اغضبي يا سماء لقتل الهاشميين
صعدتم الى العلياء فرحين مستبشرين، تزفكم الملائكة وتستقبلكم الحور العين، تحولت دماؤكم الى عطر يتضوع طيبا، واجسادكم الممزقة الى منصبة تحمل البناء الشاهق الذي يعبد الله فيه ويكبح الشيطان ويمحق الطغاة والمتجبرون. ما كانت حياتكم عبثا، بل قضيتم ايام عمركم تجاهدون شياطين الانس والجن، تبتغون بذلك وجه الله، فكان لكم ما اردتم. خرجتم من الدنيا اطهارا، مظلومين، وولجتم الى عالم الخلود من اوسع ابوابه، تنظرون الى قاتليكم بعين الرأفة والعطف، لانهم خسروا الآخرة ولن يفوزوا بدنياهم الفانية، فما أسرع دوران الدوائر عليهم، وما أشد جريان السنن الالهية عليهم: “ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين“.
ان كل قطرة دم سالت من اجسادكم الطاهرة سوف تتحول، بعون الله، الى بركان متفجر يزلزل الارض تحت اقدام المحتلين السعوديين والخليفيين ومن ساندهم في عدوانهم وظلمهم: “ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون”. اما الحرب المستعرة التي اشعلوا اوارها فسوف تقضي عليهم لان الله ناصر المؤمنين والمستضعفين. ولكي يتحقق ذلك مطلوب منا جميعا تعميق الايمان بالله وقدرته وعظمته وجبروته، والصبر الايجابي الصادق على مواجهة الصعاب والتحديات والظلم. وعندها سوف تتوفر ظروف جريان القانون الالهي الذي تنص عليه الآية الكريمة: “بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين“.
وثمة قضايا متجددة في الايام الاخيرة يجدر الاشارة اليها في النقاط التالية:
1-جاء استشهاد الشهيدين الاخيرين: السيد أحمد السيد سعيد السيد شمس، وهو في عمر الزهور، ليكشف مدى وحشية العائلة الخليفية وخططها الاجرامية التي تستهدف استئصال البحرانيين من شيوخ وشباب، نساء ورجال، استكمالا لمشروع التغيير التركيبة السكانية في هذا البلد الذي وقع ضحية لاطماعهم وغرائزهم الشريرة. والا فما معنى اطلاق النار على طفل يسير او يركض في الشارع؟ ولماذا الاجهاز عليه بكسر رقبته بعد سقوطه؟ لقد أكدت الادلة على انه قتل عمدا بعد اصابته التي اصابته ولكنها لم تؤد ا لى وفاته. فما كان من وحوش آل خليفة الا ان اكملوا جريمتهم بكسر رقبته وهو على قيد الحياة. ثم جاء استشهاد السيد حميد السيد محفوظ بطريقة وحشية غير مسبوقة، اذ ان صوره في المغتسل تكشف عمق السيق في رقبته، الذي ربما يكون ناجما عن ضربة سيف من النوع الذي وزعه جهاز الامن الخليفي على البلطجية والذي تؤكده الصور. الشهيد السيد حميد كان ذروة في الايمان والاخلاق والهدوء والسلام، وكل ما فعله انه خرج من منزله ليشتري بعض حاجاته، فكان القتلة الخليفيون له بالمرصاد، فاغتالوه في عتمة الليل ورموا جثته الطاهرة في الصبح قريبا من سيارته. جريمة اخرى تضاف الى الملف الاجرامي الاسود للنظام الخليفي الذي احتل بلادنا بالغلبة والقهر، ويواصل ذلك الاحتلال بالبلطجة والارهاب، مدعوما بقوات الاحتلال السعودية. ويخطيء الخليفيون والسعوديون والامريكيون اذا اعتقدوا ان بامكانهم القضاء على ثورة الشعب بهذه الاساليب، فلقد كرسوا القناعات لدى البحرانيين بضرورة انهاء حكمهم، وعدم التصالح معهم بعد ان تجاوزوا الحدود والقيم.
