لنقتلع معا مملكة الصمت، لكي نحيا احرارا
في مملكة الصمت ممنوع ان تتكلم، ان تحتج، ان تعارض، ان تقاوم، ان تبث معاناتك، ان تتأوه عندما يعذبك المحتلون، ان تسعى لتحرير بلدك من الاحتلال الخليفي الغاشم، ان تطالب بفرصة العمل، او تشكو حرمانك من السكن، ان تصرخ عندما يسعى المحتل لاستبدالك بالمستوطنين الجدد الذين جاء بهم من كافة أصقاع الارض. في مملكة الصمت لا صوت يعلو فوق صوت النفاق والمجاملة والمداراة والمسايرة وتقبيل الانوف، والكذب المتبادل. في مملكة الكبت تقمع الانسانية، وتضيع الحقوق وتهتك الحرمات، وتنتهك الاعراض، وتستباح الحرمات، ويطارد الاحرار.
في مملكة الحرمان، يصبح الطاغية الآمر الناهي، فذاته مصونة، وقراره نافذ، ودستوره قرآن لا يعارض، وكلمته مقدسة وان كانت تنطق كفرا وفسادا. في مملكة الاحتلال لا مكان لأهل البلاد الاصليين، ولا اعتراف بثقافة خاصة بهم، ولا حرمة لمساجدهم التاريخية، ولا اعتراف بثقافتهم التي سبقت الاحتلال الغاشم. في مملكة النفاق، يسخر الدين لخدمة الاحتلال والطغيان والاستبداد، فكل شيء مؤمم، حتى المعتقدات والعادات والمروؤثات، فلا حق لغير المحتلين في بث ما يريدون عبر وسائل الاعلام المملوكة للمحتلين، ولا مجال لطرح شيء مخالف لما يريده الظالمون. في مملكة العدوان يتحكم اللصوص في ثروات البلاد، فالارض والبحر والسماء ملك لهم، وثروات البلاد منهوبة بأيديهم، يتصدقون بشيء نزر منها على من يدافع عن اجرامهم، ويحرمون اصحابها الحقيقيين من الاستمتاع بشيء منها.
في مملكة الارهاب الخليفي يستحيل ان تتغير عقلية الاحتلال والقرصنة والنهب والسلب. فالطاغية يصر على انه الذي “يحيي ويميت”، ولا أحد يستطيع ان ينازعه. الطاغية يصدر أمره لقضاته بـ “تبرئة” سجناء كرزكان بعد ان اصبح سجنهم وبالا عليه وعلى نظام حكمه الجائر. وما يلبث ان يغير رأيه فيصدر أمرا آخر باعادة سجنهم، ما السبب في ذلك؟ انهم قاموا بامرين: اولهما انهم اعتبروا تبرئتهم حقا قانونيا وطبيعيا لهم لانهم ببساطة لم يقترفوا ما نسبته اجهزة التعذيب اليهم. وثانيهما: انهم تحدثوا عما تعرضوا اليه من تعذيب وحشي على ايدي زمرة المحتلين وجلاديهم وزبانيتهم. تكلم بعض هؤلاء لمنظمات دولية، وهو امر مخالف لقوانين مملكة الارهاب الخليفية. فصدر عن ذلك تقرير دامغ كشف عيوب آل خليفة امام العالم، وأحرجهم امام اصدقائهم في واشنطن ولندن. فكيف يجرؤ هؤلاء البحرانيون على “كشف المستور”؟ فبعد قر ر “العفو” قرر الطاغية سحب ذلك القرار واستبداله بقرار “إدانة” ضد الابرياء هذا الاجراء الخليفي لن ينتهي ما دام هؤلاء المجرمون متربعين على كرسي الحكم، يتحكمون في البلاد والعباد، ويلعقون دماء الابرياء ويمزقون اجسادهم، ويرقصون على آلامهم. انها ثقافة المحتل الذي يرى في القوة المادية وسيلة فاعلة لفرض الامر الواقع، خصوصا مع وجود بعض النفوس القابلة للاستحمار والاستبعاد. جريمة أبناء كرزكان انهم رفضوا ذلك الاستحمار والاستعباد، وشمخوا برؤوسهم لدى مغادرتهم زنزانات التعذيب، ورفعوا اشارات النصر امام الملأ، واعتقدوا ان تبرئتهم “حق” لهم. فهم، في نظر رؤوس الاجرام الخليفي، مذنبون بحق “ولي النعمة” و “صاحب الجلالة”، و “صاحب الذات المصونة” و “رئيس السلطات الثلاث” وبالتالي يستحقون العدوة الى زنزانات التعذيب مجددا، لينالوا ما يستحقونه من عقوبة، تماما كما يفعل المحتلون الصهاينة بحق ابناء فلسطين.
