيم الشيخ ومحمد خالد. السجون تغص بالاحرار من البحرانيين الاصلييين (شيعة وسنة)، وفضاء البحرين يخنق بالتدريج عصابة الحكم المجرمة التي ما برحت تخون الله ورسوله وعباده الصالحين. مسيرة طويلة من النضال الوطني حاول الطاغية وعصابته حرف مسارها مرارا، ولكن شاء الله افشالهم في كل مرة.
ثورة كربلاء التي احتضنها الشعب البحراني وتمثل بمواقف ابطالها حاضرة لا تموت، فهي تتحرك في الوجدان الوطني والشعبي، وتدفع الاحرار للصمود والتصدي للطغاة والمستبدين. وتفشل خطط المتفرعنين. وعندما يملأ شباب البحرين شوارع البلاد هاتفين “هيهات منا الذلة” فان جنبات السجون تتناغم معهم، وينبري ذوو الامعاء الخاوية لترديد هتافات الثورة والتعبير بوضوح عن استمرارها والوفاء لدماء شهدائها بالاصرار على مطالبهم والتصدي لاعداء الانسانية والامة والشعب. جهود متواصلة من الطاغية لاختطاف موسم عاشوراء، ولكن ما ابعده عن الحقيقة والكياسة. فكربلاء مفهوم مناقض لما يحمله الطغاة الخليفيون من احلام. فهي تعني الجهاد المقدس والنضال المشروع والدفاع عن النفس، كما تعني الدعوة لدين الله وترويج قيم الحق والعدل. وبتوجيه من القوى الاستعمارية التي فشلت جهودها في اليمن والعراق وسوريا والبحرين، يسعى الخليفيون لممارسة السياسة بنفاق قاتل، فيظهرون غير ما يضمرون، وما ان يستقر لهم الامر حتى ينقلبوا حتى على من يتحالف معهم ويسعوا لاستئصاله. انها حلقة متواصلة من النضال الوطني المتواصل والخداع الخليفي المؤسس على النفاق والكذب والافتراء والاختلاق. من هنا يزداد تشبث البحرانيين بذكرياتهم الدينية خصوصا ذكرى كربلاء، يروجون خلالها قيم الخير والايمان والعدل والحرية، ويعيدون رص صفوفهم واستجماع قوتهم لخوض معركة اخرى ضد الطغيان والظلم والباطل والاحتلال. مائة عام من النضال الوطني الذي يستوحي روح الثورة من كربلاء، تتواصل عبر العقود وتعبيء طاقات الوطن على طريق التحرر من الاستبداد والتصدي للباطل. وفي هذا المسار الشائك، تتراكم التضحيات ولكن يقترب الفرج يوما بعد آخر.
شعب البحرين لا يستطيع الغاء عقله وفكره، والتخلي عن مقارنة اوضاعه بما كان سائدا قبل الف عام. فهو يعتقد ان التاريخ يعيد نفسه وان الطغاة لا يصلحون انفسهم ولا يستطيع احد اصلاحهم، وان الاستبداد ممارسة يتقنها الحكام غير الشرعيين حفاظا على مناصبهم وتفاديا لردود فعل الشعوب المظلومة التي نهب الطغاة ثرواتها وحريتها وكرامتها وشخصيتها. لذلك ما ان أطل شهر محرم حتى بدأ الشعب يستعد نفسيا لاستعادة ذكريات الطف واستحضار ملفات البطولة والاقدام والفداء، على امل الاستفادة منها لمواصلة النضال الحقيقي ضد الباطل والظلم والانحراف. مواكب حسينية لا تتوقف برغم استدعاء رؤساء المآتم والخطباء وتهديدهم بالسجن والتعذيب والبطش ان رفع الثوار هتافات سياسية خلال المواكب الحسينية. وبالاضافة لذلك يسهل الطغاة استقدام خطباء يروجون روح التثبيط والتحبيط من على منبر الحسين عليه السلام، ويتقولون على الائمة والفقهاء ولكن ما الجديد في ذلك؟ قالوا ان الحسين وصحبه ثلة خارجة على الدين، وانه قتل بسيف جده، وروجوا مقولات تحريم القيام ضد الحاكم الظالم، وجاؤوا بشهداء الزور من كل مكان ليتقولوا على الله ورسوله، ويحرفوا معاني الدين ومقاصد الشرع، فما الذي استفادوه؟ يتكرر هذا كل عام، بينما يصر المواطنون على تجسيد المقولة الصادقة: “كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء”، ويسعون لتطبيق قول الامام الحسين عليه السلام: “من رأى سلطانا جائرا، مستحلا لحرام الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله” فلا مجال للهروب من الواقع الذي يتطرق له قول الحسين عليه السلام والعمل بمقتضاه. ولا يمكن التنكر للحسين بن علي عليه السلام؛ حفيد رسول الله والامام الذي فدا بنفسه دين الله وامة جده وهتف بالحرية والحق والعدل بينما كانت السيوف والسهام موجهة الى صدره ورأسه وجسده الشريف وكل من معه.
لنستوعب ثورة الحسين عليه السلام بوعي وصدق، ولنبتعد عن المثبطين والمرجفين والانتهازيين والمتسلقين وعشاق المال والمنصب، ولنكن حقا عبيدا لله وحده، فذلك ذروة الحرية.
اللهم ا رحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
6 سبتمبر 2019