أما آن لمزاعم الخطط الا نقلابية ان تنتهي ايها الطغاة المهووسون؟
مرة أخرى ترتكب العائلة الخليفية جريمة بشعة اخرى باتهام فئة من اهل البحرين بالتآمر ضد حكمها المهتريء.وتتكرر المأساة التي بدأت فصولها المعاصرة في ديسمبر 1981 وتكررت بعد عامين من ذلك. قافلة اخرى من الأبرياء تساق الى زنزانات التعذيب الخليفية التي ترتكب فيها أبشع الجرائم ويسام فيها الأحرار سوء العذاب.
ومهما ادعت السلطات الخليفية الاجرامية فان الجريمة الاخيرة تؤكد حقيقة مهمة وهي فشل قوات الاحتلال الخليفية في إخماد صوت المعارضة للحكم التوارثي الاستبدادي، سياسيا وأمنيا، برغم كافة وسائل التضليل التي تمارسها بدون توقف، وتنفق اموال الشعب لشراء الاقلام والضمائر والمواقف. ولا فما معنى تكرر “محاولات اسقاط النظام” في شهر ديسمبر؟ فاما ان يكون النظام كاذبا، وهو الذي امتهن الكذب والبهتان والدعاوى الفارغة، واما ان يكون ذلك اعترافا رسميا بفشل آلة الدعاية الخليفية بان النظام آمن ومستقر. الامر المؤكد ان البحرين لم تشهد استقرارا حقيقيا منذ ان دنست العائلة الخليفية ارض البحرين الطاهرة، ولم يتمتع اهلها بخيراتها، وافتقدوا الامن والخير.
ثمة اسباب عديدة لتفسير المسرحية الاخيرة، وفي مقدمة هذهالاسباب حالة الحرج التي حاصرت العائلة الخليفية في إثر التظاهرات والاحتجاجات التي سبقت عيد الشهداء وتزامنت معه واعقبته. فقد عمت الاحتجاجات مناطق كثيرة من الديه والسنابس والدراز وبني جمرة وسترة والمالكية وكرزكان وابوصيبع وغيرها. وبرغم النشر الواسع لقوات الشغب وفرق الموت، والتهديد بالويل والثبور والاعتقال والتعذيب ومحاصرة المناطق المشتعلة، فقد نجح شباب البلاد في رفع اصواتهم عالية، وحاصروا آلة الدعاية الخاوية، وأسمعوا العالم استغاثاتهم، وأصلوا جزءا من آهات المعذبين الرازحين في قيود الاحتلال الخليفي الى الجهات الحقوقية الدولية. مرة آخرى، يصرخ الضمير البحراني من الا عماق احتجاجا على سياسات التطهير العرقي الذي تمارسه العائلة الخليفية ضد اهل البحري، وتنتهك بذلك التزاماتها وفق المواثيق الدولية بحمايتهم واحترام حقوقهم وهويتهم. لم ينجح آل خليفة هذه المرة في التعتيم الكامل على ما يجري في شوارع القرى والمدن، او في زنزانات التعذيب. كما لم ينجحوا في منع اصوات المعذبين من السجناء السياسيين من الوصول الى خارج الحدود، خصوصا المنظمات الحقوقية الدولية التي ما فتئت تصدر بياناتها تباعا وتشجب السياسات الحكومية القمعية ضد الأحرار والنشطاء. وازداد حرجها بشكل أكبر عندما فشلت محاولاتها قتل عيد الشهداء وعدما احيائه في موعه الثابت في السابع عشر من ديسمبر. فشل العائلة الخليفية في قتل عيد ا لشهداء وواده، كان من بين اهم العوامل التي دفعتها لارتكاب حماقة الادعاء بالمحاولة الانقلابية.
ضحايا التعذيب الخليفي هذه المرة اعتقلوا بشراسة ووحشية غير معهودة. فقد توجهت فرق الموت الخليفية بتوجيهات مباشرة من ديوان الشيخ حمد لمنازل البحرانيين، واعتدوا على سااكنيها وهتكوا حرمتها، وغابت عنهم الانسانية واصبحوا عبيدا للشبطان. فتعسا لهم وتبا لما ارتكبوه من جرائم وحماقات بحق الابرياء. وتتحدث الانباء عن موجه تعذيب شرسة لم يحدث لها مثيل من قبل،بأوامر مباشرة من جهاز الحكم الخليفي المقيت. وتباهى المعذبون هذه المرة باننهم يتمتعتون بحماية رسمية عن المحاسبة والرقابة، وان احدا لا يستطيع الوصوال الهيم او ايذاءهم. كل ذلك ضمن التطمينات التي قدمها الشيخ حمد على للمعذبين وفرق الموت بدون قيد او شرط. واتضح للجميع مدى الخداع الذي يمارسه الحكم ضد اهل البحرين. لا أحد يصدق هذه الدعاوي، لاسباب عديدة، اولها انها متكررة وذات موضة قديمة ومملة، وثانيها انها عارية تماما منالصحبة، والثالثة انها بمثابة التصعيد ضد النشطاء من اهل البحرين، ومحاولة للتشويش على العلاقات التي تربط العائلة الخليلفية بالنظام الصهيوني في فلسطين، وعنوان للظلامة والاضطهاد الذ تمارسه العائلة الخليفية. هناك اذن ظروف صعبة تعيشها البلاد، خصوصا مع استمرار العقلية الامنية التيتخضع الجميع لحالة الشك والتدمير في نفوسالشباب.
