بيانات حركة أحرار البحرين

بعد جريمة سجن القادة والعلماء: الطاغية يواجه الاستحقاق الالهي”انا من المجرمين منتقمون”

ثبتوا في موقفهم صامدين أحرارا، هاماتهم مرفوعة، وايمانهم راسخ، ومعنوياتهم اكبر من تطالها الجبال. عمالقة دونهم اقزام النظام، وأسود تعجز عن مجاراتهم الثعالب والامعات. قالوا كلمتهم: لا نؤمن بكم ولا بنظامكم القضائي ولن نمثل امام قضاتكم الذين انسلخوا من انسانيتهم وحكموا بين العباد بالظلم، وطعنوا العدالة في مقتل.

قادة الثورة انسحبوا من محكمة الجور الخليفية، غير آبهين بما ينطق به قضاتها من احكام أملاها عليهم الديكتاتور وحثالته. فليفعل الخليفيون ما ارادوا. فان كان هدفهم تركيع الشعب وابتزازه بسجن قادته، فما ابعدهم عن الصواب. فعبد الوهاب حسين وحسن مشيمع والدكتور السنكيس والشيخان المقدادان وابراهيم شريف وبقية الابطال كانوا أصلب عودا من سجانيهم، وأثبت جنانا من القاضي الذي هو الخصم في الوقت نفسه.

الديكتاتور كان قد قرر اعلان أحكامه بشأنهم عبر “المحكمة العسكرية”  معتقدا انه سوف يرهب الابطال والثوار. ولكن العالم ثار ضده فتظاهر بتحويلها الى تشكيلة اخرى اسماها محكمة مدنية. القرار هو القرار، وليس مهما من الذي يعلنه امام الضحايا: المحكمة العسكرية ام المدنية. اسـتأنف العدو الخليفي حكمه ضدهم، بعد ان بيت النية بان الحكم سيظل ثابتا بدون ان يتاثر باسم المحكمة التي تقرا قرار الطاغية. وقف الابطال امام القاضي والقى كل منهم افادته التي ادان بها العصابة الخليفية بممارسة التعذيب بشكل منهجي. تحدث الواحد بعد الآخر وطرح معاناته في طوامير التعذيب التي كانت تحت ادارة خليفة بن عبد الله آل خليفة قبل ان تتحول الى قن آخر. وبعد ان حولت القضية الى المحكمة المدنية لم يعرها السجاء اهتماما، بل استسخفوا قراراها لعلمهم سلفا بان وظيفتها قراءة القرار الخليفي بحق رموز الشعب وقادته. قرر هؤلاء الابطال الانسحاب من تلك المحاكمة الصورية التي ادانتهم قبل ان ينطقوا، وجاءت بالادلة ضدهم قبل ان تحدد التهمة الموجهة اليهم. كانوا يريدون ان يقدم شهود النفي افاداتهم علنية ليطلع الناس عليها. ولكن الخليفيين الذين ارادوا الحفاظ على دعواهم الساخرة بوجود مخطط مدعوم من ايران، رفضوا السماح بان تكون المحكمة علنية، لكي لا يطلع المواطنون على الحقيقة. فغضب الضحايا وانسحبوا منها واوعزوا الى محاميهم بالانسحاب ايضا.

وعقدت محكمة الاستئناف جلستها هذا الاسبوع لتقرآ القرار الخليفي بتثبيت الاحكام الاولى التي استأنفها الضحايا. وما ان تلاها القن الخليفي وبلغهم الخبر حتى صدحوا بالتكبير والتهليل والصلاة على سيدنا محمد بن عبد الله. فمن اكبر منهم اليوم وقد مرغوا انوف العدو في الوحل، وكشفوا للعالم انه نظام لا يمكن ان يمارس العدالة او يحكم بالقانون او يوفر للشعب ابسط الحريات؟ قبل اسابيع فقط قرر الخليفيون، من طرف واحد، اعادة سفيرهم الى طهران، بعد عام ونصف من اتهامها بدعم الثورة والتحريض ضد النظام. فكيف يبررون اتخاذ هذه الخطوة بدون قيد او شرط؟ طهران لم تكن مستعجلة، فاصدرت خارجيتها بيانا قالت فيه انها لن تعيد سفيرها الى المنامة حتى يتوقف القمع السلطوي للشعب. انه فشل دبلوماسي مخجل لنظام سعى لايهام الناس بانه ضحية مؤامرات خارجية. وكرر الخليفيون اتهامهم الظالم لقادة الثورة بالعلاقة مع ايران وحزب الله بدون حياء. هذا بعد ان برأتهم محكمة الاستئناف سابقا من تلك التهمة قائلة ان تهمة التخابر او التخطيط لقلب نظام الحكم غير ثابتة. وهكذا تتوالى فضائح العائلة الخليفية وفشلها السياسي والدبلوماسي، بينما تتواصل فعاليات الثورة المظفرة بدون توقف، ويتفنن الثوار في اساليبهم وتصديهم للمرتزقة وقوات الشغب وفرق الموت. وقد جاء قرارهم بتثبيت الاحكام بحق المعتقلين تأكيدا لفشلهم في التعاطي مع الثورة ومطالبها، وفشلهم في القضاء عليها. كما انه تعبير بليغ عن فشلهم في تطبيق توصيات لجنة بسيوني التي اعتبرت القادة “سجناء رأي” يجب اطلاق سراحهم فورا.

