بيانات حركة أحرار البحرين

صمود الشعب يلحق هزائم متلاحقة بالاحتلال السعودي – الخليفي

كلما اوغل الاحتلال السعودي – الخليفي في استهداف مقدسات المواطنين، ازداد الغضب الشعبي ضده، وتعمقت قناعات الاحرار بضرورة التصدي له وانهائه الى الأبد. وما العدوان الاخير على المواكب العزائية التي خرجت بمناسبة ذكرى استشهاد الامام علي الهادي عليه السلام الا جريمة اخرى عمقت الإصرار على الاستمرار في الثورة المظفرة حتى اسقاط هذا التحالف السعودي – الخليفي الشرير.

بعد استهداف المساجد والحسينيات في الاسابيع التي اعقبت الاحتلال السعودي، اتضحت بشاعته ووحشيته ليس للمواطني فحسب، بل للعالم الخارجي، الامر الذي اضطر حلفاء النظام المجرم، ومنهم الرئس الامريكي، للتصريح علنا بالاعتراض على تلك الجرائم. فوجد رموز الاحتلال الخليفي انفسهم مرغمين على الاعلان عن تخصيص ميزانية خاصة لاعادة بناء المساجد المهدمة. واليوم يواصل العدوان السعودي – الخليفي جرائم الابادة بحق ابناء البحرين، فيستهدف ممارساتهم الدينية التي التزموا بها منذ قرون، ويحاربهم على الهوية في كافة مناحي الحياة. هذا بالاضافة لاستهداف وجودهم البشري بالسعي المتواصل لاستبدالهم بالاجانب من خلال مشروع التجنيس السياسي الرهيب بهدف احداث تغيير جوهري في التوازن السكاني. ولم يعد سرا القول بان رموز العائلة الخليفية، خصوصا ولي عهدها ووزير خارجيتها امعنا في اثارة الازمة الطائفية على شاشات التلفزيون، في تحد سافر لشعب البحرين الذي ما برح متآلفا ومتفاهما ومتعايشا على اسس متينة من الاخاء والحكمة والعقل.

في هذه الاجواء يسعى الاحتلال السعودي – الخليفي للامعان في التضليل والتشويش وكسب الوقت وتخفيف الضغوط الخارجية الداعية للاصلاحات، بطرح مقولة “الحوار غير المشروط” وذلك لاضعاف بريق الحراك الشعبي والشعار الاساس الذي رفعته الثورة البحرانية منذ ايامها الاولى “الشعب يريد اسقاط النظام”. هذا الشعار اصبح عنوانا لثورة شعب البحرين، ومؤشر لاصراره على احداث تغيير جوهري في نظامه السياسي بعد عقود من التوتر والاضطراب السياسي والاحتقان الامني والفشل الاداري. فبعد انطلاق الثورة اتضح ان المزاج الشعبي تغير بشكل جوهري ولم يعد هناك مجال للتراجع، واصبح انتصار الشعب حتمية لا مناص منها برغم ارجاف النظام واجهزة اعلامه. يقف شعب البحرين رافعا رأسه، يلعق جراحه، ويناطح السحاب في علو همته مؤكدا مطلبه الاساس، ومستعدا للتضحية بالغالي والنفيس لاقتلاع هذه الشجرة الفاسدة  التي فشلت في تغيير الوقائع على الارض برغم ارهابها وبشاعة سياساتها في الشهور الاربعة الاخيرة. وقد استفاد المواطنون من سياسات الاحتلال السعودي – الخليفي الرعناء في الشهور الاخيرة، بتقوية عزائمهم وشد هممهم باتجاه تحر ير الارض من شرور هذا الاحتلال والظلم والاستبداد. ان الحوار لا يتم في ظل وجود قوات اجنبية على اراضي الوطن، ولا مع طرف تخلى عن السيادة وسلمها للمحتل، ولا مع نظام فشل سياسيا واخلاقيا في تعاطيه مع حركة الشارع ومطالبه المشروعة. كما لا يمكن الحوار مع بقاء رموز الشعب وراء القضبان، رازحين في غرف التعذيب على ايدي الاشرار والبلطجية ومن انسلخوا من انسانيتهم، او مع استمرار تجويع البحرانيين وطرد اكثر من ثلاثة آلاف منهم بسبب مشاركتهم في مسيرات سلمية تطالب بالحقوق المشروعة.

