قلتم وقال الشعب، فهزمتم وانتصر البحرانيون
دماء الرهائن البحرانيين هزمت فلول الخليفيين المحتلين
لم يبق لديهم سوى القمع والارهاب، بعد ان فقدوا مقومات وجودهم وشرعية حكمهم. والحكم الذي يتكيء على العنف لا يدوم، لانه طغيان لا يستقيم مع التوازن المطلوب بين الحكم والعدل. لقد هزم المحتلون الخليفيون على كافة الصعدان: هزموا اعلاميا، فلم يكتب لصالحهم الا من قبل لنفسه مشاركتهم في نهب اموال الشعب المسلوبة، اما الاعلاميون الاحرار فقد استسخفوا المسرحية الخليفية الهزيلة، واعلنوا بوضوح انتهاء المشروع السياسي للطاغية. وهزموا سياسيا، فلم يقف معهم الا نظراؤهم من المستبدين والطغاة، وكذبهم الآخرون في مزاعمهم بوجود “مخطط انقلابي” ضدهم.
وحتى الحليف الامريكي أكد عدم وجود المحاولة الانقلابية المزعومة. فلجأ الخليفيون، وهم يترنحون امام ما حققه البحرانيون الاصليون (شيعة وسنة)، من انجازات سياسية واعلامية، لتزييف الحقائق، كما زيفوا في 1996 رسالة الرئيس الامريكي آنذاك، كلينتون، الذي دعاهم الى التحاور مع ابناء البحرين. وفشلوا اخلاقيا، اذ كشفت اساليبهم في التعامل مع البحرانيين حقدا دفينا يعكس خبثا وسقوطا اخلاقيا وانسانيا مروعا. فاعتقلوا حتى الطفل ذي السنوات العشر، ولم يرحموا النساء والشيوخ الذين حرموا من الراحة وا لنوم في الساعات الاولى من كل صباح. وسقطوا عندما مارسوا ابشع اشكال التعذيب بحق الآدميين، وسلطوا كلابهم المتوحشة لنهش أجساد المستضعفين بلا رحمة او انسانية. وهزموا عندما اعلنوا ان المعارضة البحرانية ليست مرتبطة بايران، وعندما رفض حلفاؤهم (وفي مقدمتهم الولايات المتحدة) مقولتهم بوجود مخطط انقلابي، وعندما رفض اغلب المشاركين في مؤتمر “دول الجوار العراقي” دعم الارهاب الخليفي ضد البحرانيين. انها هزائم متلاحقة لهؤلاء المحتلين الذين ستضيق الدنيا بهم حتى يضطروا للاختباء وراء الاحجار فينطق الحجر قائلا: يا بحراني، هذا خليفي ورائي، وما ذلك على الله بعزيز.
أمور عديدة أثلجت صدور المؤمنين الصابرين المحتسبين، وهم يشاهدون السقوط المروع للمسرحية الخليفية الهزيلة.
اولها انهم هذه المرة خلطوا الاوراق، فاجتمعت كلها ضدهم، ولو انهم استهدفوا مجموعة دون غيرها لكان الامر مختلفا، بل ان حقدهم ضد كل من هو بحراني اصيل (شيعي ام سني) دفعهم لاستهداف المناضلين ايا كان انتماؤهم الايديولوجي.
ثانيها: ان المبالغة في وصف المعارضين واتهامهم، ليس بالتحريض مثلا، بل بالارهاب، أسقط مشروعهم جملة وتفصيلا، خصوصا انهم فشلوا في تقديم دليل ملموس واحد ضد هؤلاء، فأي ارهاب هذا الذي لم تستعمل فيه بندقية واحدة او سيارة مفخخة او تفجير؟ وبدلا من محاصرة الاحرار بهذه الدعاوى الباطلة، اصبح الخليفيون هم المحاصرين بهذه الدعوى. فقد اتضح للعالم ان المفهوم الخليفي للارهاب مختلف عما يؤمن به العالم، وان الارهابي في القاموس الخليفي هو من يعارض احتلالهم واستبدادهم وفسادهم.
