بيانات حركة أحرار البحرين

الشعب ينتظر بزوغ فجر جديد بدون آل خليفة

ان سمح للاحتلال السعودي باجهاض ثورة البحرين فسيؤدي ذلك للقضاء على كافة الثورات العربية. فالسعودية تصدرت مشروع الثورة المضادة الذي يستهدف المشروع الثوري العربي، مستعملة وسيلتين اساسيتين: اولاهما المال النفطي لتسخير الاعلام لخدمة ذلك المشروع، بشراء الاقلام ورشوة الصحف والقنوات الفضائية، وثانيتهما بث الفتنة الطائفية بين الشعوب الثائرة. ففي البحرين تروج السعودية، من خلال آل خليفة، مقولة الطائفية لمنع تبلور موقف شعبي موحد. وفي مصر حركت السعودية السلفيين لاستهداف الكنائس لاثارة فتنة بين المسلمين والمسيحيين، كما قاموا بهدم مساجد الصوفيين. واعتدى السلفيون على المصلين بمسجد عمر بن الخطاب في مدينة الزرقاء الاردنية. وفي اليمن تواصل السعودية، تحت غطاء مجلس التعاون الخليجي، منع نجاح الثورة اليمنية بمحاولات يائسة لانقاذ حكم علي عبد الله المتداعي، برغم اصرار الشعب على اسقاطه.

 انه مسلسل متواصل بدأ باستهداف ثورة شعب البحرين واحتلال ارضه وهدم مساجده واخذ يتمدد ضد الثورات الاخرى. ولذلك اصبح من مسؤولية العلماء والمثقفين والنشطاء استيعاب خطر التحركات السعودية خصوصا بعد ان اكدت عزمها على توسيع حلف الممالك لمواجهة تلك الثورات. وما لم يتعمق الشعور العربي بخطر الدور السعودي، على وجه السرعة، وبالتجرد المناسب والتفكر العمقيق، فان القلق يتصاعد على مستقبل الثورات. فاذا نجحت السعودية في ذلك فسوف يتعطل التغيير في العالم العربي عقودا. ان من العار على امتنا ان تلتزم الصمت ازاء المشروع السعودي، باية حجة، لان الصمت يجب ان لا يكون خيارا لمن لديه وعي او ضمير، خصوصا ان دماء شهداء الثورات العربية ما تزال تهدر يوميا بدون حساب. هذه الدماء مقدسة وخالده، ولا يجوز التفريط بها او المساومة عليها. فانظمة الاستبداد العربية يجب ان تزول لانها قمعت الشعوب وفشلت في توفير ادارة مناسبة للدول، وحركة دماء الحرية في عروق المناضلين.

لقد أفشل شعب البحرين التآمر السعودي – الخليفي، وهزم الاحتلال السعودي اخلاقيا وسياسيا، واصبح العالم يشاركه في ضرورة اسقاط النظام الخليفي بعد ان تخلى عن السيادة لآل سعود، وسعى لاستئصال اهل البحرين وهدم مساجدهم وهتك اعراضهم وحاصرهم اقتصاديا بهدف تجويعهم. فحتى الولايات المتحدة الامريكية لم تستطع تبرير موقفها الذي بررت به الاحتلال السعودي. فالرئيس اوباما عبر مؤخرا عن امتعاضه لما اسماهعدم تجاوب حلفائنا في البحرين مع دعوتنا للاصلاح والحوار”. ونشر العديد من الصحف الامريكية، من بينها واشنطن بوست، تطالب ادارة اوباما بممارسة ضغط على آل خليفة. مع ذلك يعتقد المحتلون السعوديون والخليفيون انهم قادرون على ادارة الازمة وفق رؤاهم، وانهم سوف يهزمون ثورة الشعب. وهذا امر مستحيل. فبعد اكثر من ثلاثة شهور على انطلاق الثورة الشعبية المباركة، اثبت البحرانيون عددا من الحقائق المذهلة: اولها ان الارهاب الخليفي فشل في النيل من عزمهم وتصميمهم، وانهم سائرون على درب الثورة حتى اسقاط النظام بعون الله تعالى. ثانيها: ان القوة العسكرية التي احتلت البحرين فشلت في كسر ارادة الثوار، برغم ممارسة اشرس اشكال القمع والظلم. ثالثها: ان صمود البحرانيين نجح في كشف الحقيقة للرأي العام العالمي، فانتشرت التظاهرات والاعتصامات في كافة عواصم العالم داعمة للشعب ومنددة بالاحتلال السعودي – الخليفي.  رابعها: ان هذا الصمود اجبر وسائل الاعلام اخيرا على عرض قضية الشعب والتنديد بآل خليفة وآل سعود، والدفاع عنها ومطالبة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ومجلس الامن الدولي باتخاذ مواقف حازمة لحماية اهل البحرين من العدوان السعودي الخليفي. خامسها: توحد كافة قطاعات المعارضة البحرانية على موقف موحد يرفض انقاذ النظام من ورطته باية وسيلة، ورفض التحاور معه بعد ان فقد شرعيته الدستورية والشعبية.

