انتهى زمن الكلام، والشعب يلقم ولي العهد الخليفي وزبانيته الحجر
لم يعد القتل اوالاعتقال او التعذيب او هدم المساجد او استباحة المنازل كل ليلة او اختطاف الشباب معوقا للثورة المظفرة التي تتوسع دائرتها يوميا. ولم يعد لاجهزة الامن الخليفية او شرطة سكوتلاند يارد او عن طريق المنطاد الاسرائيلي فاعلة لوقف تلك الثورة.
وباختصار فشل ارهاب الدولة في كسر شوكة الاحرار، او النيل من عزائم الثوار. انهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى، فلم يعد الشيطان قادرا على التصدي لثورتهم او الحد من طموحهم الذي يزداد واقعية كل يوم، باسقاط نظام الحكم الخليفي الجاثم على صدور شعبنا المظلوم. فمنذ حلول شهر رمضان المبارك اصبحت جحافل الثوار اكبر، وعزائمهم امضى، وطموحاتهم اكبر، وهذا ما يرعب العدو الخليفي الذي اعتقد في بداية الامر انه سيسحق الشعب بارهابه. والواضح الآن ان الشعب هزمه في كل مفاصله. بدأ انتصار الشعب بعد شهر واحد فقط من اندلاع الثورة، فجاء الاحتلال السعودي في محاولة يائسة لاسناد هيكل الحكم الخائر. وبعد ستة شهور فقط ادرك الاحتلال الخليفي والسعودي ان القوات السعودية عاجزة عن القضاء على الثورة، فبعثت كل من واشطن ولندن خبراء امنيين بزعامة كل من جون تيموني وجون ييتس. وبعد ستة شهور اخرى ادرك هؤلاء جميعا ان الثورة اقوى بأسا وأصلب عودا من قواتهم الغازية مجتمعة. ولم يستطع الاسطول الامريكي الخامس الاخلال بالتوازن لصالح الحثالة الخليفية، برغم التصريحات الانجلو امريكية المتتالية التي توفر الدعم السياسي والنفسي للخليفيين المجرمين. واخيرا دخلت قوات الامن البريطانية على الخط، وبعثت حكومة كاميرون فريقا من شرطة سكوتلاند يارد للتخطيط للمزيد من القمع، فما هي النتيجة؟ لم تستمر الثورة فحسب، بل ازدادت حضورا واصبح روادها اكثرثقة بالنفس واعمق ايمانا بحتمية النصر.
منذ حلول الشهر المبارك، تصاعد الارهاب الذي تمارسه القوات الخليفية – السعودية المدعومة بالاسطول الخامس الامريكي والشرطة البريطانية، وتصاعدت معها الثورة التي تستعصي على الاحتواء او الهزيمة. ودخلت الخبرات الصهيونية على الخط في ضوح النهار، وارسلت منطادا من النوع نفسه الذي استخدم للتجسس على الفلسطينيين في غزة. والسؤال هنا: ما جدوى هذا المنطاد؟ شعبنا المؤمن بالله وحده استوعب دروس القرآن وراح يرتل آياته بقلوب خاشعة “ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسله عليهم طيرا أبابيل،ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول”. هؤلاء الفتية والفتيات الذين يخرجون كل ليلة متظاهرين ومحتجين اكدوا انهم ماضون في خط الثورة حتى اسقاط النظام. واصبح واضحا ان الاحزاب المجتمعة ضد الشعب والحق والعدل فشلت في تحقيق ما تحلم به من نصر على الفئة القليلة المظلومة. وادرك شبابنا ان النصر الالهي متحقق لهم، فقد اعمى الله ابصار الاحزاب وانهك قواهم وقض مضاجعهم، فهم الى زوال وانتهاء وفناء بعد ان عاثوا في الارض فسادا، واستحلوا الحرمات ومارسوا المنكرات. انه جهاد شعبي متواصل لا يعرف الكلل اوالملل بل يتحرك مرعيا بعين الله، ومحميا بقوة الله المقتدر الجبار. شعبنا الصائم اصبح اكثر ادراكا ووعيا بان الحق ينتزع ولا يعطى، وان الحرية لا يمنحها الطغاة للمناضلين، بل على هؤلاء انتزاعها من ايدي الظالمين والطغاة والمارقين والمعذبين.
