تدويل القضية ومطاردة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية، مهمتان تتطلبان الدعم والتعاون
عظم الله اجورنا واجوركم بأربعينية الامام الحسين عليه السلام، ووفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لن تمر جريمة اعتقال أبطال البحرين بدون عقاب، وهذه المرة سيكون العقاب، بعون الله، قاسيا للنظام الخليفي الاستبدادي بعد ان تجاوز الحدود وانتهك الحرمات وتحدى أهل البحرين ليس في حقوقهم فحسب، بل في وجودهم ايضا. لقد خرج المارد الشعبي من قمقمه، ولن يعود اليه الا بعد ان تتحقق مطالبه. لن يقف أهل البحرين مرة اخرى مكتوفي الايدي امام عبث الرموز الخليفية وفسادهم ونهبهم، وسوف يحررون ارضهم، بعون الله ودعم الاحرار:
يحررونها كوطن من براثن الاحتلال الخليفي اولا، ويستعيدون المساحات الشاسعة سواء على السواحل ام في النصف الجنوبي من البلاد الذي تم تحويله الى املاك شخصية للرموز الخليفية، ام الاراضي التي تم تسييجها في القرى والمدن من قبل الاقطاعيين الخليفيين، ام التي قدم هدايا للمستوطنين الذين استقدموا لاعانة المحتل وتوسيع دائرة نفوذه. سوف يحرر المواطنون ارضهم بعد ان تطال يد العدالة اولئك العابثين بالوطن واهله، ابتداء من رأس الحكم وصولا الى المعذبين والقتلة خصوصا عناصر “فرق الموت” التي تستهدف ارواح البحرانيين. وما القضايا التي رفعت مؤخرا امام المجموعة الدولية للاقتصاص من الحاكم وعصابته الا بداية النضال الحقيقي للقضاء على الاحتلال والفساد والاستضعاف. فاذا كانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني، بتهم لا نستطيع تأكيدها او نفيها، تتعلق بالابادة باقليم درافور، فان الجرائم التي ارتكبها الشيخ حمد وعصابته أوضح مما ارتكب في دارفور. فالصراع هناك كان على الحقوق اساسا، بمعنى ان الدارفوريين (كما جاء في لقاءات مباشرة بيننا وبينهم) يشتكون من هيمنة المركز (الخرطوم) على الاقاليم، وعدم وجود تمثيل حقيقي سواء في الحكم ام التنمية للاطراف في النظام المركزي. وجاءت الحرب ووجهت تهم للحكومة السودانية بارتكاب مجازر ضد الدارفوريين اعتبرها البعض “حرب ابادة”. اما في البحرين فهناك قرار مركزي ثابت وواضح بتجنيس عشرات الآلاف من الاجانب، بهدف واحد وهو تحويل اهل البحرين الاصليين (سنة وشيعة) الى أقلية مهمشة، واستبدالهم بشعب جديد استقدم من اصقاع الارض ومنح الجنسية والسكن والوظيفة. انها جريمة ابادة واضحة لا تحتاج الى أدلة كثيرة، خصوصا بعد ان ا علن عن صعود سكان البحرين بنسبة تعادلة حوالي 50 بالمائة في غضون سنوات ثلاث (من قرابة 700 الف الى مليون وخمسين الفا).