ثالثها: ان العالم ادرك بشكل قاطع وموثق بان الخليفيين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية، واصبح رموزهم، خصوصا الحاكم ووزير ديوانه ووزير جهاز امنه كلهم متورطين في تلك الجرائم، بالاضافة لجريمة الابادة ضد غالبية الشعب البحراني. وبتعذيب اكثر من 250 بحرانيا في غضون شهر واحد، اصبحوا جميعا مستهدفين من قبل النشطاء الحقوقيين للمثول امام محاكم دولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة. وقد قدم الخليفيون دليلا آخر يدعم المطالبين بالتحقيق في جريمة الابادة التي يمارسها الطاغية، بسحب جنسية ىية الله الشيخ حسين نجاتي، وعائلته، بدون اي مبرر، في الوقت الذي يؤكد تقرير البندر الابعاد الخطيرة لمشروع التجنيس السياسي الذي يمارسه ذلك الطاغية. فما عساهم ان يحققوا من سحب جنسية هذا المواطن الحر الشريف؟ وله سيكون مصير هذا الديكتاتور المتكبر افضل مما آل اليه من سبقه من الطغاة، ابتداء بفرعون وانتهاء بصدام حسين؟ فعلى الباغي تدور الدوائر، والحر لا يباع ويشترب المال او المنصب او جواز السفر. فهم يواجهون أناسا ارتبطوا بعقيدتهم وربهم “انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى”. هؤلاء الفتية ينظرون يعتبرون ذلك متاع الحياة الدنيا، وما عند الله خير وأبقى.
رابعها: ان الدعم الوحيد الذي يقدم لهم انما يأتي من الاطراف التي وافقت على بيع ضمائرها للشيطان في مقابل حفنة من المال المسلوب من جيوب الجياع البحرانيين. وعلى العكس من اولئك المرتزقة، فقد وقف مع ابناء البحرين ذوو الضمائر الحية الذين انفقوا من اموالهم الخاصة ولم يتوقعوا مردودا ماليا في مقابل ذلك. فما فعله الايرلندي اندرو انديرسون، من طبع صورة الاستاذ علي عبد الامام على ظهره وهو يشارك في ماراثون خيري، يؤكد ذلك. وما الفزعة التي قام بها اصحاب المواقع الالكترونية تضامنا مع “ملتقى البحرين” عندما عمد مرتزقة “مملكة الصمت” لتخريبه، الا مؤشر آخر لانسانية من دعم البحرانيين المظلومين.
خامسها: ان صمود البحرانيين في زنزانات التعذيب، ورفضهم التوقيع على الافادات التي اجبروا على توقيعها تحت طائلة ذلك التعذيب، أفشل الخطة الخليفية جملة وتفصيلا، وسوف يرغمون على اخلاء سبيل اغلب السجناء عاجلا ام آجلا، بعد ان اصبح السجان هو المتهم بجرائم اكبر مما وجههوه للرهائن البحرانيين. فما عساهم ان يفعلوا مع الدكتور عبد الجليل السنكيس الذي يعرفه العالم شرقا وغربا بتحضره في الخطاب والمنطق؟ او مع علماء الدين الافاضل الذين تعرضوا لابشع اشكال التعذيب؟ لقد عاهد البحرانيون الله هذه المرة ألاّ يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم، وان يوصلوا قضية شعبهم الى اعلى الجهات القضائية الدولية، وان يبذلوا الغالي والنفيس لمحاصرة الطاغية وعصابته بالتهم التي ارتكبوها ضد الانسانية خصوصا جريمتي الابادة والتعذيب. وسوف تشهد الحقبة المقبلة، بعون الله، تغيرا جوهريا في مسرح الحدث، لينقل من قرى البحرين المحاصرة الى مراكز القضاء الدولي، ابتداء بجنيف، ولن تكون البحرين سوى مسرح الجريمة التي تستقى منها الادلة الدامغة ضد اعداء الانسانية.
امام هذه الحقائق الدامغة، يقف الخليفيون وضيعين أذلاء، يسعون لاسترضاء الآخرين من موقع الذلة والخنوع، فيضغطوا على الـ بي بي سي لاستضافة واحدة من ابواقهم، ويتصل وزير الخارجية باطراف اعلامية وحقوقية عديدة لاستمالتها وتقديم الدعم المالي لبعض الاشخاص في مقابل تنفيذ بعض رغبات الخليفيين في مواجهة الاحرار البحرانيين. ولكنهم لم يحققوا من تلك الحملة الا استمالة بعض الهامشيين من الاعلاميين والحقوقيين الذين بدأت مؤسساتهم تراقب تصرفاتهم وعلاقاتهم و “مدخولاتهم”. فالحق لا يشترى بالمال، والاحرار لا يخضعون امام الظلم، والاعزاء لا يحنون هاماتهم لديكتاتور او سفاح، والمجاهدون لا يبتغون أجرا الا رضا الله سبحانه وتعالى: “انهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون“.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
23 سبتمبر 2010