تفاؤل كبير بمستقبل سعيد للبحرين بدون الخليفيين
اولا: وجهت الدعوات لكل سجين انهى فترة سجنه او اقترب من ذلك فاطلق سراحه ان يبادر لتوثيق تجربته منذ لحظة اعتقاله حتى خروجه من السجن. هذا التوثيق يهدف لاعداء لائحة اتهام بحق الطاغية وجلاديه تستخدم لادانته مستقبلا.
ثانيا: ان هناك شعورا عاما بان قصة كل سجين انما هي سجل كامل للاجرام الذي ارتكبه الطاغية ومعذبوه. فما ان يصل هذا السجين المحرر الى منزله حتى تبدأ ذكريات حقبة السجن تحرك مشاعر الغضب لديه. فبدلا من “شكر” الديكتاتور” تبدأ الالسنة بالدعاء عليه وان يمحق الله من كان سببا لمعاناة هذا السجين. وكلما أطل معتقل الى العالم خارج طوامير التعذيب استحضر الجرائم التي ارتكبها الخليفيون، وتجددت الاحزان لديه لانهم حولوا حياته على جحيم. استحضر السجناء لحظات اعتقالهم وكيف كانت مروعة لان الذين اعتقلوهم كانوا داعشيين في ملابسهم ولغتهم وتهديداتهم وشتم دينهم والتهديد بقتل كل مواطن بحراني اصلي (شيعيا كان ام سنيا).
ثالثا: ان الطاغية سلط بعض عبيده من ذوي الضمائر الميتة لتضليل المواطنين ووجههم للتشويش عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الحقائق، بمطالبة الاهالي بـ “تقديم الشكر للملك”. ولكن قلوب البحرانيين تساءلت: نشكره على ماذا؟ وقال بعضهم ساخرا: شكرا للملك على هدم 40 مسجدا ومؤسسة دينية، شكرا له على استدعاء الاحتلال السعودي والاماراتي، شكرا له على شتم دين الشعب، شكرا له على اعتقال الآلاف من الشباب والاطفال، شكرا له على انتهاك اعراض النساء بما في ذلك الاغتصاب. شكرا له على تعذيب كريم فخراوي وعلي صقر والعشيري وعلي جاسم مكي، شكرا له على طحن جسد الطفل علي بداح، وقتل الطفل علي الشيخ يوم العيد، شكرا للملك على حصار الدراز عامين والتنكيل بسماحة الشيخ عيسى قاسم حتى تداعت صحته بحيث لم يعد بالامكان علاجه، شكرا له على ابعاد الشيخ عيسى الى المنفى، شكرا لحمد بن عيسى على سحب جنسيات البحرانيين.
رابعا: ان الافراج عن النساء جاء بعد ان ضج العالم الحقوقي ضده وضد داعميه في واشنطن ولندن، وبعد ان اصبحت سمعة الخليفيين في الهاوية، فقد طفحت جرائمه وعرفها القاصي والداني. هذا الطاغية ادرك انه سيكون الهدف الاول للشجب والتنكيل والغضب الشعبي واللعنات المتواصلة خصوصا بعد غياب عمه رئيس الوزراء عن المسرح في الاسابيع الاخيرة. فبادر لاطلاق سراح من انهى محكوميته او اغلبها، واطلق سراح النساء اللاتي قضين مدة حكمهن الظالمة. لقد ادرك ان الزمن يحاصره، وان لحاقه بعمه لم يعد بعيدا، ووحد ولي عهده انه سيرث وضعا نتنا سيكون وبالا عليه، وسببا لشتم البيت الخليفي والدعاء عليه، وهو الذي طالما سعى لتلميع صورته باجراءات شكلية مع دعمه الكامل لجرائم ابيه وبقية رموز العصابة الخليفية.
