لنضع النقاط على الحروف، ونستهدف رأس الحية قبل ذنبها
ان من العبثية بمكان الاعتقاد بان هناك ايدي تتحرك ضد المواطنين خارج الارادة الخليفية. من هنا فليس من الحكمة بمكان الانشغال بالتصدي لهذه الزعانف والأذناب والطحالب والطفيليات، لان ذلك مضيعة للوقت، ومتعب للنفس، وبلا طائل او نتيجة. فالافعى لا تموت بقطع ذنبها، بل تجدد ذلك الذنب وتعود للاعتداء مجددا. ان ما يحدث في الفضاءات المفتوحة ليس عفويا، بل ضمن المخطط الذي أكده بالارقام و الحقائق تقرير البندر.
هذا التقرير الذي يفترض انه كشف جانبا من حقيقة العصابات الخليفية المحتلة، يبدو انه في طريقه الى النسيان، لان الاستمرار في استحضار ما فيه يتطلب مواقف لا يريد البعض اتخاذها بسبب ما تنطوي عليه من “مخاطر”. فما يحصل من ملاكمة في مسارح الشيخ حمد مجالسه الصورية انما يحدث ضمن المنظومة الخليفية القائمة على الاستعراضات الخاوية التي تخدر الجماهير ولا تضر نظام الحكم. فما دام العمل ضمن الدستور الخليفي مستمرا، فلا ضير من السماح للبعض بالكلام هنا او التحدث هناك. اما من يتصدى لاسقاط ذلك الدستور فانه يعتقل ويعذب بدون رحمة. وهذا ما حصل للاستاذ حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد، اللذين أصرا على مواجهة النظام الخليفي الجائر ودستوره غير الشرعي وقوانينه القمعية. انه صراع بين الاستبداد الخليفي المقنن (بالدستور غير الشرعي والقوانين المفروضة بالقوة)، وقوى الاصلاح المطالبة بالاعتراف بوجود شعب البحرين سياسيا وبشريا، وكلاهما مطلب مرفوض جملة وتفصيلا من قبل العصابات الخليفية المجرمة. وعندما تشتد وطأة التحدي للنظام الخليفي الفاسد، يتم تحريك تلك الزعانف والطفيليات والطحالب، سواء في حلبات التسابق الكلامي الخاوي في مجالس الشيخ حمد الصورية، ام في المساجد التي نصب عليها مرتزقة تابعون لجهاز الامن الخليفي، ام في الشوارع. فلا فرق بين من يسمى “نائبا” يعتدي على الآخرين بكلامه وتصريحاته واستفزازاته ومن يرتدي الملابس السوداء التي تخفي هويته مدججا بالسلاح ليواجه به المظلومين الذين يحتجون في الشوارع. لا فرق بين “الصحافيين” الذين يسطرون على صفحات الاعلام الخليفي، السب والشتم ضد غالبية البحرانيين، في حقوقهم وعقائدهم ووجودهم، وفرق الموت التي تشكلت بهدف القضاء على اهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة). وما الفرق بين “الكتاب” الذين يشتمون المسلمين الشيعة في المواقع الرسمية للعصابة الخليفية المجرمة، والكثير منهم من “فدائيين صدام” المستوطنين، وقوات الشغب التي تعتدي على منازل الآمنين وتحطمها وتنتهك حرمات أهلها؟ هؤلاء جميعا مستأجرون لارتكاب الجريمة والامعان في “تأديب” أهل البحرين. انه “تأديب” لا يعرف الحدود او القيم او الأخلاق، بل يهدف للقضاء ا لمبرم على وجود السكان الاصليين وتغيير هوية البحرين التي قرر البيت الخليفي المجرم اقتطاعها الى الأبد.
