دماء الشهيد أحمد جابر تجدد دماء الثورة وتغرق الاحتلال والاستبداد
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
ويتواصل نهر الدماء من اجساد احرار البلاد باستشهاد الشاب اليافع أحمد جابر القطان، ليضيف لبنة اخرى الى البناء الشامخ الذي شيدته جماجم الشهداء وليجدد العزم في نفوس المجاهدين البحرانيين، فيفرضون وجودهم على ارضهم برغم الاحتلال السعودي والاستبداد الخليفي.
ويتواصى الابطال في ما بينهم بالحق والصبر، ويتعاضد الرجال والنساء في موقف متماسك صلب لا يتزعزع ضدهما، وتفرض جحافل الاحرار طوقا محكما على العاصمة بعنوان “طوفان المنامة” ليثبتوا للعالم ان ارادة التحرير والتغيير لا يزعزعها جور الجائرين ولا ظلم الظالمين. تودع ام الشهيد فلذة كبدها بحسرة الأم وشموخ المجاهدة، لتعيد الى ذاكرة الوطن موقف والدة الشهيد علي المؤمن الذي تنبأت، بفطرة الوالدة المفجوعة، بحتمية سقوط نظام الطاغية. انه تعبير عن المدى الذي بلغته الثورة البحرانية على طريق الحرية، وإفشال مخططات الاحتلال السعودي الغاشم. لقد بدأ العالم بالاهتمام بذلك الاحتلال، ومن المتوقع ان تتحرك القوى التحررية للدفاع عن شعب البحرين الواقع تحت الاحتلال. ولقد نجم عن ذلك الاحتلال وضع المنطقة على حافة الدمار والخراب. هذا الوضع لن يوفر للنظام امنه وقد فشل في احتواء ثورة الشعب البحراني، برغم ممارساته الظالمة التي يمكن تصنيف بعضها ضمن الابادة. وثمة قضايا يجدر الاهتمام بها لتوضيح حقيقة ما يجري ولكي يتحمل المواطنون مسؤولياتهم على طريق التحرير. من هذه الامور ما يلي:
1- أثبت رموز الشعب المأسورون لدى الخليفيين المدعومين بالاحتلال السعودي وفاءهم لهذا الشعب ودفاعهم عنه وعن حقوقه. فالاضراب عن الطعام الذي بدأوه الاسبوع الماضي احتجاجا على أسر حرائر البلاد كان خطوة نبيلة غير مسبوقة. فبرغم معاناتهم الجسدية نتيجة المرض وسوء المعاملة داخل زنزاناتهم، فقد تفطرت قلوبهم ألما بعد الجريمة النكراء التي ارتكبها السعوديون والخليفيون باعتدائهم الاجرامي على النساء للاتي تظاهرن في يوم العودة للميدان. لقد جن هؤلاء المجرمون عندما وصلت احدى النساء الى الدوار متحدية جحافل العدو التي كانت تحاصره وتتصدى لاحرار البلاد. جاء الاضراب في تلك الظروف الصعبة جدا لتؤكد وفاءهم وشجاعتهم وشهامتهم، حتى تدهورت صحة اغلبهم وكانوا شاحبي الوجوده عندما حضروا المحكمة العسكرية يوم الاربعاء 28 سبتمبر. فهل من المروءة ان ينسى هؤلاء الابطال الرازحين في قيود الاعداء؟ ألا تستدعي قيم المرؤءة والشهامة اعلان التضامن معهم بشكل عملي ورفع الصوت عاليا امام العالم للتدخل الفوري لارغام المحتلين على الافراج عنهم؟
2- ان الشعب مستمر في تظاهراته اليومية ولن يهدأ له جفن قبل ان يتخلص من الاحتلال والاستبداد على حد السواء. هذا التصميم يتجلى من خلال فعاليات الثورة يوميا، فبالاضافة الى المظاهرات اليومية في كافة مناطق البحرين، فقد نجح شباب الثورة في استرجاع حقهم في فرض وجودهم على كافة ارجاء البلاد استعدادا لمرحلة ما بعد سقوط النظام الخليفي المجرم واندحار الاحتلال السعودي الغاشم. جاءت فعالية “طوفان المنامة” يومي الثلاثاء والخميس لتؤكد امورا عديدة: اولها ان الشعب صامد وعازم على تحرير ارضه من جرائم الاحتلال السعودي، ثانيها: انه صاحب القرار متى واين يفرض وجوده على اساس سيادة الشعب على ارضه، ثالثها: ان عزائم شباب ائتلاف 14 فبراير تتصاعد برغم القمع والاضطهاد والمطاردة، وبرغم فلول البلطجية وفرق الموت. رابعها: ان الاحتلال والاستبداد قد هزما سياسيا واخلاقيا وان وجودهما على ارض البحرين انما هي مسألة وقت لن يطول بعد اليوم. خامسا: ان الثوار اثبتوا قدرتهم على نقل الحرب ضد العدو السعودي والخليفي الى العاصمة استعدادا لبسط سيطرة الشعب على ارضه المرتهنة لدى العدو. اننا نحيي هذه الروح الباسلة لدى هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم، فزادهم هدى، وربط على قلبوهم اذ قاموا لمواجهة العدو ودحره، وليؤكدوا حتمية جريان وعد الله العظيم: “انا من المجرمين منتقمون“.
