أيها المرابطون على ثغور الوطن المحتل، سيروا فعين الله ترعاكم
لا تخشوا كيد فرعون وجنوده، فانهم هالكون بعون الله
بعد العدوان الخليفي الغاشم ضد البحرانيين الاصليين (شيعة وسنة) أثبت البحرانيون انهم اقوى عودا وأشد صلابة من السفاحين والمجرمين والمحتلين، وان الابواق الرخيصة التي تنبح ضد الاحرار فشلت في النيل من عزائم الابطال الذين تصدوا بسواعدهم لاعلان ظلامة الشعب، وأصروا على التمسك بحريتهم مهما كان ثمن ذلك. اثبت هؤلاء الشباب انهم هم القادرون على البناء، لسبب بسيط: انهم يتمتعون بالحرية، والحرية شرط للقدرة على العطاء الفكري والعملي. اما القابلون بالاستعباد والخنوع، فما يهمهم استلام العطايا ونيل الوجاهات الوهمية ولو كان ذلك على حساب انسانيتهم. وقد فشل هؤلاء في الامتحان اليسير الذي مروا به هذه الايام. نقول انه يسير لانه كان خيارا بين موقفين: الدفاع عن المظلوم والتصدي للظالم، وهذا ما لم يفعلوه. بعض هؤلاء الذين تنكروا لنصرة المظلوم قرأ نصيحة الامام علي عليه السلام لابنيه الامامين العظيمين، الحسن والحسين: كونا للظالم خصما، وللمظلوم عونا. هؤلاء لم يكتفوا بالصمت بل تسابقوا لنيل الحظوة لدى الطاغية، فكان كل منهم صغيرا في نفسه، لانه فقد قراره، فعميت بصيرته، وانحرف عن الجادة وساير الطغاة والمجرمين.
سواعد الاحرار فقط هي التي اهتزت في الهواء عندما هتف اصحابها بحياة الشعب، وهلاك الطغاة والمستبدين والمحتلين. هؤلاء “الصغار” اثبتوا انهم اكبر عقلا، واعمق وعيا من كثير ممن ران على قلوبهم ما كانوا يفعلون، فنظروا بعين الله، ودفعتهم بصيرتهم النافذة للتصدي للاعداء الذين أصدروا الاوامر لمرتزقتهم بالاعتداء على المواطنين، مستعملين من توفر لهم من اطارات ومولوتوفات، وكلها ادوات مشروعة للتعبير عن الموقف او الدفاع عن النفس امام المرتزقة الذين احتلوا البلاد واهانوا العباد. فكيف تطيب عيونهم وهم يشاهدون العلماء يساقون الى غرف التعذيب لسبب واحد: انهم رفضوا حكم فرعون وجنوده، وآلوا ان لا يخضعوا الا لله المقتدر الجبار. ومن الذي أمر باعتقال الشيخين محمد حبيب المقداد وسعيد النوري، والدكتور عبد الجليل المقداد والاستاذ عبد الغني خنجر؟ الارجح ان الامر صدر عن ديوان الطاغية الذي تفرعن حتى جاوز اسلافه في الاجرام والظلم. ومن الذي نفذ جريمة الاعتقال؟ رئيس جهاز الامن الخليفي، الذي أقر التعذيب كممارسة بحق السجناء، والذي عاش في امريكا وكرع كؤوس خمرها طوال فترة دراسته، حسب ما أكده احد اعضاء مجلس الشورى الصوري، وكان زميلا له في الدراسة.