ثم جاءت خطوة اخرى مهمة ايضا وهي تقديم شكوى الى الامم المتحدة ضد العائلة الخليفية بتهمة ارتكاب جرائم التعذيب بحق ابنائنا المعتقلين في غرف التعذيب الخليفية. هذه الخطوة تستحق الدعم والتشجيع لان هناك استعدادا دوليا للدفاع عن الشعوب المظلومة، اذا ما انتهج ابناء تلك الشعوب اساليب اساليب متحضرة وفاعلة لايصال ظلامتهم الى العالم الخارجي. وحسنا فعلت الجهات المتصدية لهاتين القضيتين. فاستهداف رأس الحكم بشكل مباشر واعتباره مسؤولا مباشر عن جريمتين، كلتاهم تعتبران من جرائم الحرب، وهما ابادة السكان الاصليين (سنة وشيعة) وممارسة التعذيب بحق المعتقلين السياسيين، خطوة غير مسبوقة، وتتوفر على مقومات النجاح بتفوق، خصوصا اذا تم الشد على ايدي القائمين بها، وتم استيعاب شروط نجاحها بالاطلاع على ما تتضمنه اللوائح الدولية المنشورة على صفحات الانترنت. واذا اضيف الى هاتين القضيتين، الجرائم الاخرى التي تمارسها العائلة الخليفية مثل قمع الحريات خصوصا حرية التعبير، والتحالف مع الصهاينة، والاستعانة بجهاز الموساد وخبرته في قمع الشعب الفلسطيني وتوطين اليهود وتجنيسهم واحلالهم محل الشعب الاصلي في فلسطين، اتضحت ابعاد الاجرام السياسي والاخلاقي للنظام الجاثم على صدور الشعب البحراني. وان من المستغرب جدا ان يواصل بعض العناصر خدمته لهذا النظام الذي لم يتورع عن ارتكاب ابشع الجرائم والموبقات، ومنها محاربة المساجد ومنع المصلين من ارتيادها واصدار الاوامر للاوقاف لتتدخل في الشؤون العبادية وتصبح ذراعا ضاربا للاحتلال الخليفي. لقد آن الوقت لمن اعتقد في بداية الامر بامكان التأثير على سياسات هذا النظام العفن، ان يعيد النظر في تلك القناعات، ويحتذي حذو الحر بن يزيد الرياحي، البطل الخالد، الذي ادرك خطأ الموقف ولم تثنه المصلحة الشخصية او الخوف، ولم تأخذه العزة بالإثم، فاذا به يتخذ قراره التاريخي الذي عبر به من النار الى الجنة، فالتحق بالركب الحسيني ونال شرف الشهادة جنديا مدافعا عن الحق ومقاوما للنظام اليزيدي الذي كرس الحكم التوارثي المقيت. وان الشعب سوف يستقبل التائبين الذين قضوا شطرا من حياتهم في خدمة نظام الاحتلال والفساد الخليفي، لتحقيق امرين: اولهما ابراء الذمة قبل فوات الاوان، والثاني حماية النفس من التبعات الموبقة لسياسات الخليفيين، خصوصا مع بداية الاستهداف القانوني الدولي لرموز النظام بسبب ارتكابهم جرائم ضد الانسانية.
من هنا نهيب بكافة المواطنين التعاون مع الجهات التي تعمل لتدويل قضية البحرين، ودعوة المؤسسات الدولية لمطارة عناصر النظام الخليفي، وذلك بتقديم المعلومات التي تدعم القضايا المرفوعة وتدين المجرمين، وتسهل مهمة النشطاء الذين اخذوا على انفسهم مهمة التصدي للظلم والاستبداد والاحتلال والفساد.
وفي الوقت نفسه، فان صمود السجناء السياسيين، وهو صمود أكدته الرسائل المتواترة من وراء القضبان، على لسان السجناء سواء من الرمزين القياديين العظيمين، الاستاذ حسن مشيمع، والشيخ محمد حبيب المقداد، ام من المعتقلين الآخرين الذين مضى على بعضهم قرابة الخمسة عشر شهرا، يثلج الصدر ويشحذ الهمم ويرفع المعنويات. ثم جاء الاضراب عن الطعام الذي قام به العلماء والاساتذة الافاضل، ليؤكد تواصل مشروع المقاومة المدنية لشعب البحرين، وعمق الشعور بالظلامة. ويضاف الى ذلك ظاهرة التلاحم والتضامن التي تعبر عنها الوفود اليومية من ابناء البحرين، سنة وشيعة، اسلاميين ووطنيين، التي تتوجه الى دار الصمود والمقاومة في النويدرات، للتعبير عن التلاحم والحب والثبات. انها بشائر خير للوطن والمواطنين، وتوفيق رباني باهر، وتنفيذ للوعد الإلهي بدعم المؤمنين وكسر شوكة اعداء الله، والانسانية والوطن والشعب. فلنجدد جميعا العهد مع المقاومة المدنية، ونقف صفا متراصا وراء الصامدين وراء القضبان والمضربين عن الطعام، ولتكن مواقفنا ضد الظلم والاستبداد والانحراف وكافة جرائم النظام الخليفي، تعبدية خالصة بدون مراءاة او مكابرة، ولنعمق تعبدنا لله وتوحيدنا لله بالقطيعة الكاملة مع النظام المجرم الذي يساوم الناس على وجودهم ووطنهم وحريتهم ودينهم، وندعو الله سبحانه ان يجعل ذلك كله في ميزان اعمالنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
20 فبرير 2009