2- اطلقت بعض الجمعيات السياسية تصريحات غير موفقة بعد ان خضعت للتهديدات الخليفية بحلها من قبل المحاكم الخليفية. وأكدت هذه التصريحات ما اكدته المعارضة الشعبية مرارا بان من العمل من داخل النظام الخليفي طريق موصل الى الهلاك الاخلاقي والسقوط السياسي، ولا يستطيع تحقيق اي مطلب حقيقي للشعب. ومن الضروري التأكيد على ان الثورة الشعبية انطلقات بدون مشاركة هذه الجمعيات التي حصرت خيارها بالعمل داخل النظام الخليفي. كان هناك امل بان تتخلي هذه الجمعيات عن مواقفها السابقة وتلتزم بالمعارضة الجادة ضد نظام الاستبداد الخليفي التوارثي، وتصنع مواقف وطنية مبدئية، ولكنها اكدت انها أضعف كثيرا من مواجهة التحديات التي فرضها التحالف غير المقدس بين آل سعود وآل خليفة الذي يهدف القضاء على شعب البحرين عن طريق الاحتلال والقتل والابادة. مع ذلك فلن تفت تلك التصريحات في عضد المقاومة الوطنية التي تتصاعد ضد ذلك الاحتلال الغاشم المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل علني. وسوف تواصل موقفها المقاوم لذلك الاحتلال بكافة الوسائل المشروعة التي يقرها القانون الدولي، ولن تتنازل قيد أنملة عن مطالبها المشروعة وفي مقدمتها اسقاط النظام الخليفي الذي سلم السيادة على البلاد لقوات الاحتلال السعودية. فبعد ان تكشف البعد الطائفي الخطير للمشروع السعودي – الخليفي اصبح مستحيلا التعايش مع حكمهم الارهابي. فقد اغلقوا المنافذ على المواطنين، باعتقالهم وتعذيبهم واقالتهم من وظائفهم، وحرمانهم من رواتبهم وقطع بعثات ابنائهم، واخيرا اغلاق الصحيفة الوحيدة التي كانت تحظى باستقلال محدود، واستبدال رئيس تحريرها لسبب واحد: انه ينتمي للقطاع الاكبر من هذا الشعب المظلوم.
3- ان بوادر الامل بتحقق النصر تلوح واضحة في الافق. فكلما ضاق الخناق على المحتلين السعوديين والخليفيين ازدادوا شراسة ووحشية وانتقاما. وهذا واضح من القتل العشوائي والاعتقالات المتواصلة لأبناء البحرين، والاعتداءات المتواصلة على الآمنين وترويع عائلاتهم وتدمير ممتلكاتهم من منازل وسيارات. يتضح ذلك ايضا من استهداف المساجد والحسينيات والسعي لازالة كافة المعالم التي تؤكد العمق التاريخي للبحرانيين. تتجدد بوادر النصر بتكثف الضغوط على القوى الخارجية الداعمة للاحتلال خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين دعمتا الاحتلال السعودي والقمع الخليفي، وهي ضغوط سياسية واعلامية وحقوقية، اصبحت تحاصر اعداء شعب البحرين وتهدد بنسف وجودهم السياسي بكشف ما ارتكبوه من جرائد حرب وجرائم ضد الانسانية. فبالاضافة لتدوين وتوثيق جرائم رموز العائلة الخليفية، ابدى العديد من الجهات استعداده للمساعدة في الضغط من اجل محاكمة هؤلاء خصوصا انها ربما المرة الاولى التي يتوفر فيها هذا الكم والنوع الهائلين من الجرائم الموثقة ضد هؤلاء. ولذلك فلن يهنأ الديكتاتور وعصابته طويلا لان “نصرهم” المؤسس على جثث الشهداء وأشلاء الجرحى سوف يطاردهم اينما حلوا بعون الله وتعالى. يضاف الى ذلك ان الوقفة التضامنية للشعوب العربية والاسلامية هذا اليوم كشفت عمق الوفاء لثورة 14 فبراير، وسقوط المشروع السعودي – الخليفي الطائفي المقيت، المؤسس على التكفير والتعذيب والدماء وهتك الاعراض واعمال البلطجة الشنيعة.
4- ان المطلوب منا جميعا، في هذه المرحلة ضبط النفس والمشاعر، وتعميق الرغبة والاصرار على اسقاط النظام الخليفي، خصوصا بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب، والدعم الكبير الذي توفر لثورة شعبنا المباركة. المطلوب ايضا تعميق الايمان بالله سبحانه وتعالى وعدالته وقوته ونفاذ سننه، وتوحيد الصف على ذلك الاساس، اذ لم تمر فترة اخرى شبيهة بما نمر به من وحدة المشاعر والاهداف. يضاف الى ذلك مطلوب ايضا تعميق القطيعة الكاملة مع الخليفيين المجرمين، وابعاد وساوس الشيطان التي قد تزين التحاور معهم حول اي شأن. لقد حكموا على انفسهم بالسقوط فلنعمل جميعا، يدا بيد، للاسراع بهذا السقوط الذي سيتحقق في يوم هزيمة الاحتلال السعودي، وهو قريب بعون الله تعالى.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
8 ابريل 2011