بيانات حركة أحرار البحرين

بعد انكشاف حجم التعذيب والفساد والظلم: شعب البحرين يصرخ بوجه جلاديه ويبدأ الثورة لاسقاطهم

نطقت جراح الضحايا بكل فصاحة يوم الخميس الماضي، وتحولت الى مشاعر غضب تختزن في النفوس لتحولها الى براكين تحتقن لتنفجر يوما ضد الطغاة والمعذبين، وليس ذلك اليوم ببعيد بعون الله تعالى. فهاهم المستضعفون في تونس ومصر يسقطون طواغيتهم، وهم أقل اجراما ونهبا للاموال وظلما للعباد من الخليفيين المجرمين، ويثبتون ان يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. ربما رقص رئيس جهاز التعذيب، خليفة بن عبد الله آل خليفة على اجساد الدكتور السنكيس والمقداد والخنجر والنوري والمخوضر والسهلاوي والصفار والحسابي وبقية الشرفاء، ولكن يومه امام العدالة لن يكون بعيدا، لان الله يمهل ولا يهمل.

 اما الطاغية الذي تجبر واستعلى وتفوق في اجرامه على زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، فايامه في الحكم معدودة بارادة الله تعالى. لقد عانى من غرور العظمة كثيرا، فأعلن نفسه “ملكا” ووضع يديه على جزر ام النعسان وحوار، واصدر اوامره بتعذيب ابناء البحرين بدون رحمة. لم نسمع ان ديكتاتور تونس  او طاغية مصر أقر جريمة تفطير العلماء في رمضان، او حلق لحاهم، او الاعتداء الجنسي على السجناء، فهذه جرائم تفرد بها آل خليفة في حربهم المتواصلة ضد اهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة)، وها هو الغضب المختزن منذ سنوات ينتظر ساعة الانفجار، وهو قرار اتخذه الشرفاء والاحرار، ولن تستطيع الوعود التي عرضها في لقاءاته الخاصة سحب فتيل الاشتعال هذه المرة. فالبحرانيون يعرفونه بنكث الوعود بشكل ليس له مثيل، فهو لا يلتزم بكلامه، ووعوده ليس لها معنى، وكلامه لكل من خاطبه في امر مطاطي لا يوصل الى نتيجة. فمهما وعد هذه المرة فلن يؤثر شيئا في قرار الشعب. لقد حان وقت لحاقه برفاقه في الظلم والاجرام، ابتداء بصدام مرورا بن علي وصولا الى حسني مبارك التي ستقتلعه الجماهير من عرشه الفرعوني في القريب العاجل بعون الله تعالى.

بعد ما حدث في تونس ومصر، وبعد جلسات المحاكمة الجائرة التي يتوقع ان تصدر احكامها التي قررها الطاغية سلفا، لم يعد هناك مجال للتعايش مع النظام الخليفي الاستبدادي. ويكفي هذا النظام سقوطا ما قدمه “شهود الاثبات” من هراء سخيف يبعث على التقيؤ بسبب سوء تركيبه واخراجه، فما اكبر التهم الموجهة للبحرانيين الابرياء، وما اتفه الشهادات والادلة التي قدمها شهود الزور، واوهاها، وأبعدها عن المنطق والواقع والحقيقة. فالحمد لله الذي فضحهم وأظهر احدوثتهم، وكشف زيف دعواهم الباطلة، و الحمد الله الذي ثبت المظلومين وهم امام محكمة قرقوش لقول الحق واتخاذ الموقف الصائب. فبعد ما طرحه شهود الزور سقطت القضية ليس في عيون البحرانيين بل حتى لدى اصدقاء آل خليفة من ممثلي السفارات الذين حضروا جلسات المحاكمة. ان استمرار اعتقال هؤلاء جريمة بحق البحرانيين تضاف الى جرائم النظام الاخرى وتدفع المواطنين للمطالبة بسقوط النظام بعد ان اصبح مرفوضا من قبل كافة قطاعات الشعب، حتى الذين يسايرونه، ومطلوب اطلاق سراحهم فورا واعتقال جميع المعذبين وعلى رأسهم المجرم خليفة بن عبد الله آل خليفة الذي أمعن في تعذيب اخوتنا وابنائنا بدون رحمة، وابراهيم الزايد الذي أقر التعذيب وتجاهل استغاثات ضحاياه. ونحمد الله ان كشف حجم الجرائم التي ارتكبها الطاغية وزبانيته بحق ابناء البحرين الشرفاء، ومدى التزييف والظلم الذي صاحب هذه المحاكمات منذ بدايتها. ولقد جاءت تصريحات السفير البريطاني مؤخرا حول عدم وجود قرار من الانتربول باعتقال اي من الاستاذ حسن مشيمع والدكتور سعيد الشهابي. جاءت تلك التصريحات صفعة بوجه وزير الخارجية الخليفي الذي يعتقد انه قادر على تخويف الاحرار البحرانيين بهذه الدعايات الجوفاء.

