أيها الرازحون وراء القضبان، مرغتم أنوف العدو الخليفي، فطوبى لكم في الصامدين
تكرس فشل الخليفيين بشكل فاضح في كافة الجوانب ذات الصلة بالقضية المفتعلة ضد البحرانيين الاحرار، فاصبحوا في تناقضات متواصلة، وضعف هزيل في الاداء. فقد فشلوا اعلاميا، حتى على صعيد ابواقهم، اذ لم يستطع هؤلاء اقناع احد من المواطنين بتغيير موقفه ازاء ما يجري، واصبحت ابواق السلطة أضعف كثيرا من الدفاع عن نظام يهتريء من داخله شيئا فشيئا. تلك الابواق لن تستطيع يوما ان تهزم دماء الضحايا التي لا تنطلق الا بالحق ولا تصرخ الا بالظلامة، ولا تشتكي الا الى الله وحده.
وقد اتضح ذلك الفشل الاعلامي ايضا من خلال الاداء الفاشل لعملاء الاحتلال الخليفي في وسائل الاعلام الاجنبية، فخلطوا بين الكذب الواضح والانكار الفج لممارسة التعذيب، والاتهام السطحي للبحرانيين بالارهاب. هذا الارهاب يتمثل تارة بحرق الاطارات، واخرى بالاتصال بالجهات الخارجية، الاعلامية و الحقوقية، وثالثة بنشر ما يعتبره المحتلون “اخبارا مزيفة” حول التعذيب والنهب ومصادرة الاراضي والتمييز والابادة. ويتمثل هذا الارهاب احيانا بامتلاك “فلاتيات” ربما اصبحت محل تهكم البحرانيين وازدرائهم، ولكنها عبرت عن هشاشة الحكم الخليفي الذي يمكن ان تسقطه مجموعة “ارهابية” مكونة من عشرين شخصا، المتهم الاول منهم مصاب باعاقة ولا يستطيع المشي، او يهزه احتراق اطار في الشارع او طلقة من “فلاتية”، او اتصال بجهة حقوقية او اعلامية، او احتجاج في مجمع تجاري تشارك فيه ثلاث نساء يرفعن شعارا مستمدا من الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
فشل الاحتلال بشكل فاضح هذه المرة. فوزير خارجيته يحكم على المتهمين بالارهاب وينعتهم بأبشع النعوت، واذا طلب منه الدليل قال: “القضية امام القضاء”. الابواق السلطوية تتهم البحرانيين ظلما وعدوانا، بدون دليل، وتصدر الحكم عليهم، والنيابة العامة (وهي جهاز يمارس التعذيب ويقر ممارسات معذبي جهاز الامن الوطني الذي يديره المعذب الشهير خليفة بن عبد الله آل خليفة)، تصف البحرانيين بابشع النعوت، وتقر الاعترافات المسحوبة تحت التعذيب، فاذا رفض الضحايا الاعتراف بها، اصدرت عليهم حكما بالتوقيف ستين يوما لتعريضهم للمزيد من التعذيب لكي يوقعوا على الاتهامات الموجهة لهم. واعتقد الاحتلال الخليفي واجهزته الفاشلة انهم سوف يقضون على البحرانيين قضاء مبرما باساليب الارهاب السلطوي الذي مورس على اوسع نطاق هذه المرة، ومن بينها خطف الابرياء وتعذيبهم حتى يشرفوا على الموت، ولكن اصبحت ورطتهم العميقة تتضح يوما بعد آخر. فلم يحصلوا على دعم احد من حلفائهم. ويكفي ان الامريكيين رفضوا اقرار الادعاء الخليفي بوجود مخطط انقلابي ضدهم، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية السيد كراولي في 15 اغسطس ان واشنطن لا تملك دليلا على وجود محاولة انقلابية.
