مستعدون لايصال ظلامة شعبنا الى أقاصي الأرض، وهذا ما دار في الكونجرس
ما هذا النظام التعيس الذي يقشعر جسده عندما تتاح فرصة لضحاياه لإطلاق شيء من التأوه من ظلمه وجبروته وارهابه؟ ما هذه الطغمة الحاقدة التي تتمزق غيظا عندما يصك مسامع افرادها نبأ انفراج لمواطنين مسحوقين، يمكنهم من التنفس والتفاعل مع ما حولهم ومن حولهم؟ بضعة نفر يدلون بشهاداتهم امام بعض اعضاء الكونجرس الامريكي يخلقون رعبا في اوصال النظام، فيقوم بارسال عيونه وعملائه للتشويش على الفعالية، بعد ان فشل في الحصول على دعوات رسمية لممثليه لحضور الجلسة المذكورة.
فالنظام الخليفي المهتريء يشعر باجرامه، ويخشى دائما من افتضاح امره امام العالم. فبالاضافة لسياسات الاستبداد والقمع والارهاب التي تعمقت ممارستها في السنوات الاخيرة، فقد تبنى كذلك اساليب التشويش والتضليل للتعتيم على ممارساته الاجرامية بحق ابناء البحرين الاصليين (سنة وشيعة). وما قام به الحكم الخليفي هذه المرة يؤكد اصراره على مواجهة ابناء البحرين اينما حلوا، مستغلا امكانات السلطة لذلك. فقد تحرك جهاز استخباراته السيء الصيت على عدد من الصعدان في محاولة يائسة لوقف جلسة الكونجرس، لانها الاولى من نوعها، ومن شأنها ان تسلط المزيد من الاضواء على طبيعته كنظام استبدادي توارثي مقيت. فقام في البداية بمحاولات منعها، وذلك بتحريك شركات العلاقات العامة التي تمتص الملايين سنويا من اموال الجياع البحرانيين، وقام ممثلو تلك الشركات بالاتصال باعضاء الكونجرس الذين تبنوا المشروع، ولكنهم باؤوا بالفشل الذريع. وبدلا من ثني السيد وولف وزملائه عن عقد الجلسة، ازداد حماس هؤلاء لانهم ادركوا امرا لا يعرفونه، وهو انهم يواجهون نظاما شبيها في اساليبه بأشد الانظمة القمعية التي تعاطوا معها من قبل، ورفضوا اي طلب من الطرف الخليفي عبر عملائه ومرتزقته. ثم تحرك جهاز الاستخبارات وسعى لفرض بعض ابواق النظام للمشاركة في الجلسة، وفشلت المحاولة كذلك. مع ذلك بعث عددا من عملائه لحضور الجلسة في محاولة للتشويش عليها. ولكن الله أفشل مكرهم، وفضح اكاذيبهم واطلع العالم على شهادات ضحايا التمييز الذين تجشموا عناء السفر من البحرين الى واشنطن للادلاء بشهادات حية حول ممارسات النظام الخليفي الحاقد.الجلسة كانت متميزة من حيث الحضور والنتائج، ومن شانها، اذا ما استمرت الجهود للاستفادة من نتائجها، ان توسع دائرة الاهتمام الدولي بالبحرين، البلد الذي يقمع شعبه بشكل لم يحدث لأي شعب آخر في المنطقة. فهو مهدد في وجوده بمشروع التجنيس السياسي الهادف للاخلال بالتوازن السكاني، الامر الذي من شأنه ان يفتت اللحمة الوطنية ويؤدي الى مشاكل مجتمعية خطيرة. كان الحاضرون من جهات شتى: من مكاتب اعضاء الكونجرس من نواب وشيوخ، ومن وزارة الخارجية الامريكية، والاعلاميين، ومن المفوضية الامريكية للحريات الدينية. وكانت شهادات المواطنين وهم كل من الدكتور عبد الجليل السنكيس والاستاذ نبيل رجب والأخت فاطمة الخواجة، أقوى من ان تفندها السفيرة اليهودية التي لم تعش يوما مشاكل هؤلاء المسحوقين، فجلست صامتة، كأنما ألقمت حجرا، وخرجت ومعها وفدها الكبير، وهي تفكر في مستقبلها بعد ان فشلت في منع اقامة الجلسة او التأثير على مجراها. لقد كان يوما مشهودا، ليس لاننا نتوقع نتائج خارقة للعادة منها، ولكنها تعبر عن قدرة اهل البحرين المسحوقين اختراق الحواجز التي فرضتها العائلة الخليفية المجرمة عليهم، واستطاعوا ايصال صوتهم الى جهة مهمة في السياسة الدولية، وأكدت قدرتهم على تدويل قضيتهم على امل ان يحدث تدخل دولي