أرادوا تثبيت الاحتلال، وشاء الله نصرة المظلومين
شاء الله ان يخزي الظالمين، تنفيذا لوعده الذي لا يخلف، فاذا بهم يفشلون فشلا ذريعا في اعلان اتحاد الظلم، برغم الاعلام الذي طبل وزمر لبيع البلاد للمحتل السعودي. عجبا ممن يرضى بالذل والهوان وبيع الاوطان، والاعجب ان توجه الانتقادات الى طلاب الحرية ممن يعمل لتحرير البلاد من الاجنبي. ولكن في زمن ضاعت فيه المعايير وتداخلت فيه القيم اصبح من يملك الاعلام قادراعلى حرف الحقائق وتشويه الواقع وخداع الناس.
ثوار البحرين أحرص الناس على حرية بلدهم وحمايتها من اي تدخل اجنبي. بينما الطغمة الحاكمة ومعها الابواق الرخيصة ممن باعوا ضمائرهم يروجون لبيع الوطن وتقديمه لقمة سائغة للمحتلين. هؤلاء يصمتون على استقدام القوات المرتزقة الاجنبية لقمع من يمارس حقه في التعبير الحر عن رأيه ومطالبه، ويبررون استيراد خبراء التعذيب وكأن ذلك اجراء طبيعي ومشروع ويتناسب مع قيم الاستقلال، فلم يقل واحد منهم كلمة ضد المجيء بواحد من أسوأ شرطة امريكا من اجل “تنظيم جهاز الامن” وآخر من بريطانيا ارتبط اسمه بفضيحة التنصت على هواتف المواطنين حتى اضطر للاستقالة من وظيفته. هؤلاء الطبالون لا يجودون غضاضة في التصفيق لدخول قوات الاحتلال السعودية وتدنيسها اراضي البحرين وهدمها المساجد وقتلها الابرياء. وبدلا من اتهام انفسهم واسيادهم ببيع الوطن، يوجهون الاتهام لابطال الثورة بالعمالة لايران التي لم تستطع الطغمة الحاكمة ومعها هؤلاء الاشرار جميعا ان يثبتوا انها بعثت جنديا واحدا الى البلاد او اعتدت عليها باي شكل.
خطة شيطانية اخرى وبتدخل الهي واضح ليس فيه لبس او غموض. كان ذلك واضحا من تبختر الديكتاتور وهو يدخل قصر المؤتمرات بالرياض، واثقا بان امله في ان يصبح عبدا للسعوديين سوف يتحقق بعد ساعات، وان تلك العبودية سوف تنقذه من غضب شعبه المصمم على اسقاطه. لقد ضاقت الارض به وبطغمته وهو يرى ثورة الشعب تسجل انتصارا بعد آخر، وتشارف على اجتياز ما تبقى من عقبات امامها. فقبل اقل من شهر واحد سجل انتصارا ساحقا على الشرذمة الخليفية عندما قلب الطاولة عليها خلال سباق السيارات المعروف بـ “فورمولا1″، واستطاع تحويل المشهد الاعلامي لصالح قضيته وضد العدو الخليفي الذي لم يجن من إصراره على عقد الدورة الا الكشف عن المزيد من جرائمه وظلمه واستبداده امام الرأي العالمي. وسجل هذا الشعب انتصارا آخر ببناء مساجده التي هدمها المستبدون والمحتلون ظلما وعدوانا، فعاد لبنائها برغم انوفهم جميعا، واصبحت بيوت الله عامرة بالايمان والعبادة وذكر الله. وانتصر كذلك عندما وقف العالم كله ضد اعتقال الناشط الحقوقي نبيل رجب، واصبح النظام الخليفي امام العالم رمزا للتخلف والقمع والاستبداد والظلم. ولم يبق من داعميه سوى حكومتي واشطن ولندن اللتين لم يعرف عنهما قط دعمهما لقوى التحرر والديمقراطية يوما. وما تزال الذاكرة تختزن موقفهما من نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، وهو موقف اضر بهما كثيرا. فجنوب افريقيا، البلد الاكبر في القارة السوداء ترفض السير في ركابهما، او قطع علاقاتها مع الدول التي دعمت نضال شعبها خلال حقبة النظام العنصري. لقد دعمت واشنطن ولندن ذلك النظام، كما دعمتا قبله نظام ايان سميت في روديسيا. فلماذا تصران على دعم الانظمة المغايرة للذوق البشري والمعادية لكل ما هو انساني وتحرري؟ لماذا لم تتعلم الحكومات المتعاقبة من تجارب الماضي القريب فتتمرد على التراث الامبريالي الذي اسقطت مصداقيته ثورات الشعوب وحركات تحررها خصوصا في السنوات الاخيرة؟
