معا على طريق التحرر من الاحتلال والاستبداد بعد انتصار “طوق الكرامة”
واذ يريكموهم الذي التقيتم في اعينكم قليلا، ويكثركم في اعينهم، ليقضي الله امرا كان مفعولا.
شكرا لكم فقد اثلجتم صدور الاحرار بما فعلتم، وصدقتم الوعد الذي قطعتموه على انفسكم، واثبتم للعالم انكم تفعلون ما تقولون، وان الديكتاتور وحده هو الذي يقول ولا يفعل، وينكث العهود والمواثيق.
كنتم كثيرين يوم النزال، اذ توحدت كلمتكم وارتفعت همتكم، وصغر العدو في اعينكم، فجئتم من كل حدب وصوب، لتفرضوا ارادتكم في ارض الآباء والأجداد. اردتم ان تخنقوا العدو الخليفي بما اسميتموه “طوق الكرامة” فكان لكم ذلك، برغم انف الطغاة والسفاحين. قلتم للمحتلين: اننا هنا بإرادة الأباة وعزم الأسود، نتصدى لطغيانكم، فانكم مهزومون، واننا، ورب الكعبة لمنتصرون. لقد سحقتم وجود المحتل السعودي بشموخكم، فطوبى لكم من جمع مقدس، ومرحى للذين استصغروا العدو وعدده وعدته، واستسخفوا دعاواه الفارغة، وحطموا كبرياء طغاته، واثبتوا للعالم ان اهل البحرين يذودون عنها بارواحهم واجسادهم بدون خوف او وجل او تردد او مساومة. في حقبة الثورات العربية، يواصل البحرانيون ثورتهم بإباء وعزيمة وإيمان، واثقين ان النصر حليفهم، وان الظالمين الى زوال. وقف العالم مذهولا امام صمود الشعب، وهو ينفذ خطته بدقة متناهية ويثبت وجوده على ارضه، ويقف بوجه المحتلين والظالمين ويرفض الانحناء امام جبروت اولئك الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله.
يوما بعد آخر يثبت شعب البحرين تمسكه بأهدافه المقدسة، وعلى رأسها اسقاط النظام الجائر وهزيمة المحتل الغاشم. ولقد ظن السعوديون والخليفيون المجرمون ان عدوانهم الدموي في منتصف شهر مارس الماضي سوف يقضي على الثورة المباركة التي روتها دماء الشهداء واعلنتها للعالم صرخات الامهات وانات الثاكلات. فكان شباب الثورة بالمرصاد لكل من سفك الدماء واستحل الحرمات. يقف هؤلاء الشباب اليوم اصلب عودا وأثبت جنانا وأشد إصرارا على تحقيق مطالبه العادلة. وعجزت آلة القتل السعودية الخليفية ثني الاحرار عن خطتهم، فجاء المواطنون بسياراتهم من كل حدب وصوب، وفرضوا مشروعهم على العدو الذي شعر بالعجز امام صمود ابطال البحرين البررة. لقد كان يوما مشهودا، وعنوانا آخر للنصر والصمود. انه مقدمة للمزيد من الخطوات التصعيدية الهادفة لاسقاط النظام الخليفي الذي اصبحت ايامه معدودة، وفقد مبررات وجوده بعد ان تنازل عن السيادة للاحتلال السعودي، واصبح عدوا لدودا لشعب البحرين، ومارس فيه القتل والتنكيل، واغضب حتى حلفاءه بفشله في اتخاذ اية مبادرة لاصلاح اجهزته، فاصبح محكوما بالزوال.
وفيما تتضافر الجهود نحو استعادة المواقع الوطنية التي وقعت تحت الاحتلال السعودي الخليفي، فقد توحدت صفوف المواطنين الاحرار لبدء مشروع التحرير النهائي من الاحتلال السعودي والاستبداد الخليفي. اصبح على الجميع مسؤولية انقاذ الوطن وذلك من خلال عدد من الخطوات:
اولاها توعية الرأي العام بخطر استمرار الاحتلال السعودي البغيض.
ثانيها: تحريك الضمير الشعبي للنهوض من اجل تحرير هذا الوطن ودحر الاحتلال بكافة الوسائل المشروعة.
ثالثها: التواصل مع الجهات الدولية المعنية بقضايا حقوق الشعوب ومكافحة الاحتلال والاستعمار.
رابعها: تأكيد خطر هذا الاحتلال على الشعب البحراني الاصيل (شيعة وسنة) وتعريضه للابادة المتواصلة.