وقد جاءت الشعرة الاخيرة التي سوف تقصم ظهر الاحتلال الخليفي على لسان الناطق باسم الحكومة البريطانية بمجلس اللوردات، وذلك خلال مناقشة الاوضاع في البحرين عصر الاربعاء 6 اكتوبر. فقد أكد موافقته على طلب قدمه اللورد ايفبوري بالسماح للمقرين الخاصين التابعين للامم المتحدة حول الاعتقال التعسفي والتعذيب، بزيارة البحرين للاطلاع على ما يمارس من تعذيب واعتقال تعسفي. وكررت الناطقة السابقة باسم الحكومة البريطانية في حكومة حزب العمال، البارونة سيمونز، اصرارها على السماح بالمقررين الخاصين حول التعذيب والاعتقال التعسفي. هذا الطلب سوف يقصم ظهر العائلة الخليفية، لانه لو حدث ذلك فسوف يثبت، بدون ادنى شك، تورط رموز الاحتلال الخليفي اما في إقرار التعذيب او ممارسته، ابتداء من رأس الحكم مرورا برؤساء جهاز الامن الوطني الثلاثة (عبد العزيز عطية الله آل خليفة، وخليفة بن علي بن راشد آل خليفة، وخليفة بن عبد الله آل خليفة) وصولا الى العناصر التي تمارس التعذيب مباشرة. ولذلك يستحيل ان توافق العائلة الخليفية على المطالبة بزيارة هؤلاء. ونتحدى المجرمين الخليفيين ان يوافقوا على هذا الطلب الذي اقره اصدقاؤهم في بريطانيا. وتجدر الاشارة الى ان اصرار المقرر الخاص حول الاعتقال التعسفي في نهاية التسعينات على زيارة السجون الخليفية أرغم الطاغية الحالي على اخلاء السجون لانه يعلم ان تلك الزيارة كانت ستكشف انتهاكات صارخة لحقوق الانسان وسوف تجرم الخليفيين بشكل خطير جدا. ولذلك فقد جاء اطلاق الدعوة من قبل الحكومة البريطانية يوم امس للسماح بالمقررين الخاصين حول التعذيب والاعتقال التعسفي تطورا خطيرا غير متوقع من قبل الخليفيين الذين كانوا يراهنون على الموقفين الامريكي والبريطاني لدعم مشروع “الابادة الصامتة” الذي بدأوه قبل عشرة اعوام واستمروا عليه حتى الآن.
العالم السياسي يلاحق هؤلاء الطغاة ا لمحتلين اذن، كما تلاحقهم وسائل الاعلام بشكل غير مسبوق، ويطاردهم كذلك العالم الحقوقي الذي وصل الى عقر دارهم. ومن الضروري الاشارة الى الهزيمة المنكرة التي منيت بها وزيرتهم في لقائها مع الحقوقي الدولي، جو ستورك، الذي التقى بها في مكتبها. كانت تعتقد ان ستورك سيكون كغيره من المرتزقة الذين تشتري صمتهم باموال الشعب المنهوبة. فما ان اتهمته بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد بسبب حضوره بعض الجمعيات، حتى طالبها بالقوانين التي تمنعه من ذلك، فما كان منها الا ان لاذت بالصمت لانها، ببساطة، لن تستطيع ان تواجهه. فهي وامثالها من الذين يقبلون بالاستحمار، انسلخوا من انسانيتهم واصبحوا دمى يحركها المحتل الخليفي بالاشارة، وعليهم ان يستجيبوا لاوامرة بدون تردد. هؤلاء ينفذون اجندة غيرهم، وعليهم ان يمسحوا قاذورات رموز الاحتلال، وان يعبروا عن تلذذهم بذلك الدور، وتقديم الشكر لسادتهم الذين سمحوا لهم بالقيام بذلك الدور القذر. هذا النظام وعبيده اضعف من ان ينالوا من عزيمة البحرانيين الاشاوس الذين هزموا الخليفيين بصمودهم، واصبحوا يطاردون جلاديهم داخل البلاد وخارجها، ويخططون ليوم القصاص الدولي العادل الذي لن يوفر من هؤلاء المجرمين احدا، فيوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم، وصدق الله سبحانه حين يضع قانونا لا يقبل الخطأ بقوله تعالى: “انا من المجرمين منتقمون”. فبرغم التعذيب المتواصل للبحرانيين المرتهنين في سجون العدو الخليفي، فقد حققوا انتصارات كبيرة على اعداء الشعب من المحتلين واذنابهم، واصبح العالم متضامنا معهم، ومطالبا بمقاضاة معذبيهم، وصدرت التقارير، الواحد تلو الآخر، ومنها تقرير لجنة حقوق الانسان التابعة لجمعية المحامين البريطانية، وتقرير اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان، اللذان صدرا هذا الاسبوع. وسوف تصدر بعون الله التقارير تباعا لتدين نظام الاحتلال الخليفي لتدينه بارتكاب الجرائم ضد الانسانية. وهكذا يتجسد صدق حقيقة “انتصار الدم على السيف”، وهو انتصار محتوم شاء الخليفيون ام ابوا. فصبرا ايها المرابطون على ثغور الوطن، فعما قريب ينبلج الفجر بعون الله، ويزول ظلام الليل الخليفي الدامس “ان موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب“.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
8 اكتوبر 2010