بلغ السيل الزبى باستهداف المساجد، فندعو الله ان يهلك الظالمين ويقصم المتجبرين
“ومن أظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها الا خائفين، لهم في الدنيا خزي، ولهم في الآخرة عذاب عظيم“
ليس جديدا إقدام المحتلين احتلال المساجد ايضا وتخريبها. فهذه “اسرائيل” تدمر تسعة مساجد على الأقل في منطفة غزة، لانها “أماكن تستعمل لتخطيط الاعمال الارهابية”، حسب ادعاءات الاحتلال الصهيوني. وهذا ما يفعله البيت الخليفي الظالم، الذي تجاوز كافة الحدود والقيم في اعتداءاته المتواصلة على أهل البحرين ودينهم وقيمهم وتراثهم. ولن يتوقف هذا العدوان الا بعمل حاسم، وموقف مشرف من كافة المواطنين، شيعة وسنة، ضد هذا النظام المجرم. فبالأمس احتلت قواته المكونة من المرتزقة الاجانب مسجد الصادق بمنطقة القفول، ومنعت المصلين من دخوله، وهددت باراقة دماء من يؤدي الصلاة فيه، حيث شهر المرتزقة اليزيديون السلاح لردع المصلين. لم يكن الاستاذ حسن مشيمع المستهدف الوحيد من هذا العمل الاجرامي، بل ان الشعب مستهدف بعقيدته وفكره ونزعته التحررية. لقد رفض تقبيل أنوف الطغاة، او مصافحة أيدي الجلادين والمعذبين، او لحس قصاعهم، فأصبح عرضة للتنكيل والاستهداف الغاشم. انها ليست المرة الاولى التي تستهدف فيها مساجد أهل البحرين، فما تزال آثار الرصاص واضحة على جدران المساجد التي استهدفها الخليفيون المجرمون خلال الانتفاضة الشعبية المباركة في التسعينات، وبقي بعض المساجد والمآتم مغلقا سنوات عديدة. واليوم يكرر البيت الخليفي اجرامه بمنع المصلين بحجة ان الامام (الاستاذ حسن مشيمع) ليس مدرجا على قائمة أئمة المساجد المفروضة ضمن مشروع تأميم الدين وتجفيف منابع العلم والثقافة والايمان، وإخضاعها لسياسات النظام المتحالف مع الصهاينة المجرمين.
صدق البيان الخليفي في حقيقة واحدة، وهي ان الاستاذ حسن مشيمع ليس من وعاظ السلاطين، أو علماء البلاط الذين يأتمرون بأمر طغاة البيت الخليفي وينتهون بنهيهم. فمتى ما تم تأميم الدين أصبح ألعوبة بأيدي المستبدين، وهل ثورة الامام الحسين الا من اجل تحرير الدين من قبضة النظام الأموي التوارثي البغيض، وصرخة ضد سياسات تكميم الافواه واستهداف الأحرار الذين يرفضون النظام بسبب استبداده المطلق؟
ان استهداف الاستاذ حسن مشيمع ليس استهدافا لشخص، بل لمبدأ ومشروع، وحركة نضال شعبية متواصلة. ومن الذين يستهدفونه؟ حلفاء الصهاينة الذين رفضوا شجب الارهاب الصهيوني ضد أهلنا في غزة، وتبنى وزير خارجيتهم مشروعا سياسيا خطيرا اعلن عنه في مؤتمر الامن الذي عقد في المنامة قبل شهرين، وطالب فيه بمنظومة امنية تضم “اسرائيل” لضمان امنها من “الارهابيين” الذين هم في نظر البيت الخليفي ومقاييسه، الفلسطينيون الرافضون للاحتلال الصهيوني. ان البيت الخليفي عدو لكل من يرفض الاحتلال ويصر على انهائه، سواء كان في فلسطين ام في البحرين، ولذلك لن يبقى مواطن بحراني (شيعي ام سني) بعيدا عن ارهاب هذا النظام الجاثم على الصدور، والذي اصبحت مواجهته بكافة الوسائل التي تقرها الشرائع الدولية، مسؤولية على كل مواطن. انهم يسعون لبث الفتنة المذهبية بين ابناء البحرين باستهداف فئة واسترضاء أخرى، ولكن، ولله الحمد، فان الغالبية الساحقة من ابناء البحرين (شيعة وسنة) رفضوا الانجرار الى ذلك المشروع المقيت، ولم يقف مع البيت الخليفي فيه الا من باعوا ضميرهم للشيطان، ووقفوا بجانب الظلمة والجلادين ضد الأبرياء والأحرار.
نجدد مرة أخرى وقوفنا مع الاصوات الحرة التي تستهدف الظلم الخليفي وتروج للوحدة الوطنية على اساس المطالب المشتركة، التي في مقدمتها اسقاط دستور حمد الذي يعتبر رأس الشرور وعنوان الظلامة، وكتابة دستور يعترف بوجود شعب البحرين، ذلك الاعتراف الذي ألغاه الطغاة الخليفيون من قاموسهم.
إنكم أحرار أيها البحرانيون الأصليون (شيعة وسنة) فلا تخافوا بطش فرعون، او كيد يزيد، فما كيدهم الا في تضليل، وما أمرهم الا الى الزوال بعون الله المقتدر الجبار. فما داموا قد تعرضوا لبيوت الله ومنعوا ذكر اسمه فيها، فلن تطول ايامهم في الحكم، لان غضب الله سيلاحقهم ويخذلهم ويذلهم، وان دعاء الامهات بالانتقام منهم بعد عذبوا ابناءهن وفلذات أكبادهن ظلما وعدوانا، لن يخطئهم، فدعوة المظلوم لا ترد.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة أحرار البحرين الاسلامية
4 يناير 2009