شباب الثورة امام تحديات الصمود وصنع النصر
مع استمرار صراع الارادات بين قوات الاحتلال والاستبداد من جهة ومطالب شعب البحرين الأبي، يتضح يوما بعد آخر مدى خواء الظالمين وضعف كيدهم، وقوة ايمان المستضعفين وصبرهم وإصرارهم. لقد بلغ الصراع ذروته وسوف يحسم قريبا بعون الله لصالح المظلومين، وما أطول يوم الظالم امام محكمة العدل التي تنصف المظلومين. لقد سعى الديكتاتور وعصابته المجرمة لفرض واقع دموي ارهابي على اوال واهلها، فباء بالفشل والخسران، وتلك عاقبة الظالمين والمجرمين.
فها هو المشروع الامريكي للالتفاف على الثورة والثوار بفرض “حوار” طرشان بين مجموعات من المواطنين اغلبها رضي بالاستعباد والاستبداد والاستحمار، يسقط امام ارادة ثوار 14 فبراير الذين يزدادون صلابة وثقة وايمانا بالنصر كلما ازداد الخليفيون والامريكيون وحشية وقمعا. فارادة الشعوب المتطلعة للحرية لا تكسر مهما كان بطش الطغاة والمجرمين. أحرار البلاد يتحررون برغم انف المجرمين والمعذبين والجلادين، والارادة الوطنية والدولية تتكاملان لخلق واقع جديد في البلاد ضد طغمة المتجبرين ابتداء بخليفة بن سلمان وحمد بن عيسى وانتهاء بالمعذبين والسفاحين الذين اصبحت اسماؤهم على لوائح الاتهام الدولية بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب. ملايين الدولارات المنهوبة من الشعب تنفق لشراء المواقف والضمائر في المنظمات الحقوقية والقضائية الدولية، والاغراءات السعودية للدول الغربية وفي مقدمتها امريكا لا تتوقف، كل ذلك للتأثير على المواقف الدولية لمنعها من اتخاذ مواقف ضد الاحتلال السعودي والبطش الخليفي. وفي آخر رشوة مالية سعودية للامريكيين قرار العائلة السعودية زيادة صفقات السلاح من 60 الى 90 مليار دولار للعام المقبل، وهي ارقام غير مسبوقة. واشنطن تعلم ان هذا السلاح لن يستخدم ضد “اسرائيل” التي اصبحت حليفا استراتيجيا للعائلات الحاكمة بدول الخليج، خصوصا آل سعود وآل خليفة، وتعلم ان استعمالها سوف ينحصر بضرب المستضعفين في اليمن والبحرين، كما حدث في العامين الاخيرين، وكما يحدث في الوقت الحاضر. يعلم الغربيون جيدا ان هذه الاسلحة استعملت لهدم مساجد المواطنين البحرانيين وتمزيق اشلائهم في الشوارع، مع ذلك فانهم يواصلون تصدير السلاح للاستعمالات المحرمة دوليا كاستهداف الابرياء والمتظاهرين العزل.
ان ما حدث في الشهور الاخيرة في البحرين وما يزال يحدث اصبح وصمة عار في جبين الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا. فالادلة التي توفرت وقدمت للجهات الدولية تشمل لقطات بالفيديو للقوات الخليفية وهي تمطر المواطنين بوابل مما يسمونه الغاز المسيل للدموع، بينما ثبت انه نوع من الاسلحة الكيماوية لا تختلف كثيرا عما استعمله صدام حسين في حلبجة الكردية في 1988. وقد استشهد حتى الآن اكثر من خمسة اشخاص بهذه الاسلحة المحرمة دوليا آخرهم الشهيدة زينب حسن أحمد التي اعتدى المحتلون السعوديون والخليفيون على منزلها بهذه الاسلحة فقضت نحبة شهيدة مظلومة. لقطات اخرى قدمت للجهات الدولية تكشف استهداف المنازل بشكل متعمد، حيث ينزل المعتدون من سيارات الشرطة، ويمشون بهدوء الى منزل آمن ويرمون من فوق جدار الحائط قنينة تحتوي هذه الغازات السامة ويعود الى سيارته بينما يرتفع الدخان من داخل المنزل ويصيب الاطفال والنساء بشكل مباشر. انها جرائم حرب مسجلة، يتحمل الديكتاتور وعصابته المسؤولية الكاملة عنها. ومن المؤكد ان ا لامريكيين سوف يسعون لحماية هؤلاء المجرمين، ولكن اهل البحرين لن يتنازلوا هذه المرة عن ملاحقة اولئك المجرمين، وسوف يعتبر الامريكيون شركاء في الجريمة ان استمروا في فعلهم المعادي لشعب البحرين.