من اسباب سقوط المشروع الخليفي – السعودي عوامل عديدة في مقدمتها ثورة شعب البحرين التي كانت ستسري الى الجسد السعودي لو حدث اتحاد بين العائلتين، وثاني العوامل رفض حكومات دول الخليج الاخرى الاندماج مع السعودية التي عرفت باطماعها التوسعية الى الحد الذي جعل الازمات الحدودية مع بقية الدول المجاورة قضية متواصلة بلا نهاية. والعامل الثالث ان الحكومات لا ترى جدوى في الوحدة مع السعودية، فهي اضعف من ان تدافع عن اراضيها فضلا عن اراضي الآخرين. فالحوثيون برغم ضعف امكاناتهم المادية هزموا الجيش السعودي وأسروا جنوده، بينما فشلت السعودية في التصدي لاجتياح صدام حسين للكويت في 1990، واعتمدت على الدول الغربية لاخراج قواته. العامل الرابع ان هذه الدول ترى العهد السعودي آفلا، يصاحبه تضاؤل نفوذه السعودي اقليميا في مصر وليبيا وتونس ولبنان وسوريا والعراق واليمن. فلماذا ربط مصائرها بمصير نظام يترنح بفعل عوامل الضعف والوهن البنيوي لهذا النظام. اما شعب البحرين فهو يذهب ابعد مما يريده العدو الخليفي ويتحدى العائلتين المستبدتين ان تقدما على خطوة لتحقيق وحدة كاملة بين الشعبين. هذا ما يريده ثوار البحرين، وتلك هي الوحدة الحقيقية، على ان يتم ذلك تحت قيادة موحدة يختارها الشعبان، فان لم يسمح لهما بذلك انطلقت ثورة مشتركة لتحقيقه. شعب البحرين لا يرى مشكلة في الوحدة مع اشقائه في دول الخليج الاخرى، بل يرى المشكلة في العائلات الحاكمة التي تمنع قيام تلك الوحدة وتعتقد ان توحيد الامكانات الامنية والعسكرية للعائلات الحاكمة سيتيح لها السيطرة على الاوضاع.
لقد نجحت ثورة الشعب في افشال المشاريع السعودية – الخليفية المشتركة، الواحد تلو الآخر. فقد فشلت القمعة الامنية التي مارسها العدو الخليفي في صيف 2010، وفشل التعاون الامني بين الرياض والمنامة في منع انطلاق اكبر ثورة شهدتها البحرين، وفشلا في منع وصول رياح تلك الثورة الى العمق السعودي، ثم فشل الاحتلال السعودي العسكري للبحرين، وفشل تدخلهما العسكري والسياسي الفاضح في سوريا. وهذا الاسبوع فشلا في تحقيق الانجاز الذي كانا يعتبرانه ضربة ماحقة للقوى الثورية في البلدين، ولم ينجحا في فرض مشروع وحدة العائلتين في سياسة القمع ضد الثوار. وقف ابطال البحرين في الاسابيع الاخيرة ضد ذلك المشروع التخريبي الهادف لضرب مشاريع الثورة والاصلاح، واصبحوا قادرين على دك حصون الاستبداد الممتدة من الرياض الى الرفاع، واكثر تصميما على تحقيق اهداف الشعب في اقامة نظام عصري متطور يعتمد اساسا على ارادة الشعب وحقه في تقرير مصيره، واقامة النظام الذي يناسبه. وراى الثوار ان الفشل الذريع للمشروع الخليفي – السعودي المشترك اصاب المطبلين والبلطجية والابواق المأجورة في مقتل، فلن تستطيع بعد اليوم الترويج لمشاريع وهمية فاشلة او خطط منطلقة على اساس الحقد والتخلف والتآمر ضد الشعوب ومصالحها. لقد جاءت ثورة شعب البحرين لتنتصر بعون الله وارادته وصمود المواطنين ودعم أحرار العالم. وما الاخفاقات المتتالية التي يتكبدها العدو الخليفي ومعه داعموه السعوديون الا مؤشر لذلك الانتصار المحتوم باذن الله. فلا تراجع ولا تنازل ولا تخاذل ولا مساومة على الحقوق ولا مصافحة للايدي الملطخة بدماء الشهداء، بل ثورة وعزم واصرار وصمود واستبسال وثبات حتى يقضي الله بيننا وبين القوم الظالمين، وينتصر المظلومون وتعلو راية الحق خفاقة في ربوع أوال. نقول ذلك بثقة المؤمنين وايمانهم بحتمية تحقق الوعد الالهي “ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا الصالحين، انهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون”.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
18 مايو 2012