بيانات حركة أحرار البحرين

خطاب تحديد الموقف بانتظار النصر الإلهي المحتوم

السلام على الشهداء، وعلى ارواحهم الطاهرة، ودمائهم الزكية، واجسادهم العابقة بعطر الشهادة والكرامة.

تحية للثوار وعائلات السجناء والصامدين وشامخي الرؤوس وعناوين المجد والعزة والكرامة والحرية.

وتتواصل الايام الواعدة بالنصر الالهي المحقق لشعب البحرين الأبي، الذي رفض الخنوع والاستسلام ونزع لباس الخوف والذل، واسترخص دماء شبابه وهو يواجه اعداء الانسانية، الذين ما برحوا يزهقون الارواح ويسفكون الدماء ويهتكون الحرمات وينتهكون حقوق الناس، ويمارسون البطش والتنكيل، بروح الانتقام وعقلية البداوة والتخلف،  معتقدين ان ذلك سوف ينقدهم من غضب الشعب وحتمية الهزيمة. استشهد ابناؤنا برصاص الغدر الخليفي، وسيوف بلطجيتهم، وادوات تعذيب جلاديهم، واكتظت غرف التعذيب بالاحرار الذين لا يتجاوز عمر اصغرهم، علي احمد عباس ثامر، الثانية عشرة من العمر، وهو اصغر سجين سياسي في العالم. ومع ذلك لم يحققوا ما يبتغون. انهم يشنون حرب ابادة على اساس مذهبي، باستهداف شيعة البحرين وفق مشروع ممنهج، مدعوم من آل سعود ومن واشنطن ولندن، وبالتعاون الامني والاستخباراتي الاسرائيلي. يرتكبون الجرائم تباعا امام مرأى العالم ومسمعه، فتتضامن معهم الشعوب، خصوصا في البلدان المحكومة بالنظام والقانون والديمقراطية. وتتنكر لهم حكومات الاستبداد والاستكبار التي اصبح النفاق ميزة اساسية لسياساتها. ومع استمرار سياسات البطش والتنكيل والارهاب السلطوي اضطر بعض هذه الحكومات لتغيير مواقفها، وها هو الاتحاد الاوروبي يطالب المجرمين الخليفيين باطلاق سراح السجناء فورا والتوقف عن التنكيل بالابرياء. وها هو الاعلام الغربي يتذكر مجددا محنة شعب البحرين ويقف مساندا مطالبه وضاغطا على حكومات دوله للتوقف عن دعم النظام الخليفي الدموي الذي تجاوز في ظلمه وبطشه كافة انظمة القمع العربية.

لقد جسد رموز العدوان الخليفي غطرسة واستكبارا غير مسبوقين، معتقدين انهم انجزوا مهمة القضاء على ثورة الشعب بنجاح، وانهم استعادوا المبادرة من ايدي الثوار. ظن هؤلاء الظالمون ان القوة هي مفتاح الحل الذي يتيح لهم الاستمرار في الحكم بالقوة، على اجساد الشهداء وجماجم الابرياء. وفات هؤلاء ان الطغاة الذين سبقوهم استعملوا القوة وقتلوا ابناء شعوبهم، فماذا كانت النتيجة؟ ها هو حسني مبارك يعتقل ويودع السجن اسبوعين على ذمة التحقيق في ما يتعلق بقتل المتظاهرين. وها هم الثوار التونسيون ينظمون احتجاجات حاشدة اليوم (الجمعة) في تونس ودول اخرى عديدة امام السفارات السعودية منددين بايواء الديكتاتور بن علي، ومطالبين بتسليمه للعدالة. ألا يعتبر الخليفيون من كل ذلك؟ القانون الامريكي يقول ان حلفاء واشنطن محصنون امن القضاء المحلي والدولي، وان احدا لا يجرؤ على المساس بهم بالمحاكمة او الاسقاط من الحكم. والقانون الالهي يقول: “كل نفس بما كسبت رهينة”، و “ان الله لا يصلح عمل المفسدين”، “الله أشد بأسا وأشد تنكيلا”. وعندما تضيق الدنيا على المؤمنين المجاهدي، وتضيق الحياة بهم، تطاردهم قوات القمع وتستهدفهم اجهزة الاستخبارات، ويهددون في امنهم واعراضهم ورزقهم، عندئذ يأتي النصر الالهي المحتوم، وهذا قانون تؤكده الآية الكريمة: “حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين”. فليفعل المجرمون ما يشاؤون، ليعتقلوا أكثر من 600 من المواطنين الاحرار، واكثر من ثلاثين من النساء المظلومات، وليقتلوا تحت التعذيب من يشاؤون من الصامدين مثل عيسى صقر وزكريا العشيري وكريم فخراوي، وليواصلوا تعذيب الاطفال الذين لا يتجاوز اصغرهم، علي أحمد عباس ثامر، الاثني عشر عاما، وليستمروا في تعذيب الرموز مثل الاستاذ حسن مشيمع والدكتور عبد الجليل السكنيس والاستاذ عبد الهادي الخواجة، فماذا ستكون النتيجة؟ هل سيكون النصر حليفهم؟ لن يحدث ذلك الا اذا تعطل القانون الالهي وهذا مستحيل لان الله يقول: “ولن تجد لسنة الله تبديلا“.

