خاب مسعاهم، وخسروا الحرب عندما شتموا اهل البحرين، خصوصا شيعتها
يخربون بيوتهم بأيدهم وأيدي المؤمنين، فاعتبروا يا أولي الابصار
لو لم تولد الهيئة الخليفية لحقوق الانسان ميتة لتحولت الى فتنة، ولاستطاعت استغلال بساطة البعض وطيبته للايهام بوجود توجه لدى الاحتلال الخليفي البغيض لاحترام حقوق اهل البحرين. ولكن شاء الله ان تتخذ الهيئة المذكورة، على لسان احد اعضائها، لاستهداف شيعة البحرين بالهجوم اللاذع واتهام علمائهم بالعمالة واستلام الاموال من الخارج. استطاع محمد الانصاري، بشتم شيعة البحرين علنا من داخل مبنى الكونجرس الامريكي، ان يوفر على المعارضة الكثير من الجهد لاحقا لكشف الاهداف الحقيقية من وراء تشكيل الهيئة المذكورة.
وهكذا يسخر الله الامور، ويقدر الاقدار، ليدافع عن الذين آمنوا، وليدفع الظالمين ليخربوا بأيديهم وأيدي المؤمنين. تلك بعض من سنن الله في خلقه، وهي السنن التي تقضي على الطغاة والظالمين، وتنخر حكمهم، وتزيل آثارهم من الدنيا. لقد كان باستطاع الهيئة الخليفية ان تحقق شيئا من اهدافها بدون ان تقوم بشتم المسلمين الشيعة بالوقاحة التي تصرف بها الانصاري، والتي دفعت منظمي جلسة الاستماع والتحقيق بالكونجرس لمقاطعته بشكل أحرجه وأضعف حجته، وقضى على مصداقية الجهة التي ينتمي اليها والتي بعثته لاثبات ولائها للاحتلال الخليفي.
الامر المفرح ان الشعب البحراني الاصيل (بشيعته وسنته) اصبحوا اكثر وعيا من نظام القمع الخليفي الجاثم على صدورهم. فبعد عشرة اعوام على المشروع التخريبي الذي فرضه الطاغية على البلاد، وأنفق اموال الفقراء والمحرومين لتسويقه وتوظيف الأبواق لترويجه، بدا الوضع امام الاحرار على حقيقته. فلم يعد هناك، في الداخل او الخارج، من يعتقد بوجود اي اصلاح سياسي او حقوقي او اداري يذكر، واتضح للمواطنين ان الدمار الذي لحق بالبلاد، هائل جدا. فبدلا من تعميق الوحدة الوطنية، بث الاحتلال الخليفي ثقافة الاصطفاف الطائفي، وكرس التمييز على اساس الانتماء المذهبي، واستقوى باطراف ضد اخرى، وجاء بالاجانب ونصبهم في المستوطنات التي بناها كما يفعل الاحتلال الاسرائيلي. بالاضافة الى ذلك فقد نكل بالاحرار واعتقل الشباب والاطفال، واستباح القرى والمناطق السكنية كما يفعل الغزاة والمعتدون. وسوف تشهد مناطق سترة والمالكية وكرزكان والدراز وبقية المناطق على الجرائم الخليفية التي لم تتوقف. هذا الحاكم الباغي قنن التعذيب واساءة معاملة البحرانيين وفق سياسة التنكيل مستعملا العصا الغليظة وسياسة التجويع ضد من لا يسايره. هذا الحكم الاجرامي البغيض حارب المواطنين في ارزاقهم واحتل اراضيهم وحرمهم من فرص العمل، وسلط الاجانب عليهم بدون رحمة، وقتل شبابهم ابتداء بالشهيد نوح خليل آل نوح، مرورا بمحمد جمعة الشاخوري، ومهدي عبد الرحمن، وعباس الشاخوري ووصولا للشهيد علي جاسم. اما ضحايا التعذيب فقد وثقت منظمة هيومن رايتس ووج معاناتهم بشكل فضحهم في العالم. وبدلا من الاستماع للشجب الدولي لتلك السياسات، عمد الطاغية وجلاوزته لاعادة اعتقال الشباب الذين برأتهم محكمته الصورية بعد ان تأكد لديها ممارسة التعذيب الوحشي بحقهم. فأصدرت المنظمة المذكورة شجبها واستنكارها لهذا العمل المشين بحق ضحايا التعذيب، باعتقالهم مجددا انتقاما منهم لما قدموه من افادات بما لاقوه في زنزانات التعذيب التي يديرها الجلاد المعروف، خليفة بن عبد الله آل خليفة، ويوجهها وزير ديوان الطاغية، خالد بن أحمد آل خليفة.
