بيانات حركة أحرار البحرين

النظام حفر قبره بيديه بعد مجزرة ميدان الشهداء والناس نيام

الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون

فعلها الديكتاتور مرة اخرى، وقتل عددا من المواطنين عن طريق العمد ومع سبق الاصرار والترصد بعد ان أصدر الاوامر بالاعتداء على البحرانيين النائمين بدوار اللؤلؤة، مؤكدا استعداده لارتكاب ابشع الجرائم بحق ابناء البحرين. لقد حفر قبره بيديه، وأصبحت نهايته حتمية بعون الله تعالى. فحتى فرعون مصر وديكتاتور تونس لم يرتكبا جريمة كهذه، ولم يمارسا الغدر غيلة كما فعله هذا المجرم الخليفي. فبعد قتل اثنين من المواطنين، خرج على العالم ماكرا كالثعلب، يذرف دموع التماسيح، ويتظاهر بمواساة ذويهما، ويدعي اصدار اوامره بالتحقيق في العدوان الذي ارتكبه سفاحوه. ما كاد  يوم واحد يمر على ظهوره على شاشة التلفزيون متظاهرا بالاسف والأسى، حتى اصدر اوامره بالعدوان مجددا على اهل البحرين الذين عاشوا دهرا تحت ظلمه وطغيانه، ومزق أشلاء اثنين منهم على  الاقل، وجرح ما يقرب من مائة من المواطنين، فانا لله وانا اليه راجعون. ان الغيلة ليست من شيم الرجال، ولكن متى تمتع هذا الطاغية بصفات الرجال؟ متى التزم بوعد قطعه على نفسه؟ متى احترم حياة البشر؟ ومتى كان حريصا على أمن المواطنين وسلامتهم؟ ان من يعتاد الخيانة والغدر، ويلعق الدماء انخابا لا يرعوي عن جريمة ولا يتوقف عند حد، ولا يتحرك ضميره عندما يفتك بالآدميين.

لقد كان عدوانا أعد الشرير له كافة الاساليب، وسخر له امكانات الدولة التي يفترض ان تكون لخدمة المواطنين وليس لحماية حكم اجرامي غاشم. بالامس بدأ ينشر بلطجيته في الساحات، ضمن اساليب الاستفزاز والتحدي، مع علمه بان كراهيته تعمقت في نفوس المواطنين. ولما فشل هؤلاء الوحوش في التأثير على معنويات المواطنين الباحثين عن الحرية، واتضح امام الرأي العام المحلي والعالمي استحالة السيطرة على الموقف، لجأ لأسلوب للغدر مستغلا ظلمة الليل، للانقضاض على الاحرار المرابطين في ميدان الشهداء، وارتكب جريمته النكراء، فلا نامت له عين، ولا هدأ له جفن بعد الآن. لقد أرعب قلوب الآمنين، ومنع جفون الابرياء من الاغماض، وشن عدوانه الآثم مع علمه بان من بين المرابطين نساء وأطفالا، كانوا يفترشون الارض مناجين ربهم العظيم، طمعا في رحمته، ورغبة في تحقيق امنياتهم في الحرية والغد المفعم بالآمال والحياة الكريمة في ظل نظام يرتضونه ضمن حقهم المشروع في تقرير المصير.

الصورة الكاملة لنتائج العدوان الغادر لم تتضح حتى الآن، ولكن ما أصبح واضحا بشكل قاطع ان نظام حمد بن عيسى قد انتحر بالرصاص الذي وجهه الى صدور المواطنين، وان أيامه في الحكم اصبحت معدودة لان العدوان هذه المرة كان على اهل البحرين جميعا، ولم يستهدف مجموعة محدودة من المواطنين. فكل منزل تأثر بالعدوان، وكل مواطن اصبح يشعر بوخز الضمير لان الآخرين سبقوه الى الاستشهاد. كل منهم يتذكر الذين سقطوا مضرجين بدم الشهادة في لحظة بطش غادرة من الشخص الذي رأوا صورته على شاشة التلفزيون قبل يوم واحد فقط متظاهرا بالرأفة والرحمة والأسف لما سفكه سفاحوه من دماء. هذا الشعور جعل من كل بحراني بركانا ثائرا ضد هذا الاحتلال الخليفي البغيض والبطش الذي لم يمارسه حتى الصهاينة. فلم يسمع عن ظالم او محتل ان مارس عدوانه بشكل شامل في الساعات الاولى من الفجر عندما كانت الاجفان نائمة والاجساد ملتصقة بالارض بعد اعياها تعب النهار. جريمة تلك لا يضاهيها جرم آخر، ودليل آخر على استحالة التعايش بين البحرانيين وهذا العدو الغاشم الذي أراق دماء الابرياء، وقتل النفس المحترمة وتجاوز الحدود والاعراف في التصدي لمناوئيه. هذا في الوقت الذي يشهد العالم فيه بنظافة اساليب البحرانيين وتحضرها.

نجدد عهدنا لله والشهداء والشعب بالوفاء للدماء الطاهرة التي اراقها الخليفيون المجرمون، وتمسكنا بالثوابت التي انطلقت من اجلها ثورة 14 فبراير المباركة، وفي مقدمتها العمل السلمي المتواصل لاسقاط نظام البطش الخليفي، بعد ان استنفذ مبررات وجوده واصبح وجوده عارا على الانسانية وتحديا للذوق البشري والقيم الانسانية. وبرغم العدوان الغادر على شبابنا العزل في ميدان الشهداء بقلب العاصمة، فلن تفتر همة الشباب الباحث عن غد مشرق. اننا نحمل الديكتاتور نفسه مسؤولية هذا العدوان الغاشم الذي جاء بعد ساعات من اجتماعه مع ضباطه. لقد فقد شرعية وجوده بعد ان اراق دماء البحرانيين وسوف يحاكمه القانون والتاريخ قبل ان يحاكمه الله على ما ارتكب من جرائم بحق الابرياء خصوصا عدوانه على المواطنين وهم نيام.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
17
فبراير 2011

زر الذهاب إلى الأعلى