بيانات حركة أحرار البحرين

زيارة الوزير البريطاني دعم واضح لنظام ارهابي سيسقطه الشعب

فرضت ارادة الثوار نفسها على حكم الحثالة الخليفية، وارغمت رموزها على الغاء احكام المحكمة العسكرية بحق رموز الثورة وقادتها. ولكن الامر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تحولت قاعات المحكمة الخليفية الى حلبة صراع بين القادة الذين ظلموا وعذبوا وحكموا بالسجن مدى الحياة، ورموز الطغمة الخليفية الذين اصبحوا هم المتهمين في المحاكمة المذكورة.

وقد عقدت حتى الآن خمس جلسات انطلق فيها ضحايا التعذيب الخليفي ليقدموا افادات دامغة ادانت الديكتاتور ونجله ناصر وعصابته الاجرامية بشكل قاطع. فمن كان يشكك في ما طرحته المعارضة من ادعاءات حول تورط نجل الدكتاتور شخصيا في ممارسة التعذيب، فقد طرح الرموز من الادلة ما يؤكد تلك الحقيقة ويفرض على المجتمع الدولي التدخل الفوري لاعتقال عدد من ابرز رموز الخليفي الغاشم. وقد اصبح تطور القضية البحرانية متوقفا على اعتقال المعذبين الكبار وليس الموظفين الذين ينفذون سياسات مسؤوليهم، وبات مطلبا شعبيا واسعا التصدي بحزم لرموز الطغمة الخليفية ابتداء بالديكتاتور الذي فقد شرعية حكمه باقرار التعذيب كممارسة منهجية واصدار قانون ملكي بحماية مرتكبي جرائم التعذيب. وهكذا اصبح الوضع اكثر استقطابا ضد الحكم الخليفي، واشد اصرارا على محاكمة المعذبين، وهو مطلب لا يخضع للاعتبارات او المساومات، بل انه اصبح يمثل مطلبا جوهريا للثوار الذين ياملون ان يؤدي ذلك الى غلق ملف التعذيب في البحرين الى الابد. غير ان رموز ذلك الجهاز وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الخليفي ووزيرا الدفاع والداخلية في الحكومة الخليفية، والرؤساء الثلاثة لجهاز الامن الوطني  السابقون (عبد العزيز عطية الله آل خليفة، وراشد بن علي بن عبد الله آل خليفة، وخليفة بن عبد الله آل خليفة، اصبحوا هدفا للشخصيات والمنظمات الدولية المناهضة للعذيب. هذه العناصر المجرمة اصبحت تمثل للمواطنين، بعبعا لا يجوز التعايش معه، بل تقتضي المصلحة محاكمة افراده وسجنهم. ولكن الواضح ان الغربيين يسعون لحل المشكلة بطريقتهم الخاصة التي تحافظ على العناصر المتقدمة في النظام، برغم ارتكابهم جرائم ضد الانسانية.

لقد كانت زيارة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق االاوسط، السيد أليستر بيرت، الى المنامة مطلع الاسبوع غير موفقة، ولن تحقق نتائج ملموسة لان الوزير البريطاني كان منحازا مع الطغمة الخليفية ضد شعب البحرين، وساوى بين الجلاد  والضحية، واغمض عينيه عن الجرائم اليومية  البشعة المتواصلة، ولم يخف إصرار حكومته على دعم امن النظام المجرم، بدون ان تطالبه بوقف التعذيب ومحاكمة مرتكبيه. لم نسمع من الوزير مطالبته باعتقال اي من المجرمين الخليفيين الذين وثق الضحايا جرائمهم بشكل واضح. ورفض اتخاذ موقف واضح من اعتقال الطفل علي حسن الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر، معتبرا ان ذلك مسألة خاصة بالشرذمة الخليفية. كان عليه ان يستخسف التهمة الموجهة لذلك الطفل وهي التجمهر، ليستنتج ان الخليفيين لا يصلحون للحكم لانهم ببساطة، اعتادوا الاستبداد والقمع والاجرام، واصبحوا اعداء لشعب البحرين. الوزير البريطاني يعلم كذلك ان التعذيب مستمر وكذلك الاعتقال التعسفي، ويعرف ان جميع الرموز القيادية القابعة في طوامير التعذيب الخليفية لم ترتكب جرما وفق القانون، بل انها تعاقب على ممارستها حقها في التعبير والحراك السياسي الحر. هذا الوزير يعرف كذلك ان الحثالة الخليفية لن تتوقف عن التعذيب يوما، ولن تسمح بحرية التعبير مطلقا، ولن تقوم باصلاح حقيقي يتناسب مع ادنى مطالب الشعب. يعرف هذا الوزير ان الجمعيات السياسية التي راهنت على الحوار مع العائلة الخليفية خسرت الرهان لان الخليفيين لم يؤمنوا بالحوار يوما ولم يعترفوا بوجود شعب البحرين، وان هذه الجمعيات اصبحت محرجة امام الجماهير لان الطغمة الحاكمة لم تقدم ذرة واحدة مما يمكن اعتباره اصلاحا. فحتى رئيس الوزراء الذي يعتبر رمزا للاستبداد وا لتخلف ما يزال في منصبه محاطا بجلاوزة وحثالات ومجرمين ولصوص، وان احدا لا يجرؤ على الحد من جشعه او اجرامه. ولذلك فان إصراره على اجراء حوار بين الجمعيات المعارضة والشرذمة الخليفية محكوم بالفشل جملة وتفصيلا.

