في ذكرى مولد الامام المهدي المنتظر (عج)، جهاد متواصل استعدادا لقيام دولة الحق والعدل
اختار المصريون رئيسهم ويواصلون النضال لاسترداد سيادتهم الكاملة على تدبير شؤون حياتهم السياسية بعد ان حكموا على ديكتاتورهم بالسجن المؤبد بسبب اصداره اوامر قتل المتظاهرين، وسبقهم التونسيون لتقرير مصيرهم وانتخاب حكومتهم ضمن حرية معقولة بعد ان اسقطوا طاغيتهم وحاكموا أعوانه في الظلم والنهب، وأدلى الليبيون باصواتهم لاختيار ممثليهم في اول برلمان بعد سقوط ديكتاتور لم يعرف الرحمة تجاه مواطنيه ولم يحترم قرابة لرسول الله حين خان أدب الضيافة واختطف السيد موسى الصدر الذي لا يزال مجهول المصير. ويبقى شعب البحرين صامدا في الميادين مضحيا من اجل حريته وسيادته وكرامته.
قد يتأخر انتصار الشعوب ولكنها لا تستسلم للطغاة ابدا. وقد تبدو الامور احيانا مستتبة للمستبدين ولكن عوامل التغيير تعتمل في النفوس خصوصا ضحايا النظام: ذوي الشهداء، وضحايا التعذيب الرهيب والتمييز الطائفي الذي فرضته العائلة الخليفية المجرمة على البلاد، وكذلك ضحايا سياسة التجويع التي فرضتها الديكتاتور وحثالته على السكان الاصليين (شيعة وسنة). البحرانيون اصبحوا اليوم اكثر ثقة مما كانوا عليه في اي وقت مضى بحتمية التغيير وسقوط الحكم العائلي التوارثي الاستبدادي، لان وجوده لا يستقيم مع القوانين الالهية التي تنظم المجتمعات وتقضي بحتمية سقوط الظالمين. وسوف يقرأ المواطنون في ليالي شهر رمضان المبارك التي تحل قريبا انشاء الله دعاء الافتتاح مرددين عباراته البليغة “الحمد لله قاصم الجبارين، مبير الظالمين، مدرك الهاربين، نكال الظالمين، صريخ المستصرخين، موضع حاجات الطالبين، معتمد المؤمنين”. وكلما تعمق الايمان ازدادت الثقة بحتمية نفاذ السنن الالهية خصوصا بحق اولئك الذين هدموا المساجد وهتكوا الحرمات واستحلوا الحرمات ونهبوا الاموال، واستعانوا بالاجانب على اهل البلاد، وجاؤوا بجيوش الاحتلال ليجثموا على صدور المواطنين. لقد انطلق هؤلاء للتنكيل بالبحرانيين بغرائز شيطانية شريرة، معتقدين ان الملك سيدوم لهم ونسوا المقولة الشهيرة “لو دامت لغيرك، لما وصلت اليك”. يظن الديكتاتور الذي رأي بعينيه ما حل بوالده عندما رحل باوزاره عن الدنيا، ولكنه لا يعتبر، بل يبيع آخرته بدنياه الفانية، فما اصغر عقله وأضعف ارادته وابعده عن الصواب، وأقربه من النهاية السوداء المحتومة التي تنتظر كل متجبر “الحمد لله قاصم الجبارين”. ان منتصف شعبان مناسبة للأمل بظهور القائم المنتظر الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، نبارك لشعبنا المظلوم حلول مولد الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه، الذي يعني انتظاره اعداد الارضية الصالحة لاقامة دولة العدل، بالتصدي للظلم والاستبداد واقامة المجتمع الصالح القادر على التضحية والعطاء.