لقد تلاقى الجمعان، فثبت احدهما، متمثلا بالبحرانيين الاشاوس، ولاذ الغزاة والمحتلون بالاختفاء في القصور، بين الغانيات والراقصات، وتركوا جريمة الاعتداء بالقول للابواق التي باعت ضمائرها لتبرير الجريمة، وبالاعتداء للمرتزقة الذين جيء بهم من اقاصي الارض بالاموال المنهوبة. وما يزال ابطال اوال الاشاوس يخوضون معارك الكرامة مع الاعداء الخليفيين، الذين يعاملون البحرانيين بقسوة أشد من اليهود في تعاملهم مع الفلسطينيين. فما اشبه الليلة بالبارحة! وما أشبه ما يجري الآن بما حدث خلال الانتفاضة الشعبية المباركة في التسعينات، الفرق ان زعيم العصابة آنذاك كان خليفة بن سلمان الذي تلطخت يداه بدماء الشهداء والمعذبين، بينما الزعيم الحالي، ابن اخيه الذي اعلن مشروعه الطائفي المقيت بعنوان الاصلاح، وما لبث ان كشر عن انيابه واعلن عن نهاية مشروعه وفشله. لقد جن جنون هؤلاء المجرمين وهم يرون الاحرار يتحدون طغياتهم ويرفضون استبدادهم. لقد انتهى المشروع السياسي الذي فرضه الطاغية على البلاد، فراح يبحث عن الاحرار الذين تسببوا في افشاله، بهدف الانتقام والتنكيل. ولتنفيذ ذلك فقد تجاوز حتى قوانينه التي فرضها بالنار والحديد، فرفض حضور المحامين خلال التحقيق، ومنع الاهالي من زيارة ابنائهم، ورفض الافصاح عن المكان الذي اختطف اليه ممثلو الشعب، معتمدا في ذلك على الغطاء السياسي الذي قدمه السفير الامريكي لارتكاب جرائمه. واعتبر هذا السفير شريكا في تلك الجرائم، بعد استدراجه المعارضين للعودة على اساس انهم يستطيعون ممارسة المعارضة من داخل وطنهم. فما ان عاد الدكتور السنكيس حتى احتوشته الكلاب الخليفية في المطار ونقلته الى جهة مجهولة. وثمة شعور ينتاب البعض بان البطل البحراني ربما تعرض لاصابات بليغة على ايدي اولئك الوحوش المفترسة، التي اعتبرتصريح السفير الامريكي غطاء سياسيا لها.
نقف اليوم مطأطئين رؤوسنا امام فريقين من الناس: اولهما الأسود الاربعة الذين اقتيدوا الى غرف التعذيب، ورؤوسهم مرفوعة، وهاماتهم شامخة، بدون ان يرعبهم الارهاب الخليفي، او ينال من عزمهم التهديد المتواصل او التعذيب الرهيب. وثانيهما ابطال البحرين الشباب الذين رفضوا الخنوع امام الطغيان، وتركوا فلسفة “العقلنة” التي لا تخرج عن مضمار الخوف والاستسلام والمسايرة، لاهلها، متوكلين على الله، معتمدين على صلابة ايمانهم بالله وحده دون سواه. لقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ففر الطغاة واتباعهم من امامهم. فلم يزدهم الصوم الا ثباتا، ولم يفت في عضدهم ارجاف المرجفين او تخويف الخائفين، او تراجع المستكينين. وفي الوقت الذي لاذت فيه القيادات بالصمت، مراعاة للظالمين والطغاة، كانت حناجر هؤلاء تهتف بحياة الشعب، والذود عن الدين، فردوا كيد المحتلين الى نحورهم، وحققوا من الانتصار ما تعجز الالسنة عن وصفه. اما الظالمون فقد تورطوا ورطة سوف يخزيهم الله بها، ابتداء من رأس الطغيان والجبروت، وصولا الى المرتزقة الذين يرتجفون خوفا وهلعا وهم يواجهون شباب المولوتوف، الذين ثبتهم الله على القول الثابت في الحياة الدنيا، فانطلقوا يتسابقون في مضمار الشهادة والعطاء، واثقين بان النصر الالهي سيكون حليفهم، وان الاعداء الخليفيين مندحرون لا محالة، لان الله ناصرهم ومعينهم، ومخزي الظالمين والمحتلين والمعذبين والقتلة والسفاحين. تلك هي قصة البحرانيين الاشاوس وهم يواجهون المحتلين والمرتزقة، يطلبون بذلك وجه الله، ويبحثون عن الحرية والحق والعدل، وكلها قيم مذبوحة في الحقبة الخليفية السوداء الثانية. سيظلون ثابتين في مواقفهم حتى يأذن الله لهم بالنصر المؤزر على اعداء الشعب، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. يا أيها الذين آمنوا، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
اللهم ا رحم شهدءانا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
17 اغسطس 2010