احذروا الحزب البندري واساليبه ولتقطع اليد التي تمزق صفوف البحرانيين
“قل كل يعمل على شاكلته، فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا”
برغم محاولات الحزب ا لبندري الخسيس في الايقاع والفتنة في صفوف المؤمنين، فاننا نراهن على وعي الثلة المؤمنة لافشال محاولات الايقاع وتفتيت الصف والتشكيك في العلماء والرموز والنشطاء. كما نتمنى على الجميع اعادة النظر في اساليب تربية الاتباع لتحصينهم من الأهواء الشيطانية والنزعات الجاهلية والتحزبات العصبية، بما لا يخدم المصلحة العامة، ولا يصب لصالح الشعب المظلوم.
فبعد الفتنة التي حدثت داخل الصف الواحد بعد قرار تجميد مقاومة الطغمة الخليفية الحاقدة، كان الأولى حدوث قدر من التفاهم على عدم التصادم، بان يتم التعاون بين النشطاء حول ما يتفقون عليه، ويتعاذرون في ما بينهم في ما بختلفون عليه. اذ ليس من المعقول ان توجه ا لسهام لغير الهدف المشروع، وهو الظلم الذي تمارسه الطغمة الحاكمة بحق ابناء البحرين الأصليين (شيعة وسنة). هذا لا يمنع انتقاد بعض المواقف، بشرط ان يكون بدافع الاصلاح ومن منطلق الحرص والحب، وليس بدافع الانتقام والاستهداف و التسقيط. ولا بد من الاشارة الى ان العلماء الذين ا تخذوا قرار تجميد المقاومة الفاعلة للطغمة الخليفية الظالمة، كانت لهم مسوغاتهم الشرعية، ومن الخطأ الكبير التشكيك في النوايا والدوافع، او محاكمتها، إذ لا يعلم بالحقيقة الا الله سبحانه وتعالى. اما الذين قرروا الاستمرار في مقاومة الظلم، فكان موقفهم قائما على النصوص القرآنية والأحاديث ومنها: “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وان الله على نصرهم لقدير”. فالحرب الخليفية ضد البحرين وشعبها متواصلة، والظلم الواقع على اهل البحرين الاصليين (سنة وشيعة) ليس موضع اختلاف. ومنها الاحاديث المتواترة التي تحرم التعامل مع الظالمين، ومنها ما قاله يونس بن يعقوب: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): لا تعنهم على بناء مسجد”، وما روي عن ابي بصير انه قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن اعمالهم (الظلمة) فقال لي: يا ابا محمد لا ولا مدة قلم، ان احدهم لا يصيب من دنياهم شيئا الا اصابوا من دينه مثله او قال:حتى يصيبوا من دينه مثله”، او ما رواه الإمام زين العابدين عليه السلام إلى محمد بن مسلم الزهري بعد أن حذره عن إعانة الظلمة على ظلمهم : ( أوليس بدعائهم إياك حين دعوك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسلما إلى ضلالتهم ، داعيا إلى غيهم ، سالكا سبيلهم . يدخلون بك الشك على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم . فلم يبلغ أخص وزرائهم ولا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم واختلاف الخاصة والعامة إليهم ، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك ، وما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك .
