لترتفع اصوات الحسينيين مطالبة باسقاط النظام الأموي الخليفي بشعار – هيهات منا الذلة
عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب الأمة باستشهاد الامام الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه. وجعلنا الله من السائرين على خطاه في مواجهة الديكتاتورية والاستبداد خصوصا من قبل الحكم القبلي التوارثي المنحرف عن خط رسول الله (ص) واهل بيته (ع) ونهج الاسلام المحمدي الذي شرع لكرامة الناس وامنهم وحقوقهم.
نقف في مثل هذه الايام من كل عام مؤبنين ومعزين وباكين عندما نستعيد ما حل بآل بيت رسول الله واتباعهم من مصائب على ايدي الحكام الفجرة. ولكننا في هذا العام نضيف لتلك المصائب فجائعنا الكبيرة لفقدان اخوة واخوات كانوا معنا معزين ومؤبنين وباكين قبل ان تطالهم حراب يزيد الخليفي وعصابته التي حاربت اتباع الحسين وناصبتهم العداء والحقد والبغضاء. ولكي لا ننسى ما فعله الطاغية وطغمته المجرمة لا بد من استحضار المشاهد التي مرت بنا طوال الشهور العشرة الماضية ابتداء بالرابع عشر من فبراير عندما قتل احفاد الامويين شهيد الثورة الاول، علي عبد الهادي مشيمع، واتبعوا في اليوم الثاني بالشهيد فاضل المتروك. وعندما لم يستسلم الشعب بعد خطاب الطاغية في ذلك اليوم، اصدر المزيد من الاوامر “لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية”، فعمد جيشه واجهزته الامنية ومرتزقته لارتكاب ابشع الجرائم بحق ابناء البحرين. فتواصل سقوط الشهداء، ولكل منهم قصته في البطولة والوطنية والايمان والصمود، وكذلك في بشاعة القتل وطرق التمثيل بالاجساد المبضعة. وبعد شهر كامل من الصمود، استدعى العدو الخليفي عدوا اكبر، فجاء الاحتلال السعودي البغيض ليبدأ جرائمه بقتل الشهيد احمد فرحان الذي بكاه العالم اجمع عندما رأى جمجمته المهشمة. بكت القلوب البحرانية المحروقة لان ما فعله اولئك المجرمون لا يختلف عما ارتكبه القتلة الامويون، بقطع رؤوس الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه. واذا كانت الخيول قد استعملت لتقطيع اجساد ابطال كربلاء، فان مباضع الجلادين الخليفيين، وفي مقدمتهم ناصر بن حمد آل خليفة، وخليفة بن عبد الله آل خليفة، ونورة آل خليفة، تجاوزت ذلك، عندما الحقت موتا بطيئا ومؤلما بالشهداء ابتداء بالشهيد علي صقر وحسن جاسم مكي وزكريا العشيري وعبد الكريم فخراوي، رحمهم الله جميعا. جاء ذلك الاجرام الخليفي والسعودي الحاقد بعد التمثيل بجسد الشهيد محمود ابوتاكي وعبد الرضا بوحميد وعيسى عبد الحسن. واذا اعتقد احد ان الديكتاتور حمد قد تراجع عن ظلمه واجرامه فما عليه الا ان يشاهد مرة اخرى ما حدث للشهيد علي يوسف بداح الستراوي، عندما كسروا اضلاعه وقطعوا جسده. أننسى ذلك؟ لنعلم جميعا ان شهداءنا الخمسين غيبوا عن عاشوراء هذا العام واغلبهم كان سباقا لحضوره والمشاركة فيه. فانظر ايها الاخ والاخت من حولك فسترى روح الشهيد العزيز امامك ترفرف في سماء المأتم المهدوم والمسجد الذي انتهكت حرمته واقتلع من اساسه. فلقد تجاوز ا لعدو الخليفي والسعودي ما فعله اسلافهم من ابني امية، بهدم المساجد وتحويل بعضها الى منتزهات كما حدث مع مسجد ابي ذر الغفاري في النويدرات. آل اميه لم يستهدفوا النساء برغم سقوط بعضهن بيوم الطف، بينما قدم شعبنا من الشهيدات عددا كبيرا.