3- ان مسلسل الاحكام الجائرة التي اصدرتها المحاكم العسكرية لن تثني عزائم المجاهدين الذين يزدادون ثباتا وانتصارا مع الزمن، وانها تؤكد ضرورة التخلص من هذا النظام الذي يحاكم المدنيين الابرياء امام محاكم فرضها الاحتلال السعودي المجرم. وما اصدار الحكم بسجن رموز جمعية العمل الاسلامي، وعلى رأسهم سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ عشرة اعوام الا تأكيد لاجرامه، وهي احكام شجبتها المنظمات الحقوقية الدولية واعتبرتها تعديا على الحقوق المدنية الاساسية. وهناك المزيد من الفعاليات التي سوف تنظم داخل البحرين وخارجها لكشف الملف الاجرامي لهذا النظام الذي ازدرى القضاء وتلاعب بحقوق الناس وسحق ابسط القيم الانسانية والاخلاقية في معاملة الاحرار. وحتى حلفاء آل خليفة أرغموا على شجب تلك الاحاكام والمحاكم العسكرية التي تصدرها، وسوف تدفع هذه الحقائق مناضلي الشعب ومناصريهم للمضي قدما في مطاردة رموز الاحتلال السعودي والظلم الخليفي امام القضاء الدولي برغم مليارات الدولارات التي نهبها آل سعود وآل خليفة واستغلوها لشراء مواقف بعض الجهات والشخصيات لمنع العدالة الدولية من اداء واجبها.
4- بحمد الله وتوفيقه انكشفت حقيقة لجنة بسيوني وانها تسعى لاقصاء الحقائق وليس تقصيها، وان اموالا هائلة قدمت لبعض رموزها لكي يغطوا الحقائق ويحموا ديكتاتور البلاد وعصابته. فبعد شجب الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، المحاكمات العسكرية والاحكام التي اصدرتها بحق شرفاء البلاد، رفعت السيدة كاثرين أشتون، صوتها مدويا امام العالم مطالبة بالسماح للجنة منبثقة عن مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للتحقيق المحايد وتقصي الحقائق في ملف الانتهاكات التي تواصلت على مدى خمسة اعوام متواصلة. واذا كانت لجنة بسيوني قد سعت لحماية الديكتاتور وطغمته بحصر التحقيق بالفترة التي اعقبت اندلاع الثورة، فان الامم المتحدة مطالبة بالتحقيق في جرائم آل خليفة منذ العام 2006 عندما قرر المجرمون اعادة العمل بالتعذيب كمنهج ثابت في التعاطي مع اهل البحرين.
أمام هذه الحقائق، وباستشهاد أحمد جابر القطان قرر شعب البحرين، ممثلا بقواه السياسية والثورية وفي مقدمتها ائتلاف شباب 14 فبراير، تصعيد فعاليات ثورته الغاضبة في الايام والاسابيع المقبلة للتعجيل بهزيمة الاحتلال السعودي واسقاط النظام الخليفي، وسوف يكون النصر حليفهم بعون الله تعالى.
“فلا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون، ان كنتم مؤمنين”
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
7 اكتوبر 2011