26 شابا يعذبون في سجون الاحتلال، فما أنتم فاعلون؟
نكرر شكرنا لله سبحانه، على ما انعم علينا من فك أسر شبابنا الذين ارتهنهم الاحتلال الخليفي لا لجرم اقترفوه، بل لكي يساوم الاحرار على موقفهم وصمودهم، ونحمد حمد الشاكرين على مصابهم، مستلهمين العزم والقوة منه وحده، ومعتمدين عليه لا على أحد سواه، ونحن نواجه أشرس احتلال حل بأرضنا وأهلنا، وعاث في ارضنا الفساد.
“إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ﴿4﴾ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ﴿5﴾ ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون”. لقد أرغم الخليفيون على إخلاء سبيل أغلب الرهائن البحرانيين، ولكنه احتفظ بستة وعشرين آخرين بهدف المساومة مع الاحرار ليتوقف نضالهم ضد الاستبداد والظلم الخليفيين. ونحن نؤكد لهذا النظام الخليفي الارهابي ان هذه السياسة سوف ترتد عليه بالخسران، لان أهل البحرين نفضوا عنهم غبار الزمن، وأصروا على استرداد حقوقهم واموالهم المسلوبة بكافة الوسائل السلمية المشروعة. وقد أثبتت الانتفاضة الاخيرة قدرة المواطنين على إفشال خطط نظام الا حتلال الخليفي ومسرحياته الهزيلة وإرغامه على الاعتراف بالهزيمة امام الرأي العام الدولي. ففي اية دولة في العالم يحدث ما حدث في البحرين، اذ يعتقل عشرات المواطنين ويتهمون بمحاولات انقلابية واعمال ارهابية، ويتم الاتصال بمجلس الامن الدولي وجامعة الدول العربية، وتعلن مصر استعدادها لارسال قوات لحماية البحرين، وكذلك السعودية، حتى كاد مؤلفو المسرحية يصدقونها، وما هي الا بضعة اسابيع حتى يتم الافراج عن جميع المتهمين بدون قيد او شرط؟ فأية مسرحية هزيلة هذه؟ وأي لعب على الذقون وتلاعب بالعقول كهذا؟ وهل هناك شخص يحترم نفسه ممن وقف مع العائلة الخليفية وصدق مسرحيتها في البداية، قادر على مواصلة هذا الموقف بعد إطلاق سراح أحرار البحرين وهم مرفوعو الهامة؟ ما سيقول الذين طبلوا وصفقوا للاحتلال الخليفي بعد ان انكشفت أباطيله وألاعيبه وهزال منطقه واستخفافه بقيم الانسان وحقوق المواطن؟ من من هؤلاء سيرفع صوته مطالبا بتعويض ابناء البحرين عن معاناتهم والتعذيب الذي لحق باغلبهم؟ من يستطيع ان يكتب مقالا يخاطب الحاكم ويقول: لقد خدعتنا يا فلان؟
واليوم بقي فصل أخير من المسرحية، وها هو قيد الاخراج الهزيل، تدور قصته حول “قتل” غير مشروع واعتداء مختلق على مرتزق باكستاني تؤكد الوثائق وفاته في غير الوقت والزمان الذي جاء في المسرحية الهزيلة؟ فهل من صوت شجاع يقول لقوات الاحتلال الخليفية: كفاكم كذبا! كفاكم استضعافا للبشر واعتداء على كرامة ابناء البحرين؟ لماذا يجري البعض مع مقولات “الدية” والبحث عمن يدفعها؟ لماذا تجريم الابرياء بدون حق او دليل؟ لماذا الاستخفاف بعقول الناس والتضحية بالبشر وحياتهم وكرامتهم وحقوقهم من اجل حكم زائل ووجاهات وهمية لا تدوم؟ أليس عارا على من يقف مع نظام الاحتلال الخليفي ان يصمت على هذه الجريمة النكراء التي تتجاوز في فظاعتها جريمة اعتقال الاستاذ مشيمع والشيخ المقداد و “مخططي مؤامرة الحجيرة”؟ ألا يكفي ما حدث لايقاظ الضمير بعد اعوام التخدير التي كرست الاحتلال الخليفي وهمشت ابناء البحرين واستبدلت شعبها بشعب أجنبي لا ينتمي الى الارض وتاريخها وثقافتها؟ ألم يحن الوقت للتحرك الجماعي الجاد ولطم من يدافع عن نظام الاحتلال على وجهه؟ أليس أضعف درجات تغيير المنكر مقاطعة مرتكبيه قلبيا؟ وذلك بمقاطعتهم والكف عن تمجيدهم او استعطافهم؟ أما آن الاوان، بعد هذه المصائب التي قامت بها هذه العصابة المجرمة لصحوة ضمير توقف التداعي الاخلاقي والنفسي والروحي؟ كيف نحافظ على ديننا اذا أضعفنا وهج الايمان في قلوب الشباب ومنعناهم عن الانطلاق لاحقاق الحق وإبطال الباطل؟ كيف ندافع عن المظلومين اذا لم نقف بوجه الظالم كشعب متراص، ليس من اجل مطالبته بالافراج عن الرهائن الذين يلقيهم في زنزانات التعذيب بهدف ادخال الخوف في النفوس، بل للمطالبة بمحاكمة المجرمين الحقيقيين. فالمجرمون ليسوا اولئك الذين يقذفون بزجاجة مولوتوف على المعتدين الذين يستهدفون القرى بمساجدها ومآتمها، ويحاصرون دور العبادة لمنع المصلين من ارتيادها (كما حدث في مسجد الصادق ومآتم سترة) بل المجرمون هم الذين يرعبون العائلات بالاعتداء على منازلها في عتمة الليل، وسوف ابنائها وضربهم امام اعينها، ثم اقتيادهم لأقبية السجون وزنزانات التعذيب، وممارسة أبشع وسائل التعذيب لاجبارهم على توقيع “إفادات” يكتبها الجلادون. المجرمون هم الذين يمارسون الارهاب بحق فتية مؤمنين، فيعرونهم من ملابسهم ويسجنونهم في زنزانات انفرادية، ثم يعرضون “اعترافاتهم” على التلفزيون. المجرمون هم الذين شوهوا سمعة هؤلاء امام العالم، ولم يقدموا للناس تفسيرا لاطلاق سراح هؤلاء “الارهابيين” بعد ان شعروا بانهم خسروا المعركة.
امام هذه الحقائق، ما نحن فاعلون لانقاذ الباقين من ضحايا التعذيب الخليفي؟ هل نواصل اساليب الضغط التي اعتادتها الشعوب والتي اسقطت أعتى العروش بالتظاهر والاحتجاج الذي لا ينقطع؟ ام التوسل للطغاة والمجرمين والسفاحين؟ هل اهل البحرين طلاب حق في ارض الآباء والاجداد التي تئن تحت وطأة المحتلين ام محتاجون ومضطرون لاستجداء المحتلين؟ هل من المروءة بمكان ان يستجدي الفلسطينيون قوات الاحتلال الصهيونية؟ وما الفرق بين الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والاحتلال الخليفي للبحرين؟ وهل يتغير اسم الاحتلال بمرور الوقت؟ هل تسقط حقوق الناس بتقادم الزمن؟ أليس الاحتلال الصهيوني هو الذي يجنس اليهود من كل اصقاع الدنيا لاحلالهم مكان الفلسطينيين ويعتبرهم مواطنين شرعيين في ارض المعراج؟ وهل يختلف مشروع التجنيس والتوطين الذي يمارسه آل خليفة عن ذلك؟
ان المسؤولية الانسانية والاسلامية تجاه الشباب الـ 26 تفرض على الجميع التحرك العلني الشامل ضد الظلم الخليفي، والاحتجاج بكافة الوسائل السلمية المشروعة، فقد اثبتت تجارب الشعوب المناضلة ان تحرك الشارع هو الاداة الفاعلة لكسر هيبة الطغاة والظالمين، ولم يستسلم شعب قط بسبب ارهاب جلاديه، كما يقول الشهيد الصدر الاول، البطل الذي واجه الطاغية بقلب حديدي أسس لاسقاط النظام لاحقا: “ان الشعوب قد تهزم، ولكنها لا تستسلم”. فلكي لا تمر الخدعة مرة اخرى، كما مرت في السنوات السابقة، يجب ان لا تمر مناسبة سباقات الفورمولا1 بدون حراك شعبي واسع، يتقدمه العلماء والنشطاء، ضمن مشروع المقاومة المدنية الباسلة، ومن اجل تحقيق ثلاثة امور متوازية: اولها اطلاق سراح سجناء الرأي الذين يعتقلهم الخليفيون كرهائن بدون قيد او شرط، وثانيها: اسقاط مشروع التجنيس السياسي كاملا باعتباره “إبادة” ضد السكان الاصليين (شيعة وسنة)، وإقامة نظام سياسي على أساس دستور يكتبه البحرانيون بأيديهم، يحدد من بين القضايا، موقع العائلة الخليفية التي تعتبر، بدون هذا الدستور التوافقي، قوة احتلال غاشمة. فيا أيها الابطال الاشاوس، لا يرهبنكم فرعون وجنوده، فانما هم الى زوال وفق السنن الالهية الجارية في الخلق، ولا تخشوا بطش القراصنة الخليفيين المعتدين، ولا تصمتوا امام سياسات التوطين الاجرامية. ان كل ذلك يتطلب تغييرا في داخل النفس والوجدان، وقد ربط الله سبحانه تغيير الحال بتغيير النفس: ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم“.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
19 ابريل 2009