بعد هذا فهل يمكن التعايش مرة اخرى مع هذا النظام الدموي الحاقد؟ لنعلم جميعا ان بعضنا لن يمتد به العمر لكي يشهد عاشوراء العام المقبل ان بقي هذا النظام قائما، ومن يقول ويعتقد ان الشمر كان سوف يتوب او ان ابن زياد وحرملة وبقية القتلة كانوا سيتخلون عن القتل والتعذيب فانما يخادع نفسه. فليست المرة الاولى التي يقتل فيها البحرانيون بالجملة ويعتقلون ويعذبون وتنتهك حرماتهم ويسجن علماؤهم ورموزهم. ففي انتفاضة التسعينات المباركة سقط اكثر من اربعين شهيدا، وكان من بين اول ما فعله الديكتاتور الحالي بعد استلامه كرسي الحكم تقليد القتلة والسفاحين والجلادين اوسمة التقدير مع ترقيتهم الى مناصب عليا في الدولة. فاذا بعادل فليفل يشجع للترشح لمجلس يزيد، واذا بخالد المعاودة يصبح مسؤولا كبيرا بدائرة الجوازات، واذا بالمقبور عبد العزيز عطية الله يصبح رئيس جهاز الامن الوطني. والسؤال: هل انتهت سياسة ترقية القتلة والمعذبين؟ بالامس اصدر الديكتاتور امرا ملكيا بتعيين رأس التعذيب الاول في البلاد، خليفة بن عبد الله آل خليفة، امينا عاما لمجلس الدفاع الاعلى، ومستشارا امنيا خاصا للديكتاتور نفسه. فما اشبه الليلة بالبارحة، وما أقبح هذا النظام ورأسه وعناصره. جاء التعيين مغلفا بقرار اعفاء الجلاد المذكور الذي كان رئيس جهاز الامن الوطني من منصه للتظاهر بان الطاغية جاد في تنفيذ توصيات لجنة بسيوني. ولو كان هذا المجرم صادقا في ما يقول لأطلق سراح جميع السجناء بدون استثناء دفعة واحدة، ولأحال عناصر التعذيب خصوصا خليفة بن عبد الله لقضاء عادل مستقل. كان الديكتاتور يعتقد ان بامكانه الفرار من العقوبة التي ستلاحقه هو وعصابته الاجرامية، اذا انفق اموال الناس على لجنة تحقيق يعينها ويختار اعضاءها، ولكن خاب ظنه، والحمد لله. فبرغم ان اللجنة عملت كمحام عن ا لنظام، مع الاعتراف ببعض اخطائه، الا ان الحقيقة افشلت هدف الطاغية، واظهرت نفسها لتقول للعالم ان العدو الخليفي مارس التعذيب كسياسة ممنهجة، واستعمل القوة (بامر من الديكتاتور نفسه كما فعل حسني مبارك) وهدم المساجد واضطهد الاطباء والمعلمين والرياضيين والنساء. فأين سيهرب من هذه الجرائم، والله سبحانه وتعالى يقول: “ان ربك لبالمرصاد“.
يحتفي شعبنا بموسم عاشوراء، ذكرى الثورة والثوار، ليستلهم منه معاني الصمود والاباء، ومفاهيم الشهادة والتضحية والفداء، ويتواصل معه فكريا وروحيا وسياسيا ليقول للعالم: هيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون”. عاشوراء ميدان واسع لرفع الاصوات عالية بشعارات الثورة، فهو الموسم الطبيعي لغرس بذورها ونماء شجرتها. فكما قال الامام الحسين عليه السلام: “أيها الناس قال رسول الله (ص):” من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباده بالإثم و العدوان فلم يغر عليه،بقول و لا بفعل كان حقا على الله أن يدخله مدخله“. وعاشوراء ينبوع الخير والثورة والتغيير والقضاء على الديكتاتورية والاستبداد والفساد، فلا تفوتنا الفرصة لانها مصدر الشحن والتحريك ضد هؤلاء الذين لزموا طاعة الشيطان، الذين عتوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد. ليرتفع الصوت الحسيني الهادر ضد نظام الاستبداد القبلي النتن الذي فاحت روائحه النتنة وأزكمت أنوف أعضاء لجنة بسيوني حتى كادوا يغشى عليهم نظرا لفحش ما سمعوه ورأوه. لم يعد للنظام الخليفي شرعية دستورية او اخلاقية او انسانية بعد ان أدرك العالم انه يمارس التعذيب الممنهج والقتل المتواصل والفساد غير المحدود. وفي الوقت الذي يجب ان ترتفع الاصوات بسقوطه، فاننا نطالب بلجنة تحقيق دولية مستقلة ومحاكمة رموز النظام ابتداء من حمد ونجله المعذب ناصر وعمه ووزير جهاز امنه السابق وبقية القتلة. اننا لا نطالب بسقوط حكمهم فحسب، بل ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وتحويل ملفاتهم، بناء على استنتاجات وتوصيات اللجنة التي شكلوها انفسهم، لجهات الاختصاص، خصوصا المحكمة الجنائية الدولية للتعامل معهم كمجرمي حرب ومرتكبي جرائم ضد الانسانية. ندعو الله ان يوفق شباب البحرين في هذه الايام لشحذ الهمم ورفع الصوت مجلجلا ضد الطغيان والاستبداد، مطالبا بسقوط النظام الخليفي الذي يستحيل اصلاحه فالذي خبث لا يخرج الا نكدا.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، وفك قيد أسرانا وتقبل قرابيننا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
2 ديسمبر 2011