فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة
لقد أنفقوا من أموال الشعب الكثير على الدعاية وشراء الابواق، ولكن هل يستطيعون اخفاء الحقيقة؟ قد يغيبون ضوء الحقيقة وراء السحب الثقيلة من الضوضاء والدجل والتضليل، ولكن النور أقوى من ان تخفيه تلك الدسائس والاباطيل. جاؤوا بالاعلاميين البريطانيين الى البلاد، وسعوا لشراء مواقفهم بالبذخ والدجل، ولكن السحر انقلب على الساحر، فاذا بهؤلاء الاعلاميين الاحرار يكتبون ما رأوه، وليس ما أملاه عليهم سماسرة النظام الخليفي العفن. كان هؤلاء الحكام الطغاة يطمعون في كسر شوكة المعارضين الشرفاء باغراء اصحاب الاقلام الاجنبية بالتصفيق والتطبيل لسياساتهم القمعية التي تقوم على اساس التمييز والابادة والظلم والنهب، ولكن شاء الله الا ان يهزمهم في عقر دارهم، فاذا الاموال التي نهبوها من اموال الشعب من اجل الدعاية والتضليل، تؤدي غير الغرض الذي أرادوه. واذا بصحفيي “التايمز” و “الاندبندنت” و “الجارديان” وغيرهم يحكمون ضمائرهم ويرفضون بيعها في مقابل “هدايا” الحكم الخليفي. لقد كانت هزيمة ساحقة ليس لسياسة الاعلام ووزيره الجديد فحسب، بل للنظام الخليفي المجرم الذي “أصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية”. واذا بـ “صحافييه“ يندبون حظهم العاثر ويعبرون عن فشلهم في تضليل الضيوف. لقد كان يوما أسود عندما هزم الله رموز هذا النظام وفضح اساليبه، وكشفه امام الرأي العام على حقيقته التي يعرفها اهل البحرين، ويجهلها الآخرون. لقد انفقوا الاموال لتحقيق “خبطة” اعلامية ضد المعارضين الاشاوس من ابناء اوال، فكان الله لهم بالمرصاد، اذ خسف بهم دارهم وكشف حقيقة هذا النظام. انها نعمة الهية للمستضعفين المغلوبين على أمرهم، ولكن هل هناك من هؤلاء من يعي القيم الايمانية؟ لا شماتة في المرض، ولكن دعوات المظلومين لا تحجب عن الله سبحانه، فها هي تطارد رأس الحكم لعله يرعوي ويرجع الحق الى اهله، ويحكم بالعدل والانصاف. وها هو ولي العهد، يرى قضاء الله الذي لا يرد، نافذا في أهله بالموت والمرض، وفي وزرائه بافشال مهماتهم والدفاع عن المظلومين “ان الله يدافع عن الذين آمنوا، ان الله لا يحب كل مختار فخور“. فهل يرعوي؟ لو كان لـ “ملك المستقبل” عقل لسار على سيرة معاوية بن يزيد الذي رفض ان يسير على نهج ابيه، قاتل الحسين بن علي عليه السلام، ورفض الخلافة بعد ان وخزه ضميره. لقد خلد التاريخ معاوية بن يزيد وأخزى والده، فهل يرعوي ولي العهد؟ ام ان اجواء “الفورمولا 1” والأراضي المدفونة الكبيرة، والجزر المحتلة، تمنعه من رؤية الحق؟ “كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يعملون“.
اننا على يقين بحقائق عديدة. اولها ان الله يدافع عن المؤمنين الصابرين المحتسبين اذا وقفوا ضد الظلم، مهما كانت قوته.
ثانيها: ان سنن الله نافذة في الخلق، ولا مرد لكلماته، وان آل خليفة ليسوا خارج تلك القوانين والسنن، ولن يكونوا أوفر حظا من بني أمية وبني العباس وبني عثمان وسواهم، وبالتالي فان نهايتهم محتومة، طال الزمن ام قصر.
ثالثها: ان الصبر على الموقف ومواجهة الظلم من شروط النصر، وان المؤمن لا يستعجل الفرج “متى نصر الله؟ ألا ان نصر الله قريب”. وكما قال الامام علي عليه السلام “انما يعجل من يخاف الفوت، ويحتاج الى الظلم الضعيف“.
رابعها: ان قدر الله للمؤمنين الصابرين ان يصبروا مع الثبات والاستقامة “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا، ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون“.
خامسها: ان قدر شعب البحرين ان يستقيم في مواجهة الظلم الخليفي، لان الظلم لا يحقق للظالم ما يريد، بل يعجل في نهايته وسقوطه.