لقد نجح شعب البحرين هذذا العالم في ايصال ظلامته الى العالم، وأعاد الحيوية لحركته النضالية التاريخية التي كان النظام يتآمر من اجل وقفها واحتواء آثارها. واصبح واضحا امام المواطنين، على اختلاف قناعاتهم السياسية بضرورة التخندق في صف المعارضة، وان الوضع السياسي يزداد تآزما بسبب السياسات السلطوية. فالتجنيس بدأ ينعكس بشكل سلبي على المواطنين الذين شعروا بانه تهديد لهم جميعا على تعدد مذاهبهم وأعراقهم وقناعاتهم السياسية. فالاعتداء على اهل البحرين الاصليين (سنة وشيعة) اصبح ظاهرة متكررة ومؤذية حقا. ولازمة الاسكانية كشفت لهم مدى خطر ظاهرة سلب الاراضي من قبل الرموز الخليفية على اوضاتهم المعيشية وشحة السكن المتوفر للعائلات النائشة. واتضح للمواطنين ايضا ان نهب الثروات بدأ يحاصر حياتهم ويمنعهم من الشعور بالامن والاستقرار. واتضح لأهل البحرين كذلك ان عقود التعايش بين اهل البحرين على اساس من الاحترام المتبادل والتعاون والتقارب والتصاهر والتواصل، تشرف على النهاية في ظل السياسات الخليفية الهادفة للتفتيت والتشطير المجتمعي. ولم يعد خافيا خطر سياسات التمييزعلى تماسك اللحمة الوطنية والحب المتبادل.
ونحن على اعتاب عام ميلادي جديد، جدير بالجميع وقفة متأملة لاعادة النظر في الموقف المطلوب ازاءالسياسات الخليفية خصوصا في ابعادها الامنية والمعيشية، وفي اطار اصرارها على التطبيع مع الكيان الاسرائيلي برغم معارضة البحرانيين لذلك. وها نحن نستقبل عاما هجريا جديدا لنعيش معه، هو الآخر، مواقف مسؤولة في التعاطي مع الظواهر التاريخية ذات الصلة بالحياة اليومية لأهل البحرين. فغالبية أهل البحرين يستعدون لإحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي عليه السلام وأهل بيته في معركة الكرامة والحرية. انها ذكرى عزيزة طالما وقف البحرانيون، شيعة وسنة، ازاءها مواقف مشتركة تتسم بالمسؤولية والتقدير والاعتراز. انهم يستلهمون منها معاني الاباء، ويستحضرون مواقف البطولة والشهامة، وتحدي الحكم التوارثي الاستبدادي، والاستخفاف بأساليب التشويش والتضليل والاستغباء. ذكرى العاشواء، بالنسبة لهم، محطة اخرى، بعد عيد الشهداء، للتزود بمستلزمات النضال والجهادل والاستبسال، بالاعتماد على “الشهادة” سلاحا ضد الظلم الذي يمارسه الطغاة الذين يتوارثون الحكم ويرفضون الاعتراف بالوجود الانساني للشعوب. يقفون صفا واحدا امام الشهداء ليقرأوا حياتهم الحافلة بالبطولة والإباء، ويحيوا ذكراهم راغبين في استلهام الدروس والعبر من حياة الكرامة والاباء، ليستقووا به في جهادهم المتواصل ضد عدو شرس يعود بجذوره الى النظام اليزيدي المقيت، ولا يقل عنه فتكاوانتهاكا للحرمات وسفكا للدماء. انهم يعلنون مجددا انهم حسينيون صامدون بوجه اليزيديين، ويرسمون بالدم خطوط المفاصلة بين الحق الذي يمثله الحسين واصحابه ومبادئه، والباطل اليزيدي المقيت الذي لا يستحق البقاء، بل هو محكوم بالفناء والموت.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار،واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
26 ديسمبر 2008