بيانات حركة أحرار البحرين

تصنعون تاريخ الشعب بدمائكم وشعاركم: فلترحلوا

ملكتم الزمام فسيروا وفقكم الله لتحقيق مطالب الشعب في تحرير البلاد من هذا الاحتلال الغاشم والعدو الجائر. ادركتم، وانتم الجيل الذي طالما شطب عليه “القادة” و “العقلاء” و ” هوامير السياسة” واعتبروه مائعا وفاشل سياسيا.

 وجاءت انطلاقتكم هذه المرة لتهز قناعات الاطراف جميعا وليس جهاز الاحتلال الخليفي فحسب. وان شهداءكم، ابتداء بالشهيد علي عبد الهادي مشيمع، وانتهاء بالبطل الخالد، عبد الرضا بوحميد، مرورا بفاضل سلمان متروك وعلي منصور خضير وعيسى عبد الحسن، وعلي احمد المؤمن ومحمود أبوتاكي، عبّدوا طريق الحرية فأصبح سالكا لكم، فلا تتراجعوا عنه، وان أرجف المرجفون وثبط المثبطون. فمن يسعى لمصادرة مفجري ثورة الغضب ما يزالون متشبثين بثقافة الماضي القريب التي فرضت لهم مواقع أكبر منهم. وتكفي نظرة عاجلة لاجساد شهدائنا الخالدين لاكتشاف عمق الحقد الخليفي الذي تراكم عبر عقود متواصلة من الضغينة والغيلة والتآمر والحقد. ومن وجد نفسه على شفا حافة نسيان تفصيلات ما حدث في الايام الخمسة التي اعقبت تفجر الثورة تقدم فيها الاستاذ عبد الوهاب حسين في الصباح الباكر من الرابع عشر من فبراير، فما عليه الا ان يقوم بزيارة لمستشفى السلمانية لضحايا العدوان الخليفي الخبيث. فكيف سيعالج من تهشمت جمجمته؟ وكيف يتداوى من تحطم فكه؟ وهل سيشفى من بترت اعضاؤه؟ ليقم كل منا بزيارة عائلات الشهداء ليكشتف عمق الاباء والشموخ والصمود، وأين منهم المتوجهون للتصافي والتصالح مع القتلة والسفاحين.

شهر كامل منذ ان انطلقت ثورة الشعب وسقط الشهداء، وما يزال الخليفيون المحتلون يتعاملون بعقيلة الاستكبار والاستعلاء مع اهل البحرين. ما السبب في ذلك؟ الهرولة التي وجدوها من البعض لطي صفحة الماضي القريب والتخلي عن لغة الثورة والاستعداد للتفاوض من اجل النزر اليسير التي تحقق اغلبها بدون حوار. فقد ارغم العدو الخليفي على اطلاق سراح ابطالنا المرتهنين في قيوده، وهزم معنويا و اخلاقيا حتى اضطر لسحب سفاحيه من محيط دوار اللؤلؤة والشوارع العامة، وان بشكل مؤقت. إياكم والأرجاف فانه يضعف ارادتكم وينال من عزائمكم، والله سبحانه وتعالى يقول: لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا. ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا”. هذا الإرجاف متواصل ولكنه يزداد حدة وإيلاما عندما يقرر ابطال ثورة 14 فبراير قرارا تصعيديا يهدف للاسراع باسقاط الاحتلال الخليفي المقيت، فما اسرع انتشار الرسائل الالكترونية التي تدعو للتخلي عن تلك الفعالية، لانها لا تنسجم مع اجندة الداعين لتثبيت الاحتلال الخليفي. هذا الارجاف ياتي من البندريين تارة واخرى من داخل الوسط الوطني اما بنية حسنة او بسذاجة قاتلة. مع ذلك فقد وفق الله الاخوة الذين تصدوا للاحتلال الخليفي طوال حياتهم وساهموا في إفشال مشروع التخريب الذي هندسه الامريكيون في العام 2000 وفرضه الطاغية مستغلا امكانات الدولة، للصمود امام الإرجاف وسياسات التراجع والتنازل، فأعلنوا موقفهم التاريخ الذي لا تراجع عنه، وهو موقف سوف يسجله التاريخ في صفحاته البيضاء لانه يعبر عما يريده البحرانيون حقا.