موقفان مختلفان ازاء قضية واحدة، وما الغرابة في ذلك؟ امام النشطاء واحد من خيارين: اما الانشغال ببعضهم بما لا طائل فيه من التراشق والتسقيط، او صيانة حرمة الايمان، وعدم توجيه السهام لبعضهم البعض. فالاختلاف لا يفسد للود قضية، كما يقال. وثمة تطور ايجابي لوحظ مؤخرا، ومن شأنه ان يعيد التركيز في العمل باتجاه الطغمة الخليفية. هذا التطور يتمثل بشعور رموز العائلة الخليفية بضرورة التصدي بأنفسهم لمواجهة اهل البحرين، بعد ان كانوا يعتمدون على عناصر من ابناء الشعب، استطاعوا تجنيدها للدفاع عنهم. ففي السابق كان الاحتراب يدور بين المواطنين من جهة والرموز الخليفية من جهة اخرى، مثل خليفة بن سلمان آل خليفة، والمعذبين الخليفيين المشهورين مثل عبد العزيز عطية الله آل خليفة، وعبد الرحمن بن صقر آل خليفة، ووزير الداخلية محمد بن خليفة آل خليفة. وفي السنوات الاولى من حكم الشيخ حمد، استطاعوا ابعاد رموزهم عن الموجهات المباشرة ونصبوا بعض العناصر التي كانت محسوبة على المعارضة لمواجهة النشطاء الصامدين وعناصر المقاومة الباسلة. في الاسابيع الاخيرة، شعرت العائلة الخليفية بان تلك العناصر فشلت في الدفاع عنها، وادت الى زيادة الغضب الشعبي ضد العائلة الخليفية. فلم تعد أساليب عبيد آل خليفة الذين ينظفون قاذوراتهم، مثل جاسم السعيدي، وأنور عبد الرحمن فاعلة، بل ربما أدت الى مفعول عكسي خطير. ولذلك شعر الخليفيون بان عليهم التصدي بانفسهم للمقاومين من ابناء البحرين الاصليين (شيعة وسنة). فها هو وزير الداخلية، راشد بن عبد الله آل خليفة، يتصدى شخصيا للمناضلين، ويهددهم بالسجن والتعذيب اذا عبروا عن آهاتهم في المحافل الدولية وتحدثوا عن جرائم عائلته. وها هو وزير الخارجية، يعبر عن فشله (من حيث يعلم او لا يعلم) في اخماد الاصوات المعارضة للحكم الاستبدادي الذي ينتمي اليه، في الخارج، ويروي بطولاته الوهمية لاقناع نظيره البريطاني، بان اللاجئين البحرانيين الذين منحوا حق اللجوء في بريطانيا “ارهابيون” و “مخربون” و “محرضون” على العنف. فما أوهى هذا النظام الخائر الذي ترتعد فرائص رموزه وجلاديه من وجود بضعة نفر من المظلومين في بلد آخر، بعيدين عن ايدي الجلادين والمعذبين. ما أسخف منطقه وأوهى موقفه، وأضعف استيعابه للقوانين الدولية، ومنطق القانون والعدالة. فليذهب هو وطغمته المحتلة التي نهبت اراضي البلاد وخيراتها الى الجحيم، فلا مستقبل للنظام الاستبدادي الجائر الذي ينتمي اليه، ويساهم في بنائه على جثث الاحرار، وآنات المظلومين في زنزانات التعذيب الخليفية.
نقول ان تصدي هؤلاء الطغاة الخليفيين لمواجهة أهل البحرين، قد خفف العبء كثيرا على قوى المعارضة والمقاومة لانها كانت تأبى ان تنشغل بأي مواطن آخر، فيما عدا العناصر الخليفية المجرمة، مهما كان موقفه، لان كافة المواطنين الاصليين (شيعة وسنة) يتعرضون للظلم والقمع والاضطهاد على ايدي هذا الحكم الجائر. ولذلك فاننا نحذر المواطنين الاحرار من الاستدراج لصراعات داخلية، واتهامات بدون دليل، والانخراط في جدالات تضعف المقاومة للظلم والاستبداد. فليس لأحد الحق في تزكية نفسه او اتهام الآخرين في نواياهم: “فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اتقى”. ولقد آلمنا ما نقرأه ونسمعه عن المحاولات المتواصلة من قبل عناصر الحزب البندري لتسقيط النشطاء او اذكاء الفتنة بين ابناء الوطن، او حرف مسيرة النضال بعيدا عن اهدافها الحقيقية. فما يكتب في المنتديات من اثارات تافهة حول الاستاذ المجاهد عبد الوهاب حسين لا يقل خطرا وايذاء عما قيل قبل اسابيع عن سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله، على ألسنة عبيد آل خليفة، وما قيل سابقا عن المجاهد الشهيد الشيخ عبد الأمير الجمري رحمه الله. انها حلقات بندرية متواصلة من التآمر ضد أهل البحرين الاصليين (شيعة سنة) خصوصا مع اقتراب موسم الاستحقاقات السياسية مع الحكم الخليفي الاستبدادي. نشد علي أيدي اهل البحرين جميعا للتآخي والتحاب والتوادد والتسامح والتعاضد على طريق استرداد الحرية والحقوق، ومواجهة الظلم والديكتاتورية التوارثية البغيضة، ولنقف جميعا ضد الحزب البندري المتآمر ضد شعب البحرين، ولنقم بتنقية النفوس وتزكية الاقلام، واحترام الكلمة، وعدم الزج بها في المهاترات والاتهامات. ذلك هو الطريق لكسب المعركة المحتدمة ضد الطغيان والاستبداد والاحتلال، بعون الله تعالى.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة أحرار البحرين الاسلامية
21 نوفمبر 2008