في رحاب عيد الشهداء: الجميع مطالب باللحاق بركب الثورة وانجاح فعالياته
السلام على شهداء الاسلام والانسانية، السلام على شهدئنا في البحرين الذين ضحوا بارواحهم من اجل الله والدين والوطن والحرية والكرامة والحقوق. السلام على الصامدين الثابتين المحتسبين “انهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون“.
رحلوا عن الدنيا ولكنهم يعيشون في قلوبنا، تتحرك ارواحهم في عالمنا، تحرك الضمائر وتجدد العزائم، وتوضح معالم الطريق، وتمنع السقوط امام طغيان الظالمين، او الاستسلام امام فلول المستبدين والمحتلين. الشهداء عنوان كرامة الامة، ومصابيح الثورة ومفاتيح الحرية، فطوبى لهم يحيون وهم اموات، ويخلدون وهم في القبور، ويتكلمون وقد أخرس الموت ألسنتهم. فما سر بقائهم؟ وما الذي يجعل هاني الوسطي وهاني خميس يعيشان سبعة عشر عاما بعد استشهادهم، تطارد ارواحهم المجرمين الخليفيين والسعوديين بدون هوادة؟ ما الذي حول علي جاسم من انسان عادي لا يعرفه الكثيرون الى عنوان لظلامة شعب واضطهاد امة ونهضة جيل؟ كيف تستطيع ارواحهم مطاردة قاتليهم بعد كل هذه السنوات؟ وكيف وقف القدر معهم وقصف عمر طاغية زمانهم الذي اصدر اوامر اطلاق النار عليهم؟ وهل سيكون نجله افضل حالا منه؟ خمسون من ابناء شعبنا قصفت اعمارهم برصاص الغدر الخليفي والسعودي او بمباضع جلادي نظامي الاحتلال والاستبداد، أيظن السفاحون والقتلة انهم سيأمنون على انفسهم يوما من العقاب والقصاص العادل؟ صحيح ان امريكا وبريطانيا تبذلان قصارى جهدهما لحماية هؤلاء القتلة وسفاكي دماء الآدميين، ومرتكبي جرائم حرب واخرى ضد الانسانية، وصحيح ايضا انهما تسعيان، مرة اخرى، لخداع شعب البحرين بالضغط على بعض رموزه السياسية لمسايرتهم في مشروع اطالة عمر الاحتلال السعودي والخليفي معا. ولكن صحيح ايضا ان الحراك الشعبي هذه المرة أقوى من اية مرة مضت، وان شعوب العالم تقف متضامنة مع البحرانيين وضد السعوديين والخليفيين القتلة.
عشية عيد الشهداء المجيد يقف شعبنا ليستذكر ضحاياه وليجدد العزم على مواصلة درب الثورة حتى اسقاط هذا النظام الذي انتهت صلاحيته منذ زمن. وبرغم سعي الديكتاتور لحماية نجله السفاح، ناصر، الذي ارتكب جريمة التعذيب شخصيا، وبرغم ترقية وزير التعذيب الى منصب الامين العام لمجلس الدفاع الاعلى الخليفي، فقد حظيت استغاثات الضحايا والمظلومين وآهات الامهات الثاكلات باهتمام بعض سكان هذا الكوكب، فتوجهت للمرة الاولى في تاريخ البلاد، بعثة اممية من مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم ا لمتحدة الى البحرين لتقييم الوضع وتقديمه للمفوضة السامية، نافي بيلاي. وقد اتضح ان العدو ا لخليفي يمارس اقذر اساليب التشويش والتضليل واخفاء الحقائق وتحوير الوقائع على امل حرف مسار عمل البعثة. ولكن، كما فشل مع لجنة التحقيق الرسمية بزعامة شريف بسيوني، برغم انفاقه عليها ورعايتها، فسوف يفشل مجددا في اسلوب تعاطيه مع اللجنة الاممية التي يسعى الضحايا والنشطاء لاطلاعها على ما يجري في شوارع البحرين وسجونها. لقد جاءت اللجنة بضغوط متواصلة من نشطاء حقوق الانسان وبذل الديكتاتور وعصابته اموالا هائلة كرشاوى لمنع ارسال لجنة مستقلة، وقام بتشكيل لجنة بمقاساته الخاصة ولكن الله رد كيده في نحره، وجاءت نتائجها، برغم التزوير والمحاباة، على غير ما يشتهي، فادانته وعائلته ونظامه بارتكاب جرائم خطيرة يستحق بموجبها المثول امام محكمة الجنايات الدولية.