جاء التحالف من اجل الجمهورية يطرح هدفا واضحا يتلخص باسقاط الحكم الخليفي جملة وتفصيلا واستبداله بنظام جمهوري يعيد القرار الى الشعب ويؤسس لتطبيق مبدأ “لكل مواطن صوت”. لقد نجحت كافة الثورات العربية في تحقيق مستويات من التغيير، ابتداء بسقوط النظام وصولا الى كتابة دساتير بأبدي أبناء الشعب. وفي اغلب الحالات تم اسقاط الطغاة الى الابد لانهم لم يعودوا صالحين للحكم. والبحرين لن يكون نصيبها أقل من تلك الدول، بل سوف تنتصر ارادة شعبها بعون الله وارادة شبابها. فأنتم اليوم من يقرر مستقبل البحرين وشعبها، وفق مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.

سجلتم اكبر انتصار على العدو عندما كسرتم شوكته وارادته، فأصبح سيفه كليلا، ولسانه مغلولا، ووجوده مهددا. كان هنالك جدار كبير من الخوف الذي فرضه طغاتهم علينا عقودا، ولكنكم كسرتم ذلك الجدار الى الابد، فلم يعد لديهم ما يدخلون به الخوف عليكم. وكنتم اوعى منه كثيرا، بل اوعى من الكثير من القيادات التقليدية التي شعرت بالتواضع امامكم. فمشهد الشباب الذين يتسابقون لنيل الشهادة، والتصدي للعدو، واستهداف معاقله، الواحد بعد الآخر. فلم تعد له حرمة بعد اليوم، لان هيبته كانت مصطنعة، مؤسسة على الارهاب والتعذيب والاعلام المضلل والتخويف وشراء الضمائر. ولانكم اصبحتم قادة الميدان، فقد اصبحت تلك الوسائل غير ذات جدوى خصوصا بعد ان سالت دماء شهيد الانتفاضة الاول، علي مشيمع الذي لم يثبت شجاعته وبطولته واستبساله فحسب، بل اثبت ان لديه والدة قادرة، لوحدها، على اقتلاع الاحتلال الخليفي بارادتها وحزمها، واصرارها وبصيرتها. فالبصيرة قيمة لا تتوفر الا لمن بلغوا مستوى ايمانيا يجعلهم قادرين على استيعاب الحقيقة الازلية وهي ان من يشهد بوحدانية الله لا يخشى سواه، وبالتالي تتلاشى قوة الطاغية وهيبته وجبروته في نفس المؤمن الذي يقول (وما كيد فرعون الا في ضلال). ولانكم كنتم تنظرون بعين الله قررتم الاسبوع الماضي الانطلاق نحو مركز التعذيب الخليفي في القلعة التي تضم طوامير جهاز التعذيب الوطني، برغم ارجاف المرجفين. وبذلك كسرتم شوكتهم وانتصرتم على ارادة الشيطان. وقررتم بعد ذلك الانطلاق نحو ديوان الطاغية، وانقلبت الدنيا في محاولات يائسة لثنيكم عن قراركم التاريخي، ولكن سبق السيف العذل، واصررتم، بوحي ايمانكم وهدى من بصيرتكم، على المضي في قراركم غير عابئين بالارجاف والتخويف. فما عسى فرعون ان يفعل؟ قلتم له بلسانكم البليغ: فاقض ما انت قاض، انما تقضي هذه الحياة الدنيا.

طرح السلاح الطائفي ذريعة لمنعكم من الانطلاق باتجاه قصر الطغيان، ولكنكم كنتم اوعى من ذلك، وأكدتم مجددا وحدة الوطن والشعب وان الشيعي والسني في صف واحد يسعيان لتشييد وطن حر يتساوى فيه ابناؤه، على اختلاف اعراقهم ومذاهبهم. فما عساهم يفعلون؟ شعرتم دائما بنشوة النصر وانتم تقرأون الآية القرآنية الكريمة: انهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون”. ان الشاب الذي يربي نفسه على اساس “النصر او الشهادة” لا يستطيع احد النيل من عزيمته، فهو صاحب القول الفصل، وما سواه هرطقة وهراء. فسيروا على بركة الله نحو تحرير الوطن من اعدائه المحتلين، وسوف يكتشف الآخرون خواء النظام الخليفي من اي بعد انساني او اخلاقي او قيمي. لقد سقط سقوطا مروعا، ولن تقوم له قائمة بعد اليوم بعون الله تعالى ودماء الشهداء وعزمكم يا ابطال الميدان، وسوف ترعاكم عين الله وتحميكم جنوده المظفرين: ” بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ” . انه وعد إلهي متحقق بعونه تعالى: ” فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام “.


اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين.

حركة أحرار البحرين الإسلامية
11
مارس 2011

زر الذهاب إلى الأعلى