لقد تفوق الحاكم الحالي على اسلافه في اجرامه واستهتاره وسعيه المتواصل لاستحمار البحرانيين واستعبادهم. ولكن الله له بالمرصاد، ولن يفلت من العقاب الالهي المحتوم (يوم يعض الظالم على يديه، ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا). كما اصبح حقيقة لا يستطيع احد انكارها غياب اي مظهر للاصلاح في المشروع السياسي للطاغية كالشمر على صدور الآدميين. فلم يستطع اقرب المقربين اليه احداث اي تغيير في عقليته، او اصلاح شأن الحكم ومعاملة المواطنين، او ممارسة ادنى قدر من العدالة في ادارة شؤونهم. كان هذا الطاغية يأمل ذر الرماد في العيون باعلان تشكيل الهيئة الخليفية لحقوق الانسان، ولكن الله فضح خطتها بما حدث في الكونجرس الاسبوع الماضي (وما كيد الكافرين الا في ضلال). وبانتهاء آخر ومضات المشروع السياسي للطاغية، وشعور من شارك في ذلك المشروع اعتقادا بجديته وصدقه، أصبح الاحتلال الخليفي مكشوفا امام الشعب وامام العالم. واذا كان الاحتلال يعتقد انه استطاع اضعاف هذا الشعب الى المستوى الذي لا يستطيع معه الحراك او مواجهة المشروع التخريبي، فانه مخطيء جدا. فما الانتصارات الكبيرة التي تحققت لأهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة) في السنوات الاربع الماضية الا دليل على فشل كافة اساليب التضليل والتشويش التي انتهجها. وبصدور التقارير الدولية القوية ضد الاحتلال الخليفي، سواء تقارير منظمة هيومن رايتس ووج، ام تقارير بيت الحرية (فريدوم هاوس) ام “فرونت لاين” ام “آيفكس” ام المنظمات الحقوقية العربية الكثيرة، اصبح الاحتلال الخليفي مكشوفا على نطاق واسع، وفاشلا تماما في اعادة تسويق مشروعه. وعلى الصعيد ا لمحلي، فان اصدار عدد من المنظمات الاهلية الحرة بيانها التاريخي بكشف هوية ا لهيئة الخليفية لحقوق الانسان، قد كثف الضغط على اعضائها، وأفقدها مصداقيتها امام العالم. ووفقا لبعض التقارير التي يتم تداولها في جنيف، فان مفوضة حقوق الانسان، السيدة بيلاي، التي زارت البحرين مؤخرا، تشعر بامتعاض شديد لاسباب عديدة من بينها منعها من لقاء ضحايا القمع السلطوي، وتشكيل الهيئة الخليفية المذكورة التي يعتبر اغلب اعضائها مرتزقة لدى الاحتلال الخليفي، وتجاهل توصياتها للطاغية وجلاوزته بالتخلي عن الاساليب البالية التي لم تنفع من سبقهم من الطغاة.
لقد اصبح شعب البحرين امام مفرق تاريخي: بين مسايرة الاحتلال الخليفي بعد ان تكشفت اساريره واساليبه واهدافه وحقده ضد البحرانيين، او مواجهته برفض كافة مشاريعه التضليلية التي تهدف لحرف مسار النضال الوطني. وبعد ان اتضح لمن شارك في الانتخابات الشكلية للمجالس الخليفية الصورية ان المشاركة افادت الاحتلال اكثر مما قدمته للشعب، وانها منحت شرعية للدستور الخليفي المرفوض شعبيا، اصبح هناك شعور يتعمق يوميا بضرورة توجيه صفعات متواصلة لنظام الاحتلال وزبانيته، كما فعلت قوى المقاومة الحرة التي لم تدنس نفسها بهذا الحكم الظالم والجائر. وسوف يعض الطاغية وجلاوزته على ايديهم قريبا بعون الله تعالى، لانهم فوتوا فرصة نادرة للتصالح مع اهل البحرين. وبذلك بدأت الحرب الشاملة بين الطرفين تشتعل مجددا، وهي حرب لن تنتهي، باذن الله، الا بزوال الظلم والاحتلال والعدوان والنهب وسياسات استئصال اهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة). وما أصدق قول الله العظيم: “انهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون“.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
7 مايو 2010