ثورة الشعب مستمرة شاء الخليفيون ام أبوا، رضي الامريكيون او البريطانيون ام رفضوا. ولم يعد شباب الثورة ينتظر تصريحات مسؤولي الحثالة الخليفية لتحديد مواقفهم. فهؤلاء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا، بل اصبحوا مسيرين من قبل اسيادهم الطامعين في البلاد والعباد. فتحول الصراع الى حرب مفتوحة بين طرفين: احدهما يؤسس قناعاته على اساس الايمان بالغيب، والآخر يعول على دعم السعودية وبريطانيا وامريكا واسرائيل. في اطار هذا الاستقطاب غير المسبوق، يبدو الصراع مفتوحا على كافة الاحتمالات الا احتمالا واحدا: ان يتراجع الشعب هذه المرة او يستسلم للطغاة. وهنا يطل ولي العهد الخليفي برأسه ليساهم في “الحل” الذي سيبقي على حكم عائلته في مقابل تقديم وعود باصلاحات هامشية تبقي السلطات بايدي العائلة وتترك الشعب مكشوفا لقمعها ووحشيتها. هل يعتقد ان الشعب ينتظر ما يقوله لهم هو وامثاله من الذين تلطخت ايديهم بدماء شبابنا واطفالنا ونسائنا؟ ام يظن ان دماء البحرانيين رخيصة بالدرجة التي يتعامل هو وطغمته معها؟ اي حوار يتحدث عنه في ظل العنف الذي يمارسه السفاحون الخليفيون وهو ضمنهم؟ انه شريك في كل قطرة دم سفكت من المواطنين، فقد اعلن مرارا دعمه لاجهزة القمع والتعذيب. وعندما اراد ان يسوق نفسه دعا اجهزة الامن لتخفيف قمعها، ولكنه لم يدع لوقف القمع كاملا او وقف مرتكبيه سواء من منفذيه او الآمرين به في قصر والده وعمه. ان رموز الحثالة الخليفية شريكة في الجرائم التي ارتكبت بحق ابناء البحرين، وقد اصبح الوضع الآن مستقطبا بشكل غي مسبوق: فالشعب لا يريد بقاءهم في الحكم يوما بعد ان خانوا الامانة ونكثوا الوعود وارتكبوا الموبقات مع العلماء والرموز والشباب، وانتهكوا الحرمات والاعراض. فهل يحلم احد من رموز الطغمة الخليفية، ومن ضمنهم ولي عهدهم، بان يقبل احد من ابناء الشعب بقاءهم حكاما؟
من المؤكد ان ساستهم وداعميهم في لندن وواشنطن يعتبرون هذا الكلام تطرفا، بينما يدعمون جميعا من يطالب باكثر من ذلك في ظل انظمة اقل سوءا واكثر وطنية من الحكم الخليفي. هذه الازدواجية في المعايير جعلت الاحرار اكثر تصميما على التغيير، والتضحية لتحقيق ذلك التغيير. فمهما بلغت التضحيات فستكون اقل مما سيستمر الشعب في تقديمه اذا بقي الخليفيون في موقعهم، حكاما مستبدين يرفضون الاعتراف بوجود شعب البحرين فضلا عن القبول بمشاركته اياهم في الحكم والادارة. ولكن الامر مختلف هذه المرة. فالشعب اليوم ليس هو الشعب الذي استضعفوه عقودا. ومما يثلج الصدر ان اطفال البحرين قطعوا اشواطا متقدمة في النمو والوعي والرغبة في التضحية خلال الثمانية عشر شهرا الاخيرة بمعدلات غير متصورة. ويكفي ان الشعار الذي يرفعه الصغير والكبير، الغني والفقير قد توحد واصبح يتكرر في كافة المسيرات النهارية والليلية: “الشعب يريد اسقاط النظام”، “يسقط حمد، يسقط حمد”. ان ذلك من تجليات الثورة وثمرات دماء الشهداء التي روت ارض اوال، وانبتت هذه السنابل التي استعصت على سنابك خيول العدو الخليفي الذي يسعى لسحقهم يوميا بحافلات اجهزته الامنية. تعسا له من حكم فاشل، وتبا لها من عائلة جائرة مجرمة، والخزي لمن يدعمها منتهكا انسانيته ومتغافلا عن آهات المعذبين والجرحى والثاكلات والجياع، ان شعب البحرين هذه المرة قد تحول بشكل كامل واصبح يستعصي على التطويع والاستعباد والتهميش والسحق، وقرر ان يكون هو صاحب القرار على ارضه، ولن يستطيع احد ان يمنعه من استعادة سيادته المشروعة التي سلمها الخليفيون المجرمون الى الاجانب. وقد صدق الشعب حين قال: من بعد الخميس، انهينا الكلام، الشعب يريد اسقاط النظام، اقسمنا يمين نمضي للأمام، الشعب يريد اسقاط النظام“.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
3 اغسطس 2012