فأين يمكن رسم الخط الفاصل بين الدفاع عن النفس بشكل مباشر بالتصدي للفاعلين المباشرين في مجالس الشيخ حمد الصورية ووسائل إعلامه وأجهزة أمنه واستخباراته، والاستهداف المباشر لرموز الجور الخليفيين ابتداء من الرأس الذين فرض مشروعه الطائفي المقيت الذي ينفذه بشكل متواصل مستعملا دستوره غير الشرعي وبقية امكانات الدولة التي تمت السيطرة عليها من قبل عصابته الاجرامية؟ الواضح ان هناك عددا من الواجهات التي تعمل بتوافق لتمرير المشروع الخليفي الجائر. اول هذه الواجهات رموز البيت الخليفي الذين استحوذوا على 17 منصبا وزاريا من 28، ومهمة هؤلاء بسط الهيمنة الخليفية بشكل يمنع اية محاولة مستقبلية للفصل بين البحرين (شعبا وارضا) والوجود الخليفي، ليصح هذا الوجود وكأنه تلازم حتمي أزلي. والواجهة الثانية المرتزقة المستعملون في مجالس الشيخ حمد الصورية الذين يشتمون الشعب ليلا ونهارا ويمررون ما يريد من قوانين قمعية ويصدرون البيانات التي تدعم قمعه وارهابه بحق أهل البحرين، هؤلاء موجودون في تلك المجالس، وفي وسائل الاعلام الخليفية، وفي المساجد والاندية والجمعيات، وكل منهم يمارس مهمته القذرة باستهداف من يواجه النظام على اي صعيد. فعندما قرر البيت الخليفي الفاسد اغلاق مسجد الصادق، بدا واضحا ان دائرة الاوقاف الشيعية كيان بدون وجود او ارادة او قرار، فليس على موظفيها سوى تنفيذ الاوامر الصادرة من رموز البيت الخليفي المجرم. ويمارس الاعلام الخليفي ادوارا قذرة في ترويج المشروع الطائفي واستهداف غالبية الشعب بلا هوادة او ضمير. الواجهة الثالثة عناصر باعت ضميرها للشيطان في مقابل المال والوجاهة الوهمية، وقبلت بان تقدم شهادات الزور في المحافل الدولية، خصوصا في واشنطن ولندن وجنيف والنجف. هؤلاء يتحركون بدون وازع من ضمير او انسانية، فيقدمون شهادات الزور ضد رجال المقاومة الاشاوس، ويتحدثون للفقهاء والحقوقيين والساسة والاعلاميين باللغة التي يريدها النظام الخليفي العفن.
امام هذه الحقائق، ما الموقف؟ وما العمل؟ وما خطة التحرك؟ ان الحفاظ على توازن الموقف بين التركيز على راس الحية كاستراتيجية، والتصدي للأذناب امر صعب، قد لا يمكن تحقيقه بسهولة. مع ذلك فمن الضروري التركيز بشكل متواصل على ان اصل المشكلة ليست مع هؤلاء الذين يقومون بالمهمات القذرة ويسمحون لانفسهم بتنظيف قاذروات رموز النظام بل مع رؤوس الفساد الخليفي والاحتلال. فلو افترضنا ان بالامكان القضاء على كل تلك العناصر، فهل سيعجز النظام عن توظيف بدائلهم ما دم مسيطرا على الدولة وامكاناتها المادية والبشرية؟ ففي الوقت الذي تدمى فيه القلوب لرؤية هذه الأدوات الرخيصة وهي تدافع عن نظام احتلال فاسد، فان العقل يقتضي عدم تشتيت الجهود باستهداف هؤلاء الهامشيين، بل التركيز على الهدف الاساس وهو التصدي لمصدر الظلم والفساد والانحراف والاحتلال، بلا هوادة. ان معركة شعب البحرين الأصلي (شيعة وسنة) انما هي مع البيت الخليفي الذي يرفض التعامل معه الشعب من منطلق من المسااواة والاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق والحدود. هذه الحقيقة يدركها المناضلون بوضوح، وسوف يدركها قريبا العناصر الحقوقية الحرة التي تنادت للدفاع عن المظلومين في زنزانات التعذيب الخليفية، وأصرت على حضور ا لمحاكمات الصورية المزمع عقدها الاسبوع المقبل التي يمثل فيها أبطال البحرين ليحاكموا جلاديهم من المحتلين والسارقين والمعذبين والقتلة. ندعو الله سبحانه وتعالى ان يهزم الظالمين واذنابهم، وينصر المؤمنين الصالحين، عشاق الحرية وطلاب الحق، والسائرين على درب الآباء والأجداد، درب الحرية والحق، درب الانبياء والائمة و الشهداء.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
20 مارس 2009