شعب البحرين الذي ما يزال يقدم الشهداء والضحايا سجل انتصارات كبيرة على نظام الحقد الخليفي، الواحد تلو الآخر، فقد ارغم الطغاة على التراجع عن اغلب القرارات التي اتخذوها عندما استقووا بالاحتلال السعودي الغاشم، واصبحوا مادة للاستهزاء والاستسخاف والشجب من بلدان العالم، وآخرها 27 دولة وقعت بيانا شجبت فيه الطغمة الخليفية وطالبتها بالتوقف الفوري عن اضطهاد البحرانيين. وفي ما عدا بريطانيا فقد وقع على العريضة اغلب الدول الاوربية الاعضاء بمجلس حقوق الانسان. وكان حريا ببريطانيا ان تغير موقفها، ولكنها ما تزال محكومة بالارث الاستعماري وسياسة دعم انظمة الاقلية وسياسة “فرق تسد” للهيمنة على الشعوب. الخليفيون ارغموا على الغاء الاحكام العرفية والمحاكم العسكرية وما نطقت به من احكام بحق البحرانيين، وارغمت على اطلاق سراح الاطباء واغلب الرياضيين والمدرسين والنساء، وارغمت كذلك على تجرع كأس السم والسكوت على اعادة بناء المساجد التي هدمتها. ولكن حان الوقت للمواطنين الذين خدعوا بسياسات الحثالة الخليفية خصوصا تلك التي روجت ان هذه الحثالة تحمي المواطنين السنة وتدافع عنهم. فقد اكتشف من خدموها انها مستعدة لتقديمهم كبش فداء عندما تشتد الضغوط الدولية عليها. فها هي تقدم عددا منهم للمحاكمات لممارستهم التعذيب، وهي خطوة تسيء الى المواطنين السنة وتبريء الخليفيين الذين يصدرون اوامر التعذيب. يضاف الى ذلك ان الخليفيين جندوا الرأي العام السني ضد المواطنين الشيعة وفق معلومات خاطئة بهدف التضليل والاثارة وخلق الفتنة الطائفية. وتحت الضغط الدولي تراجع الخليفيون كما ذكرنا عن اغلب القضايا التي شجع الآخرين على تبنيها والدفاع عنها، وترك لافراد العائلة الخليفية مجالا للتنصل مما حدث بدعوى انهم ابرياء وان الذين روجوا للطائفية والدعاوى الباطلة هم من المواطنين السنة. لقد حان للطائفة السنية في البحرين قطع الروابط بنظام استدرجهم لمواقف خاطئة، واستعملهم كبش فداء بعد ان ضللهم وغشهم واستخدمهم لخدمة اغراضه. الخليفيون يعلمون ان الثورة انما هي ضد تحكم الاقلية الخليفية في الاغلبية البحرانية (من الشيعة والسنة).
وكما يقال فرب ضارة نافعة، فبرغم الجراحات والآلام التي سببها الاستبداد الخليفي فما يزال هناك متسع من الوقت والمساحة الوطنية لتجميع الجهود على خطى الثورة، فيستطيع من تخلف عنها اللحاق بها وتسجيل موقف وطني تاريخي كما فعل اسلافنا مثل عبد الرحمن الباكر وعبد العزيز الشملان وابراهيم موسى وابراهيم فخرو من الجانب السني وعبدعلي العليوات ومحسن التاجر وعبد الله ابوديب والسيد علي السيد ابراهيم من الجانب الشيعى. اولئك النفر من البحرانيين استعلوا على المنطق الطائفي الذي بثه الخليفيون، وحزموا امرهم وانطلقوا اخوة متحابين من اجل خير الشعب والوطن، يرفضون التحالف الخليفي – البريطاني الذي يجدد نفسه اليوم لمواجهة شعب البحرين الأبي. لقد اتضح الامر، وزالت الغشاوة، واصبح واضحا ان كافة الادعاءات الخليفية باطلة، وان هذه العائلة تصر على الهيمنة المطلقة برغم فشلها في حماية السيادة على الوطن باستدعائها جيش الاحتلال السعودي. فهي تعامل المواطنين، شيعة وسنة، بعقلية الاستعباد وتنتقم من معارضيها بالعقلية والاساليب نفسها. فتعتقل وتعذب ابراهيم شريف كما تفعل مع حسن مشيمع، وتنكل بعبد الهادي الخواجة كما تضطهد محمد بوفلاسة. وما الضرب على وتر الطائفية الا واحد من ابشع وسائل الاستغلال البشع لمشاعر المواطنين، واثارة الشيطنة في النفوس. لقد نكلت بالاطباء مثل الدكتور عل العكري وغسان ضيف وطه الدرازي كما فعلت مع الدكتورة نهاد الشيراوي. من هنا نهيب بالاحرار من المواطنين، على اختلاف انتماءاتهم المذهبية التحلي باليقظة والحذر من الوقوع في الشراك الخليفية البشعة. لقد كشر هذا الحكم الاستبدادي الفرعوني عن انيابه وظهر على حقيقته، ولم يعد مجديا التشبث به لانه ساقط لا محالة. ان شعبا يكرر يوميا عباراته الشهيرة “الشعب يريد اسقاط النظام” و “يسقط حمد” يستحق ان يتمتع بحياة افضل. وهذا ما سيتحقق بعون الله تعالى، بشرط الاستعانة بالصبر والصلاة (الدعاء)، وعدم الاستسلام للطغاة او اليأس من رحمة الله ونصره المحتوم للمؤمنين المظلومين الصابرين (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)، (انهم يرونه بعيدا، ونراه قريبا).
اللهم ارحم شهداءا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
6 يوليو 2012