ان شباب البحرين الثائر وفي مقدمتهم شباب 14 فبراير يدركون بوعي عميق الاساليب الامريكية السعودية الخليفية للالتفاف على الثورة ومطالبها، فيقومون، تحت ضغط الثوار باجراءات لصرف الانظار واضعاف الحراك الشعبي، ولكن وعي المجاهدين الصابرين المتحسبين سوف يفشل هذه الخطط كما قضى على ما كان يسمى “المشروع الا صلاحي” وكما أفشل “الحوار” الهادف لسحب البساط من تحت ارجل الجيل الجديد من المجاهدين. وقد اصبح في حكم المؤكد ابعاد شخص الديكتاتور الجلاد، خليفة بن سلمان، الوجه الاكثر قبحا في الاحتلال الخليفي، وزعيم الحقبة السوداء، ولكن المواطنين يستهدفون النظام الخليفي كله، وما يزال شعارهم المركزي: الشعب يريد اسقاط النظام. يدرك هؤلاء الابطال ان الديكتاتور حمد بن عيسى وابناءه أشرس كثيرا ممن سواهم، واكثر طائفية وحقدا ضد اهل البحرين الاصليين، شيعة وسنة. فالديكتاتور هو الذي عين الطائفي المقيت خالد بن احمد وزيرا للديوان وأقر محتوى قصائده الطائفية التي نشرها قبل 15 عاما لتكون السياسة العامة لعهد حمد، بما فيها من تمييز وتجنيس سياسي مدمر واستبداد غير مسبوق واضطهاد وقمع وقتل وتعذيب. اما نجله الاكبر الذي يروج له بانه “رجل الحوار” فهو اول من اثار الطائفية لتبرير العدوان الاول على دوار اللؤلؤة في حديثه التلفزيوني، وبدأ بذلك مشروع محاصرة الثورة بتلك الذريعة. هذا المجرم ضحى بوحدة شعب البحرين وتآلف ابنائه لتحقيق هدف سياسي هابط. وبرغم ترويج الامريكيين والبريطانيين لشخصه فقد اصبح شريكا في الجرائم التي ارتكبت بحق ابناء البحرين. اما اخوه ناصر فقد عبر عن حقده وضغينته بتصريحاته وتهديده بسجن الاحرار مدى الحياة لمطالبتهم بحقوق مشروعة.
ان الشعب الذي يستقبل شهر رمضان المبارك، اصبح اليوم اكثر وعيا واستعدادا لتحمل اعباء الثورة ومتطلباتها، وبعد ان قدم التضحيات الجسيمة اصبح أقل استعدادا للقبول بأقل من حدوث تغيير جوهري في النظام السياسي. لقد انطلق في ثورته بهدف التغيير، وليس بعناوين يعرف سلفا عدم امكان تحقيقها. فاصلاح ا لنظام الخليفي امر مستحيل لانه بيت فاسد مفسد يمارس الجريمة المنظمة ولا يمكن اصلاحه اطلاقا. وبرغم صعوبة مشروع ا لتغيير، ولكن اسقاط هذا النظام أيسر من اصلاحه. هذه حقيقة برغم ما يشيعه الامريكيون والغربيون ووسائل الاعلام الرسمية غير ذلك. ولقد سبق ان ا كدت المعارضة ان علاقة العائلة الخليفية بحكم البحرين ليست ازلية وعملت منذ ذلك الوقت على تأكيد هذه الحقيقة، فنجحت في ذلك، واظهرت ضعف البيت الخليفي الذي ما ان خرجت المسيرات ضده حتى هرع لاستقدام الاحتلال السعودي بشكل قبيح، ويعتبر ذلك تنازلا عن السيادة لقوة اجنبية، وبذلك اعترف الخليفييون بعدم قدرتهم على حكم البلاد, وهذا على عكس ما حدث في البلدان الاخرى التي كان بعض قطاعات المعارضة يستعين بالخارج ضد النظام. ان الوضع في البحرين اصبح واضحا لدى الجميع، فهناك شعب مظلوم يسعى لتغيير اوضاعه، ونظام استبدادي يعتمد في وجوده على استدعاء قوات الاحتلال السعودية في الوقت الحالي، وقبل ذلك استعان بالوجود العسكري البريطاني ثم الامريكي. انه نظام يفتقد الشرعية ويعتمد في وجوده على البطش، فهو غير مستحق للبقاء وليس له شرعية. هذه هي قناعة شعب البحرين، وسوف يواصل جهاده السلمي حتى يسقط الحكم الخليفي ومعه الاحتلال السعودي، ولن يقبل بأقل من ذلك بعد ان فشل الخليفيون وداعموهم في القيام بخطوة اصلاحية واحدة. وبرغم انف الاحتلال السعودي والاستبداد الخليفي، سوف يطلق سراح كافة المعتقلين كما ا طلق سراح الشاعرة آيات القرمزي وبعض الطبيبات والممرضات والرياضيين برغم اكاذيب ابواق النظام الخليفي ضدهم. النصر آت، وقدوم شهر رمضان سوف يكون بعون الله مباركا على الشعب ووبالا على النظام الخليفي. فالى الامام يا شباب الثورة، وعليكم بالصبر فانه الطريق الى النصر. نبارك لكم قدوم الشهر الفضيل ونترحم على شهدائنا الابرار، ونتضامن مع سجنائنا الاحرار، ونقف معا ضد الجلادين والمحتلين والطغاة، ولله عاقبة االامور.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك
حركة احرار البحرين الاسلامية
22 يوليو 2011