بيانات حركة أحرار البحرين

تعسا للانتهازيين الذين يدافعون عن العدو الخليفي، والسفير الامريكي يرحل غير مأسوف عليه

حبل المشنقة يزداد التفافا حول عنق العدو الخليفي البغيض، بما قدمت يداه، وبما اوحى اليه شياطينه، وما ارتكبه جلادوه ومعذبوه. فالله يمهل ولا يهمل، وعلى الباغي تدور الدوائر. لقد جاءتهم آيات الله من خلال المصائب العائلية التي حلت ببيت الطاغية في العامين الاخيرين، فمرت بدون ان يتعظ او يرعوي، فكأنها لم تكن، وكأن هذا المحق التدريجي من قبل الله لا يعني شيئا. وهذا هو شأن المتجبرين الذين تعمى ابصارهم وتصاب قلوبهم بالغشاوة فلا يبصرون ولا يدركون: (وكم من آية في السماء والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون، ولا يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. أفأمنوا مكر الله، فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون).

 هؤلاء الطغاة، كالرئيس التونسي بن علي، وديكتاتور البحرين الذي يعتبر أسوأ حاكم خليفي تكبر واستعلى وتجبر وبطر، يعتقدون انهم مخلدون في الارض، فيعتدون على الخلق ويغالون في البطش ويتجاوزون الحدود، ويسجنون ويعذبون، ومهما حدث لهم من مصائب شخصية او عائلية فانهم لا يبصرونها ولا يتوقفون عندها، حتى يضيق عليهم الخناق ويأتي امر الله فيسحتهم بعذاب: ( وقال موسى ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم). اما المؤمنون بالله، السائرون على دربه، الواثقون بنصره، العالمون بسنن الله في خلقه، فيسيرون رافعي الهامة، يملأ قلوبهم الثبات والسكينة، فلا يهمهم وقعوا على الموت ام وقع الموت عليهم. واذا سجنوا يتألمون من آذى المعذبين، ولكنهم يتلذذون بذلك الألم لانه من اجل الله، ينظرون الى الجلادين والمعذبين والسفاحين فيستصغرون شأنهم، ويشفقون عليهم لانهم تحولوا الى بهائم وادوات يستعملها الظالم ضد الابرياء، بدون ان يستفيدوا منها شيئا.

ومن سنن الله سبحانه نصر المؤمنين في الدنيا، طال الزمن ام قصر: (أنهم لهم  المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون). ومنها انهم سوف يرثون الارض بصورة حتمية: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون).  وسجناؤنا يتنعمون بالرضى النفسي الذي لا يتوفر لمن هو خارج السجن، اذا كان ذا ضمير. فاصحاب الضمائر يشعرون بوخزها اذا تقاعسوا عن رفع ظلامة اخوانهم المظلومين في طوامير الظالمين. اما السجناء فيعيشون في نعيم نفسي دائم برغم العناء والتعذيب والأذى اليومي. انه نعيم ناجم عن الشعور العميق بانهم احسنوا اداء الامانة، وهل هناك اداء للامانة من وقوف المؤمن بوجه الطاغية ليردعه ولينكر ما يمارسه من منكرات وظلم وجور؟ (ان من اعظم الجهاد عند الله كلمة حق امام سلطان جائر). والله سبحانه وتعالى يسخر لهؤلاء الصابرين المحتسبين اسباب النصر والدعم والغلبة، خصوصا اذا حمدوا الله على ما اصابهم من بلاء في سبيله، ولم يخالطهم الاحباط او اليأس، ولم يتأسفوا على مواقفهم البطولية بوجه الطغاة. فالدين في نظرهم، انما جاء من اجل اقامة العدل ومحق الظلم، وان العبادة الحقة لا تتحقق في ظل نظام جائر وظالم ومحتل ومتجبر وغاشم وعميل ومستبد. لان العبادة الحقيقية هي التي توفر للمتعبد القوة الذاتية للصمود ورفض الحاكم الذي لا يسير وفق احكام الله. ومن المؤكد ان آل خليفة لا يطبقون تلك الاحكام ابدا، لان النهب والسلب والاعتداء على الآمنين والتصدي للمصلين واعتقال العباد والزهاد، والتصدي للعلماء واجبارهم على الافطار في شهر رمضان المبارك، ونهب الاراض وهتك الحرمات والاعتداء على النساء واستقطاع الاراضي البرية والبحرية، ونهب عائدات النفط وشتم الاتقياء وتعذيبهم في الزنزانات، والاعتداءات الجنسية داخل الزنزانات، ان كل ذلك انما هو من عمل الشيطان، وهو من اكبر المنكرات، والواجب الاسلامي يقتضي التصدي له بكافة الوسائل المتاحة لانه اعتداء على الله والدين والانسانية.

