سقطتم الى الهاوية يا أعداء الانسانية، ومسرحية “بخش” ستطاردكم حتى في الكونجرس
أي جرم هذا الذي ارتكبوه بحق شباب كرزكان الذين ينطبق عليهم قول الله سبحانه: “انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى”. هؤلاء المؤمنون يعاقبون بجرم لم يقترفوه، ويعذبون بتهمة باطلة، هم بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف. كان هؤلاء بريئين منذ اليوم الاول لاعتقالهم، لان القصة الخليفية لم تصمد أمام التحقيق والتدقيق. ومع الكشف عن شهادة وفاة “الضحية” المفترضة، وهو شرطي باكستاني اسمه ماجد أصغر علي، حصحص الحق، وزهق الباطل، وتأكد العالم انه توفي قبل خمسة شهور من تاريخ القتل المزعوم.
لقد انكشفت عورات النظام ورموزه بما يندي الجبين، وتأكد اجرامه بحق ابناء البحرين، وا رتكابه أبشع المؤامرات ضدهم، وحقده الدفين ضد كل ما هو بحراني. هذا النظام الجائر الذي احتل البلاد بالقوة، ما يزال يعمل السيف في الرقاب، ويسعى زعيمه لاثبات تفرعنه باستعداده لقتل عشرات من المواطنين لكي يثبت انه قادر على ان “يحيي ويميت”. ولكن القدرة الالهية تدخلت هذه المرة لانقاذ هؤلاء الفتية من براثن الوحوش الكاسرة، وان كان مصيرهم ما يزال بأيدي هؤلاء السفاحين، عشاق الموت، ومحترفي التعذيب، وقاتلي النفوس المحترمة، ولاعقى دماء الابرياء. لقد أثبتت هذه الحثالة وعملاؤها وابواقها أن البحرين، كبلد وشعب، في خطر داهم، فكل بحراني مهدد بالموت على ايديهم، ولا حرمة لأحد في قاموسهم. فالى الله المشتكى، وهو وحده القادر على حماية المظلومين، ورد كيد الظالمين في نحرهم. الآن وقد حصحص الحق، وظهر المكر، وبطل سحرهم، وانكشف الكيد، ما هو الفصل المسرحي التالي في حلبة الصراع التاريخي المحتدم بين اهل البحرين وهؤلاء الغزاة الظلمة؟ إلى ان ستتجه دائرة الصراع؟ لو كان في هذا النظام رجل شريف واحد لأعلن براءته من النظام الديكتاتوري السفاح، وأنزل أقسى العقوبات بالمتآمرين ضد الأبرياء، شهداء الزور، وأعداء الانسانية، ومصاصي الدماء. أبعد الجريمة التي افتضح أمرها، يهنأ مواطن بالعيش في ظل هذا النظام؟ أبعد ما ارتكبوه من تزوير الحقائق، ثمة مجال للتعايش بين اهل البحرين وهذه الطغمة الدموية، التي لا تعتقد بامكان التعايش السلمي مع اهل البحرين؟ جهاز استخبارات كامل فشل في اخراج المسرحية، وكشف الله مكيدته، ونجى المؤمنين من ايدي القتلة الخليفيين. فما قيمة هذا الجهاز ومستخدميه؟ وأي وجه لزعيم النظام يخرج به على العالم، وهو الذي رفض ممارسة أدنى مستوى من العدل، وأصدر اوامره بعدم اجراء اي تحقيق في جرائم التعذيب التي ارتكبت بحق المواطنين الابرياء الذين اعتقلتهم اجهزه الارهابية بدعاوى باطلة؟ انه نظام ليس فيه انسان واحد، بل يتشكل من وحوش بشرية، مدعومة برغاء الاقلام المأجورة الحاقدة التي تصفق للظالمين والطغاة، وتحارب الابرياء والمظلومين: “لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد، متاع قليل، ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد”.
