العد التنازلي ليوم تجديد الثورة، لمثل هذا فليعمل العاملون
عظيم هذا الشعب الذي لم يتوقف يوما عن الاحتجاج والتظاهر والاصرار على تحقيق مطلبه الاساس المتمثل باسقاط نظام الحكم التوارثي الاستبدادي، وكبير ذلك الشباب الذي يتحدى فول الاحتلال السعودي والخليفي بدون خوف او وجل. وعملاقة نفوس هذا الجيل الثوري الذي رفض بكل شموخ وإصرار وتحد ان تكسر ارادته آلة الدمار السعودية والخليفية، ووحشية هاتين العائلتين المحكومتين بالسقوط الحتمي في الزمن غير البعيد بعون الله تعالى. ها هي البحرين على موعد مع الفصل الثاني من الثورة الشعبية المباركة لتنطلق الجماهير زحفا لاستعادة الدوار من قوات الاحتلال السعودية، وإعادته للسيادة الوطنية.
فقد انتهت عهود الاحتلال بالقوة والوصاية والاستعباد والاستحمار، وتحرر أغلب البحرانيين من عقلية الاستعباد ولم تبق الا قلة ما تزال تتلذذ بخدمة الطغاة والدفاع عنهم والتصدي للثوار والاحرار. سيكون الثالث والعشرون من نوفمبر بعون الله يوما مشهودا في تاريخ ثورة الشعب. وما تحرر عدد من الاسرى الذين رزحوا في اقبية السجون زمنا تحت التعذيب الوحشي الذي لا نظير له الا اولى بشائر النصر المؤزر على العدو، وكسر ارادته، وارغامه على التراجع امام الارادة الشعبية. لقد اصبح واضحا امام العالم ان ارادة شعب البحرين لم تنكسر برغم ما فعله الاحتلال السعودي والخليفي من جرائم يندى لها جبين الانسانية، ابتداء بالعدوان الكاسح على الدوار، مرورا بقتل الشهداء وآخرهم الشهيد السبعيني علي الديهي، وهدم بيوت الله ظلما وعدوانا وكفرا، واعتقال الاطباء والرياضيين والمدرسين وتعذيب خيرة رموز هذا الشعب من علماء ومفكرين وحقوقيين، وصولا الى انفاق الاموال النفطية الهائلة لاخفاء تلك الجرائم وتحاشي المحاكمات الدولية. كان هناك خياران: فاما ان ينكسر الشعب وتهزم ثورته وينتصر العدوان السعودي الخليفي المشترك، او يصمد البحرانيون بشجاعتهم وصبرهم وايمانهم وتلاحم صفوفهم وتحملهم الاذى.
بعون الله وقدرته، خرج الشعب منتصرا على العدو، فها هو يرفع رأسه ويستعد لتوجيه صفعة قاضية للفصل الثاني من المشروع الامريكي الهادف لحماية النظام الخليفي، بتجديد ثورته في فصلها الثاني بعد ايام، وتوجيه ضربة قاضية لمشروع بسيوني وتقريره بعد ان رشحت انباء بانه قرر تبرئة كبار المجرمين من الجرائم وفي مقدمتهم الدكتاتور ونجله. فالاول اصدر اوامره باطلاق النار على المتظاهرين السلميين، تماما كما فعل حسني مبارك، ووجه الشكر مرارا للعناصر التي سفكت دماء اهل البحرين وعذبتهم، وما يزال مصرا على الاستمرار في اعتقال رموز الشعب وعلمائه وتعذيبهم، واقتحام المنازل واستعمال الاسلحة المحرمة دوليا ضدهم. اما الثاني فقد مارس التعذيب شخصيا بحق عدد من السجناء سجل اثنان منهم افادتيهما واتهماه بتعذيبهما مباشرة. ومع انطلاق الفصل الثاني من الثورة بهدف مبدئي يتمثل باستعادة الدوار، وهو حق طبيعي للشعب الذي يسعى لممارسة سيادته على ارضه وانهاء جريمة الاحتلال السعودي الذي مضى عليه شهور عشرة، والخليفي الذي يستحوذ على اكثر من نصف اراضي البلاد و 90 بالمائة من سواحلها. ان هذا الصمود والاصرار والتحدي عناصر ساهمت مشتركة في ارغام اعداء الشعب من آل سعود وآل خليفة وداعميهم في الغرب على تغيير تكتيكاتهم في التعامل مع الثورة التي ازدادت فتوة وقوة، فبدأوا، مرغمين، على اطلاق سراح المعتقلين الابرياء، خصوصا بعد ان اطلع اعضاء لجنة بسيوني على فظاعات وجرائم لم يتوقعوها، وحذروا المجرمين من مغبة استمراراهم في اطلاق النار على المتظاهرين السلميين والاعتقال التعسفي والتعذيب. الهدف من ذلك كسب الوقت والرهان على تمرير خديعة كبيرة اخرى تحت مسمى “الاصلاح”. وقد اثبتت النسخة الاولى من المشروع الامريكي الذي فرض بالقوة في 2001 بان النظام الخليفي غير قابل للاصلاح ابدا. فأقل مستويات الاصلاح التي رفعته بعض فصائل المعارضة (وليس قوى الثورة الممثلة بالرموز المعتقلين و شباب 14 فبراير) تغيير النظام الاستبدادي القائم بملكية دستورية، تنتقل صلاحيات الحكم بموجبها من ايدي آل خليفة الى الشعب. وهذا امر مستحيل. ولذلك اصبحت قوى المعارضة جميعها (السياسية والثورية) متوافقة في الموقف الرافض لاي مشروع لا يحقق ذلك القدر الادنى من المطالب.