سادسها: ان هناك قانون “التوازن” الالهي الذي تستطيع الامور، بمقتضاه، ان تستعيد قوامها وتوازنها، فالتجنيس السياسي مثلا سوف يخلق ردود فعل ضد الاحتلال الخليفي، ليس من داخل فئة معينة من الشعب، بل من كافة المواطنين، وان تمادي رموز الحكم في الظلم سوف يزيل العوائق التي تعترض وصول دعاء المظلومين الى خالقهم، فتأتي الاستجابة الالهية لتلك الدعوات لتمحق الظلم والظالمين.
استغربنا كثيرا من الصمت السائد ازاء عدد من التطورات الخطيرة،
اولها التجاهر الخليفي بالتطبيع مع الاحتلال الصهيوني، واعتبار ذلك امرا خاصا بالعائلة الخليفية، فهي التي تتحكم بعلاقات اهل البحرين مع غيرهم بدون استشارة او رأي منهم. لم نسمع كثيرا عن أصوات مناوئة لذلك التطبيع، وهو أمر يدعو الى الحيرة والقلق، فمن الخطير جدا ان تسود حالة “استمراء” لسياسات التطبيع وبيع الاوطان، واقرار سياسات التوطين سواء في فلسطين ام البحرين.
ثانيها: ما يزال الصمت مطبقا حول الخلايا البندرية، بتوجيه ديوان الشيخ حمد، ووزيره، الطائفي المقيت، خالد بن أحمد آل خليفة، وادارة أحمد عطية الله آل خليفة، شقيق المعذب السيء الصيت، عبد العزيز عطية الله آل خليفة. لقد ارتكب هؤلاء جرائم بحق اهل البحرين، ومن الخطأ الكبير السكوت على تلك الجرائم. فالحل يبدأ بمحاكمة هؤلاء المجرمين، ومعهم ضباط التعذيب في الحقبة السوداء. فبدون ذلك سيبقى المجرمون في مواقعهم، وأي بلد يحكم بالاجرام والمجرمين، لا يمكن ان يتطور او يسوده الهدوء. اننا لنشد على ايدي المتصدين لمطاردة هؤلاء المجرمين ومخاطبة الجهات الحقوقية والسياسية الدولية لحثها على الاستمرار في كشف الجرائم التي ترتكبها الخلايا البندرية. فأي تنازل او لين في الموقف سوف يشجع رموز العائلة الخليفية على ارتكاب المزيد من الجرائم. فلا صلح حتى يعترف المجرم بما اقترفت يداه. لقد أعدم الشهيد عيسى قمبر بجرم لم يقترفه، وقتل سعيد الاسكافي وحميد قاسم ونضال النشابة وعباس الشاخوري على ايدي سفاحي النظام الخليفي، ولن يسكت اهاليهم حتى يروا القصاص العادل في مرتكبي جرائم القتل والتعذيب. اما الخلايا البندرية فقد ارتكبت جرائم أخطر، لانها عاثت فسادا بالتركيبة البشرية للبلاد، وحرضت على الكراهية المذهبية، ومارست القمع الطائفي، وسعت للتشويش والكذب والدجل عبر الصفحات الالكترونية وجريدة النظام الرسمية (الوطن). هذا البوق الاعلامي الرخيص ما فتيء يستسخف عقول الاحرار بـ “قصصه” الخيالية حول “المؤامرات” التي يحيكها اهل البحرين ضد العائلة الخليفية المحتلة. حتى لكأننا نقرأ فيها مجددا “الاعترافات” التي كانت تقدم ضد شباب البلاد في الثمانينات و التسعينات، من نسج خيال جهاز التعذيب الخليفي. . في هذا الوقت نهيب بالمواطنين التهيؤ للادلاء بشهاداتهم امام المحاكمة الدولية بعد ستة شهور للعائلة الخليفية من قبل مجلس حقوق الانسان. لقد رصدت هذه العائلة المجرمة الملايين من اموالنا المسروقة لافشال المحاكمة وتبرئة المجرمين، فهل نسمح لها بذلك؟ لتتوحد الجهود جميعا في اطار حركة شعبية واسعة للاطاحة بعقلية الاحتلال الخليفية واقامة نظام سياسي عصري يقرره المواطنون لانفسهم، وحذار من الانزلاق في المخططات الاجرامية التي لها ظاهر لين وباطن مرعب.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك
حركة احرار البحرين الاسلامية
9 نوفمبر 2007