هذه الطغمة لا تكتفي بهذا القدر من الحقد والتأمر، بل تواصل عدوانها الاعلامي والسياسي ضد اهل البحرين المظلومين، وتسعى لمحاصرتهم حتى خارج وطنهم. وما التهريج الذي تمارسه ابواق النظام ضد اللاجئين السياسيين البحرانيين في بريطانيا الا مصداق آخر للحقد الدفين في نفوس مرضى القلوب المرتبطين بالمعذبين والجلادين الخليفيين. نعم هناك لاجئون بحرانيون في بريطانيا، فلتموتوا بغيظكم أيها الموتورون. نعم انهم في مأمن من “فرق الموت” الخليفية التي مزقت أشلاء علي جاسم وعباس الشاخوري ومهدي عبد الرحمن ومحمد جمعة الشاخوري ونوح خليل آل نوح. نعم انهم يتمتعون بحرية التحرك والتعبير عن ا لرأي والموقف ضد نظام ارهابي مرتبط بشكل وثيق بالنظام الصهيوني، خصوصا بعد دعوة وزير الخارجية الخليفي للتطبيع معه. نعم هؤلاء اللاجئون يعيشون وضعا أفضل كثيرا من وضع المرتزقة الذين يلحسون قصاع الطغاة الخليفيين، ويمسحون قاذوراتهم في مقابل حفنة من المال او وجاهة موهومة. نقول لأولئك الموتورين: اذا كنتم رجالا فاطلبوا من الحاكم وذويه التوقف عن زيارة بريطانيا التي يقضون أغلب ايامهم فيها، وامنعوا الخليفيين من شراء فندق “جروزفنر” بمبلغ يقارب المليار جنيه استرليني مسروقة امن اموال المحرومين. نقول لهؤلاء انكم تقفون مع معذبي أهل البحرين، فتصمتون على جرائم التعذيب التي مارسها الضابط البريطاني ايان هندرسون، بحق الشرفاء من ابناء البحرين، وتصفون اللورد ايفبوري، المدافع عن حقوق المظلومين البحرانيين، بـ السيء الصيت. فما أتفهكم وأتفهه خطابكم. ان اللاجئين البحرانيين سوف يستمرون في التصدي لنظام الاستبداد والقهر الخليفي، كلما سنحت الفرصة، ضمن ما تسمح به قوانين البلدان التي يعيشون فيها، ولن يألوا جهدا في فضح ممارساته، وكشف سرقاته وفساده وارهابه، ولن يستطيع الاذناب او اسيادهم تكميم افواه الاحرار الذين هداهم الله الى طريق الخير والعدل والحرية. فموتوا بغيظكم ان الله مخرج ما تحذرون.
اما محاكمة النظام الخليفي امام الكونجرس الامريكي، فهو خطوة أخرى على طريق الدفاع عن اهل البحرين المظلومين، والاستنصار لهم وإطلاع الآخرين على حقيقة هذا السجن الكبير الذي يعذب فيه شعب كامل على ايدي حفنة صغيرة احتلت البلاد بالعنف و الارهاب وتسوم الناس سوء العذاب. ان شعب البحرين قد اسلم أمره لله، وقرر مواصلة النضال ضد هذه الطغمة الفاسدة، داعيا الله ان يخلصه من براثنها ومكرها وخدعها. وقد أفشل الله كافة الوسائل التي مارستها العائلة الخليفية في الاسابيع الاخيرة لتخريب جلسة محاكمتها علنا امام الكونجرس الامريكي، وسعت، بدعم اللوبي الصهيوني والسفيرة اليهودية، لمنع انعقاد الجلسة في بداية الامر، ثم أصرت على ارسال بعض مرتزقتها للادلاء بشهادات الزور، ولكنها فشلت في كل تلك الخطوات. وأخيرا دفعت بعض العناصر العاملة ضمن مجالس الشيخ حمد لطلب الحضور بهدف التشويش واضعاف شهادات المظلومين الذين اختيروا للمثول امام الكونجرس. ولكن الله رد كيد الخليفيين وعملائهم في نحورهم، وفشلت كافة الاساليب الماكرة، فالله ناصر عباده ومذل الطغاة والظالمين. لقد قرر أحرار البحرين مواصلة درب الكفاح والنضال ضد الطغمة الحاكمة، بكافة الوسائل السلمية المتاحة، معتمدين على الله وحده، ولا أحد سواه، ينقلون قصص المعاناة الى كل شخص او جهة تقبل بالاستماع الى استغاثات المظلومين، ومناصرتهم والضغط على الظالمين والمجرمين والمعذبين، بدون ان يساوموا على المباديء والقيم، وبدون انبطاح او فساد او انحراف عن خط الله القويم الذي ارتضوه لأنفسهم منذ ان قرروا التصدي للظلم والاستبداد.
“قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة، أنا ومن اتبعني، وسبحان الله، وما أنا من المشركين”.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين ا لاسلامية
10 سبتمبر 2008