السجون تكتظ بالمعتقلين السياسيين، وتقارير التعذيب وسوء المعاملة لا تتوقف، الامر الذي ضاعف ارادة التغيير لدى الثوار، ودفعهم للتظاهر والاحتجاج ليلا ونهارا بدون توقف. قد يبدو الطريق الى الحل الحاسم لمشكلة الاستبداد  والحكم القبلي في البحرين طويلا وشاقا، ولكنه واعد بدون شك. لقد كان بامكان العصابة الخليفية احراج المعارضة باصدار احكام مخففة، ولكنها لم تفعل ذلك برغم انها تضع نفسها في مقابل الطلب الدولي المنطلق من كافة الاوساط الحقوقية والسياسية باطلاق سراحهم كسجناء رأي. فما الفرق بين الحكم المؤبد والسجن خمسة عشر عاما؟ ولكن النظام المستبد لا يستطيع التفكير السليم والمنطقي، بل يتحرك بدوافع غرائزه الشيطانية ورغبته في الانتقام. ولذلك يخسر المعركة دائما لعدم تمكنه من التفكير السوي، وقد اكد القرآن الكريم “ان الله لا يصلح عمل المفسدين”. من هنا يشعر الثوار انهم سائرون على طريق النصر بعون الله تعالى، وان جرائم العصابة الخليفية تسهل  مهمته، لانها تؤكد للعالم عجز العائلة الخليفية عن التعاطي مع اكبر تحد لحكمها، واصرارها على التعاطي مع مطالب شعب البحرين بتكبر واستعلاء وتحد لا يفيدها شيئا. لقد احرجوا حلفاءهم واثاروا المنظمات الحقوقية الدولية معتقدين ان سياسة العصى الغليظة ستساعدهم على اخماد صوت الثورة والقضاء على الثوار. الامر المؤكد ان هذه السياسات ستساهم في الاسراع بسقوط نظامهم الخائر وان السجن لا يفت في عضد المجاهدين الصابرين المحتسبين.

كلما اشتدت المحنة اقترب النصر، وعندما يزداد الليل عتمة يكون انبلاج الفجر اكثر ضياء ونورا، وما لم تشتد قسوة الحاكم الطاغي فلن تتوفر ظروف سقوطه، والظلم من اهم اسباب هلاك الظالمين: “وتلك القرى لما ظلموا أهلكناهم”، “وما كان ربك ليهلك القرى الا بظلم،الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم”. وحكم فرد واحد او قبيلة بعينها ظلم في ذاته لا يملك مقومات البقاء. وسيناريو سقوط ذلك الحكم واضح وبسيط. فالشعب يطالب بالحكم العادل، ولكن طبيعة التسلط الفردي او العائلي يحول دون ذلك، فيشتد غضب الناس، فيزداد الطاغية  قمعا وظلما، بالاعتقال والتعذيب والقتل والنهب، فيتعمق الشعور بالظلامة في نفوس الجماهير، وتتصاعد مطالبهم، وهكذا يتصاعد نمط الحراك الشعبي ومعه يرتفع سقف المطالب، حتى يصل الوضع الى طريق مسدود. وهنا يسعى الطاغية لتعبئة كافة مصادر الدعم من حلفائه من الظالمين، ويوفر ذلك الدعم له ذريعة اضافية لـ “عدم التنازل”، و “الحفاظ على هيبة الدولة”. وعندما تكون المفاصلة. الطاغية يعول على ان تكون المفاصلة لصالحه، بينما السنة الالهية تؤكد ان “العاقبة للمتقين” وان غصب الله لا يوقفه شيء “ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين”. “فجعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليهم مطرا من سجيل منضود، مسومة من عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد،انا من المجرمين منتقمون”. لقد بلغ طاغية البحرين اعلى مراتب الظلم والاستبداد، وتغطرس حتى تجاوز ظلم الحكام الذين اسقطتهم شعوبهم في العشرين شهرا الماضية. فقد اعتقل الشباب وعذب العلماء واعتدى على العلماء وأنشأ المحاكم العسكرية، وهدم المساجد وحرق القرآن، واعتدى على الاعراض واغتصب النساء واستدعى جيوش الاحتلال، فهل هناك ظلم اكبر من ذلك؟ لقد حقت عليه كلمة العذاب وسيأخذه الله اخذ عزيز مقتدر، وهذا هو الوعد الالهي للظالمين من جهة ولعباده المظلومين من جهة اخرى. ولا نقول للطاغية الا ما قاله القرآن الكريم “قل انتظروا انا منتظرون

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
7
سبتمبر 2012

زر الذهاب إلى الأعلى