كان على الوزير البريطاني ان يطالب باعتقال نجل الطاغية ومحاكمته لارتكابه جرائم التعذيب. كان عليه ان يستمع الى افادات رموز الشعب وهم يدلون بافاداتهم امام قضاة المحاكم الخليفية، ويصفون بتفصيل مرعب ما جرى لهم من تعذيب على ايدي رموز الحكم الخليفي. لو كان رجل مبدأ وقيم وانسانية لتحدث بصراحة عن ارهاب الدولة التي تمارسه الحثالة الخليفية يوميا بحق ابناء البحرين. اما ان يغضي عينيه عن هذا الارهاب ويساوي بين الضحية والجلاد فذلك ليس من الانسانية في شيء ولن يؤدي الا الى المزيد من المعاناة والأسى بين المواطنين. لقد دفعت زيارة الوزير البريطاني لتشجيع الطاغية حمد بن عيسى وجلاوزته على ارتكاب المزيد من الجرائم. فما ان اكمل بيرت مؤتمره الصحافي حتى هرعت قوات الاستبداد الخليفي والاحتلال السعودي لشن عدوان كاسح على المناطق الآمنة، في استباحة غير مسبوقة. فبالاضافة لاعتقال العشرات من الشباب، عاثت وحوش آل خليفة خرابا في منازل البحرانيين، بالتكسير والتدمير وسلب الممتلكات، حتى كأن “غزوة جواد” قد تكررت على نطاق اوسع. كما ظهر الطاغية في زيه العسكري مزبدا ومرعادا ومهددا بابادة شعب البحرين ان لم يستسلموا للمحتلين الخليفيين والسعوديين.

لقد دعا بيرت الى حوار “غير مشروط” ولكنه اشترط على الجمعيات المعارضة شجب الحراك الشعبي، واشترط عليها التخلي عن مطالبها، واشترط عليها ان تقبل بالتحاور حول قضايا طائفية مفتعلة ليس لها وجود في تاريخ العلاقات بين ابناء البحرين الاصليين (شيعة وسنة). انه يعلم ان الخليفيين لا يتحاورون مع البحرانيين الاصليين (شيعة وسنة)، بل يبعثون باحذيتهم الى الاجتماعات التي يفترض انها حوارية ويطلبون من الاحرار محاورة تلك الاحذية. فالقضية  التي يروجها الاحتلال الخليفي والسعودي منذ انطلاق الثورة ان المشكلة طائفية، اي بين المواطنين، وليست بين الشعب والطغمة الخليفية. ولذلك فالحوار الذي يتحدث عنه الطاغية وابواقه انما هو حول ترطيب العلاقات بين المواطنين، وهو امر يستحيل ان يؤدي الى نتيجة لان البحرانيين اخوة متحابون منذ قرون، وانما الخليفيون هم الذين يمزقون الصف الوطني منذ عقود. وحتى هذه اللحظة لم يجلس الخليفيون مع وفد شعبي يمثل الاجماع ا لوطني، لانهم يرفضون الاعتراف بوجود مشكلة بينهم وبين البحرانيين الاصليين (شيعة وسنة). وحتى هذه اللحظة يرفض الخليفيون وجود معارضة او سجناء رأي، وينكرون وجود تعذيب، ويصرون، برغم تأكيد تقرير لجنة بسيوني عكس ذلك، على ان الثورة تحركها ايران. ان من يوافق على مسايرة الخليفيين او داعميهم في خدعة الحوار سيجد نفسه تائها في دهاليز مظلمة وضيقة ومتعرجة، لن يستطيع الخروج منها بنتيجة، بل قد يضيع هو في متاهاتها ويخسر وجوده.

لقد قال شعب البحرين كلمته بوضوح ليس فيه لبس وإثرار بلا تردد: الشعب يريد اسقاط ا  لنظام” و (اذا الشعب يوما أراد الحياة      فلا بد ان يستجيب القدر). حان الوقت لنهضة شعبية شاملة وقطيعة كاملة مع الاحتلال الخليفي والسعودي وغلق كافة منافذ الازعاج التي تدخل منها رياح الفساد الخليفي. انها الفرصة التاريخية التي سخرها الله لشعب البحرين الاصلي (شيعة وسنة) لكي يتحرر من الاحتلال الخليفي والسعودي معا، وينهض كسائر الشعوب العربية من الحثالات الحاكمة الفاسدة والمفسدة والمجرمة والمتخلفة. فان حدث ذلك فسوف يتحقق وعد الله لعباده ويخسر هنالك المجرمون.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
15
يونيو 2012

زر الذهاب إلى الأعلى