وبرغم التعذيب الرهيب لرموز الشعب المعتقين وفي مقدمتهم الاستاذ حسن مشيمع والاستاذ عبد الوهاب حسين والاستاذ ابراهيم شريف والاستاذ عبد الهادي الخواجة، والشيخ عبد الجليل المقداد والدكتور عبد الجليل السنكيس وبقية العلماء والرموز، فقد اظهروا امام المحكمة العسكرية موقفا صامدا واصروا على مطالبهم وكشفوا جزءا مما تعرضوا له من تعذيب. هذا الاصرار والصمود والتحدي من الشواهد الواضحة على الهزيمة الساحقة لآل خليفة. هذه المواقف البطولية دفعت شباب 14 فبراير للاعلان عن اطلاق فعاليات الثورة مجددا بعد رفع احكام الطوارئ التي فرضها الطاغية وعصابته المجرمة في الاول من يونيو. ويتميز شعب البحرين بقدرته على تجاوز العقبات التي تعترض طريقه والنهوض بعزيمة اكبر حالما ترتفع تلك المعوقات. فعلى مدى الثلاثين عاما الماضية لم يتوقف الشعب عن انتفاضاته وثوراته، ولم يستسلم يوما للمحتلين والمستبدين والظالمين. الامر المؤكد ان رفع الاحكام العرفية يؤكد فشل هذه الاحكام في كسر ارادة اهل البحرين، او  النيل من عزم شباب 14 فبراير الابطال او الرموز الذين قضوا اغلب فترات حياتهم في غرف التعذيب. هذه المرة توسعت دائرة المعارضين والثوار لتشمل ضحايا الارهاب الخليفي خصوصا الاطباء والممرضات والمعلمات واكثر من 2000 موظف طردوا ظلما من وظائفهم وتمت محاصرتهم ماديا وسياسيا. انها لحظة تاريخية اخرى ستكون حاسمة بعون الله تعالى، ضد الطغاة والمحتلين والظالمين والمستبدين. وسوف يكون الشباب والرجال والنساء اهلا لتحمل المسؤولية انشاء الله تعالى. ولا بد من الاشارة الى القلق المتفاقم بسبب استمرار الاحتلال السعودي الخليفي في ممارسة العدوان والتضييق على اهل البحرين. وما الاعتداء على اهالي النويدرات واختلاق مسرحية اخرى بدعوى جرح تسعة من المرتزقة والزبانية الا محاولة اخرى للخروج من عنق الزجاجة بعد ان ضاق الخناق على الخليفيين المجرمين. وثمة خشية من تحول المسرح البحراني نحو العنف لمواجهة العنف الخليفي، الامر الذي اصبح هاجسا للجميع. وتحمل المعارضة البحرانية العائلة الخليفية المجرمة التبعات الامنية والسياسية لسياساتها التي تمثل تحديا للضمير الانساني والذوق السوي. المشهد السياسي البحراني اليوم يختلف عما كان عليه في الاسابيع الاخيرة. فالثوار اصبحوا اكثر ثقة بانفسهم وعدالة مطالبهم، وتماسك الجبهة الداخلية، وفشل الاثارة الطائفية التي تفرضها العائلة الخليفية., هذا المشهد سوف يزداد تعقيدا خصوصا بعد تعليق الاحكام العرفية بسبب فشلها في احتواء الموقف. ويبدو هذا المشهد مرشحا للتدويل خصوصا في ضوء التضامن الدولي المنقطع النظير والشهادات الدولية المتواصلة ضد النظام الخليفي المجرم والاحتلال السعودي. الغاشم. مشهد جديد وتطورات كبيرة متوقعة وتدويل مؤكد، وتوقعات بسقوط النظام الخليفي تدعمه الوقائع ويرددها الساسة الدوليون في لقاءاتهم الخاصة. ان فجرا جديدا يلوح في افق البحرين، وليس على الشعب الا الصبر والمصابرة والتوكل على الله وشد العزيمة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. ان الشعب لا يستعجل النتائج، بل سوف يواصل جهاده وصموده بدون كلل او ملل، حتى يحكم الله بينه وبين القوم الظالمين.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
20
مايو 2011

زر الذهاب إلى الأعلى