  لقد شحذ احرار البلاد هممهم بعد ان اكتشفوا عدم جدوى التعويل ليحولوا الرابع عشر من فبراير الى يوم غضب ضد العدو الخليفي، يحول نهارهم ليلا، ويحاصر القتلة والسفاحين الذين مزقوا اجساد رموزنا الابطال في طوامير جهاز الامن الوطني. وهذا القرار الشعبي جاء في الوقت المناسب للاجهاز على المشروع التخريبي الذي فرضه الديكتاتور على شعبنا بالنار والحديد تارة وبالفساد والافساد وشراء المواقف والضمائر من جهة اخرى. فهي الذكرى العاشرة لليوم الاسود الذي أقر فيه الميثاق الخليفي الذي مهد للانقلاب على الدستور الشرعي الوحيد. المواطنون البحرانيون جمعوا امرهم وقرروا توجيه الصفعات المتتالية للعدو الخليفي حتى يسقط كما سقط النظام التونسي وكما يسير النظام المصري نحو السقوط. ان امتنا تعيش اياما تاريخية وهي تستجمع قواها لمواجهة انظمة الاستبداد والقمع، وها هي تتساقط كأوراق الخريف. والنظام الخليفي، برغم ما يعتقده البعض، اوهى من تلك الانظمة، وما هرولة طاغية البحرين للرئيس المصري المطلوب اسقاطه، لعقد اجتماع عربي لمواجهة التطورات الثورية ضد انظمة الاستبداد، الا مؤشر للخوف الذي يدب في نفوس حكام الجور والظلم. طاغية البلاد يشعر ان الجرائم التي ارتكبها بحق ابناء البحرين بدأت تلاحقه ونظامه وزبانيته، ولن يهدأ لاهل البحرين بال حتى يحاكموا جلاديهم وقاتليهم وسارقي امواله ومحتلي ارضه. لقد خرج المارد الثوري من قمقمه ليطارد الظالمين والديكتاتوريين القابعين في القصور، والذين يبنون انظمة حكمهم على جثث الابرياء. لقد حان الوقت لانتهاء هذه الانظمة المهترئة الجائرة، وسقوطها، وجاء وقت القصاص العادل من كل متجبر وطاغية ومستبد. وحاكم البحرين ينتظر دوره ليسقط ومن معه في مزبلة التاريخ. اما رئيس الوزراء الخليفي فهو الاكثر اصرارا على التشبث بالمنصب، فمع حلول هذا العام يكون خليفة بن سلمان قد قضى اربعين عاما رئيسا للوزراء. ومع ذلك يصر هو ومليكه واعلامه انه يرأس “نظاما ديمقراطيا”. اما رأس النظام فقد استغل اموال الشعب المنهوبة لتضليل الرأي العام بانه يرأس “ملكية دستورية” في الوقت الذي كرس الوجود الخليفي في مفاصل الدولة أكثر من اي وقت مضى، فعين افراد آل خليفة في اكثر من نصف المناصب الوزارية. فأية ديمقراطية هذه؟ وأي اصلاح سياسي؟ وأي شعب يرضى بان تستباح كرامته بهذا الاستبداد وهذه التعيينات بالاضافة للحرمان من السكن والوظيفة؟

مرحى لكم ايها البحرانيون الابطال الذين اثبتم بقراركم تحويل العيد الخليفي الى يوم غضب عارم يؤسس لاقتلاع نظام الاحتلال من اساسه. طوبى للذين لملموا شملهم بعد عقد من ابشع استبداد تم تقنينه رسميا ومأسسته. وشكرا للنفوس الشابة التي حركها عشق الحرية لتحديد يوم انطلاقة عارمة على  غرار الثورات المظفرة في بقية الدول العربية. والحمد لله، فقد فشل المشروع الخليفي برمته، واسيتقظ الشعب قبل فوات الاوان مدركا عدم امكان التعايش مع نظام الاحتلال، وادرك استحالة احداث اي تغيير من داخل نظام فاسد من اساسه. سيروا ايها الابطال على طريق تحرير البلاد من براثن هذا الاحتلال، بوسائلكم السلمية المتحضرة، والباري يحفظكم ويرعاكم، وهو ناصركم وراعيكم، انه نعم المولى ونعم النصير.

معا على طريق الحرية ايها الاحرار

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
30
يناير 2011

زر الذهاب إلى الأعلى