ما العمل اذن؟ في مثل هذه الظروف الضاغطة التي اصبحت لغة الدم هي الفيصل بين الاحتلال السعودي الخليفي وشعب البحرين، ثمة امور عديدة يمكن العمل بها منها ما يلي:

1-      الصبر الايجابي الذي يقوم على الصمود والعمل المتواصل ضمن الممكن، والدعاء من الله بالنصر. يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.  ويقول الله سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة، ان الله مع الصابرين” هذا الصبر ينطلق على اساس الايمان بالله وعدالته وقضائه النافذ، وعلى اساس ان الشعب قدم اقصى ما يستطيع من التضحيات، متوكلا على الله، وباحثا عن الحق ومستهدفا اقامة العدل، فاستحق بذلك نصر الله المحتوم الذي تؤكده الآية الكريمة: “انهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون“.

2-      ابعاد شبح الاستسلام من الاذهان تحت اي الظروف، وذلك بعدم تقديم اي تنازل للظالمين، تحت ذريعة الحوار. لان اي جلوس على طاولة التفاوض مع الخليفيين المجرمين يوفر لهم قدرا من الشرعية التي فقدوها سواء بالثورة ضدهم ام بعدوانهم على البحرانيين وسياسة الابادة التي ينتهجونها للقضاء على 70 بالمائة من الشعب في ظل الاحكام  العرفية. “ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون، ان كنتم مؤمنين. ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين“.

3-      ان آل خليفة استنفذوا مقومات وجودهم لاسباب عديدة: اولا تخليهم عن السيادة لقوات الاحتلال السعودي، ثانيا: استهداف الشعب الاصلي وسعيهم المتواصل لابادته واستبداله بالاجانب، ثالثا: الغضب الدولي المتواصل ضد سياساتهم، وآخرها تصريحات كاترين أشتون، مسؤولة العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي، ومطالبة واشنطن آل خليفة بضمان سلامة السجناء والتحقيق في مقتل اربعة منهم. ولذلك فقد بلغت الازمة ذروتها ولم ينتصر الخليفيون، كما لم يهزم الشعب، والتطور المقبل سوف يشهد صعود حظوظ الشعب وسقوط الخليفيين المحتوم.

4-      ان منطق التطور في العالم العربي يؤكد تراجع الدور السعودي على الصعيد الشعبي، وجاء رفض الثوار اليمنيين للمبادرة الخليجية صفعة موجعة للدبلوماسية السعودية، والصعود التدريجي لارادة الشعوب. وحتى المشروع الطائفي الذي طرحه الرموز الخليفيين والسعوديون، لم ينجح، لان الشعوب العربية الواعية  اصبحت مشغولة بالثورة وادركت المخططات السعودية والوهابية الكريهة، واصبحت الدعوة الطائفية رمزا للتخلف والاستبداد والطغيان، واداة من ادوات الثورة المضادة التي تقودها السعودية. وستكون البحرين مقبرة الغرور السعودي والبلطجة الخليفية بعون الله تعالى.

5-      لقد تكثفت في الفترة الاخيرة الدعوات لمحاكمة مرتكبي جرائم التعذيب وجرائم الحرب، وهناك عمل حثيث لتحقيق ذلك، ومطلوب من المواطنين توثيق ما اصابهم من جرائم، بشكل دقيق لان كل معلومة ضرورية لاثبات الجرائم الخليفية امام القضاء الدولي. ولن يتأخر موعد سقوط الرموز الخليفية سياسيا وقضائيا وانسانيا بعون الله تعالى.

6-   مطلوب من الجميع استعادة المبادرة، والتحلي بالمعنويات العالية، برغم المحنة والارهاب السعودي الخليفي، والمشاركة الفاعلة في فعاليات المقاومة المدنية، والتفاعل الايجابي مع ما يطرحه ائتلاف 14 فبراير، والحذر من دعوات التثبيط والتراجع، والاستفادة من اية مناسبة لتأكيد الموقف، خصوصا اسقاط النظام الخليفي الذي فقد شرعيته ومقومات وجوده، فبعد حمامات الدماء التي سالت وسياسات استئصال القطاع الاكبر من المواطنين باستهداف وجودهم ومقدساتهم وقطع ارزاقهم وهدم مساجدهم ومضائفهم، لم يعد هناك اية  ارضية مشتركة بين اهل البحرين والمحتلين السعوديين والخليفيين. ولنحذر من الشيطان ووساوسه، فانه يخوف اولياءه فقط، اما المؤمنون فهم اعداء الشياطين، ولا يهمهم كيده شيئا “ان عبادي ليس لك عليهم سلطان”. والباري هو الكفيل بتحقيق النصر المؤزر للشعب على هذه الحفنة القاتلة التي قضت على نفسها بالسقوط، بعون الله تعالى.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
15
ابريل 2011

زر الذهاب إلى الأعلى