وثمة قضية اصبحت تقلق النشطاء السياسيين والحقوقيين، ويتساءل عنها المواطنون؟ ما مستقبل الجيش واجهزة الامن في البحرين؟ لقد اثبتت حوادث الشهور الاخيرة ان هاتين المؤسستين ليستا وطنيتين، بل تابعتان ايديولوجيا وعمليا للعائلة الخليفة. ولا يمكن اقامة دولة حديثة ما لم يتم تحييدهما تماما، بالاضافة للفصل بين السلطات. ان وضع هذه المؤسسات والسلطات الآن يفرض على المواطنين تكثيف التحرك لاحداث التغيير لاقامة دولة حديثة تفصل فيها السلطات عن بعضها، وتوكل للجيش واجهزة الامن مهمة حماية الوطن والمواطنين ويمنع تحويل اي من المؤسسات لخدمة العائلة الخليفية وحدها. لقد تصرفت هذه الاجهزة بعداء غير محدود ضد اهل البحرين، فقتلت وعذبت وهدمت وخربت، بدلا من التزام الحياد في حال الاختلاف والصراع. لقد ولى زمن الهيمنة المطلقة، ولن تتوقف ثورة الشعب حتى يحقق هذه الاهداف النبيلة بعون الله تعالى.

العائلة الخليفية مارست المزيد من التضليل باعلان رفع الاحكام العرفية، واكتشف المواطنون لاحقا ان ذلك لم يتجاوز تغيير ازياء القتلة والسفاحين الذين نزلوا الى الشوارع لقمع المتظاهرين السلميين بوحشية اعادت الى الاذهان وحشية جيش الاحتلال السعودي وفرق الموت الخليفية وبلطجية النظام. وجاء رفع تلك الاحكام كخطوة مدروسة تهدف لاقناع اصحاب القرار في سباق الفورمولا للعودة الى البحرين بهدف اظهار قدر من الاستقرار في البلاد. ولكن طرح هذه المسألة خدم قضية الشعب بشكل غير متوقع، اذ سلطت وسائل الاعلام الدولية الاضواء على جوانب مظلمة من الواقع البحراني، واظهرت للعالم مدى تخلف الحكم الخليفي وانسلاخه من الانسانية. وانكشف ان قرار اعادة السباق جاء بعد زيارة ولي العهد الخليفي الى لندن الشهر الماضي والتقائه رئيس الوزراء البريطاني، وعددا من مسؤولي السباق، ومن بينهم ايرني ايكلستون. وقد اتخذ قرار العودة الى البحرين تحت اصرار ايكلستون، بينما اعترض ابطال سابقون للسباق من بنيهم ديمون هيل . اما المعارضة البحرانية فقد نظرت الى القضية انها فرصة لاظهار ظلامة شعب البحرين واجرام العائلة الخليفية. فان غير المنظمون موقفهم والغوا السباق المزمع عقده في شهر اكتوبر، فسوف يكون ذلك ضربة موجعة لجهود السفاحين الخليفيين، وانتصارا لدماء الشهداء. وان تقرر اجراء السباق في المنامة في الوقت المحدد، فسوف يكون ذلك فرصة مؤاتية لاظهار الظلامة وبثها عبر وسائل الاعلام المتوقع حضورها. ومن المتوقع تصاعد الوضع السياسي والامني في البحرين في الشهور الخمسة المقبلة بعد قرار العودة لمشروع الثورة والتغيير الشامل. المواطنون سوف يستفيدون من فرصة التواجد الاعلامي لتغطية فعاليات السباق، بتصعيد الاحتجاجات والكتابة المباشرة لادارة السباق والمتسابقين المعروفين لديه. ان جراح الشعب ما تزال غضة طرية، وما تزال دماؤهم تسيل بدون توقف بسبب استمرار آل خليفة في قمعهم وارهابهم. أيا كان الامر فشعب البحرين يرى ان هذه المشاريع التي تبناها النظام تهدف لاعطاء صورة مشوهة للواقع البحراني الراهن، واقناع العالم بحالة من الامن والاستقرار غير قائمة. هذه الخديعة سوف ترتد على نظام الحكم الخليفي لانها سوف تعمق الشعور بالظلامة والخديعة والتلاعب بالحقائق والافكار.  وهكذا تتضح صورة المشهد البحراني بشكل اكبر، وتتجلى للناظرين مشاهدها التي تظهر بدون مساومة او تراجع، اصرار الشعب على نيل حقوقه والانسلاخ من ظاهرة الاعتماد على الخارج لحل ارهاصات الداخل. انهم توكلوا على الله، ومن اصدق حديثا منه سبحانه؟

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، وفك قيد أسرانا، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين

حركة  احرار البحرين الاسلامية
10
يونيو 2011

زر الذهاب إلى الأعلى