خامسها: ارتباط مشروع الحقوق السياسية والمدنية بمشروع الوجود المهدد بالاحتلال تارة والاستبداد اخرى.
سادسها: تركيز الجهود باتجاه واحد، وفق المعطيات السابقة، وعدم الانشغال بقضايا او مشاريع هامشية اخرى لا توصل الى التحرر من كلا الكارثتين: الاحتلال والاستبداد.
سابعها: تعميق الايمان بحتمية الانتصار، وعدم السماح للشيطان بالتشويش على هذه الحتمية بادخال القضية ضمن مقولات التوازن الاقليمي او اخضاعها لارادة مجلس التعاون الخليجي الذي اصبح اداة طيعة بايدي السعوديين.
ثامنها: التخلص من عقدة الشعور بقدرة امريكا على اخضاع الشعوب من خلال قوتها العسكرية ودعمها المطلق لانظمة الاستبداد الخليجية، خصوصا مع تصاعد الصيحات داخل امريكا نفسها ضد سياسات البيت الابيض واستنكارها المواقف المزدودة والانتقائية ازاء ثورات الشعوب العربية.
لقد اصبح هناك واقع جديد في البحرين بطرفين يزدادان تباينا واستقطابا: فعلى جهة يقف الاحتلال السعودي حاميا للاستبداد الخليفي، ومعهما الزعانف الرخيصة المتمثلة بالابواق الاعلامية التافهة ووعاظ السلاطين والانتهازيين ومن سقط في شباك الاعلام المضلل وسعى لعرض قضية الشعب ضمن مقولات الطائفية والمذهبية، وعلى الجهة الاخرى يقف الشعب شامخا واعيا مصمما على تحرير ارضه والحفاظ على وجوده، مدعوما بالشعوب التي وقفت معه في بلدان العالم، ومعه كذلك الارادة الالهية التي تؤكدها الآية الكريمة “كتب الله لأغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز”. وفيما يبدأ مشوار التحرير بشكل جاد منطلقا باستعادة دوار اللؤلؤة بعد انتصار مشروع “طوق الكرامة”، وافراغ ما سمي “الانتخابات التكميلية” من محتواها، اصبح الطريق الآن معبدا امام احرار البلاد الذين منحهم الله بصيرة ثاقبة وعزما لا يلين، وهمة لا تعرف التراخي، وتوجهوا الى الميادين غير عابئين بكيد فرعون وجنوده. وامام وسائل الاعلام التي قدمت الى البلاد بدعوات من قوى الاحتلال والاستبداد لتغطية تلك “الانتخابات” يسجل شباب ثورة البحرين اروع الملاحم البطولية ويرفضون التراجع خطوة واحدة، ويفشلون المشروع الخليفي الاجرامي الذي وضع البلاد بايدي الاحتلال، وسوف يحصد عما قريب، بعون الله، نتائج تلك السياسة الرعناء للثلاثي البغيض: رئيس الوزراء الذي اصبح قاب قوسين من السقوط الابدي في مزبلة التاريخ، والديكتاتور الذي اثبت عدم صلاحيته للحكم نظرا لضعفه سياسيا واخلاقيا، وولي عهده الذي أقر الاحتلال السعودي وكان أول من روج المشروع الطائفي كمبرر للعدوان الاول على الدوار في 17 فبراير الماضي، وفشل في اتخاذ خطوة واحدة على طريق الاصلاح الذي ادعاه مرارا.
لقد بدأ في اوال تاريخ جديد بعد الانتصار الرائع لمشروع “طوق الكرامة”، وهو تاريخ كتبت صفحاته بدماء الشهداء وآخرهم السيد جواد السيد احمد، وجعفر حسن يوسف اللذان لقيا ربهما بالتعذيب الخليفي الرهيب واستعمال الاسلحة الكيماوية القاتلة. انه تاريخ الحرية والكرامة والمجد، تاريخ العطاء والبطولة، تاريخ الوعي والبصيرة، تاريخ الايمان والصدق والإباء. فلن تكسر شوكة الشعب بعد اليوم، ولن يستطيع طاغية او محتل الاستمرار في ارتكاب الجرائم والآثام بدون رقابة او محاسبة. انها يقظة الشعب الذي ادرك ان الشعوب لا تتحرر الا بالصمود والتحدي والتضحيات، فليشهد التاريخ ان شعبنا الابي لا يقهر وان الطغاة لا يبقون، وان المحتلين مهزومون بعون الله وارادة المستضعفين.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
23 سبتمبر 2011