بيانات حركة أحرار البحرين

دماء الضحايا تحاكم المعذبين في مسرح اليوم

في لحظات معدودة تحولت القضية المرفوعة امام المحكمة من محاكمة للبحرانيين الى محاكمة لمرتكبي جرائم التعذيب الخليفيين. كانت الطغمة المجرمة تراهن على كسر ارادة هؤلاء المظلومين بتعذيبهم بوحشية لم يسبق لها مثيل، وابقائهم في طوامير انفرادية منذ اعتقالهم حتى اليوم، وعصب اعينهم وتقييد ايديهم، وهتك اعراضهم والتهديد باغتصاب ذويهم. وبدلا من ان تكسر تلك الجرائم ارادة أبطال البحرين، تحول كل منهم الى أسد ضار وسط المسرح “القضائي” وبدأ يحاكم الطاغية واركان حكمه الذين شجبهم العالم من اقصاه الى اقصاه لوحشيتهم في التعامل مع ابناء البحرين الاصليين.

 لقد بدات الدوائر تدور ضد البغاة من اعداء الانسانية، اعداء الشعب، اعداء الوطن، واصبح عليهم ان يبحثوا عن ملجأ يختفون فيه بعد ان اجمع العالم على وحشيتهم. وقف البطل عبد الدكتور عبد الجليل السنكيس، يزأر بوجه معذبيه، في حضور محاميه وبعض نشطاء حقوق الانسان، فاستطاع هذا البحراني المعوق، الذي اجبره الخليفيون المجرمون على الزحف في كل مرة يحتاج الحمام، معصوب العينين، مقيد اليدين، ان يعيد امجاد الآباء الذين تصدوا للمحتلين والبغاة، ويصرخ فيهم بشجاعة الفاتح المنتصر. وتبعه الآخرون. ثلاثة وعشرون بطلا سطروا المجد لهذا الشعب بوقفتهم هذا اليوم امام القاضي الخليفي ليحاكموه وطغمة المجرمين التي امتصت خيرات البلاد واحتلت اراضي الناس وفرضت نفسها “حاكمة” على اهل البلاد الاصليين (شيعة و سنة)، جاء كل منهم الى المسرحالقضائي” بقصته الخاصة، التي أبكت الحاضرين، واثارت الغضب والنخوة في نفوس المراقبين، فاذا القلوب غاضبة ضد الطاغية وكلابه التي نهشت اجساد الابرياء. فاذا الجميع يسخف كلامه ومشروعه، واذا الاصوات من كل مكان تتصاعد مطالبة بالقصاص الدولي العادل من الطغمة الخليفية التي انسلخت من انسانيتها وتحول كل من افرادها الى وحش كاسر، ينهش اجساد الابرياء ويلعق دماء الآدميين. فتعسا لهم من عصابة مجرمة تلاحقها لعنة الاجيال، وتدعو عليها قلوب الامهات، وتشكوها الى الله جحافل المؤمنين الصابرين المحتسبين.

اليوم كان بداية تاريخ جديد لهذا البلد، بعد انتهت مسرحيتهم “الانتخابيةالهزيلة، التي لم تقنع احدا بوجود “ديمقراطية” او “حرية” او “نظام دستوري” بل رجع من رجع من الاعلاميين والحقوقيين حاملا ذكرى اليمة بعدما استمعه من شهادات المعذبين من ابناء البحرين وعائلاتهم. سمع اولئك الشهود لافادات المختطفين من الشباب، وهي شهادات تكفي كل منها لادانة الطاغية وحواشيه بجرائم ضد الانسانية. اليوم وقف الابطال يحاكمون وزير الامن الوطني وجلاوزته، ولم يعد امام الخليفيين الا خيارات محدودة، وهم يسعون للخروج من الفضيحة التي تعصف بهم وبنظام حكمهم الظالم. لماذا علقوا السنكيس من يديه ورجليه؟ لماذا جلدوا العلماء: الشيخ محمد حبيب المقداد، والشيخ سعيد النوري، والشيخ عبد الهادي المخوضر، والشيخ ميرزا المحروس، والسيد عقيل الساري؟ بالسياط وهم معلقون من ايديهم وارجلهم؟ لماذا وصل حقدهم الى حد تعرية هؤلاء الابطال وابقائهم اياما على هذا المنوال؟ لماذا مزقوا رجلي جعفر الحسابي حتى اسودتا؟ لماذا احتوشوا عبد الهادي الصفار بالضرب والركل والتعليق حتى كاد يموت؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟

لن نعرف تفصيلات التعذيب الا بعد تسجيلها وتوثيقها، وان كنا نعرف حقيقة حدوثها على نطاق واسع. وكما قال احد الحقوقيين الدوليين هذا اليوم: جئنا لنسمع التهم الموجهة للمعتقلين، فتأكدنا بوجود تهم خطيرة ضد عناصر النظام”. لقد ارغم الحكم الخليفي على اسقاط تهمة “السعي لاسقاط نظام الحكم” عن كافة المعتقلين، بعد ان تمت تبرئتهم من اية علاقة مع الجمهورية الاسلامية، فماذا بقي من تهم ذات معنى؟ وفي المعايير الدولية فان من الجائز التحدث عن اخطاء الحكومة وجرائمها، ويحق للمواطنين السعي لاسقاط الحكومة، وهذا هو هدف الانتخابات البرلمانية في البلدان المتحضرة. اما في ظل الحكم الخليفي فالمطلوب من البحرانيين الخضوع لمنطق الاحتلال، والقبول بكل ما يمارسه من جرائم، من استيطان، واستقطاع الاراض، والتحكم في الثروات، واستبدال الشعب الاصلي بآخرين اجانب. ولذلك يستمر الصراع، ويتواصل النضال، برغم الاضطهاد والتعذيب والقمع. ومن داخل المحكمة الخليفية بدأت معالم معركة جديدة من الصراع بين اهل البلاد الاصليين والاحتلال المدعوم بالقمع والتعذيب والسلب والنهب.

هذه رسالة محكمة اليوم التي بدأت ضد الظالمين.

حركة احرار البحرين الاسلامية
28
اكتوبر 2010

زر الذهاب إلى الأعلى