تدويل القضية لحماية اهل البحرين وافشال مشروع التوطين والاحتلال
بعد ان لاحت بوادر نجاح المعارضة البحرين بتدويل قضية شعبهم، تحركت العائلة الخليفية بكل ما لديها من وسائل في محاولة يائسة لاحتواء الوضع. وجاءت جلسة الاستماع بالكونجرس الامريكي لتضيف بعدا جديدا للقضية، اذ عبرت عن خرق كبير في جدار الصمت الذي فرضه الحكم على ممارساته الاستئصالية والديكتاتورية.
وشعرت العائلة الخليفية بغصة كبيرة، فهي لا تستطيع ان تستهدف الحكومات الصديقة التي توفر لها الدعم الامني والسياسي والعسكري ضد اهل البحرين، ولا تستطيع في الوقت نفسه، تجاهل عنفون المعارضة وتصاعد فعالياتها ونجاحاتها المتعددة، برغم العراقيل والصعوبات والالغام أمامها. ومرة أخرى حركت ابواقها الاعلامية ضد اعضاء الكونجرس الذين وافقوا على الاستماع لشكاوى البحرانيين المظلومين، وكرروا عبارات مشابهة لما قيل حول اي انسان حر يتعاطف مع ظلامة هذا الشعب. ولكن هذه الأبواق تحدثت لنفسها فقط ولم تستطع التأثير على أحد، لانها، ببساطة، لجأت للسب والشتم وتوجيه الاتهامات جزافا ضد النشطاء والاحرار من ابناء البحرين. وتضاعفت غصة رموز العائلة الخليفية عندما أدركوا ان تعيين السفيرة اليهودية في واشنطن ليس فيه طائل، وانها أضعف من ان تتصدى للأحرار، برغم الميزانية الضخمة التي رصدت لها لتسهيل مهماتها في التضليل والتشويش. نعم استطاعت تحريك شركة او شركتين من المرتزقة في محاولة يائسة لوقف جلسة الاستماع بمبنى الكونجرس التي عقدت في 15 اكتوبر، ولكن بدون جدوى. ولم ينجم عن محاولات السفيرة وقف الجلسة اية نتيجة، فحضرت، ومعها طاقم عمل كبير، ومرتزقة عديدون، ولكن كان نصيبهم الفشل الذريع. وقبل ذلك كانت ابواق العائلة الخليفية قد شنت عدوانا اعلاميا واسعا ضد النشطاء البحرانيين في بريطانيا، ومن يتعاطف معهم خصوصا اللورد ايفبوري، وباءت تلك المحاولات بالفشل ايضا. وبلغ شعور الحكم الخليفي بالرعب الى حد ارسال وفد من الشرطة والمعذبين الى العاصمة البريطانية لتهديد المعارضين البحرانيين واقناع الجانب البريطاني بخطر هذه الثلة القليلة من المظلومين. ولكن تلك الجهود لم تحظ بأي نصيب من النجاح. فالنشطاء موجودون في كل مكان، وعواصم العالم مفتوحة امام من يسعى لنقل نشاطه السلمي الى خارج الحدود، ولن يفلح النظام الخليفي العنصري ان يقضي على الاصوات الحرة التي تستجمع قواها حتى تتوفر الظروف للاجهاز على النظام الديكتاتوري التوارثي بعد ان اثبت فشله الذريع في القضاء على حركة الشعب المطالب بالحرية والديمقراطية وحكم القانون.
لقد دخل عمل المعارضة البحرانية مرحلة اكثر تطورا، بتوسيع دائرة تحركاتها وتعدد انشطتها. ويكفي الاشارة الى التعاطف الدولي الذي عبرت عنه عشرات البيانات الصادرة عن المنظمات الحقوقية الدولية الداعمة للنشطاء البحرانيين، وتعدد المنابر التي يتحدث من خلالها ابناء البحرين ضد الاحتلال الخليفي المقيت. وتدرك العائلة الخليفية ان تحييد بضعة نفر من المواطنين ليس كافيا للقضاء على روح المقاومة المستقرة في نفوس الشعب المظلوم، التي توارثتها اجياله وطورتها ووفرت لها ابعادا دولية مهمة. كما تدرك ان اساليب التضليل التي تمارسها والهجوم الاعلامي الشرس ضد من يؤوي المناضلين ويحميهم من بطش اجهزة البطش وفرق الموت الخليفية، لم يعد لها جدوى، بعد ان تعمقت روح المفاصلة بينها وبين أبناء البحرين. كانت هناك عاصفة مزعجة لتمرير مشروع الشيخ حمد التخريبي عبر البوابة الانتخابية الصورية، ولكن لم يعد لتلك التجربة الفاشلة اي اثر على مسيرة النضال الوطنية التي تتوسع بشكل مضطرد، وتضم المزيد من الاحرار والمناضلين بشكل متواصل. فالفعاليات الشعبية لم تتوقف، بل تزداد قوة وحماسا، خصوصا مع الكشف عن المزيد من الجرائم الخليفية. ومن تلك الجرائم احتلال العائلة الخليفية على اكثر من مليون ونصف متر مربع من الاراضي الساحلية بمنطقة ‘البحيري’. وما ان اعلن عن تلك السرقة حتى بادر ديوان الشيخ حمد للاعلان عن ‘التنازل’ عن ثلث تلك المساحة لمشاريع اسكانية. وسعت الابواق المتملقة لتقديم الشكر لهذه ‘المبادرة’ متناسية ان ثلثي الارضي المذكورة ما تزال تحت الا حتلال الخليفي غير المشروع. فاذا سرق اللص ثلاثة دنانير واعاد دينارا بعد انكشاف امره، فانه لا يستحق الشكر، بل المطالبة باعادة الباقي بدون شكر او تقدير. هذه القضايا وامثالها اصبحت وقودا لتحريك مشاعر المواطنين ضد العائلة الخليفية التي تحكم الناس بالنار والحديد. وما جرى مؤخرا في منطقة كريمي بالمحرق من استفزاز للمواطنين جريمة أخرى ترتكبها فرق الموت لفرض واقع مرفوض من قبل غالبية اهل البحرين. انها خطوة اخرى على طريق التشطير الطائفي والمذهبي الذي اصبح سياسة ثابتة في ‘المشروع الاصلاحي’ للشيخ حمد، الذي ما يزال البعض يقدسه ويطبل له، والذي اصبح مرفوضا جملة وتفصيلا من قبل المواطنين، بعد ا ن ادركوا انه أسوأ مشروع فرض على البلاد منذ بداية الا حتلال الخليفي.