من هنا اصبح على المواطنين التحلي باليقظة والوعي وعدم الاستغفال او الاستهبال او الاستعباد من قوى الثورة المضادة التي تتزعمها السعودية وتدعمها امريكا. فهذه القوى تعمل على خطين متوازيين: السعي لتحييد الثورة والثوار من جهة بالوعود والحديث عن الاصلاح واطلاق سراح بعض المعتقلين واشاعة اجواء البهرجة، ومن جهة ثانية الامعان في التنكيل برموز الثورة في الداخل والخارج، وقد بدأ ذلك في الايام الاخيرة بتضييق الخناق على الرموز القيادية المعتقلة، والامعان في تعريض حياتهم للخطر بنشر الامراض في اوساطهم او حرمان المحتاجين منهم خصوصا الاستاذ حسن مشيمع من الرعاية الصحية المناسبة. وهذه جريمة اخرى يتستر عليها بسيوني وفريقه، مع علمه انها جريمة ضد الانسانية. والحمد لله فقد التفت شباب 14 فبراير لذلك، وقرروا تجديد الثورة في اليوم نفسه الذي يسعى الثلاثي البغيض (آل خليفة/آل سعود)، امريكا، لجنة بسيوني) لاعدام الثورة فيه باعلان حزمة من الاجراءات التي تؤجل المشكلة ولا تحلها. فالمشكلة الاساسية وجود آل خليفة على رأس الحكم، وما لم يتم اسقاط نظامهم فلن تحل اية مشكلة حقيقية. وتأجيل الحل يطيل امد معاناة اهل البحرين بعد ان جربوا كافة الوعود التي باءت بالفشل. والوقت الحاضر هو الافضل لاسقاط النظام الخليفي، اقليميا ودوليا، خصوصا مع استمرار ربيع الثورات العربي وتساقط الانظمة الديكتاتورية الواحد بعد الآخر، وانشغال امريكا والغرب باوضاعهم الاقتصادية، وحالة اليقظة التي انتشرت في أوساط العرب والمسلمين ضد الاستبداد والديكتاتورية.
بانتظار يوم تجديد الثورة، تخفق قلوب الاحرار حبا للبحرين وعشقا للحرية، وايمانا بوجوب تحرير البلاد من براثن الاحتلال. نداءات امهات الشهداء تنطلق من اعماقهن بحرارة ولهفة ورأفة: إياكم والانخداع بما يقوله العدو الخليفي! حذار من تصديق الثعلب اذا ارتدى ثوب الايمان والتنسك، لا تنسوا دماء الشهداء وتضحيات الاحرار وآلاف السجناء وضحايا التعذيب والتجويع. انطلقت هذه النداءات بحسرة من افواه الثاكلات، فتلقفتها قلوب الثوار المجاهدين الصابرين المحتسبين، فانطلقوا يخططون ليوم تجديد الثورة وافشال خطة إعدامها. فاعداؤها مخزيون ومدحورون بعون الله تعالى. انه موعد مع الله، ومع ارواح الشهداء التي ترفرف في سماء اوال وتناشد الثوار الثبات والصمود “يا أيها الذين آمنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا“. اللهم ثبت اقدام المجاهدين وأدخل الخوف والرعب في قلوب الظالمين والمحتلين والمعذبين وا لسفاحين والقاتلين، انك سميع مجيب الدعوات.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين.
حركة احرار البحرين الاسلامية
18 نوفمبر 2011