ويستحق الشاب محمد المسقطي، وزملاؤه في الجهات الحقوقية الناشطة، العقوبة ايضا لجرأتهم على تحدي ارادة المحتلين وقوانينهم ودستورهم المفروض بالقوة والقمع. المسقطي هذا سمح لنفسه ومن معه بالدفاع عن حقوق الانسان، بدون موافقة المعذبين والمحتلين واللصوص، وما أكبرها من جريمة في مملكة الارهاب. فأصدر الطاغية قرارا اوليا بتغريمه مبلغا كبيرا عسى ان يكون ذلك رادعا له عن ارتكاب المزيد من التحدي. وقبله، تم تقديم الناشط الحقوقي، عبد الهادي الخواجة، لمحاكمة صورية لانه سمح لنفسه بمناقشة احد المعذبين في المطار، وهو أحد ماسحي أحذية الخليفيين المجرمين، فكان عقابه التنكيل والادانة، لان عبيد آ لخليفة يجب ان يعاملوا كسادة وليس كعبيد. هؤلاء المحتلون يسعون للقضاء على مشاعر الحرية والشرف والإباء والشموخ في نفوس البحرانيين، وهي صفات متوارثة عبر الاجيال، لن يستطيع الاحتلال الخليفي المقيت القضاء عليها، ولو أسال الدماء انهارا. هؤلاء المجرمون، ستدور الدوائر عليهم بعون الله، ويجدون انفسهم امام العدالة الالهية التي لا تظلم احدا والتي لا يفلت مجرم منها قط. انه صراع مرير بين البحرانيين، خصوصا ابطال الساحة الذين لا يترددون في رفص اصواتهم كل يوم احتجاجا ضد التنكيل والاهانة والاحتلال، لا يخشون في ذلك لومة لائم، ولا يتراجعون شعرة عن مواقفهم برغم سعي البعض لوقف الحركة الاحتجاجية المشروعة بأي ثمن.
هؤلاء الشباب الذين يتحدون قبضة الاحتلال الخليفي يستحقون الدعم والنصرة بدون حدود: وان استنصروكم، فعليكم النصر. هؤلاء المظلومون الذين يجدون بلادهم محتلة من الخليفيين ومن معهم من المستوطنين، يجدون انفسهم مستهدفين في حرب شعواء لانهاء وجودهم المادي والمعنوي بدون حدود، خصوصا بعد ان فام المحتلون بمحاصرة مناطقهم من جميع الجهات البحرية، وغيروا اسماء مناطقهم التاريخية، وأزالوا الكثير من معالمها الثقافية والمعمارية، ودمروا البنية الاجتماعية بزرع المستوطنين الاجانب في كل مدينة وقرية. هؤلاء الشباب يعلمون ان مستقبلهم على ارض اوال اصبح مهددا بعد ان قرر زعيم عصابة الاحتلال تغيير التركيبة السكانية بشكل نهائي وفق قرار يعتقد انه لن يتراجع عنه. حرب الابادة هذه اصبحت حقيقة تدعمها الحقائق والوثائق، ولن تستطيع الاجراءات الخليفية الاخرى التعتيم عليها. أبطال الشارع هؤلاء هم اوعى الناس بالجرائم الخليفية، وينظرون الى المشروع السياسي الخليفي انه مشروع متكامل يتألف من بنود عديدة اهمها فرض دستور الغى الشعب من الشراكة السياسية الحقيقية، وأقصاه عن المشاركة في كتابة الدستور بأيدي ابنائه، التغيير الديمغرافي والانتخابات المفرغة من المضمون، والتعذيب المروع لمن يعارض المشروع، والاستيلاء على الاراضي لتسهيل عملية “الترانسفير” التي تهدف لاقصاء المواطنين عن ارض الآباء والاجداد، والتهميش المتعمد للسكان الاصليين (شيعة وسنة). هؤلاء الشباب ينطلقون في مواقفهم واحتجاجاتهم على اساس ان هناك خيارا واحدا فقط: ان يقبلوا المشروع برمته، او يرفضوه برمته، وان من يقل جزءا فقد قبل المشروع كله، من هنا يشعر هؤلاء الشباب ان احتجاجاتهم انما هي مساهمة متواضعة للدفاع عن النفس، وانهم يتحركون باذن قرآني واضح: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وان الله على نصرهم لقدير”. وهكذا تتواصل المسيرة عبر الاجيال، يلتحق بها من وفقه الله لنيل شرف الموقف، ويتخلى عنها من ليس كذلك، ودعاؤنا لجميع البحرانيين الاصليين (شيعة وسنة) ان ينالوا شرف الموقف، ويلتحقوا بمسيرة التحرير من هذا الاحتلال الغاشم، وان لا تنطلي عليهم الحيل الخليفية الماكرة، لانها صادرة عن جهة عدوة للبحرين واهلها بدون استثناء.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
9 ابريل 2010