من يهاجم عقيدة البحرانيين لا يتردد عن الطعن في شرف النشطاء
ان من يشجع على اتهام الشريحة الكبرى من المواطنين بانهم “أولاد زنا” او “أولاد المتعة” لن يتردد يوما في وصف ناشطيهم بالفساد والانحراف. فكل من وقف بوجههم اصبح يتهم بالانحراف الاخلاقي، الامر الذي يعمق الازمة في هذا الوطن السليب، ويدفع للمزيد من الغضب خصوصا اذا اكتشفت الخطوط المتعددة التي يحركها النظام باموال الشعب. فعملاؤه في الخارج (مثل شركة بوليس بارتنرشيب التي يملكها اللورد جيلفورد، ومركز الخليج للدراسات الاستراتيجية وغيرهما) يتربصون بالنشطاء عندما يمارسون نشاطا معارضا للاحتلال الخليفي الجاثم على صدور اهل البحرين. وقد شكلوا لهم مؤسسات وهمية في الداخل والخارج، تأكيدا لما احتوى عليه تقرير البندر، مهمتها التصدي لشعب البحرين ونشطائه، وحماية المعذبين والقتلة والجلادين ومحتلي الارض وسارقي اموال المحرومين وثرواتهم.
فما ان نطق وزير داخليتهم، المتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية، بافتراءاته التي تبعث على التقزز، حتى تسابق الناعقون للتصفيق عليه واعتبار ما قاله كلمة ا لفصل التي لا يحق لأحد مناقشتها. وزير التعذيب هذا يتربع على جهاز سري موغل في الفساد حتى الثمالة، أسسه سيء الذكر، ايان هندرسون، وطلق نهجه عمليا السفاحون مثل عادل فليفل وخالد الوزان وخالد المعاودة وعبد العزيز عطية الله وبقية القتلة. وعندما يرتكب هؤلاء جرائهم الوحشية التي لا يحتملها ذو ضمير متحرك، تصدر الاوامر للابواق لتحويل النقاش بعيدا عن البحث عن مرتكبي الجرائم بحق ابناء البحرين. فما حدث للناشط جعفر كاظم جريمة يعاقب القانون الدولي راس الدولة وجلاوزته ويحكم عليهم بأقسى العقوبات لانها جريمة ضد الانسانية. وبعد ان فشل ادعاؤهم بان الجريمة تمت على ايدي اشخاص حاولوا سرقة هاتفه النقال، بادر جوبل الخليفي (وزير الداخلية) لطرح تفسير واحد للجريمة: فقال هذه المرة ان لها علاقة بعلاقة غير شرعية مع فتاة. فيا للسخف، ويا للعار بعد هذا السقوط الخليفي المروع. بالامس اتهموا فضيلة السيد عقيل الموسوي بتهمة مماثلة، وقالوا عن عبد الرؤوف الشايب ما قالوا من كلام ناشز وساقط، واستمروا في ذلك حتى بعد ان برأت محكمتهم ساحة هذا المواطن. وعندما اعتدوا على الناشط موسى عبدعلي بصورة لا تختلف كثيرا عما حدث لجعفر كاظم اوحوا الى ابواقهم الرخيصة بالتهجم على الضحية واتهامه بالانحراف.