اليوم يجدد تاريخ اوال نفسه مرة اخرى عندما يصبح العدو الخليفي هو المتهم، في المحاكم الصورية التي امرها باصدار الاحكام القاسية بحق ابناء البحرين البررة. والحمد لله، فقد دفعته شياطينه لاقصى درجات الحماقة، فاستعدى قطاع المحامين باساليبه الارهابية، ودخل معهم في حرب لن يربحها لان قوانينها تدينه وتجرمه. وقد اصبح ابراهيم الزايد، واحدا من المتهمين بارتكاب جرائم ضد الانسانية بحمايته المعذبين، واصراره على حصر المحاكمة بقراءة الحكم الصادر سلفا من ديوان الطاغية بحق الابرياء. المحامون اثبتوا ولاءهم للعدالة والوطن، الا نفر قليل منهم باعوا انفسهم وضحوا بشرف المهنة من اجل المال والمنصب. فطوبى لزرافات المحامين الذين استهدفهم العدو الخليفي وهدد باستعمال محاكمه الصورية لسجنهم والتنكيل بهم. وليعلم هؤلاء انهم اصبحوا امام مسؤولية تاريخية، ان حملوها الى النهائية، فسوف يحققون للبلد امنه باسقاط الطاغية ونظامه الخائر، كما حدث لحاكم باكستان العسكري الذي اسقطه المحامون والقضاة بمواقفهم البطولية. هذا النظام لن يحميه الامريكيون، برغم  الدعم غير المحدود الذي قدمه لهم سفيرهم، آدام ايرلي، الذي يترك منصبه هذه الايام بعد ان دافع بدون حدود عن نظام التعذيب ووصف الاستبداد الخليفي بالديمقراطية، وتغاضى عن معاناة ضحايا التعذيب، مع علمه بفظاعة الجرم الخليفي. فليرحل غير مأسوف عليه، يحمل اوزاره وخطاياه، ويترك وراءه ذكرا سيئا لدى المظلومين والسجناء ونشطاء الاصلاح وحقوق الانسان. لقد اثبت بسياسات ومواقفه ان الولايات المتحدة لم تتعلم شيئا من دروس الماضي القريب، وانها تسير من هزيمة اخلاقية الى اخرى.

دموع الامهات والزوجات والاولاد التي ذرفت هذا الصباح وهم يستمعون الى شريط المعاناة التي تعرض لها المعتقلون البحرانيون على ايدي العدو الخليفي لن تجف ابدا. فلقد استقبلت كلمات كل من الدكتور المجاهد، الدكتور عبد الجليل السنكيس، والشيخ البطل محمد حبيب المقداد، حول التعذيب الرهيب الذي تعرضوا له حتى صباح اليوم قبل نقلهم الى المحكمة الخليفية، بآهات وأنات وحسرات، ودموع. تلك الدموع سوف تتحول الى لعنات واستغاثات امام الاله العظيم بان يمحق الظالمين ومن يدعمهم من المرتزقة والانتهازيين، ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر. انها صرخات استنكار ضد العدو الخليفي ومن يقف معه من المحامين الذين يدعمون ارهابه وتعذيبه ويصرون على مساعدته بالترافع عن السجناء المظلومين برغم الرفض القاطع من اولئك السجناء لذلك، وتمسكهم بفريق المحاماة الاول الذي اصر على مطلبين اساسيين هما التحقيق ا لمستقل في جرائم التعذيب واعادة التحقيق باشراف القضاء وبحضور المحامين. هذان الطلبان من شأنهما، فيما لو تحققا، ان يثبتا ان رموز النظام الخليفي ارتكبوا جرائم ضد الانسانية، وهذا ما يسعى المحامون العملاء لمنع تحققه، انهم يقفون مع الظالم ضد المظلوم، ويساهمون في اخفاء الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبها العدو الخليفي، فهم ومعهم القاضي الذي عينه ذلك العدو، شركاء في الجريمة، فلا وفقهم الله لذلك الهدف الدنيء، وحشرهم مع سادتهم من رموز العدو الخليفي البغيض. برغم هذا التحالف غير المقدس، سيظل صوت الحق عاليا، وهتاف الشعب واضحا، واهداف الاحرار ثابتة لا تتغير. لقد حان  وقت  التغيير، ولن يفلت العدو الخليفي من ذلك الاستحقاق. فان ما يحدث في مصر والجزائر وتونس مصداق لاقتراب نهاية الطغيان والاستبداد وانظمة الحكم الشمولي، من عالمنا العربي، خصوصا مع صمود الاحرار والمظلومين، برغم إصرار الغربيين على دعم تلك الانظمة القمعية. فالله غالب على امره، ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
14
يناير 2011

زر الذهاب إلى الأعلى