لاحقا للضرب على ايدي العابثين بأمن الشعب ووجوده وثقافته وتاريخه وارضه. ان آل خليفة يمثلون قراصنة انقضوا على البحرين واهلها وعاثوا الفساد ومارسوا السلب والنهب، وهددوا اهل البحرين في وجودهم وارزاقهم، ودخلوا في حرب ليس لها حدود معهم، ولذلك اصبح اهل البحرين، معذورين في رفع ظلامتهم امام العالم، عملا بقوله تعالى: “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وان الله على نصرهم لقدير”. لقد حاولوا كافة الوسائل السلمية للتوصل الى صيغة للتعايش السلمي مع العائلة الخليفية المحتلة، ولكن بدون جدوى، فلم يعد امامهم الا رفع اصوات الاستغاثة، وتدويل القضية، بعد ان ايقنوا ان البديل لذلك التدويل القضاء عليهم وعلى هويتهم وتاريخهم وارضهم ووجودهم. وقد جاءت قضية أصغر بخش الاخيرة لتؤكد مدى ما يمكن ان تذهب العائلة الخليفية المجرمة اليه لتبرير قتل اهل البحرين. فهل ثمة جريمة أكبر من هذه؟ وهل يجوز الصمت على ذلك؟ وثمة بعد آخر للتشويش الخليفي على مساعي المجاهدين في الداخل والخارج، خصوصا بعد ان وصلت قضية شعب البحرين الى الكونجرس الامريكي. ومن اساليب التشويش تلك: اولا: السعي لتهميش قضية التمييز وذلك بالايحاء، من خلال بعض الفعاليات التي تبدو مستقلة، بان التمييز قائم، ولكنه واحد من المشاكل الكثيرة التي تواجه نظاما ديمقراطيا حديث العهد، وانه ليس سياسة تهدف للقضاء على وجود الشعب. ثانيها: توجيه الاقلام والعناصر البندرية التي تعمل لدى جهاز الاستخبارات المقيت، للتقليل من شأن هذه الفعاليات، بطرح التساؤلات من نوع: هل يعقل ان تقف امريكا مع شعب البحرين ضد نظام حليف؟ او: هل يجوز التعامل مع امريكا بهذا الشكل؟ او: قولوا لنا ما جدوى هذه الاعمال؟ انها اساليب جديدة – قديمة، تهدف للتقليل من شأن هذه الفعاليات. انها اثارات تافهة لا تستحق الرد، لانها تسعى لاضاعة قوت المجاهدين وتشتيت جهودهم، في الوقت الذي تنفق فيه العائلة الخليفية من اموال الشعب المسروقة الملايين سنويا لتوظيف الابواق الامريكية والعملاء وشركات العلاقات العامة لتقديم صورة ايجابية للنظام الاستبدادي. وما تعيين السفيرة اليهودية في واشنطن الا خطوة ضمن هدف كسب الموقف الامريكي. وما تعيين أليس سمعان، المسيحية، نائبة لرئيس مجلس الشورى الصوري، في هذا الوقت بالذات الا ضمن هذه السياسة. وما حضور عملاء النظام جلسة الكونجرس الا تأكيد لاهمية مواجهة تدويل القضية وكشف عورات النظام. مع ذلك فان المعارضة البحرانية، عرفت طوال التاريخ، بنظافتها ونقائها، ووطنيتها، ورفضها الاحتلال والاستعمار بدون اي تحفظ. انها تعتمد على الله اولا، وعلى الشعب ثانيا، وعلى دعم الاحرار في العالم ثالثا. ولذلك فهي تسعى لكسب دعم أية جهة دولية مستقلة، خصوصا في مجالات حقوق الانسان، والمجالس الديمقراطية الحرة، واصحاب التوجه الانساني النبيل، فكل اولئك اصدقاء طبيعيون لشعب البحرين المظلوم، واعداء للاستبداد والديكتاتورية اللذين تمثل العائلة الخليفية أبشع مصداق لهما. وعليه نؤكد ان العمل لفضح هذا النظام سوف يستمر بعون الله، ومعه وسائل حشد الرأي العام وهمم الاحرار من ابناء اوال، ورفع معنويات المجاهدين والمناضلين لكي يصمدوا امام آل خليفة الاشرار. ولا يهمنا كيد فرعون وقومه واتباعه، فانهم الى فناء وفشل وهزيمة واندحار بعون الله. فلن تذهب دماء شهدائنا هدرا، بل هي مصدر عطاء وتحريك وافاضة، وفوق ذلك كله، فان الله هو الناصر والمعين، وهو قاصم الجبارين وهو على كل شيء قدير.اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
17 اكتوبر 2008