الشعب البحراني اليوم يختلف تماما عما كان عليه بالامس. فقد عانى من الجرائم الخليفية ما جعل الامهات يسهرن الليالي مبتهلات الى الله ان يمحق الخليفيين ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر. هذا الشعب لم يعد يطيق من يستخدم كلمة ايجابية بواحدة بحق اي عنصر من العناصر الخليفية الخبييثة التي دمرت الوطن والشعب معا، واعتقدت ان قوات الاحتلال الاجنبية التي جاءت بها كافية لانقاذها من غضب الشعب. فما أشد هؤلاء جهلا بالواقع وحقائق التاريخ والسنن الالهية النافذة. لقد اصبح كره العصابة الخليفية يسري في دماء المواطنين الذين تذوقوا طعم الحرية منذ ان سقط الشهيد الاول في الثورة المظفرة، فكان ذلك اليوم تحولا في حياتهم وبصائرهم ورؤاهم. لقد نزعوا لباس الذل والخنوع والاستكانة وهتف رجالهم ونساؤهم بصوت واحد: الشعب يريد اسقاط النظام. وتبعوا ذلك بشعارات منها: يا احمد انت المسؤول عن كل سجين ومقتول، انتهت الزيارة، عودوا الى الزبارة، مهما صار مهما جرى، الشعب ما يرجع ورا. هذه الشعارات اصبحت وثيقا تاريخية للشعب الذي تذوق طعم الحرية وأقسم ان لا يعود لحالة الاستعباد او القبول بالاستبداد. لقد عاهد ربه ووطنه وشهداءه بالاستمرار حتى تحقيق اهدافه وفي مقدمتها الحرية وحق تقرير المصير.
لقد وقف الشعب اجلالا وتقديرا لشهدائه العظام الذين قتلهم الخليفيون عبر العقود، وما يزال مستمرا في القتل بالرصاص والتعذيب والاعدام. ولم يمض سوى خمسة شهور منذ ان أمر الطاغية باعدام الشابين علي العرب وأحمد الملالي، وتبعهم في اليوم التالي الشهيد محمد المقداد. هذا الطاغية ولغ في دماء البحرانيين بلا حدود، فتحولت تلك الدماء الى نهر يفصل بين الطرفين: الوطن والشعب من جهة والخليفيون وداعموهم من جهة اخرى. الشهداء خالدون لا يموتون ابدا، وارواحهم ترفرف في سماء البلاد، تستنهض الهمم وتبعث العزائم وتدفع للحضور الميداني دائما، وتحول دون محاولات التشويش والتضليل والتخدير. ارواح الشهداء تعمق الوعي لدى المناضلين الصامدين، لتفشل خطط الطاغية وعصابته عندما يغرسون عملاءهم في اوساط الشعب بهدف كسر المعنويات والتشويش على الحقائق. الهدف كسر شوكة المناضلين وتطبيع العلاقة مع العدو القاتل المحتل، وتناسي جرائمه التي يستحيل ان تنساها قلوب أمهات الشهداء وزوجاتهم واطفالهم. الخليفيون يسعون لابتزاز الوطن والشعب بابنائه المسجونين ظلما وعدوانا. ولكن ما يفشل ابتزازهم عمق مشاعر آلاف المعتقلين بضرورة الصبر والصمود، ومواساة بعضهم البعض، والاستفادة من ايام السجن للعلم والمعرفة وتعميق الايمان. هذا برغم محاولات الطاغية وعصابته بث الفساد بهدف حرف الجيل المناضل من الشباب عن خطه. وقد فشلت هذه المحاولات، فما ان يخرج السجين حتى يستعيد عافيته الثورية وتقفز الى ذهنه ذكريات القمع والظلم والاجرام التي مارسها الخليفيون، فاذا هم شعل للثورة لا تنظفيء او تخمد. صحيح انه سعى لاخلاء البلاد من القادة والعلماء والثوار، ولكن لكونه نظاما ظالما، فان سياساته تساهم بشكل مباشر في اعادة صناعة القادة والثائرين. هذا ما توكده العقود السابقة التي لم تتوقف الثورات فيها، فكلما اخمدت واحدة انفجرت اخرى بعد حين. ثقتنا بالله كبيرة بانه سيهزم الطغاة الخليفيين واذنابهم وعبيدهم، وينصر الشعب المظلوم ولو بعد حين. سيتحرر السجناء من قيودهم، وتبتسم البلاد لهم، وتحتضنهم قادة احرارا قادرين على البناء والحكم والادارة واقامة المواطنة المتساوية بعون الله تعالى.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
20 ديسمبر 2019