دماء الشهداء لا تجف ابدا، وارواحهم تطارد الجلادين والقتلة مدى الدهر، ولا يمكن ان يفلت قاتل او معذب من العقوبة. القليل منهم يفلت من عقاب الدنيا، وكلهم موقوفون يوما امام الله أحكم الحاكمين. اما في الدنيا فليس لهم سوى الخزي والعار، وسوف ينجح شعبنا بعون الله تعالى في مقاضاة اعدائه الذين قتلوا ابناءه وعذبوا شبابه ونساءه وعلماءه بدون رحمة او انسانية.
عندما سقط الهانيان أسسوا باستشهادهما لسقوط نظام البغي الخليفي، وقد مر على رحيلهما سبعة عشر عاما، ما أطولها وأقساها وأثقلها على قلوب البحرانيين. فقد سقط منذ 17 ديسمبر 1994 قرابة مائة شهيد (اربعون منهم في الانتفاضة المباركة، وخمسة خلال السنوات التي اعقبت ميثاق الديكتاتور، اكثر من خمسين بحرانيا استشهدوا في الثورة الحالية، آخرهم الرضية ساجدة ذات الايام الستة من العمر. وما يزال النظام الخليفي يمارس البطش والعنف والابادة باستعمال الغازات الكيماوية التي تستهدف الابرياء يوميا، والتي يتأجل فعلها الى حين. انها حرب قذرة تستعمل العائلة الخليفية فيها الاسلحة الكيماوية تحت مسمى “الغازات المسيلة للدموع”. ولم نسمع من قبل عن استشهاد احد من البحرانيين بفعل ذلك الغاز سوى الطفل الرضيع عقيل الصفار خلال انتفاضة التسعينات. من هنا نهيب بالنشطاء الحقوقيين والسياسيين جذب انظار العالم لهذه الحرب التي تستهدف اهل البحرين الاصليين (سنة وشيعة) لان الخليفيين انسلخوا من انسانيتهم تماما واصبحوا يقتلون على الهوية.
عيد الشهداء مناسبة لتجديد العهد مع شهداء الامس واليوم على الصمود والثبات وعدم المساومة على المطالب الرئيسية التي قدم الاحرار من اجلها ارواحهم، وفي مقدمتها اسقاط ا لنظام الخليفي المقيت.ومن خلال تصرفات رموزه في الفترة الاخيرة يتضح انه في طريقه الى الزوال، خصوصا بعد ان فشل رهانه على الاحتلال السعودي. فقد استطاعت ارادة الشباب ودماء الشهداء وصمود عائلاتهم إلحاق هزائم نفسية وسياسية متلاحقة بهذا الاحتلال الذي لم يعد لوجوده مبرر بعد ان اثبتت لجنة بسيوني عدم وجود اي تهديد خارجي للبحرين، خصوصا من ايران. كما ان ظاهرة الاستبسال لدى الثوار، خصوصا في الاسابيع الاخيرة، اكدت للعالم، خصوصا داعمي آل خليفة في واشنطن ولندن، ان الثورة جاءت لتنتصر، وان النظام فشل في اتخاذ اي اجراء اصلاحي لمنع تفاقمها، حتى وصلت مرحلة اللاعودة. وجاء استدعاء الديكتاتور الى لندن لتحذيره ربما للمرة الاخيرة بان فشله في التعاطي مع معطيات الثورة وتلكؤه في اتخاذ اي اجراء لتنفيذ توصيات لجنة بسيوني مؤشرات سلبية جدا اما لعدم استيعابه درجة الخطر المحدقة بنظام عائلته او عدم قدرته على اتخاذ القرارات اللازمة التي قد تساعد، في نظرهم، على احتواء الازمة. ولكن الزيارة فشلت في تحقيق شيء ملموس، فرجع الديكتاتور غاضبا خصوصا بعد ان اعترض موكبه المناضل عبد علي موسى وصرخ في وجهه وقال له امام المارة: انت قاتل، انت معذب، يسقط حمد، يسقط حمد. من هنا اصبح من الضرورة بمكان تصعيد العمل الثوري ليصل الى مستويات اعلى واشمل، على ان يبدأ ذلك بالمشاركة في فعاليات عيد الشهداء المجيد، والتفاعل الايجابي مع الفعاليات الاسبوعية التي يطرحها شباب ثورة 14 فبراير. هذا هو الطريق لتحقيق النصر الحاسم على قوى الاحتلال والاستبداد والبغي والديكتاتورية والقتل والتعذيب، والله هو الناصر و المعين.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
16 ديسمبر 2011