لقد تجاوزت القضية قضايا الاشخاص، واصبحت تمس غالبية اهل البحرين الذين اصبحوا يستهدفون يوميا بالسباب والشتم والقذف في الاخلاق والاعراض والمقدسات تارة على السنة بعض “النواب المحترمين” الذين لم يوفروا كبار علماء البحرين من سوء كلامهم، وأخرى على صفحات مواقع ا لانترنت المدعومة بالاموال المنهوبة من بطون الجائعين، التي تصفهم تارة بـ “المجوس” واخرى بـ “الصفويين” وثالثة بـ “أولاد الزنا” و رابعة بـ “أبناء المتعة”. فلم تحدث استباحة لشعب في امواله واعراضه وشرفه وقيمه وابنائه، كما يحدث هذه الايام لأهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة) على ايدي النظام ومرتزقته. ولقد اصبحت هوية حلفاء العائلة الخليفية المحتلة واضحين ومعروفين لمن يراقب الوضع عن قرب. بعض هؤلاء “يتبرع” بالدفاع عن النظام الخليفي المجرم، وبعضهم يتحرك بطلب مباشر من ر|أس الحكم، وبعض ثالث يقطع المسافات ويسافر الى البلدان الاخرى لطرح وجهة نظر تهدف لاضعاف ما يطرحه النشطاء. وقد اصبحت المعارضة قادرة على رصد تحركات هؤلاء في الولايات المتحدة وبريطانيا، وتصدوا لاطروحاتهم عندما ذهبوا الى النجف الاشرف لتزوير الحقائق امام فقهاء الامة العظام. ويخطيء من يظن ان الحملة الاعلامية الشرسة بحق ابناء البحرين التي تشكك تارة في ولائهم وا خرى في اعراضهم وثالثة في اهدافهم، “سحابة صيف” او “عمل فردي” او “تابع لمجموعة متطرفة”. انه الحكم الخليفي الذي يحرك هذه الدمى التي تتحرك بدون روح او قلب او وازع او ضمير، فهو الذي يسعى لقتل النشطاء باسلوبين سيفشلان كلاهما باذن الله وصمود المظلومين. اولهما القتل الحقيقي او الاعاقة الجسدية بالضرب المبرح والتعذيب وتسليط الكلاب المتوحشة على المعارضين، على امل ان يكون ذلك “درسا عمليا” لمن يعارض الاحتلال الخليفي الذي اصبح شبيها في اساليبه واهدافه وانماط تعامله مع اهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة) باساليب الاحتلال الصهيوني. وثانيهما اغتيال شخصيات النشطاء بنعتهم بكافة النعوت الهابطة واتهامهم بالانحراف الاخلاقي والعلاقات غير الشرعية.
يا أهل البحرين الأصليين (شيعة وسنة): حذار من السقوط في اوحال النظام الخليفي الساقط اخلاقيا وانسانيا وسياسيا. فهو ما يزال في هذه المرحلة يسعى للتعتيم على اكبر فضيحة سياسية في تاريخه الحديث تجسدت باعتقال عشرات الشباب عشية عيد الشهداء، وتعذيبهم بوحشية غير مسبوقة لاجبارهم على توقيع “اعترافات” بانهم يخططون اعمالا ارهابية ضد الاحتلال الخليفي. ولكن عندما تحولت محاكمتهم الى محاكمة للنظام الفاسد، أرغموا على اطلاق سراحهم بدون قيد او شرط. هذه الهزيمة الماحقة لجهاز التعذيب الخليفي دفعته لارتكاب المزيد من الجرائم. ويعتقد ان اتهام الناس في اخلاقهم واعراضهم سوف يضعف الدعم الشعبي لهم.
ولكن موقف كبار علماء البلاد، حفظهم الله، باستخساف تلك الادعاءات والتهم الباطلة، سيكون، بعون الله، بداية تماسك وطني يدك اركان النظام الذي يتعمق اجرامه يوما بعد آخر. وما الحملات التي تشنها أبواقه ضد النشطاء الا تعيبر عن الألم الذي ينتابه بسبب الهزائم التي تلاحقه بدون توقف. ان استمرار رفض قطاعات واسعة من المواطنين لدستوره غير الشرعي وسياسات التجنيس التي تعتبر ضمن تعريفات “الإبادة” وفق قوانين جنيف، مؤشر واضح لفشل سياسات الاحتواء والتحييد التي انتهجها مدعومة بأموال الشعب المنهوبة. كما ان استمرار صدور البيانات الدولية التي تشجب النظام الخليفي، وآخرها بيان منظمة هيومن رايتس ووج، وبيان منظمة المدافعين عن النشطاء، بالاضافة الى صمود الرموز القيادية في مواقعها الرافضة للاحتلال الخليفي، كل ذلك ينعكس في الحملات الاعلامية التي تقوم بها ابواقه التي تنفخ فيها بقايا مجموعات “فدائيي صدام” الذين لم يستطيعوا اخفاء هويتهم العراقية من خلال الكلمات والمصطلحات التي يستعملونها ضد اهل البحرين. الامر المؤكد ان هؤلاء لن يستطيعوا اطفاء وهج من النفوس، مهما فعلوا، فارواح الشهداء تطاردهم في كل لحظة، ودعاء امهات الشهداء والسجناء السياسيين المظلومين وضحايا التعذيب لن تحجب عن الله الذي ينتصر للمظلومين ويقصم الجبارين، ويضمن العاقبة للمتقين، فهو موضع حاجات الطالبين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
21 مايو 2009