بيانات حركة أحرار البحرين

نداء الساعات الاخيرة قبل تفجر الثورة في يوم الغضب

غدا يبدأ، بعون الله، المخاض لولادة نظام جديد في ارض اوال بعد عقود من الاستبداد الذي فرضه الخليفيون على ارض البحرين وشعبها. فعندما يفجر المواطنون غضبهم ضد هذا النظام الحاقد، لن يتوقف ذلك الغضب الثوري حتى يسقط الديكتاتور الذي تفرعن وتجاوز في ظلمه واجرامه ما فعله زين العابدين بن علي وحسني مبارك اللذين سقطا في مزبلة التاريخ. لقد صبر الشعب على حكم الطاغية عشرة اعوام فكان جزاؤه سجن العلماء والمفكرين والنشطاء، وتعذيبهم بدون رحمة او شفقة. لقد امعنوا في التعذيب والظلم والفساد وازهاق الارواح حتى اصبح دم البحراني بلا قيمة.

 فقد ازهق ارواح الشهداء ابتداء بمحمد جمعة الشاخوري ومهدي عبد الرحمن، وعباس الشاخوري وعلي جاسم. وسجلت المنظمات الحقوقية الدولية سجلات سوداء للتعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة الانسانية، وصدرت تقارير واسعة منها تقرير منظمة هيومن رايتس ووج من سبعين صفحه بعنوان “عودة التعذيب” في مثل هذه الايام من العام الماضي، وتقرير المنظمة الاسلامية لحقوق الانسان بعنوان: الوعود المكسورة”. وصدر يوم امس آخر تقرير عن منظمة  العفو الدولية بعنوان: “هجمة في البحرين: حقوق الانسان على مفترق طرق

هذه الشهادات الدولية تضاف الى السجل السياسي الاسود للديكتاتور حمد بن عيسى آل خليفة وطغمته. فقد التف على دستور البلاد الشرعي بميثاقه الذي فرضه بالخديعة والمكر بعد ان خلق اجواء مهرجانية واسعة في 2001 واخلف وعوده التي قدمها قبل التصويت  على ذلك الميثاق، ومنها الوثيقة التي وقعها بمجلس السيد علوي الغريفي والتصريحات التي ادلى بها وزير العدل للاعلام بالحفاظ على دستور 73 واعتباره حاكما على الميثاق. ثم غير الدوائر الا نتخابية بشكل كرس الفرز الطائفي. وتوازى مع ذلك مشروع تغيير التركيبة السكانية عبر التجنيس السياسي الذي ليس له سابقة في تاريخ البلاد. وفي الشهور الستة الاخيرة ارتكب هذا الديكتاتور جرائم التعذيب بنمط غير مسبوق حتى بلغت اجبار علماء الدين على شرب الماء في شهر رمضان بالاضافة للصعق الكهربائي والتعليق والحرمان من النوم والضرب المبرح على كافة انحاء الجسد. وأمر فرق الموت التي اديرت من قصره باختطاف الاطفال والشباب في سابقة فريدة من نوعها في البلاد، وتعرض هؤلاء لتعذيب وحشي في بيوت سرية لم تعرف مواقعها حتى الآن. وعين خالد بن احمد آل خليفة وزيرا للديوان لتنفيذ مشروع التشطير الطائفي وفق اجندته التي احتوتها قصائده سيئة  الصيت التي نشرت في 1996. ونهب الطاغية وزمرته اراضي البلاد وثرواتها، فصادر الاراضي البحرين المدفونة ووضع يديه على جزيرة ام النعسان كلها، وجزر حوار، واستحوذ على اموال الشعب فاشترى العمارات في اوروبا وآخرها فندق “فور سيزونز Four Seasons في لندن بمبلغ بلغ مليار دولار!

بعد هذا السجل الاسود الذي استمر عشرة اعوام، هل يمكن اصلاح هذا النظام الذي يتربع  الطاغية حمد بن عيسى على رأسه؟ لقد قرر شباب البحرين ان يثوروا ضد هذا النظلم ليس من اجل طرح اية مطالب عليه، بل من اجل اسقاطه، بعد ان اثبتت تجربة العقود الثلاثة من النضال والتضحيات استحالة  اصلاحه. فهو أسوأ من نظامي بن علي ومبارك اللذين اسقطهما الشباب بسواعدهم وارادتهم، وعون الله الذي لا ينقطع عن المظلومين.

ايها الشباب: سيروا على بركة الله، فقد دعوتم الى هذه الثورة وقلتم “الشعب يريد اسقاط النظام”، على خطى من سبقكم من الشعوب العربية المسلمة. فسيروا على بركة الله، معتمدين عليه وحده، واثقين من دعم الله واحرار العالم لكم، ملتزمين بأساليبكم السلمية ا لمتحضرة في الاحتجاج والتظاهر حتى تضيقوا الخناق على نظام البغي والظلم ليسقط الى الأبد. ان دماء الشهداء وأشلاء السجناء المعذبين تستحثكم على الثبات بوجه العدو الخليفي، فحذار من الانخداع بالوعود ولتعلموا ان فرعون اعلن اسلامه عندما رأى الطوفان فجاء الجواب الالهي الحاسم: “الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين”. لقد انتهى وقت الخنوع والاستضعاف والمسايرة، وطويت صفحة الديكتاتوريين والمستبدين والطغاة،  وجاء عصر الشعوب والحرية وحق تقرير المصير. فليذهب العدو الخليفي الى الجحيم، وليلحق رموزه بمن سبقهم من الطغاة الذين نبذتهم شعوبهم، واسقطتهم سواعد شبابها.

سيروا وعين الله ترعاكم، واعلموا “ان الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر او  انثى”، و “ان العاقبة للمتقين”ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا بانفسهم”، فقد أذن الله لكم بان تدافعوا عن انفسكم وانه سوف ينصركم: أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا، وان الله على نصرهم لقدير”. فلا تخافوا بطش فرعون وجنوده “فما كيد فرعون الا في تباب“.

دعاؤنا القلبي لكم، بالنصر على عدوكم،  وان يمتع شعبنا بخاتمة حسنة ونصر مؤزر، لتعم هذا البلد الآمن راية العدل والحق بعون الله تعالى.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
13
فبراير 2011

زر الذهاب إلى الأعلى