هذه التطورات السلبية الخطيرة تهدف لعدد من الامور من بينها فرض واقع جديد على البلاد يوفر للعائلة الخليفية شرعية شعبية، ويؤدي الى كسر عنفون المناضلين من المواطنين بتخويفهم تارة، ومحارتبهم في ارزاقهم تارة اخرى، واضعاف نفسياتهم بعدم امكان احداث اي تغيير سياسي ثالثة. ولكن هل استطاع الشيخ حمد وجلاوزته تحقيق شيء من ذلك؟ هذا ما تسعى ابواقه الاعلامية لترويجه، بينما الواقع يؤكد ان الامر ليس كذلك ابدا. ويكفي للتدليل على خواء النظام حالة الرعب التي انتابت رموزه نتيجة بعض الفعاليات التي تقام في الخارج على ايدي نفر محدودين. وما الحملة الاعلامية الرهيبة التي شنها الاعلام الخليفي الهش ضد الابطال البحرانيين الثلاثة الذين أدلوا بشهاداتهم ضد سياسات الاستئصال المذهبية الخليفية الا مؤشر لحالة الرعب التي حلت بالرموز الخليفية، بسبب الخوف من اطلاع العالم على جرائمهم الكبيرة ضد اهل البحرين. ووفقا لبعض المعلومات، فقد بدأت العائلة الخليفية في الا ستعداد للتصدي للفعاليات الشعبية المزمع اقامتها بمناسبة عيد الشهداء الذي يصادف 17 ديسمبر. ومن المتوقع ان يزداد الحماس الشعبي لهذه المناسبة هذا العام بعد ان اضيف شهيد آخر الى قائمة الذين استشهدوا في ذلك اليوم على ايدي فرق الموت الخليفية. ففي ذلك اليوم من العام الماضي استشهد الشاب علي جاسم الذي كان يشارك في فعاليات ذلك اليوم، واضيف اسمه الى اسمي كل من هاني خميس وهاني الوسطي اللذين استشهدا في ذلك اليوم من العام 1994. ومنذ ذلك الوقت اعتبر ذلك اليوم ‘عيدا للشهداء’، وفشلت كافة المحاولات الخليفية لتغييره لكي لا يتضارب مع ما يسمى ‘عيد الجلوس’ وهو اليوم الذي احتل الحاكم السابق منصبه بعد وفاة ابيه في 1961. ولم يعترف شعب البحرين بتلك المناسبة، وأصر على المطالبة باعتبار الخامس عشر من اغسطس عيدا وطنيا لانه اليوم الذي اكتمل فيه انسحاب القوات البريطانية من البلاد في 1971. عيد الشهداء هذا العام سيكون يوما مشهودا بعون الله، خصوصا بعد ان انتهى ما لدى الشيخ حمد وعصابته من مشاريع سياسية، وكشفوا وجوههم القبيحة امام اهل البحرين كدعاة للفرقة المذهبية والتمييز على اسس طائفية، بالاضافة الى الكشف عن المزيد من جرائم السرقة والسلب والنهب. ويكفي الاشارة الى ان أهل البحرين لم يستفيدوا من تضاعف المدخولات النفطية بسبب تصاعد اسعار النفط، بل نهبت تلك العائدات من قبل العائلة الخليفية، لاستعمالها في امرين: اما البذخ المفرط وشراء الممتلكات في البلدان الاخرى مثل جنوب شرق آسيا و فندق ‘جروزفنر هاوس’ في قلب لندن، او لشراء المواقف والذمم والاقلام، او لاستئجار الشركات الاجنبية والمرتزقة للاستعانة بهم ضد اهل البحرين. هذه الهموم تكفي لتحريك المواطنين والاحرار للتصدي للعدوان الخليفي الغاشم في كل موقع، داخل البلاد وخارجها، ولا شك ان عيد الشهداء هو الأنسب، خصوصا انه يمثل لهم يوم العزة والكرامة، يوم اذلال الظالمين وكسر انوف الطغاة. والامل ان يكون عيد الشهداء هذا العام يوما مشهودا، لكي تصل الرسالة واضحة الى العالم بان اهل البحرين لن يناموا على ضيم، وان حكم الطغيان لا يدوم، وان فرعون وجنوده مصيرهم الزوال والهلاك، وما ذلك على الله بعزيز.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
31 اكتوبر 2008